الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللغة العامية العراقية
6 -
الصفة المشبهة باسم الفاعل
تشتق الصفة المشبهة عند العامة من الفعل الثلاثي ولها أمور خاصة بها:
1 -
أنها أن كانت على فعلان، تؤنث بالتاء فلا يقولون في مؤنث العطشان (عطشى) بل يقولون (عطشانة) فالشذوذ الذي أشار إليه الفصحاء في مثل (أدمانة) و (كسلانة) اتخذته العامة قاعدة مطردة مثل نعسانة وفرحانة وزعلانة.
2 -
أنها تصاغ على فعلان وفعلانة وان لم توافق القياس الفصيح، فيقال:(وهمان وهمانة)، و (تعبان تعبانة)، و (عميان عميانة)، و (غلطان غلطانة)، و (خربان خربانة)، أي خرب وخربة و (وجعان وجعانة)، و (كبران كبرانة)، و (صغران صغرانة) الخ. . . وهم في الحقيقة لم يخرجوا عن الذوق العربي. ففي الفصيح (فرح فرحان) و (كسل كسلان) و (زعل زعلان) و (لهف لهفان). وفي المثل:(إلى أمة يلهف اللهفان). و (عطش عطشان) و (سهر سهران)، وما لا يحصى وفيه توهن لقصر العلماء الأوزان على معان دون آخر، وعلى ذلك أكثر السوريين فأنهم يقولون (شربان وشربانة) وقد سرت هذه الكلمة في العراق.
3 -
أنها لا تصاغ عندهم على (فعلة) بفتح الفاء وكسر العين معاً للمؤنث بل بتسكين العين مثل (هرمة وعرمة) وجسرة والعجب أنهم لا يقولون للمذكر: (هرم) ولا (عرم)، ولكنهم يقولون (جسر (بفتح الجيم وكسر السين) وهذا من الاستعمالات المقيدة.
4 -
أن الصفة على وزن أفعل مثل اسود، وأحمر، واغبر، وأثول، وأعمى تؤنث عندهم بالتاء فيقال (سودة وحمرة وغبرة وثولة وعمية) ويقولون في الحبلى (حبلة)
بكسر الحاء لاستثقالهم الضمة أو من جراء التحريف.
وكل أسم فاعل واسم مفعول من الثلاثي وغيره ينوب عن الصفة المشبهة أن جرد من الزمان الملحوظ في الحدث مثل (عاقل، عالم، كاتب، فاهم، محبوب، معزوز، مكتول، مكرود، امبغل (بكسر الغين المشدودة)، وأمكسر (بفتح السين المشدودة). والعجيب أن العامة إذا وصفت جمعاً، بالصفة المشبهة من وزن (أفعل، وفعلاء): فتجمع الصفة على
قاعدة العرب نحو (طيور صفر) و (بيارق حمر) و (ثياب بيض) وهلم جرا، بينما ترى المتفاصحين من أبناء عصرنا يتابعون في مخالفة هذه الفصاحة، فما ضرهم لو اقتدوا بالعامة؟.
7 -
اسم التفضيل
ليس في استعمالهم اسم التفضيل ما يستوجب الكلام، سوى أنهم يفضلون مما صفته على وزن أفعل، فيقولون:(هذا أسود من ذاك)، و (ذاك أبيض من غيه) وقد وافقوا الكوفيين في السواد والبياض وجاوزوا فقالوا:(أحمر من هذا) ولكنه قليل ومؤنث اسم التفضيل لا يستعملونه وقد يجمعونه فيقولون: الأكابر.
8 -
النسبة
إذا أرادوا النسبة إلى اسم، ألحقوا بآخره ياءاً مخففة، لا مشددة، مع تغييرات في الغالب هي:
1 -
أنهم إذا استقلوا أحرف الكلمة واستخفوها حذفوا الزيادة وحولوه إلى وزن (فعلاوي) فيقولن: (حنطاوي) للحنطى، و (بصراوي) للبصري و (مصلاوي) للموصلي)، و (كظماوي) للكاظمي، منسوباً إلى الكاظمية أو الكاظم، وأما (بهرزاوي) للبهرزي فلم يحذفوا منه و (عزاوي) للعزي منسوباً إلى العزة (بفتح العين) وشركاوي) للشرقي، و (مكاوي) للمكي، فإذا لم يستخفوا الكلمة مثل:(بغداد) و (الكرادة) رجعوا إلى الأصل فقالوا: (بغداد) و (كرادي). واقتبسوا من الترك إقحام اللام فقالوا: (شاملي وحلبي واستنبوللي وأرضروملي وكركوكلي) والإقحام الآن مائل إلى الموت. ومما شذ عن قاعدتهم ورجع إلى الفصيح قولهم (عربي) بضم العين و (عجمي) بكسر العين وهذه النسبة في الأسماء الجامدة عدا المصدر.
2 -
إذا أرادوا النسبة إلى مصدر الفعل الثلاثي كالوقوف، والركض، والقعود، وأتوا باسم فاعله للمبالغة على وزن (فعال) كشداد والصقوا به الياء. فيقولون:(وكافي، وركاضي، وكعادي) وهو من غرائب النسبة.
3 -
وقد ينسبون المذكر إلى المؤنث فيقولون: عمياوي) و (خضراوي) و (حمراوي) وقد يصغرون الاسم لأجل النسبة.
4 -
وإذا نسبوا إلى (أفعل) من الألوان زاده ألفاً ونوناً فقالوا (اسمراني وأبيضاني، وأحمراني، وأصفراني).
وكثيراً ما يستغنون عن النسبة بقولهم (من أهل كذا) فيقولون للكركوكي (من أهل كركوك)، وللحلي (من أهل الحلة)، وللدلتاوي (من أهل دلتاوة) ولم اسمع العامة يقولون:(دلتاوي).
مصطفى جواد
(لغة العرب) بهذا الفصل تم كتاب القواعد والأحكام المتعلقة بلغة العوام العراق. فقد جمع ووعى. وكان قد سبق الألمان والفرنسيون أبناء وطننا في وضع كتب لهذه اللغة العامية العراقية، لكنهم لم يجمعوا فيها ما جمع أبناء العراق كالأستاذ الرصافي ولا سيما ما قيده الأستاذ مصطفى جواد، فأن ما سجله الصديق الأخير أحوى للمطلوب وأجمع له. فنشكر لهما أياديهما البيض على ما نمقا وحوراً واقدم تصنيف وضع عن اللغة العامية في ما بدأ لنا هو كتاب تقويم المفسد والمزال عن جهة معنى كلام العرب لأبي حاتم المتوفي بين سنة 248 وسنة 255 وقد ذكره التاج في مادة شغل ومن العجب أن الحاج خليفة لم يذكره في كشف ظنونه ومما يجدر ذكره هنا ما ورد في معجم ياقوت البلداني في مادة أربل. قال:(وقد كان اشتهر شعر أنوشروان البغدادي المعروف ب (شيطان العراق الضرير) فيها (في اربل) سالكاً طريق الهزل راكباً سنن الفكاهة مورداً ألفاظ البغداديين والأكراد: ثم إقلاعه عن ذلك والرجوع عنه ومدحه لأربل وتكذيبه نفسه. . . ثم سرد شيئاً من تلك القصيدة وفيها كلم عامية عراقية بلفظها الحالي ومعها ألفاظ كردية مضحكة ومن أحب الوقوف فليراجعها في مادة اربل من معجم البلدان.