المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فوائد لغوية العربة وأصلها ليسمح لنا القراء أن نعود إلى هذا البحث، - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٨

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 76

- ‌سنتنا الثامنة

- ‌يا للمصيبة

- ‌الآمال الهاوية

- ‌الدواخل والكواسع في العربية

- ‌اليأمور

- ‌رسالة في النابتة

- ‌مندلي

- ‌لواء الكوت

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 77

- ‌خزائن بسمى القديمة

- ‌أعلام قصيدة أخت الوليد بن طريف

- ‌العربية مفتاح اللغات

- ‌القفص والغرشمارية والكاولية

- ‌اللغة العامية العراقية

- ‌الحروف العربية الراسية

- ‌صفحة من تاريخ أسر بغداد

- ‌تاريخ اليهود

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهرة في العراق وما جاوره

- ‌العدد 78

- ‌رسالتان تاريخيتان

- ‌من هو القرصوني

- ‌لواء العمارة

- ‌اليحمور واليامور

- ‌بيت عراقي قديم

- ‌العربية مفتاح اللغات

- ‌اللغة العامية العراقية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌نظم شمس الدين عبد الله محمد بن جابر الأندلسي

- ‌عني بنشرها صديقنا المذكور

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 79

- ‌الفتوة والفتيان قديما

- ‌لواء البصرة

- ‌محمود العنتابي الأمشاطي

- ‌القريض في فن التمثيل

- ‌صفحة من تاريخ أسر بغداد

- ‌الدولة القاجارية وانقراضها

- ‌دار شيعان

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 80

- ‌إلى عكبرى وقنطرة حربي

- ‌القصر الذي بالقلقة

- ‌صفحة من تاريخ أسر بغداد

- ‌مجلة المجمع العلمي العربي وأوهامها

- ‌الأسر المنقرضة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 81

- ‌الألفاظ اليافثية أو الهندية الأوربية في العربية

- ‌لواء كركوك

- ‌مصطلحات حقوقية

- ‌قبر راحيل

- ‌بيت عراقي قديم

- ‌محلة المأمونية وباب الأزج والمختارة

- ‌أسرة الحاج الميرزا تقي السبزواري

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌111 - كتاب التيجان في ملوك حمير

- ‌عن وهب بن منبه رواية أبن هشام

- ‌طبع بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانيين في

- ‌حيدر آباد الدكن

- ‌سنة 1347 في ص496 ص بقطع الثمن الصغير

- ‌تاريخ وقائع الشهرية في العراق وما جاوره

- ‌العدد 82

- ‌أحمد باشا تيمور

- ‌نظرة في المجلة الألمانية ومجاوراتها الساميات

- ‌تحققات تاريخية

- ‌القمامة أو كنيسة القيامة

- ‌البرثنون في كتب العرب

- ‌العمارة والكوت

- ‌بيت عراقي قديم

- ‌ألفاظ يافثية عربية الأصل

- ‌في مجلة المجمع العلمي العربي

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاورها

- ‌العدد 83

- ‌دار المسناة

- ‌رسالة لأبي عثمان

- ‌تحققات تاريخية

- ‌الفلحس

- ‌صفحة من مؤرخي العراق

- ‌القرب في اللغة

- ‌لواء أربل

- ‌اللغة العامية العراقية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌الحكومة العراقية والمخطوطات

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 84

- ‌نقد لسان العرب

- ‌العمارة والكوت

- ‌ترجمات التوراة

- ‌بيت الشاوي

- ‌في مجلة المجمع العلمي العربي

- ‌رسالة إلى أبي عبد الله

- ‌القيالة عند العرب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 85

- ‌إلى شبيبة العراق

- ‌المائن أو الممخرق

- ‌آلتون كوبري في التاريخ

- ‌لواء السليمانية

- ‌أرض السليمانية في التاريخ القديم

- ‌تذنيب في تخطئة معلمة الإسلام

- ‌نظرة في المقاومات العراقية

- ‌نقد لسان العرب

- ‌الأسناية ومعناها

- ‌قبر العازر

- ‌كوت العمارة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاروه

الفصل: ‌ ‌فوائد لغوية العربة وأصلها ليسمح لنا القراء أن نعود إلى هذا البحث،

‌فوائد لغوية

العربة وأصلها

ليسمح لنا القراء أن نعود إلى هذا البحث، لا لخطورته، بل لنبين لهم ما يعمل الهوى في النفس إذا ران على القلب، فإنه يعمي ويصم ولا يفيد في صاحبه الرقي، ولا التغريم، ولا الإصلاح، ولا التنبيه.

ذكرنا في مجلتنا (8: 286) أن العربة تركية الأصل، وهي في هذه اللغة (أرابه، أو أربه، أو أره به) أو نحوها. ولم يكن هذا الرأي رأينا الخاص بنا، بل رأي لغويي الترك على اختلاف منابتهم، والمستشرقين على اختلاف أقوامهم بل رأى كل أديب عني باللسان التركي. والظاهر (أن الأب جرجس منش لم يرقه ذلك فعاد في مجلة المجمع العلمي العربي يؤكد أن العربة. . . سريانية الأصل) (؟ كذا) (راجع مجلة المجمع 10: 371 إلى 377) زاعماً أنه لا يقول بهذا الرأي عناداً ولا مكابرة ولا إصراراً بل (إخلاصاً للقصد (؟) ووفاء للأمانة حقها (؟) في بيان الحقيقة) (كذا). . . (ص 377).

على أن فساد هذا المقال ظاهر لكل ذي عينين. وأن كانتا قائمتين، لعدة أسباب منها:

1 -

كانت الأربة (العربية) معروفة في ديار الترك قبل أن يتصلوا بأمة من أمم الأرض لأن بناءها في غاية السذاجة والبساطة إذ تتقوم من خشبات موضوعة على عجلتين (دولابين) يجرها ثور أو دابة أياً كان. ويحمل علها الأحمال المختلفة. ووجود هذه الأربة (العربة) في ديارهم من الضروريات لطبيعة الأرض التي خلقوا عليها، ولأن تربية الثور عندهم من اسهل الأمور عليهم وأوفقها لمعيشتهم.

2 -

ما كان أغنى الأب منش عن أن يكلمنا على تاريخ اتصال الترك بالسريان (؟ كذا أي بالأرميين) في حين أن لا فائدة في ذلك البسط الطويل العريض

ص: 613

الممل، ولو كلمنا على بدء خلق الترك منذ عهد آدم وحواء ثم من عهد نوح ثم من عهد يأجوج ومأجوج لكانت الفائدة أعظم وأوفى بالمقصود (!!!).

3 -

استشهد بكلام أحمد وفيق باشا وهو عليه لا له. أن الباشا المذكور ذهب إلى أن الكلمة تركية أنصاب ويجب أن تكتسب (أربه أو أرابه) أي بلا عين لأن ليس في حروف هجاء

الترك عين، فاستنتج حضرته من هذا:(أن أحمد وفيق باشا لما رأى لفظة (عربة) مدونة في اللغة التركية بها الرسم، قال: عربة خطأ محض وعلل ذلك مبرهناً عليه بقوله: لأن حرف العين لا وجود له في اللغة التركية فلفظ عربة غير تركي لأنه مبدوء بحرف العين الذي لا أثر له في التركية) (مجلة المجمع 10: 376)، فيا حضرة الأب: أن هذا الكلام معناه (أن ترسم العربة بالهمزة أي أربه أو أرابه أو أره به) خطأ لأنها تركية وليس للترك عين فكيف استنتجت العكس والعبارة واضحة لا أمت فيها ولا أود ولا عوج فلله درك ودر علمك!.

وهذا الرأي وهو القول بأن أربة (عربة) تركية رأي جميع لغويي الترك. قال أسعد أفندي شيخ الإسلام في ديوانه (كتاب لهجة اللغات في التركية والعربية والفارسية المطبوع في الآستانة 1216هـ في ص 53: (أره به عربس عين مهملة جيمك لامك فتحة لري آخره هاء وقف أيله عجله در).

وقال شمس الدين سامي فراشري في كتابه (قاموس تركي) المطبوع في دار السعادة سنة 1317 ج1: 26 (أرابه اسم (عربة) صور تندة تجريري غلط فاحشدر).

وفي (لغات علمية وفنية) لمؤلفيه نجيب عاصم وحسن تحسين المطبوعة في دار السعادة في سنة 1308 في ج 1: 145: أرابه غلط أوله رق (عربه) دخى يا زلمقده در).

وفي (رسملى قاموس عثماني لصاحبه علي سيدي المطبوع في الآستانة سنة 1327 ص 682: (عربه (تركجة اسم) أرابا، أرابه. (أرابه كلمة سي تركجة أولوب، تركي الفباده أيسه عين أو لمديغندن بوني الفله يا زمق لازمدر) ومعناه: أرابه كلمة تركية ولما كانت حروف الهجاء التركية خالية من العين

ص: 614

وجب رسم الكلمة بالألف (أي بالهمزة) اهـ.

وفي عثمانليجه دن فرانسزجه يه جيب لغاتي لمؤلفه سعيد نصرت حلمي المطبوع في استنانبول سنة 1887 ص 637 ومعنى أن اللفظة عربة تركية ولا نريد أن نزيد على هذه الشهادات فأنها أكثر من أن تحصى وكلها موشاة هذا الوشي بلا أدنى اختلاف. هذا من جهة شهادات الترك أنفسهم.

وأما شهادة المستشرقين فمنها: كتاب الدر العمانية في لغت العثمانية وهو ملحق بالمعجم التركية لمؤلفه بربيه دي مينار طبع باريس في سنة 1881 ويباع عند أرنست لرو

الناشر. في الجزء 1: 30 ما معناه: أرابه ويكتبها العوام خطأ عربه هي العجلة).

وفي المعجم التركي العربي الفارسي لمؤلفه جول ثيودور زنكر طبع لبسيك 1866 ج1: 23 أرابه كلمة وتكتب أره به وقد تكتب خطأ عربه هي العجلة اهـ.

وفي معجم فلرس الفارسي اللاتيني المطبوع في بون سنة 1864 ج 2: 564 عربه وعرابة كلمة تركية استعملها الفرس وذكرها مننسكي في معجمه المطبوع في فينة في سنة 1780م.

وفي معجم اشتنجاس المطبوع في لندن في 1892 في ص 32 أرابه تركية بمعنى عجلة وهذه الشهادات لا نهاية لها وكلها تدق على وتر واحد لتسمعك نغماً واحداً ثم راجع معجم كيلكيان التركي الفرنسي إلى غيره.

ودونك شهادة أحد أبناء لغتنا: قال محمد علي الأنسي باشكاتب محكمة بداية بيروت في كتابه الدراري اللامعات في منتخبات اللغات المطبوع في بيروت في سنة 1318 في ص 14: أرابه عجلة (عربة) قلنا: والمؤلف ينبه على فارسية اللفظ فيكتب (فا) إذا كانت فارسية. ويكتب إذا كانت عربية. أما إذا كانت تركية الأصل فلا ينبه عليها بحرف. فنتج من هذا أن الكلمة تركية في نظرة. ونجتزئ بهذه الشواهد. وإذا كان لأحد نص يذكر بأن الكلمة غير تركية أو عربية أو أرمية فلينبهنا وعلى اسم المؤلف وكتابة والصفحة الواردة فيها ونص العبارة وإلا فأن الاستنتاج الشبيه باستنتاج الأب منش عقيم مردود من

ص: 615

كل جهة إذ (هو عيير وحده).

من المسلم عند علماء اللغة وفقائها وفلاسفتها أن الكلمة إذا انتقلت من لغة إلى لغة تنقل بمعناها الأصلي أولاً، وقد يضع لها من أدخلها لغته معنى جديداً غير معروف في اللغة الأصلية. ولذلك شواهد كثيرة نذكر منها البهرام والجوهر واللجين إلى غيرها. فقول حضرة الأب منش:(فلا يستغرب إذا اقتبس الترك مثل لفظة (عربة) عن السريان (؟!!) العراقيين وقد كانت على حبل ذراعهم. . . (ص 374) وكما توسع بها العرب ونقلوها من معنى السفينة بالماء (؟ كذا) إلى معنى سفينة البر (كذا) التي تقل الركاب، تصرف بها الترك أيضاً فنقلوها من معنى الرحى بالماء (كذا) إلى معنى المركبة) (ص 376) قول باطل فيا حضرة الأب أن العرب المولدين نقلوا العربة عن (أرابه أو آرابه أو أره به)

بمعنى العجلة من الترك ولم ينقلوها عن الأرميين (الذين تسميهم ظلماً وخطأ السريان) فالذي استزلك هو مشابهة أربه وعربه لعربات، فهويت من دركة إلى دركة إلى أسفل الدركات!.

5 -

لو فرضنا (فرضاً محالاً) أن (أرابه) غير تركية لكان الترك أخذوها عن العرب لا عن الأرميين، لأن اتصال العرب بالترك وبالعكس كان أكثر من اتصالهم بالأرميين وبالعكس. فأين بقي المنطق يا حفظك الله ورعاك أولم تعلم أن العرب اتصلوا بالترك منذ أقدم الأزمنة؟.

6 -

أن عربة بهذا الرسم (أي بالعين) لا تمث إلى أصل تركي بنسب إنما تمت بإرابة. ومعاجم الترك غير مبنية على الأصول والمواد. إنما مبنية على أفراد الكلم. هذا فضلاً عن أنهم لم يضعوا دواوين واسعة مفصلة على مثال دواويننا اللغوية حتى يظهر النسب بين صيغة وصيغة، وإذا فرضنا فرضاً محالاً أن الإرابة أرمية الأصل فكيف تؤيد هذه المادة المعنى الشائع عنها أي معنى العجلة.

7 -

لو فرضنا أن الترك اتصلوا بالأرميين وأخذوا منهم ألفاظاً، وهو أمر قد لا يستغرب - لأخذوا الألفاظ بالأسماء الدالة على الأشياء نفسها. والمعروف أن العجلة تسمى بالرمية (عجلتا) والمركبة (مركبتا) فلماذا لم يتلقوهما عنهم وكانت جاريتين على السنة أصحابهما وفضلوا عليهما (العربة) التي لم يستعملوها

ص: 616

بمعناها الحقيقي الذي وضعت له بل معنى ثانياً وأدخلوها بهذا المدلول في لسانهم ففي كل ذلك من التمحلات والتقولات والتنطعات والتشدقات ما لا يخفى على أعمى فكيف على بصير؟.

هذا ولا يزيد أن نزيد على هذه الأدلة، أدلة أخرى، إذ لا تحصى الشهادات على صدق أتباعنا أراء العلماء الأكابر من ترك وغربيين وعرب وهل يجوز لنا أن تتبع رأي الأب جرحبس منش وهو لا يتبع من الأقوال إلا نفاياتها ومن العبارات إلا المعفوط فيها. فقد نبهناه مثلاً أن العتاد لا يجمع على أعتاد فجاء هو وذكر لنا شهادة لسان العرب بقوله:. . . قال الدارقطني: قال أحمد بن حنبل: قال علي بن حفص: (واعتاده) وأخطأ فيه وصحف وإنما هو أعتدة) ومع ذلك تراه مصراً على إدخال أعتاد هذا الجمع المخطوء فيه والمجروح والمطعون فيه، ويجسر فيختم كلامه بقوله:(وهذا كاف لإثبات أن (اعتاد) جمع كثرة للعتاد

(كذا. اسمعوا يا ناس أن أعتاداً (جمع كثرة!) فهل بعد هذا الكفر النحوي آخر؟ وهل بعد هذا الجهل جهل آخر؟. أين رأيت يا هذا أن الأعتاد جمع كثرة. وكيف أمكن لأصابعك أن تخلط هذا الخطأ الطويل العريض الذي يفني الزرع والضرع؟. وكيف لم تعلق عليه مجلة المجمع كلمة على هذا الخطب الجلل؟) ثم تزيده تشويهاً وتقو: (وأنه جاء في كلام القوم من أقدم الأيام. ولا أبالي بعدة سائر ما جاء به الأب انستاس من هذا النمط. . .) فالحق يقال: أتمنى أن لا تبالي كلامي ولا أعيره عيناً ولا أذناً ولا لساناً ولا ولا ولا. . . خدمة للأدب (!!!).

كيف يريد حضرة الأب أن نتبعه وهو لا يستعمل في كلامه إلا التعابير المشوهة والجمل المكسرة فضلاً عن اتخاذه مجروح الألفاظ والمطعون فيها. أما المجروح من الكلم فلقد ذكرنا لك منه مثلاً كالاعتماد وجمع ما جاء على أفعال الذي يعتبره جمع كثيرة (!!!) مع أن (أفعال) من جموع القلة المشهورة.

وأما التعابير المشوهة كقوله (في ص 371) أتساءل عما إذا كان أبن بطوطة. . . والمعروف المشهور أن يقال مثلاً: أسأل هل كان أبن. . . أو أسائل هل كان. . . ويسمي اللغة الأرمية: السريانية وهي تسمية كانت جائزة في عصر سابق لا في عصر التحقيق كما هو عهدنا هذا. وقال في ص 374 حينما عول العباسيون على تجنيدهم: ومراده من عول: عزم. فأين هذا من ذاك؟ وقال

ص: 617

في تلك الصفحة: فكان الروم والبربر تبعاً لهم ومندرجين فيهم. ومراده من ذلك: مندمجين فيهم. فحضرة الأب منش يشبه من يقول أن آكل الشعير كآكل البعير لما بين اللفظيين من المشابهة والمجانسة! وقال في تلك الصفحة: فكان الروم والبربر تبعاً لهم ومندرجين فيهم. ومراده من ذلك: مندمجين فيهم. فحضرة الأب منش يشبه من يقول أن أكل الشعير كأكل البعير لما بين اللفظيين من المشابهة والمجانسة! وقال في تلك الصفحة: فلا تقضي لها مئات أو آلاف من السنين هكذا بصيغة اللازم (يقتضي) والصواب يقتضي بصيغة ما لم يسم فاعله. وقال: (من السنين) مع أنهم صرحوا في كتبهم أن تمييز العدد لا يجر ب (من). وقال: بل لا يستغرب إذا ذكرها محمود. . . وهو تركيب ركيك. فأين نائب الفاعل؟. و (إذا) ظرف غير متصرف ولا يقبل النيابة وكرر الخطأ في ص 375 إذ قال: (فليس بمستغرب أن اقتبسوا. . . والصواب: (بل لا يستغرب أن

ذكرها. . . فليس بمستغرب إذا اقتبسوا. . . وفي ص 375 كتب كوه قاف: قوه قاف وهو غلط ظاهر. وقال في ص 375 فإذا كان الأتراك القدماء. . . والصواب: الترك لأن الأتراك جمع قلة خلافاً لمدعاة. وهذا كله وأمثاله - إذ لا نريد أن نأتي على كل ما نفث به قلمه من الأوهام - يدل على أن حضرته غير راسخ القدم في ميدان القلم.

على أن البلية الدهماء هي سوء فهمه الكلام فإذا قرأ كلمة (أسود) فهم معناها (أبيض) وإذا وقع بصره على كلمة (قصير) قال معناها: (طويل) إلى غير ذلك. وهذا ما يبدو لك عند وقوفك على تأويل عبارة أحمد وفيق باشا وقلب معنى عبارتنا رأساً على عقب فقد قال الباشا أن كلمة (أربه) تركية ولا يجوز كتابتها بالعين (أي عربة) لأن ليس في حروف الهجاء التركية عين. فأخذ يصرخ ويقول: يا ناس هذا معناه أن الكلمة سريانية! فبارك الله بهذا الفهم.

وقلنا: (في حاشية ص 286 من هذه السنة الثامنة): (عفارم) وفي التركية (أفرين) إلى غيرها من الألفاظ التي يرى فيها العين في الأول أو الوسط أو الآخر وهي مع ذلك ليست بعربية) ثم استنتجنا فقلت: (افينكر أصلها الغريب الخالي من العين لأننا نقلناها في لغتنا بهذا الحرف الحلقي؟ أفتعرفون ماذا استنتج من هذا الكلام حضرة (الخوري جرجس منش عضو. . (؟) المجتمع. . . (؟) العلمي (!) وهو قول جميل جداً ولكنه لا يعد حجة للأب بل حجة عليه يؤيد به قول أحمد وفيق باشا السابق الذكر حيث قال: أن حرف العين لا وجود له

ص: 618

في التركية. فقال العرب (عفارم) بالعين وقال الترك (أفرين) بالألف. وعليه لا ينكر أصل اللفظ الغريب الخالي من العين، لأننا نقلناه في لغتنا العربية بهذا الحرف الحلقي، ولكنه ينكر في اللغة التركية لأن العين لا وجود لها في هذه اللغة مما لا يختلف فيه اثنان) انتهى كلام حضرة الخوري.

ومن كانت تجارته بالعلم هذه البضاعة فخير لمن كان بازائه أن يقال له: (أكسر قلمك واسحقه سحقاً ولا تجادل رجلاً هذه هي درجة فهمه وإدراكه) والسلام.

أوهام لبعض الكتاب

1 -

قال بعضهم (الخضراوات والسوداوات والبيضاوات) مريدين: (الخضر والسود والبيض) وهم مخطئون في قولهم عند الفصحاء لأن (فعلاء) صفحة إذا كان مذكرها على

وزن (أفعل) مثل أخضر واسود وأبيض فلا تجمع جمع مؤنث سالماً بل جمع تكسير وأن المذكر لا يجمع جمع مذكر سالماً بل جمع تكسير فالصواب ما قلناه وأيدناه.

2 -

وقالوا (بصفتي نائباً وبصفتي وزيراً وبصفتي مديراً) بجعل المصدر مضافاً إلى مفعوله (ياء المتكلم) وجعل الحال (نائياً ووزيراً ومديراً) وما ذلك إلا غلط فظيع فاحش قد تداولته الألسنة التي لم تعتد فصاحة العرب إذ يقال: (مدحني الناس بأن وصفت نائباً) فأنا (ممدوح بصفتي نائباً) أي بوصفي نائياً. ومن هذا يظهر الغلط الفاحش للمدرك أسرار العربية فالصواب: (لكوني نائباً ولكوني وزيراً ولكوني مديراً).

3 -

وقال واحد (الأصول الفني) معتقداً أن الأصول مفرد كالحصول وما هو إلا جمع (أصل) موازن (قصر) فالصواب: (الأصول الفنية) أما القول عن المفرد فهو (الأصل الفني).

4 -

وقال أحد الناس: (كلا فلان وفلان) والصواب (كلا الرجلين) لأن (كلا) لا تضاف إلا إلى (المثنى) لفظاً أو معنى أو ضميره مثل (حضر الرجلان (كلاهما) ومثلها (كلتا).

مصطفى جواد

ص: 619