الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسئلة وأجوبة
الفصح والفسح
س - بغداد - ب. م. م: قرأت في المشرق 28: 13 إلى 23 مقالة كادت تصرعني لطولها وتشعب مباحثها - والحبل على الجرار لأنها لم تتم - قال صاحبها (ص 22)(أنها (أي أن لفظة فصح) لم ترد إليها (أي إلى العربية. كذا وهو يريد أن يقول أنها لم تنتقل إليها) رأساً (من العبرية) بل بواسطة (كذا أي عن طريق) السريانية كما نرجح ذلك مع العلامة الأب شيخو اليسوعي، والسبب هو أنها (كذا والصواب حذف هو) تكتب بالصاد كما في السريانية، ولا (كذا، أي لا) بالسين كما في العبرية. . . وقد وردت بهذا اللفظ، لا بغيره، في الشعر الجاهلي. . .) أهـ. فما رأيكم مع كل هذا التعبير السقيم؟.
ج - هذا الرأي من تبجحات بيك المير الميراندولي. وإلا فأن الأقدمين من العرب نطقوا بالفسح وبالفصح أي بالسين وبالصاد معاً منذ أقدم الزمن إلى عهدنا هذا وذلك في بعض الديار العربية اللسان. فقد ذكر الفسح أبو الفداء في تاريخه (1: 93 من طبعة الأستانة) قال: (الفسح وهو اليوم الخامس عشر من نيسان اليهود). . . وكرر الكلمة ثانية بعد ثلاثة أسطر وهكذا وردت اللفظة مضبوطة بكسر الفاء في النسخة المطبوعة في أوربة بعنوان تاريخ الجاهلية ص 160 س 15.
وقال المقريزي: وشهر نيسن عدد أيامه ثلاثون يوماً أبداً وفيه عيد الفاسخ (بخاء معجمة) الذي يعرف اليوم عند النصارى بالفسح (بكسر الفاء وسين مهملة) أهـ.
وأما سبب قلب السين صاداً فليس لأن الكلمة نقلت عن السريانية مباشرة، بل لأن هناك قاعدة لغوية لم ينتبه إليها حضرة البيك الميراندولي وهي التي ذكرها أبو محمد البطليوسي في كتاب الفرق بين الأحرف الخمسة من هذا الباب
ما ينقاس ما هو موقوف على السماع: كل سين وقعت بعدها ع أو غ أو خ أو ق أو ط، جاز قلبها صاداً. . . قال: (وشرط هذا الباب أن تكون السين متقدمة على هذه الأحرف لا متأخرة بعدها وأن تكون هذه الأحرف مقاربة لها لا متباعدة عنها وأن تكون السين هي الأصل فأن كانت الصاد هي الأصل لم يجز قلبها سيناً لأن الأضعف يقلب إلى الأقوى ولا يقلب الأقوى إلى الأضعف. وإنما قلبوها
صاداً مع هذه الأحرف لأنها أحرف مستطيلة والسين حرف متسفل فثقل عليهم الاستعلاء بعد التسفل لما فيه من الكلفة. فإذا تقدم حرف الاستعلاء لم يكن وقوع السين بعده لأنه كالانحدار من العلو وذلك خفيف لا كلفة فيه. قال: فهذا هو الذي يجوز القياس عليه وما عداه موقوف على السماع) ثم سرد أمثلة كثيرة. . .
قلنا: ولما كانت الحاء من جنس الخاء يجوز لنا أن نعتبر حالها كحالة أختها ولهذا قال الأقدمون في حس الجليد النبت: حصة أي احرقه وهذه لغة في تلك (عن أبي حنيفة الدينوري) وفي مسح في الأرض: مصح أي ذهب (اللغويون) وفي السحرة: الصحرة (عنهم) وفي دحس برجله: دحص (عنهم) إلى غيرها وهي كثيرة وكلها غير منقولة عن السريان بل جارية على سنة من سنن لغتهم البديعة التي تخفي أسرارها على المتبجحين والميراندوليين والشعوبيين ومن نحا نحوهم.
انطلياس وبر اليأس وقب اليأس
س - بيروت - طالب في التاريخ وعلم البلدان: سألت هنا أناساً عن معنى انطلياس وبر اليأس وقب اليأس فأجابني عنها أجوبة لم تقنعني ثم ذكروا لي أن أراجعكم فيها. فما رأيكم؟.
ج - انطلياس مركبة من أنتي اليونانية بمعنى مقابل. واليأس أي الشمس في اللغة المذكورة. فيكون مؤداها: المقابل للشمس والشمس عندهم اسم إله كان الأقدمون قد بنوا له عدة معابد فتكون انطلياس مبنية في بدء أمرها بازاء معبد كان هناك. وهي تابعة لمدينة بكفيا من محافظة المتن ويبلغ سكانها زهاء 670 نفساً.
وبر اليأس منحوتة من بر باليونانية أي قوي وشجاع واليأس الإله
المذكور أي الإله القوي الشمس. أو الشمس القوي (والشمس في لغة الإغريق ذكر لا أنثى) تابعة محافظة زحلة وعدد سكانها نحو 1386.
وقب اليأس من كلمتين: قب (وس) أي بستان أو جنة واليأس الإله المنوه به هنا أي الشمس وهي قرية بها الجنات الغن والكروم البديعة وهي من محافظة زحلة ويقرب عدد أهلها من 175 نسمة وكل من قال أنها مشتقة من قبر اليأس أو قبو اليأس أو قباء اليأس فقد أخطأ خطأ بيناً.
سيقمور
س - مصر - السيد أ. م: وجدت في محيط المحيط (السيقمور الجميز يونانية) ولم أجدها في سائر كتب اللغة المؤلفة قبل محيط المحيط فعمن نقلها؟.
ج - نقلها عن أبن البيطار في مادة جميز، إذ قال في هذه المادة (يسمى هذا باليونانية سيقومون (ووردت مطبوعة خطأ سنفو مورى) ومن الناس من يسميه أيضاً سوقامينن (وطبعت خطأ سوماسيس) ومن الغريب أن يتخذ المولدون منا الكلمة اليونانية وبصورتها الإغريقية ويجهلون أن الكلمة عربية الأصل أي (سوقم مور) أي جميز لين. ومن الأدلة على أن اليونانية هي من لغتنا أو الواو تنقل عندهم في قديم الزمن إلى حرف والقاف إلى وأما في الارمية فالسوقم يسمى (شقما) ومور (بفتح الميم) لا تعني هذا المعنى إلا في لغتنا الضادية ثم أن لغويي الغرب في عهدنا هذا يقرون أن اللفظة من أصل سامي، فلم يبق على المعاندين إلا التسليم عند رؤية الحقيقة التي تأتيهم من كل ناحية.
حبزبز
س - بغداد - ب. م. م: ما اصل كلمة (جبزبز) التي يستعملها البغداديون بمعنى (الرجل الشجاع الذي لا يبرح مكانه) ومن أي لغة هي؟.
ج - حبزبز نعت رجل عرف بشجاعته وكان يطوي أيامه في بغداد قبل نحو عدة سنين ولم يكن أسمه كذلك بل لقب به حين شب وأظهر من البطولة ما دعا الناس إلى تلقيبه به. ويقال أنه أبن الملا عليوي وكان هذا الوالد صالحاً وحبزبز لفظة عربية عن حبلبس بالمعنى أشرتم إليه. والكلمة
مركبة من الحبس مكررة أي (حبس حبس) والحبس: الشجاعة. واصلها ذو الحبس أو ذو الشجاعة وكررت لإفادة الشجاعة العظيمة كأنك تقول: شجاع الشجعان وبالفرنسية
الجسر وأصله
س - منه - قرأت مقالة في مجلة (الكلية) في 16: 96 يقول صاحبها بندلي جوزي أن كلمة (جسر) يونانية الأصل من أفهذا صحيح؟.
ج - نعم على حد أن (البقرة) من (البقة) وهي من الأقوال التي اشتهر بها (صاحب
الرطازات) (لقب بندلي جوزي) وأما أصحاء العقول فيقولون أن الكلمة اليونانية هي لا ما قال وقد قلنا أن أغلب الكلم (المصورة) بالحرف الإفرنجي مخطوء فيها. والكلمة (جفسورة) اليونانية غير أصيلة في اللغة الإغريقية. ذكر ذلك بواساك وولدي وصولمسن ويافلينية وأغلب لغويي الغرب على اختلاف قومياتهم. وذهب أغلبهم إلى أن المادة سامية الأصل وصرح اللغوي الكبير م أ. بايي تصريحاً لا ريب فيه أنها سامية ونحن توافقه على ذلك لأن (الجسر) ترى بالسين المهملة أو بالشين المعجمة في جميع اللغات المذكورة ونقول أن الأصل الأب هو العربي (جسر) وهو من مادة (ج ر) ثم وسطتهما السين للدلالة على امتداد ذلك الجر أو ذلك الانبساط وأنت تعلم أن السين إذا توسطت الكلمة أفادت الطول والاتصال وكذا يقال في الحروف المبدلة منها كالشين المعجمة والصاد والزاي من ذلك قولهم: في بط: بسط وفي مد: مسد وقد تفيد هذه الحروف عين هذه الفائدة ولو دخلت على المادة أو كسعتها كقولهم في جر نفسها: شجر وفي طب: شطب وفي فر: فرش ثم فرشط. وفي صح سطح إلى غيرها وهي تعد بالعشرات.
ومما يدلك على صحة قولنا هذا أن للكلمة اليونانية لغتين أخريين ولكلتيهما وجهاً في لساننا وأولي هتين اللغتين أي بجعل الجيم دالاً على حد ما ورد مثل ذلك في كلامنا نحن العرب. وقلب الجيم دالاً كان عند الغرطونيين (نسبة إلى غرطونة مدينة من أعمال أقريطش كان كلام سكانها بالإغريقية مع
بعض فرق). وأما أن بعض السلف كان ينطق بمثل هذا القلب فقد مر البحث فيه في مجلتنا 6: 48 و 4: 4 و 5 فليراجع. وفي معنى (دسر) ما يدل على جمع شيء إلى شيء آخر ومنه الدسار وهو مسمار محدد الطرفين يضم به اللوح الواحد إلى اللوح الآخر. والدسار: خيط من ليف تشد به ألواح السفينة بعضها إلى بعض والدسر كعنق السفينة لأن المسافر فيها يجمع بين بلد وبلد وهناك غير هذه المعاني تؤيد جميعها تركيب الكلمة.
وثاني هتين اللغتين هي باليونانية وهي لغة اللاقونيين من اليونانيين أي من قبيل قلب الجيم باء موحدة تحتيه على حد ما يرى مثله في لساننا المبين. فقد قال قوم منا في الزمن السابق في الجلسام: برسام (فيه ابدالان الباء والراء) وفي جصص الجرو: بصص. وفي أجشت الأرض: أبشت وفي الجلأز: البلأز إلى غيرها وهي كثيرة. فإذا عرفت ذلك فهمت
لماذا عرفت قيل في الجسر (الدال على جمع شيء إلى شيء آخر) اليسر بمعنى الجمع أيضاً. فقد قال السلف بسر النخلة: لقحها قبل أوانها. وبسر الفحل الناقة: ضربها من غير ضبعة. والبسر أن تخلط البسر مع غيره في النبيذ (والخلط يوجب الجمع) إلى غيرها من الحروف الدال تركيبها على الجمع. فهل بعد هذا التحقيق والتوضيح من يشك في سامية بل قل في عربية هذه الكلمة ولغاتها؟.
ولا تعجبوا بعد هذا أن تروا مقالة (صاحب الرطازات) نسيج هراء وهذاء بعد أن ابنا سقطها ومن جملة ما يروى فيها من الأوهام (لأنك كلما قرأتها وجدت فيها خطأ جديداً لم تره في المرة الأولى) قوله القفص مأخوذ من وهو من والفلس من وهو من أفلس الذي اعتبر جمعا لفلس، وبلقيس من والصواب من ومومس من والصحيح من إلى غيرها وهي لا تحصى لكثرتها ولأننا لا نريد أن نجعل مجلتنا (مجلة تصحيح لما ورد في مجلة الكلية) وما يرد فيها من ركام الأغلاط في كل جزء يصدر منها).
قبر النبي دانيال
س - الإسكندرية - ع. ط - نشر المقتطف بالجزء الأول من المجلد
الثالث والسبعين بتاريخ يوليو سنة 1928 مقالاً عن النفط في العراق للأستاذ أمين المعلوف أفندي في أثناء هذا المقال صورة كتب تحتها قبر النبي دانيال والفتية الثلاثة في كركوك والمعروف في كتب التاريخ المعتبرة أن النبي دانيال دفن بمدينة السوس بخوزستان بالعراق كما ذكر ذلك الطبري في تاريخه وياقوت في معجمه وغيرهما فهل يمكن أن تتفضلوا بإفادتنا عما يوجد بقبر النبي دانيال بكركوك من الأدلة التي تثبن أنه قبره ككتاب أو نحوها.
وهل مدينة كركوك في موقع مدينة السوس القديمة أو ماذا؟.
أننا نعلم بعد الشقة بين بغداد وهذه الجهة ولكن ربما أمكنكم بواسطة من تعرفونه وتثقون به، الاستفهام لنا عن ذلك وأفادتنا.
ج - المدفون في كركوك أحد الربانين اليهود أسمه دانيال. ولما كان اسمه واسم النبي متشابهين وهم العوام في أمر الرباني هذا الوهم. مثل ذلك كثير في العراق وسائر الأنحاء الشرقية ففي الكرخ قبر أحد كبار الكهنة اليهود واسمه يوشع والعوام تزعم أنه قبر النبي يوشع. وفي الكرخ أيضاً قبر مدفونة فيه أميرة سلجوقية أسمها زبيدة والعوام وأشباههم
تزعم أنه قبر السيدة زبيدة زوج هرون الرشيد مع أنها دفنت في مقابر قريش. وبين البصرة وبغداد قبر يعرف بالعزيز مع أن العزيز (أوعزرا الكاتب) لم يدفن هناك وفي الموصل محل يعرف بقبر يونس والمعروف في التاريخ أنه في ذلك المكان كانت كنيسة للنساطرة على أسم النبي يونس أو يونان فزعم العوام أنه قبر النبي المذكور. ومثل هذا لا يحصى. وقد سمعنا مثل ذلك في ديار الغرب أيضاً. ولا يعتمد على أوهام العوام.
أما محل قبره فلا يعرف على التحقيق. وكذلك يقال عن المدينة التي توفي فيها. إنما يعرف أنه مات في مدينة من مدن ديار بابل. وما عدا ذلك فمن قبيل الروايات التي لا يعتمد عليها.
أما مدينة كركوك فليست بالسوس القديمة إذ السوس في خوزستان وكركوك (واسمها القديم كرخا دسلوك) في شمالي العراق الشرقي. ولم تسم يوماً بهذا الاسم كما لم يتوهم أحد المؤرخين هذه التسمية.