الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسئلة وأجوبة
الاجمري والرويبضة
س - بغداد - ي. ر. غ: قد علق بذهني أن الكلمة الفرنسية اليونانية الأصل والمنحوتة من أي شعب وقائد تطلق على من يظهر مساعدة الشعب وقصده كسب أمياله ويقابله في لغتنا (الاجامرة) في الجمع. والاجامرة فئة كانت في عهد العباسيين اتبعت هذه السياسة عينها وهي من السياسات الممقوتة، إلا أني لا أتذكر كيف توصلت إلى معرفة هذه الكلمة العربية. فأرجو منكم أن تبينوا لي في مجلتكم منزلة هذه الترجمة من الصحة وتذكروا لي ما تعرفونه عن الاجامرة، وفي أي وقت وجدوا، وما مفردها، أهو أجامري؟ - وكيف تترجم الكلمة الافرنسية والنعت
ج - الاجامرة ومفردها الاجمري لا الاجماري، مشتقة من الجمر، يقال جمر القوم على الأمر: تجمعوا وانضموا. وذلك ظاهر من أن غاية هذه الفئة أن يجمعوا الناس على بعض الأمور ويحملونهم عليها: والأحسن أن يقال من جمره أي أعطاه جمراً. لأن الاجامرة كانوا متقدين غيرة، ويلقون نيران الوطنية في قلوب الجماعات بنية أن يستميلوها إليهم ليتصرفوا فيها كما يشاءون ويحملوهم على بغض أكابر القوم وشرفائهم.
وكانوا في عصر العباسيين يوافقون من نسميهم اليوم بالثوار أو الثوريين أو أصحاب الفتن ولم يكونوا (الديماغوغ) فهؤلاء كانوا رجالا يخطبون في الناس وفي منطقهم من التعبير ما يهز الجماعات ويحمسها ويوغر صدورها على غير ما يرى في الاجامرة في عهد العباسيين.
أما في أي عهد كان هؤلاء الاجامرة فالجواب عليه أنهم كانوا ويكونون
في زمن تضعضع أركان كل دولة وقد اشتد هذا الأمر في خلافة المستعصم بالله فقد قال عنه الأخباريون: (أنه لم ينزه سمعه عن سماع المحرم، فأنه كان مغرماً بسماع الملاهي. محباً للهو واللعب: يبلغه أن مغنيه أو صاحب طرب في بلد من البلاد. فيراسل سلطان ذلك البلد في طلبه. ثم وكل أموره الكليات إلى غير الأكفاء. وأهمل ما يجب عليه حفظه والنظر فيه. . .).
وقد ذكر الاجامرة فضل الله رشيد أو رشيد الدين بن عماد الدولة في تاريخه إذ قال: (وفي
أثناء تلك البلية العظمى (غرق بغداد في صيف 654هـ 1256م) قام الزناطرة والاجامرة من أوباش البلد وأخذوا يتطاولون على الأهالي ويستولون على ما بأيديهم ويتعرضون كل يوم لأناس أبرياء) وذكرهم أيضاً صاحب كتاب الروضتين بمثل هذا الكلام. وقد استعمل لفظة الاجامرة أخباريو الفرس والترك بعد عهد المستعصم وانتشرت في تواريخهم واستعمال صيغة (أفعل) منسوبة بدأ من عهد انحلال العربية في آخر عهد العباسيين فقد قالوا مثلا: (الأوحدي والأجلي (صبح الأعشى 133: 6) والأكملي (139) إلى غيرها جرياً على قول الأقدمين: الألمعي وهو من اللمع، والأريحي من الراحة أو الارتياح. والأجنبي من الجنب إلى غيرها.
فترون من هذا البسط أن الاجامرة لا توافق (الديماغوغ) ولم يذكرها أحد من اللغويين بل دوزي نفسه لم يقيدها في ملحقه أو في ديوانه. وقد ذكرنا أن أحسن كلمة عربية توافق الإفرنجية ديماغوغ هي (الرويبضة)(لغة العرب 450: 6) وعملة الروبضة (كصومعة) أي وإذا نسبت إلى الرويبضة قلت: الرويبضي، أما إذا نسبت إلى الروبضة فهو الروبضي.
ونلاحظ في الختام أن الكلمة اليونانية المنحوتة من حرفين يقابلهما عندنا حرفان من مادتهما فاليونانية هي العربية (دهماء) وبمعناها.
واليونانية يجانسها عندنا حاج (مثل داع) ومعناها قائد وسائق. فتدبر.