المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌العربية مفتاح اللغات - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٨

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 76

- ‌سنتنا الثامنة

- ‌يا للمصيبة

- ‌الآمال الهاوية

- ‌الدواخل والكواسع في العربية

- ‌اليأمور

- ‌رسالة في النابتة

- ‌مندلي

- ‌لواء الكوت

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 77

- ‌خزائن بسمى القديمة

- ‌أعلام قصيدة أخت الوليد بن طريف

- ‌العربية مفتاح اللغات

- ‌القفص والغرشمارية والكاولية

- ‌اللغة العامية العراقية

- ‌الحروف العربية الراسية

- ‌صفحة من تاريخ أسر بغداد

- ‌تاريخ اليهود

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهرة في العراق وما جاوره

- ‌العدد 78

- ‌رسالتان تاريخيتان

- ‌من هو القرصوني

- ‌لواء العمارة

- ‌اليحمور واليامور

- ‌بيت عراقي قديم

- ‌العربية مفتاح اللغات

- ‌اللغة العامية العراقية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌نظم شمس الدين عبد الله محمد بن جابر الأندلسي

- ‌عني بنشرها صديقنا المذكور

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 79

- ‌الفتوة والفتيان قديما

- ‌لواء البصرة

- ‌محمود العنتابي الأمشاطي

- ‌القريض في فن التمثيل

- ‌صفحة من تاريخ أسر بغداد

- ‌الدولة القاجارية وانقراضها

- ‌دار شيعان

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 80

- ‌إلى عكبرى وقنطرة حربي

- ‌القصر الذي بالقلقة

- ‌صفحة من تاريخ أسر بغداد

- ‌مجلة المجمع العلمي العربي وأوهامها

- ‌الأسر المنقرضة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 81

- ‌الألفاظ اليافثية أو الهندية الأوربية في العربية

- ‌لواء كركوك

- ‌مصطلحات حقوقية

- ‌قبر راحيل

- ‌بيت عراقي قديم

- ‌محلة المأمونية وباب الأزج والمختارة

- ‌أسرة الحاج الميرزا تقي السبزواري

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌111 - كتاب التيجان في ملوك حمير

- ‌عن وهب بن منبه رواية أبن هشام

- ‌طبع بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانيين في

- ‌حيدر آباد الدكن

- ‌سنة 1347 في ص496 ص بقطع الثمن الصغير

- ‌تاريخ وقائع الشهرية في العراق وما جاوره

- ‌العدد 82

- ‌أحمد باشا تيمور

- ‌نظرة في المجلة الألمانية ومجاوراتها الساميات

- ‌تحققات تاريخية

- ‌القمامة أو كنيسة القيامة

- ‌البرثنون في كتب العرب

- ‌العمارة والكوت

- ‌بيت عراقي قديم

- ‌ألفاظ يافثية عربية الأصل

- ‌في مجلة المجمع العلمي العربي

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاورها

- ‌العدد 83

- ‌دار المسناة

- ‌رسالة لأبي عثمان

- ‌تحققات تاريخية

- ‌الفلحس

- ‌صفحة من مؤرخي العراق

- ‌القرب في اللغة

- ‌لواء أربل

- ‌اللغة العامية العراقية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌الحكومة العراقية والمخطوطات

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 84

- ‌نقد لسان العرب

- ‌العمارة والكوت

- ‌ترجمات التوراة

- ‌بيت الشاوي

- ‌في مجلة المجمع العلمي العربي

- ‌رسالة إلى أبي عبد الله

- ‌القيالة عند العرب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 85

- ‌إلى شبيبة العراق

- ‌المائن أو الممخرق

- ‌آلتون كوبري في التاريخ

- ‌لواء السليمانية

- ‌أرض السليمانية في التاريخ القديم

- ‌تذنيب في تخطئة معلمة الإسلام

- ‌نظرة في المقاومات العراقية

- ‌نقد لسان العرب

- ‌الأسناية ومعناها

- ‌قبر العازر

- ‌كوت العمارة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاروه

الفصل: ‌العربية مفتاح اللغات

‌العربية مفتاح اللغات

2 -

سخافة أراء المعترض

أول شيء يلاحظه القارئ في رد حضرة الأستاذ الدكتور الباكوري جهله المركب في ما تعرض له فقد قال في مجلة الكلية 16: 5: (أن هذا الأسلوب المبتكر (أسلوب رد اللفظية اليونانية أو اللاتينية الثنائية الهجاء بعد حذف الكاسعة من آخرها) مع بساطته لا يقدر على تطبيقه إلا من اكتشفه. فقد حاولت أن أطبقه بنفسي فلم أفلح. وقد جربته في عدة كلمات يونانية ولاتينية ك وألوف غيرها فلم أهتد إلى ما يقابلها في العربية. . .) إلى آخر ما قال. وهو يدل على جهل غريب مطبق لأن الكلم اليونانية ذات الهجاء والهجاءين لا تبلغ الألف. وكذا قل عن اللاتينية فأنها لا تجاوز الستمائة: فكيف قال: (وألوف غيرها)؟ فأن كان واقفاً على اللغتين فكيف كبا هذه الكبوة الفظيعة؟ وفي أي سفر رأى أن الكلم التي يدور عليها البحث تبلغ الألوف؟ وأن كان غير واقف عليهما فكيف جاز له أن يتعرض لأمر يجهله؟ ذلك أمر لا يقدم عليه إلا المتهورون.

أما عدم تمكنه من إرجاع الألفاظ الثنائية الهجاء إلى ما يجانسها في لغتنا أو في اللغات الأخوات فهذا غير راجع إلى قصور في القاعدة. وإجابة لطلبه نذكر له الألفاظ العربية المقابلة للكلمات التي ذكرها. وأول ما ننبهه عليه وننبه كل من كان على شاكلته أن يعلم أن لا حاجة إلى أن تكون الكلمة في لغتنا بمبناها اللاتيني أو اليوناني وبمعناها بل حسبنا أن يكون هناك مشابهة في المبنى والمعنى، كما أتفق عليه فقهاء اللغة، وكما ذكره الأستاذ نفسه في إيراده الألفاظ التي استشهدها. فإذا علم ذلك نقول:

كلمة يونانية معناها الحاذق والفطن والحكيم والمهذب والمحتال وهي تجانس العربية (صفي) ولا يكون حاذقاً أو فطناً أو حكيماً أو مهذباً إلا

ص: 188

من صنف أفكاره أو أخلاقه.

ونحن نكتبها هو الأب في اليونانية وفي اللاتينية وهو يوافق (الفاطر) في العربية. لأن الناس في جهلهم ينسون خلق الولد إلى أبيه فهو عندهم فاطره. أما العقلاء فيعرفون أن الوالد ليس إلا وسيلة للخلق فالوالد و (الفاطر) بمعنى واحد.

(ونحن نكتبها بالحروف الإفرنجية هي باليونانية كاللاتينية ومعناها الأم فهي (مدر) أي

ذات لبن من أدر. ولا تكون الأنثى ذات لبن إلا من بعد أن تلد. وهنا لا نعتبر الشواذ أو النوادر وهي بالفارسية مادر وبعضهم يقول مدر (كسبب).

يونانية معناها الكلام. وفي لساننا يقابلها (لغة).

يونانية من أصل سامي ويريدون بها زمن رجوع القمر إلى خسوفه وبالعربية (الساهور) تعني دارة القمر والقمر وكالغلاف للقمر يدخل فيه إذا خسف (اللغويون) ولا جرم أن الكلمة في أصل معناها ما نقلناه عن لغويينا وهي في الأصل آشورية من (سار) أي حلقة ودائرة والمدة المحدودة.

رومية معناها اللسان وتلك من هذه. لأن اللغوي الألماني ولدى يقول أن اللسان يسمى بالليتاوية ويعتبرها من اللاتينية المذكورة. قلنا: واللفظة الليتاوية تشبه العربية. وهي أقرب إلى هذه من تلك إليها.

رومية معناها العقدة وكل مرتفع عما جاوره وهو من (الهند) بمعنى الشيء المرتفع والثدي لأنه كالعقدة في نظر الرائي.

رومية معناها أراد وأحب وهي من ولي فلان فلاناً أي أحبه.

رومية معناها العقل، وهي مشتقة من (المنع) لأن العقل يمنع صاحبه عما لا ينبغي. ولهذا السبب سماه السلف أيضاً الحجر (بكسر الأول) لأنه يحجر صاحبه عن المخطوطات. كما قال بعضهم أن (العقل) سمي عقلاً لأنه يعقل صاحبه عما لا ينبغي.

ص: 189

فقد رأيت أن العربية والعربية وحدها تفك رموز تلك الألفاظ وتجلي معانيها، وإذا راجعت الدواوين اللغوية الإفرنجية التي تحلل الكلم إلى أصولها وجدتها لا ترضيك بخلاف لغتنا فأنها وحدها ترضيك وتشفي علتك وتروي غلتك، وهكذا ترجع المئات من الألفاظ الرومية واليونانية إلى أصول عربية، أو إلى أصول سامية. فأين بقيت اعتراضاتك وتهويلاتك وتطبيلاتك وطرمذاتك يا حضرة الأستاذ الباكوي؟.

وأما قولك بعد ذلك: (فقلت وقتئذ في نفسي لعلها تصدق - على الأقل - (كذا. وهو ليس من التعبير (العربي) في شيء إنما يقال مثلاً: على أقل تقدير أو أن يقال: فلا أقل من أنها تصدق على. . .) على تلك المفردات التي أوردها صاحب المقالة وبني عليها (نظريته الجريئة) لكني بعد التأمل والمطالعة رأيتها لا تصدق حتى على ذلك (كذا ولعله يريد أن

يقول: لا تصدق على شيء حتى على ذلك) (الوشل) الذي اقتصر على ذكره صاحب المقالة. . .) (ص 5). ثم أخذ يفند على طريقته ما ظن أنه أصاب المرمى في ما ثرثر به. فلنتصفح تلك الآراء وأن شئت فقل لنتدبر بحثه ذلك البحث (الذي لم ينتبه إليه أحد قبله لا من أبناء العرب ولا من أبناء الغرب)(عبارة الدكتور نفسه في ص 4).

ينكر حضرته أن تكون حوى ومن أصل واحد وحجته أن أصلها (ص 6) قلنا: ولو فرضنا أن هذا القول صحيح وهو رأي بعض الباحثين من أهل اللغات الغربية فهذا ما يؤيد رأينا لا رأيه أو رأيهم لأسباب منها أن التي يظن أن منها مأخوذة اللاتينية معناها قبض على. . . لا حوى أو حصل. ثانياً نرى في مذهبه أو مذهبهم هذا حجة قوية أن الأصل عربي لا خلاف فيه، لأن الحاء العربية كثيراً ما نقلت إلى أحرف شتى من لغاتهم. فقد قالوا في حام (رجل) وحلي (مدينة) وحوح (نبت) بالعبرية وحومر (كيل) بالعبرية وحوشاي (علم) هكذا أي نقلت الحاء إلى ويقابلها باليونانية الحرف الثالث قبل الأخير أي - ونقلوا الحاء أيضاً إلى مثل راحة ومسطح ومنهم نقلها إلى مثل حيفا وحبل

ص: 190

ومنهم نقلها إلى وهي أشهر من أن تذكر ومنهم من أسقطها كما في حواء ونوح وبيت لحم وهي أيضاً مشهورة ومنهم من ينقلها إلى كما يفعل الأسبانيون فيقولون في الحبق والكحل والحجام والحاج والخبل أذن لم يبقى صعوبة في نقل الحاء إلى الأحرف فهل بعد هذا الإيضاح من يستطيع أن ينكر أن الكلمة اللاتينية هي من العربية هذا فضلاً عن وحدة المعنى بخلاف ما ذكره الباكوي نقلاً عن لغوي الإفرنج.

ومما يدلك على أن رأيه فائل ذكره ألفاظاً عديدة وعدم تثبته في واحد منها. فقد قال: (أن الكلمة اللاتينية قريبة من حفن؟. أو قحف أو جحف (؟) وهي من أصل واحد يرجع إلى لغة واحدة كانت شائعة بين الأمم السامية والهندية الأوربية قبل أن تفترق وهو ما يرجحه اليوم علماء اللغة ولهم على ذلك أدلة لا تحصى. . .) انتهى كلامه - وهذا كله في منتهى الغرابة فأن من بعد أن أنكر أصلها العربي عاد فقال أنها تتصل بالسامية وما ذلك إلا لأنه لا يود أن تكون نسبة بين اللاتينية والعربية مع وضوح هذه القرابة لأن معنى اللفظتين واحد ويكاد يكون لفظهما واحداً. فأين بقي هذا الاعتراض البارد؟.

وقال: (واعتراضنا الثاني على تعليل أو تأصيل الكلمة المذكورة هو أن الباء - أو ال أو

ال أو ال في اللغات الأوربية لا تقابل الواو - العربية بل الباء أو الفاء مثال ذلك). . . أه. قلنا: نحن نكلمه بالعربية وهو يجيبنا بالروسية أو باليونانية. نحن قلنا أن (واو) حوى نقلت إلى الإفرنجية. وهو يقول لنا: أن الباء الإفرنجية أو. . . لا تقابل الواو العربية؟ أفيحق لهذا الرجل أن يدعي أنه يفهم العربية؟ ومع ذلك نجيب عن اعتراضه بشواهد لا يمكنه أن ينكرها، فنقول:

أن شواهد نقل الواو إلى (الباء) ترى في العربية نفسها وهي أكثر من أن تحصى نحو نبه باسمه ونوه. الباشق والواشق. بكباكة ووكواكة البزمة والوزمة وما له حبربر ولا حورور إلى غيرها وهي لا تحصى. فإذا كان ذلك أيضاً نقل الألفاظ التي فيها واو عربية إلى باء ثم تنقل إلى الإفرنجية بالباء، هذا وليس

ص: 191

لنا حاجة إلى هذا التخريج في حين أننا نرى أن الإفرنج أنفسهم نقلوا إلى لغتهم في العصور المتوسطة كلما فيها واو إلى باء مثال ذلك، النواب والقوس والوصي فقد قالوا (فأنت ترى مما ذكر أن اكتشاف الأستاذ الباكوي بسيط جداً كسائر الاكتشافات العلمية التي بدلت وجه الأرض بل كسائر اكتشافاته اللغوية التي تكلمنا عنها). (كلام الأستاذ الدكتور (؟) في الآداب).

ومما قاله في بحثه هذا الطافح بالعجائب والغرائب ما هذا نصه: (ثم هناك سبب آخر يرجح لدينا وجود قرابة بين وحفن أو جرف أو جحف (لله درك!) لا بينهما وبين (حوى) وهو أن كثيراً من الأفعال التي تنتهي بحرف (ب) أو يضارعه مشتقة من أسماء تدل على آلة ما أو شيء يشبه الآلة مثال ذلك. . . أهـ. (وهنا ذكر خمسة ألفاظ تنتهي بالباء شواهد على كلامه وأربعة تنتهي بالفاء).

فنقول له: بمناسبة أي أمر ذكرت أن الكلم المنتهية بباء أو فاء تدل على الآلة أو شبهها في الوقت الذي نتكلم عن (حوى) ومشابهتها اللاتينية التي ذكرناها فهذا منتهى الخرف والهراء. (ولسوء الحظ أو لحسنه عدلت عن تتمة هذا البحث)(كلام الباكوي ص 4) بحث التمادي في ذكر الشواهد إذ اعتبرت (أبرة) من الكلم التي في آخرها (كذا) باء وأن الراء الكاسعة نبعت من آبار باكو النفطية واتصلت بها! فبارك الله فيك يا حضرة الدكتور المبدع (وفي تلك المفردات التي أوردتها وبنت عليها نظريتك الجريئة (كلام الخصم في ص 5) في أن حفن (ولعلها حقن) أو جرف (ولعلها خرف) أو حجف (ولعلها سخف) تتصل

باللاتينية (أننا لو أردنا أن نفي بحق المقالة ونلم بجميع غرائبها وعجائبها لاحتجنا إلى عدة مقالات)(عبارة الأستاذ الدكتور في الآداب في ص 6).

فيا حضرة اللغوي الذي لا يشق له غبار أن راء (أبرة) أصلية لا كاسعة والزائد هنا هو الهمزة التي في الأول. وتعلم ذلك من مقابلة أسماء الإبرة في اليونانية وغيرها فهي في الإغريقية فمادة الأولى (بل) وهي

ص: 192

تشبه مادة (بر) ومادة الثانية (رف) وهي مقلوب (فر) وتشبه (بر) واللفظة الأخيرة تشبه لغتنا رفأ الثوب ورفاه ولا يكون إلا بأن تتخذ إبرة ليصلح ما وقع فيه من الأذى في الخلل وللإغريق أسماء أخرى للإبر من كبيرة وصغيرة وفي أصولها ما في أصول الإبرة أي الباء والراء فكيف أن الراء زائدة. فلله در ثرثرتك ودكتوريتك!.

وذكرت خمسة ألفاظ في آخرها باء واستنتجت منها أن الألفاظ المختومة بها تدل على الآلة أو على شبيه بالآلة، أفتجهل أن أسماء الآلات المنتهية بالراء هي أكثر من الآلات المنتهية بالباء؟ فنحن نذكر لك بعضاً منها: الإبرة، والحبير (البرد الموشى) والحبرة (وهي عقدة من الشجر تقطع وتخرط منها الآنية) والمحبرة والخبراء (المزادة العظيمة) والمعابير (خشب في السفينة يشد إليها الهوجل) والمعبر (ما عبر به النهر) والهبرة (خرزة يؤخذ بها الرجال). فهذه ثمانية ألفاظ ونحن لم نخرج فيها من إبدال الهمزة بحرف من حروف مبدلاتها فكيف لو استقرينا المواد المنتهية بالراء؟.

فيا حضرة الدكتور (؟) بع بضاعتك هذه على أصحاب مجلة (الكلية) فتحوا أفواههم مبهورتين بعلمك الغزير المتدفق كالسيل الجارف حتى أنهم قالوا عنك (ص 162) والذي قرأ هذه المقالة النفيسة (؟) أدرك بلا ريب (!!!) مقدرة الأستاذ اللغوية (!!! لا تضحك أيها القارئ وكن رزينا) وعرف أن حضرته براء من هذه الهفوات (!). قلنا: نعم لعله براء من الهفوات لكنه غير براء من السقطات الهائلات المدويات ولذلك ننصح لك يا حضرة الدكتور أن لا تعرض بضاعتك على أبناء هذا العصر الذين لا يعسر عليهم تفلية أقوالك وأفكارك وتزييفها فتعود بالخزي والكبت.

وذكرت لنا في ص 7 ألفاظاً وقلت لنا أنها في (السامية القديمة) وذكرت من ذلك: كتب - وقلت أنها في تلك السامية القديمة تعني المحفر المبذل. ولم نجد في دواويننا المبذل (التي

كررتها أيضاً في ص 94) بمعنى المحفر إنما المبذل: الثوب الخلق، فأي صلة لهذا اللفظ بما تريدان تثبيته للسامية القديمة (؟) التي تعني المثقب والمقدح والمحفر؟ أفلعلك تريد المبزل (بالزاي)؟ فإذا كان كذلك، أفلا تعلمت كيف (تصور) الألفاظ حتى لا تجبرنا على أن نقبل عثراتك في كل كلمة ترسمها؟ أفتريد أن تجعل ردنا عليك أطول من يوم

ص: 193

الصوم؟ ثم ما المراد باللغة السامية القديمة التي تعيدها علينا مراراً في ردك الذي لا يطالعه الأديب إلا يعود غارقاً في عرقة لما يكابده من العثرات والسقطات وينفق من الجد والعناء لتفهم عباراته التي لا تشبه لغة من اللغات المعروفة!.

ومن غريب خبطك وخلطك أنك قلت في ص 7: (والسيف وفي السريانية - ومنه أو لعله منه أسم السيف عند اليونان وهو - فأنك أنكرت في الأول كل صلة تصل اليونانيين والرمان بالعرب سلفنا والآن تنكر ما أثبت كأنك نسيت ما كتبت أو تناسيت فما أبدع ما تقول وما ترتئي! إذن أن كنت تسلم بأن اليونانية مأخوذة من العربية فلماذا لا تسلم أن تكون من حوى واللفظ واحد والمعنى واحد بعد حذف الكاسعة؟ أفلاننا ارتأينا ذلك لا تقبله أم لكي نقبل رأيك لأنه رأيك؟.

ولم تسلم أن تكون من أيس لأن اللفظة العربية مماتة الآن في لغتنا. إذن كن محافظاً على منطقك هذا وقل ليس لي جد أو جد جد لأنهما ماتا وليسا من الأحياء. قلنا: أفهذا منطق يا حضرة الدكتور في الآداب (؟) والأستاذ في جامعة باكو؟ أفهذه هي مقدرتك اللغوية التي يجاهر بها أصحاب الكلية؟.

ونحن لا يهمنا أن تسلم أو لا تسلم بأصل من لوح العربية فلقد بينا لك أن تقابل ح العربية وأنت ترى بعيني رأسك وعيني عقلك أن المعنى والمبنى واحد في العربية وفي اللغات الآرية واللفظة العربية وحيدة المقطع وخالية من كل داخلة وكاسعة فهي على وضعها الطبيعي الأول أقدم من سائر الألفاظ في بقية اللغات. فلماذا لا تكون عربية النجار وتريد أن تكون آريته أو يا فتيته؟ أفليس لأن شعوبيتك تنزغك نزغات إلى أن تنكر علينا ما هو أوضح من الشمس في رائعة النهار وما للعرب وللغتهم من الفضل على سائر الألسنة؟.

وكنا قد قلنا في مقالنا: (ومن غريب ما جادت به لغتنا على أصحاب اللغات الأوربية أنها

وضعت ألفاظاً في لغتين أو ثلاث فأتخذ منها اليونان لغة والرومان لغة أخرى). فعلق بها حضرة الدكتور النقادة (؟) قوله: (أقر بأني لا أفهم هذه العبارة) قلنا وقد صدق. لأنه يريد أن نكتب للقوم باللغة الروسية لا بالعربية إذ يظهر أنه لا يفهم غير تلك اللغة، ولا يريد أن يفهم ما يكتب بلغة أخرى

ص: 194

فيا حضرة اللغوي البارع (؟) معنى عبارتنا جلي لا يحتاج إلى شرح فأن كنت لا تفهمنا فنحن نشرحها لك لا لغيرك، لأن سائر القراء لم يجدوا فيها ما يعتاص على فهمهم ودونك هذا المعنى:(أن لغتنا وضعت ألفاظاً تتقارب في المبنى باختلاف زهيد في الحروف أو في الحركات وهذا ما يسمي في لساننا (لغة) وبالفرنسية فأتخذ اليونان الصيغة الواحدة وأتخذ الرومان الصيغة الأخرى. وهذا ما يرى في علف وعذف وعدف فأن الفرق بينها ظاهر من أن الأول باللام والثانية بالذال المعجمة والثالثة بالدال المهملة فهذه هي اللغات.

وقولك (علف) لم تأت قط بمعنى السمن (ص 93) فيكذبك قول أبن مكرم في ديوانه: (العلوفة والعليفة والمعلفة جميعاً: الناقة أو الشاة تعلف للسمن (كعنب) ولا ترسل للرعي. قال الأزهري: تسمن بما يجمع من العلف أهـ. أفرأيت كيف أن العلف يعني السمن وأن المعلفة: المسنة. أفما كان يحسن بك أن تبحث عن معنى الكلمة في أي ديوان كان لتجد ضالتك؟ أفرأيت كيف خزيت هذه الخزية التي تسجل عليك العار إلى أبد الدهر؟ فيا حضرة أستاذي ودكتوري وعلامتي ونقادتي ووو، تأن قليلاً قبل أن يحملك النزق على أمور تصمك وصمات عار لا يمحوها مر الأيام ولا كر الأعوام.

وقولك: (أن هذه أحداس (؟) ومقابلات سطحية) من النقائض التي لا ترى إلا على أسلة يراعتك كما رأينا سابقاً فأن الحدس ظن وتخمين يقوم على وهم والمقابلات تبنى على حقائق ثابتة. فلله درك! كيف تجمع بين الوهم والحقيقة! بين الظلام والنور! بين الموجود والمعدوم! لا نفهم كيف حزت لقب (الدكتور) وأنت بهذه الدرجة من التدقيق والتحقيق؟ وقد ظهر بعد هذا أن علف وعدف وعذف من قبيل اللغات (الصيغ في اللفظ) وسقط اعتراضك سقوطاً لا إقامة بعده.

وأما قولك أن أصل أو فينبذه لغويو الإفرنج ولا يسيغونه إذ يقولون أن أصلية لا زائدة (راجع ولدي ومعجم بواساك) فأنت ترى من هذا أن الدكتور يخالف فقهاء الأعاجم في

آرائهم ويخالف رأي من يذب عن العربية ذبابها فيصبح لا هو من المؤمنين ولا من الكافرين.

ص: 195

ولو فرضنا (جدلاً) أن الحرف الإفرنجي زائد في كلمتهم وأنه من الدواخل فنقول له: أن العربية أخذوا كلمتهم من العربية (لب) ثم أدخلوا عليها داخلتهم واللب خالص كل شيء فالشحم والسمن والسمن لب كما لا يخفى. أما سؤاله (أين الدليل على أن اللغات الأوربية وبينها السنسكريتية أخذت ألفاظها هذه عن العربية ومتى وأين وكيف؟). قلنا له الأجوبة عن هذه الأسئلة مدونة في مجلتنا 7: 593 وما يليها. والآن نسأله هذه الأسئلة عينها ونقول له: أذكر لنا أنت ما تعرف عن السنسكريتية واختلاط أصحابها بالأوربيين. فإذا كان الهنود مع بعدهم عن الغربيين خالطوهم وأخذوا منهم لغتهم فكيف لم يمد العرب الهنود بألفاظهم حين كانوا مجاورين بعضهم لبعض في سقي بحر الروم ومختلطين بعضهم ببعض؟.

ورده على (حرف) العربية و (غرف) اليونانية أبرد من الثلج وفساد رأيه ظاهر من ضعف رده وعدم تماسكه وأدلتنا أنصع بياضاً من جبين المعاند ثم نقله اللفظة اليونانية إلى لغات الغربيين المختلفة مأخوذة عن الإفرنج أنفسهم (راجع ولدي وبواساك) وهو لا يذكر المستند كأنه ينسب ذلك إلى علمنه الذي أفتخر به أصحاب (الكلية) حين فتحوا أفواههم مبهوتين وصارخين بملء أشداقهم: (والذي قرأ هذه المقالة النفسية (مقالة الأستاذ الباكوي) أدرك بلا ريب (؟) مقدرة الأستاذ اللغوية (؟) وعرف أن حضرته براء من هذه الهفوات!!!).

وكثيراً ما ينكر حضرة الدكتور (؟) أمراً ثم يعود فيثبته أو يرجحه أفلم ينكر كل صلة بين حرف وحفر العربيين وبين اليونانية غرف (في السطور الأولى من ص 94)؟ ثم نسمعه يقول الآن: (وجل ما يمكن أن يقال هنا أن (غرافو) اليونانية و (حفر) العربية من مصدر واحد يرجع إلى عهد بعيد. . .) فإذا كان كذلك فلماذا جئت وسودت تلك الصفحات تسويدا لا معنى له أفما كان عليك من الأول يا شعوبي أن تقول هذه العبارة فتكفي الناس شر مطالعة صفحاتك تلك العديدة وتكفينا مؤونة الجواب عنها وتفنيد تلك السخافات؟.

ثم قال (في آخر ص 93): (ولولا ضيق المقام وخوفي من ضجر القراء لبحثت مع علامتنا اللغوي عن أصل سائر المفردات التي أوردها في مقالته

ص: 196

(الجريئة) وما علق عليها من الملاحظات التي لا تتفق مع العلم الصحيح. . .) فمن لسانك أدينك يا صاح! لقد شعرت

من نفسك بأن مجلة (الكلية) ضاقت عن ثرثرتك كما شعرت بأنك أضجرت القراء فما أسعد حظنا إذن لكونك عدلت عن هذا البحث! وشعرت بأنك (أقدمت على كتابة مقالة ترجع بنا في آرائها ونظرياتها إلى القرن الرابع أو الخامس للهجرة فحفظك الله للعلم وأهله على هذه المبرة إذ لم ترهق النفوس في حسن كنت تتمكن من إرهاقها بتصديك لبحث تافه لم ينتبه إليه قبلك أحد من أبناء العرب ولا من أبناء الغرب ولو أردنا أن نفي بحق ما كتبت من العجائب والغرائب لاحتجنا إلى عدة مقالات) إلى هنا من عبارات الأستاذ الباكوي ببعض لأغلاطه المنطقية والنحوية واللغوية).

إلا أننا لا نريد أن نتساهل معه في أمرين هما: مسألة اللغة الضادية ومسألة القنص، فأما مسألة اللغة الضادية فقد قال فيها ما هذا حرفه:(قال صاحب المقالة (أن في لغتنا الضادية) ألفاظ (كذا) ماتت لا وجود لها اليوم في لساننا) (ص 95) ونحن لم نقل هذا القول الملحون الملعون (أي لم نذكر (أن) الماصبة وبعدها كلمة (ألفاظ) مرفوعة بل قلنا: (في لغتنا الضادية ألفاظ. . . (راجع الهلال 37: 207) ثم زاد الطنبور نغمة هذا الشعوبي المتهجم فقال في الحاشية: (يظهر أن حضرة الأب ممن يعتقدون أن لفظ الضاد لا يوجد إلا في لغتنا العربية وقد حان بأن نضرب (كذا. وقد جر الجملة الفاعلية بالباء وهو من أغرب ما جاء به العافطون في كلامهم) بهذه السخافات عرض الحائط. . .) أهـ.

قلنا: يا شعوبي! لا يحق لك أن تنتسب إلى العرب وأنت تسب لغتهم هذه الشريفة وتنزع منها أفخر وأفخم حرف عندهم. فقد أتفق جميع العلماء من أقدمين ومحدثين، من إنجاب العرب وإنجاب الغرب أن الضاد خاص بإيماء يعرب. فمن أنت وما قدرك حتى تأتي بين الناس وتنكر علينا وجود هذا الحرف في لغتنا ثم تحاول أن تنتسب إلى الناطقين به. كلا ثم كلا أنك لست بعدناني ونحن نتبرأ منك ومن نسبك ومن أقوالك، ونقول لك: أنك لم تنكر علينا هذا الحرف إلا لأنك لست من أبناء الناطقين به ولأنك لا تحسن لفظه ولو أحسنته لما بدرت منك هذه البادرة وتدعي مع هذا أنك دكتور! ودكتور في الآداب!!.

ص: 197

وفي الآداب العربية!!! وأنت أستاذ فيها!!!! وأنك عربي (؟).

أما صحة لفظ الضاد فهي: (أن الضاد تخرج من المخرج الرابع من مخارج الفم ومخرجه من أول حافة اللسان وهي المشار إليها بالأقصى ويستطيل إلى ما يليها من الأضراس

وأكثر الناس يخرجها من الجانب الأيسر وبعضهم يخرجها من الجانب الأيمن) (انتهى عن شرح العلامة أبن القاصح على الشاطبية ص 297 من طبعة المطبعة الميمنية بمصر) أفهمت الآن كيف تلفظ الضاد، أما الضاد التي تشير إليها فهي الضاد التي سماها سيبويه في كتابه:(الضاد الضعيفة)(2: 404 من طبعة بولاق) ثم الفرق بين الاثنتين فقال: (إلا أن الضاد الضعيفة تتكلف من الجانب الأيمن، وأن شئت تكلفتها من الجانب الأيسر وهو أخف لأنها من حافة اللسان مطبقة، لأنك جمعت في الضاد تكلف الأطباق مع إزالته عن موضعه. وإنما جاز هذا فيها. لأنك تحولها من اليسار إلى الموضع الذي في اليمين وهي أخف، لأنها من حافة اللسان، وأنها تخالط مخرج غيرها بعد خروجها فتستطيل حين تخالط حروف اللسان، فسهل تحويلها إلى الأيسر لأنها تصير في حافة اللسان في الأيسر إلى مثل ما كنت في الأيمن، ثم تنسل من الأيسر حتى تتصل بحروف اللسان كما كانت كذلك في الأيمن) ثم قال: (ومن بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس مخرج الصاد (الفخمة)(2: 405).

وأما المسألة الثانية فهي مسألة (القنص) الظاهر أصلها العربي مما بيناه ومن الأخذ بقاعدتنا وهي أن إذا حذفت منها الكاسعة من اللفظة الإفرنجية بقي لك منها وهذه تجانس (قن) و (قنى) ومن المادة الأولى القن وهو العبد الخالص العبودة مأخوذ من القني أو القنو وهو الاكتساب لأن العبد يكسب لك من عمله. وكذلك قل عن القنص أي كلب الصيد فأنه يكسب لك الصيد. فأنت ترى أن المادة القنص لهذا الحيوان الأمين معنى ظاهر، بخلاف ما تراه في لغة الأعاجم فأنه خال من معنى في مادتهم. فأين رأينا من رأيه؟ نحن ندعم أقوالنا بالأدلة والبراهين، وحضرة الدكتور يؤيد كلامه بالشعوبية، أفبالشعوبية يقوم أو يظهر الحق؟ فلينصفنا القراء.

وفي القسم الأخير من مقالة كبا كبوات عديدة من معنوية ولغوية ونحوية

ص: 198