الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المكاتبة والمذاكرة
ملحق بالفتوة
استملحت مقالة الصديق الأستاذ مصطفى أفندي جواد في موضوع الفتوة التي صدرت في الجزء الرابع من هذه المجلة (8: 241 وما يليها) وكنت أود أن أرى فيها ما جاء في ص 150 من عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب المطبوع في بمبي سنة 1318هـ) وهذا نص ما جاء تاج الدين محمد بن معية من علماء الأمامية:
(وكان يتولى إلباس لباس الفتوة ويعتزي إليه أهله ويحكم بينهم بما يراه فيطيعون أمره. ويمتثلون مرسومه وهذا المنصب ميراث لآل معية من عهد الناصر لدين الله. وقد كان بعض آل معية يعارض النقيب تاج الدين في ذلك وينقسم الناس بالعاق أحزابا كل ينتمي إلى أحدهم. فلما مات النقيب فخر الدين بن معية والنقيب نصير الدين بن قريش بن معية لم يبق له معارض ولم يكن عوام أهل العراق ولا خواصهم يسلموا ذلك الأمر إلى أحد من غير آل معية ما دام منهم أحد فكيف بالنقيب تاج الدين وكان إليه إلباس خرقة التصرف من غير منازع في ذلك لا يلبسه أحد غيره أو من يعزى إليه)؟ انتهى كلام المؤلف.
يعقوب نعوم سركيس
قبر أحمد بن حنبل
ذكر الكاتب الفاضل عبد الحميد عبادة في (7: 288) من لغة العرب أن في جامع (حاج أفندي) ويسمى أيضاً (مسجد اللالات بمجلة (كوك نظر) رخامة على الجدار الذي يلي الباب مكتوباً عليها ما صورته: (هذا قبر المرحوم المغفور له الدارج إلى رحمه الله تعالى الشيخ المجتهد السيد أحمد من الأربعة المجتهدين. وذلك في 12 ربيع الأول سنة 562) ثم قال: فتوارد إلى خاطري أنه قبر
الأمام المشار إليه - أي أحمد بن حنبل - إذ لا يبعد أن نقل إلى محلة الحالي لسبب غرق بغداد الذي وقع سنة 544هـ - 1149م. . . والحال أن التاريخ المحرر في الرخامة هو بعد الغرق بثماني عشرة سنة ذلك الغرق الذي جعلها كالجزيرة وسط الماء. ومن هذه الملاحظات يظهر أن هذا التاريخ هو تاريخ النقل لكن
تحرير التاريخ على الرخامة بهذه العبارات أضاع قضية تاريخية يقام لها ويقعد).
قلنا نستغرب من صديقنا الفاضل هذه التطويحات التاريخية لأمور:
أولها - أنه لم يثبت عنده زوال قبر أحمد بن حنبل بهذا الغرق المذكور زوالاً حتى يجوز لنفسه ما ذكره.
وثانيها: أنه ليس من المعروف عند المسلمين نقل القبر لكونه غرق أو احرق مثلاً فقد أجرى المتوكل الماء على قبر الحسين بن علي بن أبي طالب ولم ينقلوه وغرق المشهد الكاظمي ولم ينقلوا صاحبيه.
وثالثها - أن المستنصر بالله العباسي أمر في سنة 634هـ بعمل مزملة بالقرب من قبر (أحمد بن حنبل) لأجل الزوار الواردين فيها حباب ملئت من الجلاب على ما جاء في ص 28 من نسختنا للحوادث الجامعة المجهولة مؤلفة.
ورابعها - أن عز الدين أبا زكريا يحيى بن المبارك توفي سنة 637هـ فحمل إلى (مقبرة باب حرب) فدفن بالقرب من قبر (أحمد بن حنبل) فالقبر في هذه السنة المذكورة ثابت معمور لا زائل ولا مغمور وهي بعد الغرق الذي ذكره الكاتب ب (93) سنة ومصدر هذا ص 45 من الحوادث الجامعة.
وخامسها - أنه إذا جاز الظن في غرق قبر أحمد فعليه أن يسنده إلى غرق سنة 646هـ فقد قال مؤلف الحوادث (وأما الجانب الغربي فغرق بأسره من محلة الحربية - إلى - الخليلات - وسوى بعض باب البصرة والكرخ).
وسادسها - أن هناك حادثة تخص القبر المذكور قبل هذا الغرق ما رواه مؤلف الحوادث من أنه في سنة 646هـ توفي قيران الناصري ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل.
ولكن بقي علينا أن نثبت أن القبر بقي بعد هذا الغرق العظيم، وذلك هين فقد ذكر مؤلف الحوادث الجامعة في حوادث سنة 672 أنه توفي فيها
(الشيخ كمال الدين علي بن وضاح) الشهراباني الحنبلي مدرس المجاهدين ودفن تحت أقدام الأمام أحمد بن حنبل كما في ص 116 من نسختنا فالقبر لم يغرق بذلك الغرق. وعلى المتتبع أن يتأثر حوادثه بعد سنة 672 المذكورة.
والذي لا يعرف هذا ربما يسند زوال القبر إلى غرق بغداد سنة 654 فقد قال عنه مؤلف
الحوادث (فانهزم الناس والماء في أثرهم فأحاط بغداد وغرق الجانبين منها. . . وكانت السفن والأكلاك تسير من الريحانيين حتى تصل إلى باب العامة. . . واتصلت الصفوف في السفن من باب المستنصرية إلى سوق المدرسة) إلى آخره.
المدرسة الشرابية
ذكر مؤلف (عمران بغداد) السيد محمد صادق الحسيني في ص 153 من العمران (المدرسة الشرابية) وعلق بها ما نصه (اختلف السهروردي ومصطفى جواد في موضع هذه المدرسة فروى السهرودي أنها كانت في الكرخ وذهب مصطفى جواد إلى عكس ذلك كما جاء في جريدة البلاد 4 شباط 1930 والعراق 7 شباط 1930 قلنا: أن المؤلف ذكر أنها كانت (بسوق العجم) بالشارع الأعظم بالقرب من عقد سور السلطان مقابل درب الملاحين وهذا ما ذكره مؤلف الحوادث الجامعة والرجل الذي عارضنا به قبل قليل التثبت في رواية التاريخ فقد ذكر أن المدرسة الشرابية بالكرخ ولا دليل على ذلك سوى الزعم، وأما دليلنا على أنها في الرصافة فما جاء في ص 73 من الحوادث ونصه (وغرق في الجانب الشرقي ما كان ظاهر السور من مساكن استجدت منذ أيام الخليفة المستنصر بالله وبولغ في عمارتها وكان بها أسواق مادة وحمامات وبساتين مثمرة. . . وكان ذلك مما يلي العجم) فسوق العجم بالرصافة والمدرسة الشرابية بسوق العجم ومن أنكر ذلك ففي نفسه ما يعذر عليه ولا شك في قولنا.
مصطفى جواد