الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسئلة وأجوبة
قبر إبراهيم الخليل وموضعه
س - سبزوار (إيران) - م. م. ع: قال أحد الفضلاء في مجلة المرشد (2. 2: 4) فقام السلطان (طهماسب) بهادر خان الصفوي فزار مرقد الإمام (ع) سنة 943 هجرية واهتم بإيصال الماء إليه من الفرات فأمر بحفر نهر له من الحلة وكانت يومئذ من الحواضر الكبرى الآهلة بالعلماء والأدباء فحفر من فوق نهر التاجية في جهة الغرب نهرا أخذة على الطريق السائر من الحلة إلى قرية (نمرود) المعروفة اليوم عند العامة بقبر (إبراهيم الخليل - ع -) انتهى المقصود من إيراده. والأماكن التي تعزى إلى النمرود في العراق (كما أعلم) ثلاثة:
1 -
مدينة النمرود وهي المشهورة ببابل.
2 -
نمرود وهي قرية قريبة من الموصل الحدباء كانت في الاعصر الغابرة مدينة تسمى (كالح).
3 -
برس نمرود وكانت في الاعصر الغابرة مدينة تسمى (بورسيبا).
فأين قرية نمرود المعروفة بقبر إبراهيم الخليل والواقعة على طريق الفيحاء.
ج - لم يمت إبراهيم الخليل في العراق حتى يكون له قبر فيه. وقد اتفق علماء الإسلام والنصرانية واليهودية على أن أبا إسحاق توفي في حبرون ودفن في القبر الذي دفنت فيه سارة. ولهذا لا يلتفت إلى كلام العوام القائلين (قبر إبراهيم الخليل في العراق).
والمدن والأبنية المنسوبة إلى نمرود أكثر من أن تحصى. وسب ذلك أن نمرود اشتهر بالعظمة والجبروت فنسب إليه العوام كل مدينة قديمة عظيمة وكل بناء فخم. ودونكم بعض ما جاء في هذا الصدد: قال ياقوت في مادة أجمة برس (واجمة برس بحضرة الصرح. صرح نمرود بن كنعان بأرض بابل). . . وقال.
في اردشير خرة. . . (قال البشاري: اردشير خرة كورة قديمة رسمها نمرود بن كنعان ثم عمرها بعده سيراف بن فارس). . . وقال في مادة بلاطة: بالضم قرية من أعمال نابلس من أرض فلسطين، يزعمون اليهود (كذا): أن نمرود بن كنعان فيها رمى إبراهيم (عم) إلى
النار. وبها عين الخضر، وبها دفن يوسف الصديق (عم) وقبره بها مشهور عند الشجرة. وإما إبراهيم والنمرود فالصحيح عند العلماء أنه كان بأرض بابل من أرض العراق وموضع النار هناك معروف والله أعلم).
ولياقوت المذكور في مادة دمشق (. . . سميت بدماشق بن نمرود بن كنعان وهو الذي بناها، وكان معه إبراهيم كان دفعه إليه نمرود بعد أن نجى الله تعالى إبراهيم من النار. . .) وله في مادة رحبة مالك بن طوق (. . . وفي التورية في السفر الأول في الجزء الثاني أن الرحبة بناها نمرود بن كوش. . .)
قلنا: لا رحبة في التوراة وإنما هناك رعمة وهو اسم رجل تسمت به قبيلة.
وقال المسعودي (78: 1 من طبعة الإفرنج) ونزل ماش بن ارم بن سام أرض بابل على شاطئ الفرات فولد نمرود بن ماش وهو الذي بنى الصرح ببابل وجسر بابل على شاطئ الفرات.
وذكر الآثاريون من الإفرنج أن الترك كانوا يسمون عقرقوف (تل نمرود).
إذن لا يمكننا أن نعلم ما المراد من قول العوام (قبر إبراهيم الخليل) اللهم إلا أن يقال أنه ما يسميه الغير مشهد إبراهيم.
ابن بشكوال والفصحي
س - بغداد - ب. م.: قرأت مقالة أطول من يوم الصيام في المشرق
104: 28 إلى 110 يثبت صاحبها أن العرب أخذوا في العصور الوسطى اسم بشكوال عن الأندلسيين الأجانب إلا أنهم بعملهم هذا لم يستردوا بضاعة خاصة بهم لأن ليست (بعربية النجار) بل (عبرية محضا) وقد تيوننت فتحبشت وتسرينت ثم تعربت في المشرق. وأما في المغرب فتليتنت فتأيطلت فتأسبنت فتفرنست فتأنكلزت إلى آخر ما تشاء) فما رأيكم في هذا وبأي كلام ينطق صاحب تلك المقالة البديعة؟
ج - قد ذكرنا سابقاً أن بيك الميراندولي كان يتقن عدة ألسنة شرقية وغربية وله وقوف عجيب على علوم عصره وفنونه وكان - إذا تكلم - يدخل كلمات لغة على ألفاظ لغة أخرى والميراندولي العصري على غرار ذلك الداهية الشهير. ولهذا لاحظتم أنه استعمل أوضاعاً غريبة خاصة به وبذوقه وبعيدة عن الذوق العربي. جارياً فيها على منحى من
يقول تمضر وتمعدد وتبغدد وتدمشق ونسي أن السلف يستعمل لفظة أو كلمة واحدة من هذه الكلمات ليرصعوا بها عبارة من عباراتهم لا أن يأتوا بها دفعة واحدة في عبارة صغيرة فتصبح في لسان صاحبها كمن يتكلم اللغة الهندية أو الصينية أو (الشنقناقية) وكان يمكنه أن يقول مثلاً: (ثم نقلت إلى اليونانية فالحبشية ونقلت إلى السريانية ثم عربت. . . وأما في الغرب فأنها نقلت إلى اللاتينية فالإيطالية فالأسبانية فالفرنسية فالإنكليزية. . .) لكن الرجل غريب الذوق الذوق والتعبير يفسد كل ما يمر به.
ألا تراه كيف يأتي بعبارات حروفها عربية وتراكيبها (سريانية) كما يراه كل أديب يطالع مقالاته بل زد على ذلك أنه يفسد عباراتنا نفسها حين يأخذها بقلمه فقد قلنا: (ولم تر أحد صرح بهذا الأصل سواء (أكان) من أبناء لغتنا (أم) من أبناء الغرب) فنقلها هكذا: سواء (كان) من أبناء لغتنا (أو) من أبناء الغرب. فتأمل هذا وقس عليه ما ينطق.
ومن عجيب عمل بيك الميراندولي العصري أنه يورد كلام الغير ولا يفهمه فإننا منا نقول أن (بشكوال) عربية الأصل لفظاً لا وضعاً واستعمالا كما يفهم من صريح كلامنا فخبط الرجل وخلط وأخذ يسعى على رأسه بين أيدي الناس وهو يدعي أنه يسعى على رجليه! ولله في خلقه شؤون!!!