الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القفص والغرشمارية والكاولية
1 -
القفص
قال محمد شفيع معاصر الشاه سلطان حسين الصفوي (مترجم القاموس المحيط إلى الفارسية باقتراح الشاه المذكور وقد يزيد على الترجمة بعض الفوائد وسمى الترجمة (ترجمان اللغة) شرع بتأليفه في عاشر شهر شعبان سنة 1114هـ وفرغ منه في العشرين من شهر ربيع الأول سنة 1117 وهذا الكتاب مطبوع في هامش كتاب القاموس في إيران) ما تعريبه: (والقفص طائفة بكرمان وهو معرب كفج أو كوفج ويقولون أيضاً كوفجان).
2 -
الكاولية والغرشمارية
إذا مررت على البلدان المهمة في إيران وجدت فيها جماعات من قوم يقال لهم (غرشمار بضم الغين المعجمة والراء يليها شين معجمة ساكنة فميم فألف فراء أو (غريب زاده - أو (غربال بند - ولا جرم أن هؤلاء يرجعون مع الكاولية إلى نسب واحد وكأنهما الآن شعبتان. والقسم الأعظم من الغرشمارية يزاولون النجارة والحدادة وجميعهم شيعيون إماميون أما موطنهم الأصلي فالمشهور بين مؤرخي الفرس أن بهرام جور ملك الديار الإيرانية كان من أهل الهناء والطرب فدعا من الهند إلى ديار إيران نحوا من أثني عشر ألفاً والطرب والغرشمارية هم من بقايا أولئك النازحين من الهند إلى بلاد الفرس بأمر الملك الإيراني.
وقد يقال للكاولية (بنو ساسان) لأن هجرتهم إلى ديار إيران كانت في عهد الملك الساساني (بهرام جور) ولم ينتشر خبرهم قبل دور آل ساسان.
وكلمة الكاولية أما مشتقة من التكول بمعنى التجمع أو نسبة إلى كول
قرية بفارس أو أنها في الأصل الكابلية نسبة إلى كابل عاصمة أفغانستان فحرفها الفرس وقالوا: (الكاولية) كما كانت عادتهم في قلب الباء واواً فكانوا يقولون عوضاً عن (خواب) بمعنى النوم (خاو)، وبدلاً من آب بمعنى الماء:(آو) ولم تزل هذه العادة جارية في بعض القوى الإيرانية إلى يومنا هذا وهذه الوجوه الثلاثة هي التي ذهب إليها فكرنا القاصر ولم نسبق إليها ونرجح
الرأي الأخير الموافق لما ذكرنا من أن أصلهم من الهند وديار الأفغان كانت جزءاً من الهند في قديم العهد ونزيد على ذلك أن الدمشقيين يسمون هذه الطائفة بالزط وقد ذكر السلف أن الزط جيل من الهند هذا كله علاوة على أن ألبسة هؤلاء القوم تشبه ألبسة الأفغان.
وأظن أن موطنهم الأول كان شبه جزيرة العرب فانتقلوا منها إلى ديار الهند والأفغان لأنهم ينطلقون بأكثر الحروف من مخارجها الأصلية الفصيحة وألم يتمكنوا من أداء بعض الحروف كالضاد وغيرها، ومن المعلوم أن أداء الحروف من مخرجها من صفات الجنسية العربية، ولا ينافي ذلك عدم الاستطاعة لأداء بعض الحروف كالضاد فهذه مصر وهي من الأقطار العربية لا تستطيع النطق بحرف الضاد العربية.
ويسمى المصريون الكاولي ب (الغجري) وهو تصحيف القاجاري نسبة إلى قبيلة تركية الأصل كانت منها الأسرة المالكة (في إيران) التي انقرضت، فالقاجاري غير الكاولي ولا يصح إذن أن نسمي الكاولي بالقاجاري.
سبزوار (إيران): محمد مهدي العلوي
(لغة العرب) أن أسماء القفص تختلف باختلاف البلاد، بل تختلف في البلاد الواحدة بحسب مناطقها فالفرس يسمون القفصي مثلاً: قره جي وسسماني وزنكنه (بكاف فارسية) وكوباز أو كاوباز (بكاف فارسية) إلى غيرها وذلك باختلاف ولاياتها.
وموطنهم الأصلي - هو كما قلنا - ديار القفص التي كانت من أراضي الهند مدة طويلة وأما أن سبب جلبهم إلى إيران كان بدعاء بهرام جور طائفة منهم فحديث خرافة على ما يظهر والمشهور أن ما يسوق هؤلاء الناس وأشباههم الاسترزاق فيضربون في أراضي الله نازحين من رقعة إلى رقعة أخرى منها.
وأما تسمية السلف إياهم ببني ساسان فقد ذكرنا ذلك مع سائر أسمائهم وآدابهم وأخلاقهم في (المشرق) البيروتية (5: 865 وما يليها) فوقعت في 46 ص من المجلة المذكورة وقد ذكرنا فيها أيضاً سبب تسميتهم بالكاولية فوافقنا عليها بعد ذلك علماء المشرقيات في ديار الغرب. فقول حضرة الكاتب المتفنن أنه لم يسبقه أحد إلى الذهاب إليه لا يوافق الواقع وكنا قد كتبنا مقالنا في سنة 1902 (أي قبل 28 سنة).
واشتقاق الكاولي من الكول لقرية بفارس لا يوفق المشهور عن أصلهم وأغرب من هذا
اشتقاق أسمهم من التكول كأن غير الناس لا يتجمعون وكأن التجمع خاص بهم هذا فضلاً عن أن هذا الجيل ليس من العرب حتى يشتق له أسم من لسانهم. والمعقول أنهم من كابل (التي يكتبها بعض الكتاب العصريين كابول وهو خطأ فظيع وذلك نقلاً عن الكتب المطبوعة في بيروت).
ولا نوفقه على رأيه أن موطنهم الأصلي هو جزيرة العرب إذ التاريخ والتسمية والأخلاق تظهر الخلاف، وحسن لفظهم للعربية لا يصدق إلا في أولئك يتنقلون في الديار العربية اللسان وإلا ففي ربوع الغرب أناس منهم لا يحسنون لفظ الحروف الحلقية السامية.
وعندنا أن الفجر لفظة تركية الأصل من (كوجر)(بجيم مثلثة فارسية) ومعناها الرحل لأنا سمعنا بعضهم يسمونهم إلى اليوم كوجر وذلك في شمالي الموصل ومنهم من يسمونهم الفرج (بجيم فارسية أيضاً). قال في سر الليال (1: 451)(أنه لم يجئ في الكلام غجر ولكن أهل مصر يقولون غجر للطائفة التي يقال لها في بر الشام نور. وفي تونس دقازة وأصلهم فيما قيل من الهند) أه واصل ملوك القاجار من قبيلة تركية رحالة هي الكوجر على رأينا فنقلت الكلمة إلى قاجار تفريسا لها (أي نقلاً لها إلى الفارسية).