المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب المشارفة والانتقاد - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٨

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 76

- ‌سنتنا الثامنة

- ‌يا للمصيبة

- ‌الآمال الهاوية

- ‌الدواخل والكواسع في العربية

- ‌اليأمور

- ‌رسالة في النابتة

- ‌مندلي

- ‌لواء الكوت

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 77

- ‌خزائن بسمى القديمة

- ‌أعلام قصيدة أخت الوليد بن طريف

- ‌العربية مفتاح اللغات

- ‌القفص والغرشمارية والكاولية

- ‌اللغة العامية العراقية

- ‌الحروف العربية الراسية

- ‌صفحة من تاريخ أسر بغداد

- ‌تاريخ اليهود

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهرة في العراق وما جاوره

- ‌العدد 78

- ‌رسالتان تاريخيتان

- ‌من هو القرصوني

- ‌لواء العمارة

- ‌اليحمور واليامور

- ‌بيت عراقي قديم

- ‌العربية مفتاح اللغات

- ‌اللغة العامية العراقية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌نظم شمس الدين عبد الله محمد بن جابر الأندلسي

- ‌عني بنشرها صديقنا المذكور

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 79

- ‌الفتوة والفتيان قديما

- ‌لواء البصرة

- ‌محمود العنتابي الأمشاطي

- ‌القريض في فن التمثيل

- ‌صفحة من تاريخ أسر بغداد

- ‌الدولة القاجارية وانقراضها

- ‌دار شيعان

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 80

- ‌إلى عكبرى وقنطرة حربي

- ‌القصر الذي بالقلقة

- ‌صفحة من تاريخ أسر بغداد

- ‌مجلة المجمع العلمي العربي وأوهامها

- ‌الأسر المنقرضة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 81

- ‌الألفاظ اليافثية أو الهندية الأوربية في العربية

- ‌لواء كركوك

- ‌مصطلحات حقوقية

- ‌قبر راحيل

- ‌بيت عراقي قديم

- ‌محلة المأمونية وباب الأزج والمختارة

- ‌أسرة الحاج الميرزا تقي السبزواري

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌111 - كتاب التيجان في ملوك حمير

- ‌عن وهب بن منبه رواية أبن هشام

- ‌طبع بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانيين في

- ‌حيدر آباد الدكن

- ‌سنة 1347 في ص496 ص بقطع الثمن الصغير

- ‌تاريخ وقائع الشهرية في العراق وما جاوره

- ‌العدد 82

- ‌أحمد باشا تيمور

- ‌نظرة في المجلة الألمانية ومجاوراتها الساميات

- ‌تحققات تاريخية

- ‌القمامة أو كنيسة القيامة

- ‌البرثنون في كتب العرب

- ‌العمارة والكوت

- ‌بيت عراقي قديم

- ‌ألفاظ يافثية عربية الأصل

- ‌في مجلة المجمع العلمي العربي

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاورها

- ‌العدد 83

- ‌دار المسناة

- ‌رسالة لأبي عثمان

- ‌تحققات تاريخية

- ‌الفلحس

- ‌صفحة من مؤرخي العراق

- ‌القرب في اللغة

- ‌لواء أربل

- ‌اللغة العامية العراقية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌الحكومة العراقية والمخطوطات

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 84

- ‌نقد لسان العرب

- ‌العمارة والكوت

- ‌ترجمات التوراة

- ‌بيت الشاوي

- ‌في مجلة المجمع العلمي العربي

- ‌رسالة إلى أبي عبد الله

- ‌القيالة عند العرب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 85

- ‌إلى شبيبة العراق

- ‌المائن أو الممخرق

- ‌آلتون كوبري في التاريخ

- ‌لواء السليمانية

- ‌أرض السليمانية في التاريخ القديم

- ‌تذنيب في تخطئة معلمة الإسلام

- ‌نظرة في المقاومات العراقية

- ‌نقد لسان العرب

- ‌الأسناية ومعناها

- ‌قبر العازر

- ‌كوت العمارة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاروه

الفصل: ‌باب المشارفة والانتقاد

‌باب المشارفة والانتقاد

1 -

الفتاة والشيوخ

نظرات ومناظرات في السفور والحجاب والعقل وتحرير العقل وتحرير المرأة والتجدد الاجتماعي في العالم الإسلامي، بقلم الآنسة نظيرة زين الدين. طبع في بيروت سنة 1929 في ثلاثة أجزاء الأول في ص128 والثاني في 119 والثالث في 153.

هذا كتاب فذ في مباحثه وصحة آرائه وتنسيقها تنسيقاً منطقياً ويزيد في محاسنه أنه حسن الطبع والورق منقح العبارة. كل هذه الأوصاف اجتمعت فيه حتى أخذنا نشك في نسبته إلى مؤلفته الآنسة نظيرة إلا أننا تأكد عندنا أنه لها بقولها في 1: 12 (أني أعلن على رؤوس الأشهاد، وعلى مسمع من سادة وسيدات، مسلمين ومسلمات، أني سهرت إناء الليل، وأطراف النهار، وكتبت كتابي في غرفة منفردة لم يكن لي فيها سمير ولا معين، إلا الأقلام والمحابر. . . ولم ترني فيها عين ناظر إلا عين معلمي الشرع أبي، وأحيانا عين معلمي العربي ينقح نحوا أنحوه، أو بياناً أجلوه، دون أن يشتركا في التأليف.

والكاتبة أبدعت كل الإبداع في تزييف آراء الشيخ مصطفى الغلاييني، فأنها أتت بأدلة معقولة ومنقولة مزقت بها مزاعمه أشنع تمزيق ولم تبق منها شيئاً وكل ذلك بعبارة دقيقة رقيقة لينة أذاقته بها الأمرين بلا شك. ولا جرم أن الشيخ يود اليوم أن تلك الكلم لم تكن من براعته ويأسف كل الأسف على أنه يفوه ما تفوه به على آنسة كلها أدب وخفر وحسن أخلاق وفضل جم.

وهذا الكتاب مفيد لجميع طبقات الأمة العربية، رجالها ونسائها، كبارها وصغارها. وهو سلاح فتاك بيد من يعالج حماية المرأة المسلمة العصرية ومشكاة نيرة لمن يتسكع في ظلمات القائلين بحجبها عن الناس وبإبقائها أمية لا

ص: 61

يحسن بها أن تتعلم الكتابة والقراءة بل تقول كلمة واحدة: أن هذا السفر الجليل مما يجب إدخاله في جميع مدارس الإناث فيكون بأيديهن أداة لدفعهن إلى الأمام ليقاومن أحسن مقاومة تيار الجهل والغباوة.

على أننا كنا ننوه أن يشار في التصحيحات الواردة في آخر الديوان إلى أغلاط الطبع التي وردت فيه، فقول الآنسة في الجزء الأول ص2 (مجاهدة متفانية) غير عربية. ولو قالت:

مجاهدة مغررة بنفسي أو مطوحة بها لكان أحسن. وقولها في تلك الصفحة: مستندة في ذلك إلى الروح الطاهرة في كتابنا. كان الأحسن أن يقال الروح الطاهر نعم أن الروح تذكر وتؤنث. إلا أنها إذا ذكرت عنت شيئاً وإذا أنثت عنت شيئاً آخر. والروح هنا جاءت بمعنى الفكر فالأوفق أن تذكر.

وفي ص3 وإذا أشواك مكدسة. والأشواك جوع شوك لم ترد في كلام الفصحاء بل في كلام المولدين. والأحسن أن يقال (وإذا شوك) وأن كانت الأشواك مستعملة في كلام بعض المحدثين من أرباب الأقلام.

وفي ص6: الشيعين في موضع الشيعين - وفيها لا ضير على النجمة اللامعة والأفصح: على النجم اللامع لأنه مفرد ويجمع على نجوم. وفي ص8 إلا مجموغ (بالغين المعجمة) والصواب بالعين المهملة - ولكن شتان (وضبطت بكسر النون) أيها السادة، بين فتاة. . . شتان بينها وبيت تسعة رهط. . . قلنا: أما ضبط نون شتان بالكسر فليس بالفصيح العالي. أفلا نرى صاحب التاج يقول: (وقد تكسر النون)؟ ونعلم أن (قد) هنا للتقليل؟ إذن فالأفصح فتح النون - وقولها شتان بين فتاة غير فصيح والصحيح شتان ما بين فتاة ليكون فاعل في الجملة.

وكذلك يجب أن يقال في العبارة الثانية: شتان ما بينها وبين تسعة رهط (راجع لغة العرب 667: 7) - وفي ص12 ولسان زاق والصواب ذق - وفي ص13 ولتسعة شهور والمعروف تسعة أشهر لأن تسعة تبين قلة الأشهر - وفي تلك الصفحة: سواء أكانوا أمريكيين أو إنكليزيين أم رهباناً أم راهبات والأفصح: سواء أكانوا أميركيين أو إنكليز، رهباناً أم راهبات إلى غير هذه الهفوات التي تعد كالخال في وجه النضيرة.

ص: 62

2 -

بدر التمام في شرح ديوان أبي تمام

للدكتور ملحم إبراهيم الأسود الجزء الأول طبع في بيروت في ص472

لا حاجة لنا لتعريف الناس بأبي تمام. فحسبنا أن نقول أن صاحب الأغاني قال عنه: (اخبرني عمي قال: حدثني أبي قال: سمعت محمد بن عبد الملك الزيات يقول: أشعر الناس طرا الذي يقول:

وما أبالي وخير القول أصدقه حقنت

لي ماء وجهي أو حقنت لي دمي

عن الأغاني 15: 10 من طبع بولاق) والمراد بهذا البيت أبو تمام الطائي.

وقد عني الدكتور ملحم بك إبراهيم الأسود بنشر ديوانه بالشكل الكامل وبالحواشي المفيدة وطبع منه الجزء الأول فوصل به إلى روي ألفاه والشرح لم يسبق إليه سابق وقد سد بنشره ثغراً كان فاغراً في لغتنا وقد توخى المحشي التبسط في التعليق مع تدقيق النظر في إبانة الأوضاع اللغوية والسلاسة في التعبير، عادلاً عن الاختصار المخل، والإسهاب الممل، إلى أقرب الطرق وأوفاها بالمطلوب فجعله بذلك على طرف الثمام وكتاب مدرسة نافعاً للمعلم والمتعلم معاً، والطبع حسن الورق صقيل ثخين.

وكل أكلنا أن أرباب المدارس يتخذونه عدة للأدب العربي الصرف ومورداً يتردد إليه أصحاب الذوق السليم الناطقين بالضاد لأن كلام أبي تمام من أرقى ما قيل ومن أبدعه نظماً وعسى أن حكومتنا أن تدخله في مدارسها ليكون ذريعة إلى تدريب أولادنا على أحسن الأساليب العربية وأمنعها تركيباً.

أننا لا ننكر أن في طبع هذا الديوان بعض أغلاط لا تخفى على القارئ وقد تكفل الناشر بتصحيحها عند طبع الجزء الثاني.

3 -

مباحث في الآداب العربية العصرية (بالإنكليزية)

بقلم أ. ز. جب

كنا قد تكلمنا عن القسم الأول من هذه المباحث (لغة العرب 6: 378) والآن أهدى إلينا حضرته القسم الثاني من مقالته هذه. فإذا هو كصنوه الأول مختوم بخاتم التدقيق والتحقيق وقد ذكر الكاتب في حاشية كل صفحة الأسانيد التي اعتمد عليها، فنهنئه بهذا الفوز العظيم.

ص: 63

4 -

رسام السيدة (باللغة الفرنسية)

رواية خيالية تاريخية نشرها محل مام في تور (فرنسة)، تأليف السيدة غزالة بك (غي دافلين).

عرف القراء من هي غي دافلين التي جاءت ذكراها في هذه المجلة 7: 739 و 819 وقد أهدت إلينا الآن رواية تاريخية في ثلاثة أقسام:

فالقسم الأول منها يحوي المعاهدة وما دار على سليم ابن سلطان مصر الذي عقد مع مكلير

قومس درو في القسطنطينية عهداً لجيش الصليبين إسقاطاً للإمبراطور بدوين الذي لم يزوجه ابنته. فسمع بذلك الحاجب جهان الذي صار فيما بعد رساماً يرسم صور العذراء مريم وأخبر بدوين بما سمع إلا أن الخبر كان بعد أوانه إذ كسر بدوين وقبض على جهان وحاول سليم إحراقه حياً فنجاه من النار راهب أسمه برونو.

والقسم الثاني يدور على أخذ مكلير الثار من خصمه إذ وقعت منافسة بين مكلير وفران البرتغالي الذي تزوج جانة أبنة مكلير فكانت موقعة بوفين في أثر ذلك وولادة القديس لويس. فحاول مكلير قتله إلا أن سليم عهد إلى شلومو اليهودي أن يجد له ولداً مائتاً ليضعه بدلاً من الطفل المولود. فسمع هذا الحديث جهان الرسام وكان في دكانه واختطف الطفل المسروق، غير أن سليم وهم في دخوله الغرفة فأخذ طفلة مكلير التي سميت بعد ذاك (مجدة) وظن الناس فيها أنها أبنة الرسام. فثأر سيم من (يوحنا بلا أرض) ملك إنكلترا لأنه اختطف خطيبته ليلى فقتله بالسم. فبعثت ليلى الحبيسة أبنها إلى بلاط الملكة بلانش القسطيلية.

ومحور القسم الثالث. سر كتاب الساعات. وملخص هذا الباب أن هارلد أودع والدته الحبيسة التي يحبها حباً جماً (مجدة) وفضح جميع مكائد مكلير الذي أثار أعاظم الاتباع على الملكة الكفيلة. إلا أن الحقيقة تجلت أحسن تجل بفضل العهد الذي كان قد صدقه مكلير وسليم وكان مخفياً في كتاب الصلاة كتاب الراهب برونو وعرف اسم (مجدة) الحقيقي التي تشفعت في أبيها فتأثر

ص: 64

والدها مما جرى واستناب الله وطلب العفو والصفح من السيدة العذراء وذهب مجاهداً ليقتل في حومة الوغى فقتل. أما مجدة فإنها عرفت باسم (غسلين البريطانية) وتزوجت هارلد. وشهدت ليلى الحكم القاضي على سليم ونصرته. أما جهان فأنه ذهب إلى دير الراهب برنو وبقي فيه رسام صور العذراء وكانت الصور كلها تشبه (مجدة) كل الشبه.

وفي الكتاب صور عديدة وعدد صفحاته 280 وهو بحجم 16 وعبارته من أحسن ما يكتب في اللغة الفرنسية في هذا العصر فهو من محاسن ما خطته السيدة غي دافلين فنهنئها بهذا الظفر الأدبي الرائع

5 -

قصة الطوفان

وتطورها في ثلاث مدنيات قديمة هي الآشورية البابلية والعبرانية والمسيحية وانتقالها باللقاح إلى المدنية الإسلامية، بقلم إسماعيل مظهر صاحب مجلة العصور ومحررها، طبعت في مصر بمطبعة العصور في سنة 1929 في 77 ص.

إسماعيل مظهر مغرم بكل ما يخالف معتقد الأقوام الذين يعيش في وسطهم وقد يصيب بعض الأحيان في ما ينكره عليهم لكن في أغلب الأحايين يخطئ الهدف ونحن لا نريد أن نتعرض لتخطئة ما ورد في هذه الرسالة من الأقوال المتعلقة بالأديان إذ هذا الأمر يحتاج إلى الإسهاب في الكلام والخروج عن خطة مجلتنا: إلا أننا نتعرض لها من الوجهة الأدبية.

وأول ما يشاهد في مطبوعات العصور أغلاط الطبع فأنها تسبق جميع المطابع في هذا الميدان. فأنك ترى مثلاً على غلاف الرسالة (هي الآشورية البابلية). وفي العنوان الداخلي (هي الآشورية البابلية كذا) وفي صفحة 3: من الخضوع لهذا الضرور) أي الضرورة وفيها: (في مذاهب انحتها عن الغرض) ولعله يريد (نحتها عن الغرض) ومثل هذه الزلات لا تخلو منها صفحة.

ونراه كثيراً ما يجعل بجانب الكلمة الاصطلاحية العربية الكلمة الإفرنجية في حين لا حاجة إلى ذكرها لشيوع معرفتها عند الجميع مثل الدين والفلسفة والتأمل والعلم (ص11) إلى نحوها

ص: 65

وكثيراً ما يخطئ الكاتب في معرفة الألفاظ العربية الاصطلاحية فأنه ذكر في ص 15 أنثروبومورفزم أي الفكرة القائلة بتزويد الله شيئاً من الخصائص الإنسانية) والمعروف عند السلف بهذا المعنى مذهب المشبه أو التشبيه، وسمى الفلسفة الحسية بالفلسفة الإثباتية (ص8) وكيف جاز له أن يسميها إثباتية والحس أساسها والحس كثير الانخداع كما هو مقرر في علم الطبيعيات ولو سماها باسم واضعها (كونت) وقال الكونتية لكان أسلم عاقبة وأصح وضعاً، إذ هناك عدة مذاهب، دينية وفلسفية، منسوبة إلى قائلها - وسمى النزعة الذهنية (ذاتية) (ص8) والنزعة الخارجية أو الغرضية (الموضوعية) (ص9) وليراجع لغة العرب (374: 7) سبب تسمية هذه النزعتين بما ذكرنا فأنهما من وضع فلاسفة السلف - وذكر في ص8 الحالة المتنافيزيقية التي سماها العرب (الحروف أو ما وراء الطبيعة أو ما بعد الطبيعة) أو الإلهيات (راجع مفاتيح العلوم طبع الإفرنج من 134 وابن القفطي طبع الإفرنج (ص41 و 52).

والداهية الدهياء هي في إيراد الأعلام فقد جاء مثلاً (في ص30)(غزدبوبار أو ازدوبار. . . غلغامش. . . كان عدلامي أو قسي أصلاً ودماً) والصواب جسدببار أو ازدبار. . . جلجمش. . . كان عيلمياً أو (عيلامياً) أو كشياً أصلاً ودماً - ثم ذكر في تلك الصفحة الإله (شاماش) والصواب (شمش) لأن في الأصل الآشوري فتحات لا ألفات ومن هذا القبيل شيء كثير فاجتزأنا بما ذكرنا.

6 -

المدعدع

الجزء الثاني تأليف أنطانيوس سليمان نقولا الكفر حلداوي صاحب مجلة العروس في بوسطن ماس (أميركة)

وصل إلينا هذا الجزء الثاني المبتدئ ب ص 105 والمنتهي ب ص 216 وهو كتاب بكر لفن (العتابا) الحديث منظوماً نظماً فصيحاً وفي آخر كل بيتين شرح لما ورد فيهما من الغامض والطراز جديد في لغتنا الفصحى فيحسن بكل من يتتبع هذا الفن من النظم أن يقتنيه.

ص: 66

7 -

البلاد

جريدة يومية سياسية جامعة، تصدرها شركة رفائيل بطي وج، ملكون، صاحب الامتياز ورئيس التحرير المسؤول، المحامي رفائيل بطي.

يعرف قراء العربية الكاتب المقدام رفائيل بطي فقد أسس جريدة في بغداد سماها (البلاد) وتصدر في ستة صفحات ولا يخلو عدد منها من صورتين في أو صفحة وقد لاقت إقبالاً عظيماً من العراقيين وغيرهم. أما ثوب خطتها فهفهاف فضفاض يشف عن تساهل عظيم في الآراء حتى يمكن أن يقال عنها أنا توافق جميع الأحزاب والمذاهب والآراء والأديان من غير أن يعرف لها شيء خاص من ذلك كله. وقد صدر العدد الأول منها نهار الجمعة في 25ت1 (1 أكتوبر) سنة 1929.

والذي لاحظه الناس في عبارتها أن أغلاط الطبع تتدفق فيها تدفق السيل العرم فعسى أن تكون منزهة من هذا العيب الشائن. وهذا أقل ما يطلب منها ألم ترد أن تختط لها خطة تعرف بها دون غيرها.

وفي عددها التاسع أدرجت خطرات للرصافي فحكمت عليها إدارة المطبوعات بالاحتجاب مدة أسبوعين والحكومة المحلية بأداء قدره خمسمائة ربية فقامت بالأمرين وعادت في 26ت2 (نوفمبر) سنة 1929 بثوب أبهى من ثوبها الأول وبمباحث ألذ وأطيب فعسى أن نراها في رقي دائم ولا يدهمها ما يوقفها في سبيلها.

8 -

الفردوس

مجلة دينية أدبية تاريخية شهرية وسنتها عشرة أشهر، يصدرها القس منسي يوحنا راعي الكنيسة القبطية بملوي.

ورد إلينا الجزء الأول بحجم الثمن الصغير وفيه 16ص والمجلة مفيدة أن يريد إصلاح الأمة من وجهة الدين وهي الوجهة الحقيقية التي لا يستغني عنها امرؤ يبغي الفلاح لنفسه ولغيره.

ص: 67

9 -

المجلة العسكرية

السنة السادسة في 654ص بقطع الثمن

أهدى إلينا حضرة العلامة الجليل الزعيم طه بك الهاشمي السنة السادسة من المجلة العسكرية فإذا فيها مقالات نفيسة منقولة في الغالب عن الأجانب. إلا مقالات الأستاذ الزعيم فأنها من تأليفه وكلها يفيد العراقيين وغيرهم، إذ بين نتائج يراعته رأينا معركة سلمان باك (أي المعركة التي وقعت في طيسفون بين الترك والإنكليز وهي من المقالات التاريخية الجليلة وصفها واصفها الجليل أبدع وصف) - وجبال العراق وتأثيرها في الحركات وهي مقالة مبتكرة. ولو لم يكن في هذه المجلة إلا هاتان المقالتان وحدهما لكفتاهما فخراً ولدعتا محبي التاريخ والتحقيق إلى اقتنائها.

10 -

الزنبقة

مجلة علمية أخلاقية تهذيبية روائية تصدر في بيروت، لصاحبها ومحررها الياس يوسف حاطوم.

ظهر الجزء الأول منها في تشرين الأول من سنة 1929 بحجم 12 في 32 صفحة ومرماها تهذيب الأخلاق فنتمنى لها النجاح اللائق بها وبأمثالها لحاجتنا إليها في هذا

العصر.

11 -

قاموس لبنان

(يشتمل على أسماء مدن وقرى جمهورية لبنان مرتباً بشكل قاموس مع تفصيل واف عن عدد سكان كل واحدة منها ولاية مديرية ومحافظة مع وصف معاهدها وتجارتها وحاصلاتها ومن اشتهر منها رجالاً ونساء)، طبع في بيروت في 264ص بقطع 12 جمعة وديع نقولا حنا.

معجم مختصر مفيد لمن يريد أن يقف بسرعة على ما في لبنان من المدن والقرى، ويشينه سوء الطبع والورق وتزاحم أغلاط المنضدين.

12 -

اليقظة

وضيعة تصدرها نقابة عمال المطابع في بيروت (لبنان) بقطع الربع في 16ص.

صحيفة تدل على نهضة العمال في ديار الشرق فعسى أن يضافرها على مرماها

ص: 68

لا عمال المطابع وحدهم بل كل من تهمه ترقية الوطن العربي بشغل الأيدي والسعي الحقيقي.

12 -

الجامعة الإسلامية

صحيفة إسلامية: علم، أخلاق، أدب، تاريخ، تصدر في الشهر مرتين مؤقتاً.

دفع إلينا البريد العدد 908 من هذه الصحيفة التي تصدر في حلب بقطع الربع في 24ص وفيها مقالات متنوعة تحقق ما جاء في عنوانها وكنا نود أن تكون مهذبة العبارة قليلة أغلاط الطبع.

13 -

مجموعة قوانين المطبوعات والمطابع وحق التأليف

ترجمها وصدرها بنبذ تاريخية وعلق عليها الحواشي (طبعة ثانية)، عبد الرحمن خضر حاكم صلح قضاء دلتاوة (العراق).

هي رسالة لطيفة نافعة لكل من يتعاطى مهنة الصحافة في العراق بل في سائر البلاد. فيقتنيها العراقيون ليعرفوا قوانين مطبوعاتهم والأجانب ليقفوا على القوانين التي تتمسك بها الحكومة العراقية في هذا العهد والرسالة في صفحة بحجم 16 فنتمنى لها الرواج.

14 -

حياة المسيح

تأليف بابيني. الجزء الأول في 361 ص بقطع 12، عني بطبعه الشيخ يوسف توما البستاني.

بابيني من أشهر كتبة الإيطاليين في هذا العصر وكان من أشهر الكفرة الذين قذفتهم الأرض. إلا أنه عدل عن آرائه الأولى واهتدى إلى الله فألف كتاباً في حياة المسيح نقل إلى كثير من لغات أوربة وطالعه المغرمون بالوقوف على ما يصنفه بابيني ومن جملة اللغات التي نقل إليها كانت الإنكليزية فلما وقف على هذه الترجمة حضرة الأرشمندريت أنطونيوس بشير أحب أن يخرجه إلى لغتنا بحلة فصيحة ففعل. وهو هذا السفر الذي بيدنا وقد فتحنا اتفاقاً صفحة 104 فرأينا فصلاً عن هرودس الكبير يقول فيها المعرب:

(كان هيرودس مسخاً. . . بل كان أخبث وحش غدار من الوحوش العديدة

ص: 69

التي قزفت بها صحارى الشرق. كان آدومياً بربرياً. . . اغتصب المملكة من آخر حكام العصمونيين. . . أمر بقتل صهره اريستوبولوس غرقاً وممن قتلهن أيضاً وذهبوا ضحية بربريته أبنا حميه يوسف وهيروكانوس الثاني.

ونحن نرى في هذه الألفاظ شيئاً من أوهام الطبع التي تنسل إلى المنشورات على الرغم من يقظة المؤلف والمصحح ونظن أن الصواب هو: (قذفت (بالذال المعجمة أدوميا (بلا مد الألف) وأما البربري فتقابل عندنا الأعجمي لأن الرومان كانوا يعتبرون (بربرياً) كل من لم يكن من أصلهم. ومن لم يكن منهم يعتبر قاسياً ظالماً. ولهذا ليس لكلمة بربري عندنا معنى كالمعنى الذي يشير إليه أبناء الغرب.

ولا وجود للعصمونيين إنما هم الحشمونيون ولا تقل إلا ارستوبلس (لا اريستوبولوس). . . وممن قتلهم (لا قتلهن). . . وممن ذهبوا ضحية وحشيته هركاس. هكذا يجب أن تروى الأعلام أي بعد واحد في اللفظة لا بمدين أو ثلاثة كما في ارستوبولوس وهيروكانوس.

وما خلا هذه الهفوات فالترجمة حسنة سلسة العبارة لا تقعر فيها والكتاب من الأسفار التي يود القارئ أن يطالعها من أولها إلى آخرها.

15 -

كنز علي خوجة (بالفرنسية)

رواية تمثيلية في فصلين وأربعة ألواح، تأليف السيدة غي دافلين في 58ص بقطع الثمن

الصغير.

غي دافلين من مشاهير الكواتب الفرنسيات إذ لا تمضي سنة إلا وقد تتحفنا بآية من آيات براعتها البديعة وقد أهدت إلينا اليوم هذه الرواية التمثيلية المقتبسة من كتاب ألف ليلة وليلة وقد جرت حادثتها في عهد هارون الرشيد وخلاصتها أن (علي خوجة) أودع جاره (حسناً) جرة قبل سفره وقال له: عليك بهذه الجرة التي أودعك إياها ففيها زيتون. أما الحقيقة فأنها كانت تحوي دنانير وضع فوقها زيتوناً. فسكر حسن ذات يوم وأراد أن يأكل من ذلك الزيتون ولما شاهد فيها الدنانير رأى الفرصة مناسبة لسرقتها. فأخذها وكانت امرأته الوديعة منيرة تمنعه عن عمله هذا. وبعد أن مضت سبعة أعوام على غربة علي خوجة عاد إلى وطنه وطالب جاره بالجرة فأنكرها هذا عليه فرفع صاحبها دعواه إلى القاضي فلم

ص: 70

ينصفه. ولما كان المساء أخذ هارون الرشيد يجول متنكراً في المدينة مع مسرور وجعفر فيسمعوا صبيان المدينة يتذاكرون الدعوى. وكان بينهم صبياً أظهر ذكاء غريباً فقال: علينا أن نذوق الزيتون الموضوع في الخابئة منذ سبع سنين فلابد من أنه يمتاز عن غيره. وكان السارق قد وضع زيتوناً جديداً بعد أن أخذ الدنانير. ولهذا استحسن الخليفة رأي هذا الحدث فأمر الخليفة بإحضار السارق حسن إلى ديوانه وإحضار بستوقة الزيتون وبعض البصراء بمعرفة الزيتون فإذا الجميع يقولون: أن ما في هذه الجرة حديث فلما سمع حسن السارق هذا النبأ جن وأشار إلى الدنانير تحت حصير من حصران غرفته في حفرة حفرها تحت الحصير وكان الأمر كذلك. فلما سمعت زبيدة اتخذت منيرة خادمة لها ثم تزوجها علي خوجة. والرواية حسنة الاتساق ولو عربت لأفادت مثيراً طلبة المدارس وطالباتها. فعسى أن يقوم أحد وينقلها إلى لغتنا ليستفيد منها أبناء الوطن.

16 -

تاريخ الفنون وأشهر العصور

لسلامة موسى، عنيت بنشره إدارة الهلال بمصر في 190 ص بقطع الربع.

يحبب (الهلال) للناس ذوق الفن الدقيق ورفعهم إلى معالي الأدب الفتانة، وقد وضع سلامة موسى هذا الديوان النفيس مزيناً بأفخر الصور المعروفة وبوبها ونسقها أحسن تبويب وأسد تنسيق ولخصه عن (خلاصة الفن) للسير وليم أوربن فجاء من أبدع المقتنيات تزين بها الخزائن ودور الاستقبال إذ فيها ما يلهي الفكر ويشوق المطالع إلى عشق الفنون الراقية

واحتذاء ما فيها من الروائع.

17 -

خطط الشام

تأليف محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق، الجزء السادس طبعه في مطبعة المفيد بدمشق في سنة 1928م في 428ص بقطع الثمن الكبير.

كنا قد تكلمنا على الجزء الأول من هذا السفر الجليل في مجلتنا هذه (4: 544 وعن الجزء الخامس في 5: 230) والآن نذكر الجزء السادس الذي وصل إلينا في أواخر شهر تشرين الأول من العام الماضي 1929

ص: 71

أن حضرة الأستاذ الكبير صديقنا محمد كرد علي له الأيادي البيض على هذه اللغة وعلى ديارها. وله الفضل الأعظم على ربوع الشام لأنه وضع هذا التأليف البديع ووفاه حقه من التدقيق والتمحيص إذ وقف على تصانيف لم تقع بيد من تقدمه وطالعها بكل روية. وهذا الجزء الأخير من هذه الخطط يدل على ما أحاط به من المؤلفات العديدة. وكنا قد لاحظنا أن حضرته يتساهل في الألفاظ في حين لا حاجة إلى هذا التسامح (راجع 6: 230) واليوم نراه أيضاً يجري في هذا المجلد على المنحى الذي ألتزمه في الأسفار السابقة. ثم زاد في هذا المجلد اتخاذه كلمات كثيرة دخيلة كان في غنى عنها كقوله في ص66: كنيسة الاكس هومو (أي صورة المسيح المكللة بالشوك) وكنيسة الدورميسيون وكاتدرائية سان اتيان وكنيسة الاغوني واديارسان سبولكر ودي لافجسيون. . . ومثل هذه التعابير الغريبة والألفاظ الشنيعة شيء جم لا يقدر فما ضره لو قال قول النصارى في مثل هذه الأحوال وذكر كنيسة المكلل بالشوك وكنيسة النياح أو النياحة (ومعنى النياح أو النياحة عند النصارى الموت بهدوء وسكون يقال ذلك عند موت الأبرار والمراد هنا بكنيسة النياح أو النياحة الكنيسة المقامة لموت العذراء مريم لأنها لم تبق في القبر زمناً طويلاً بل نقلت إلى السماء جسماً على معتقد النصارى) وكرسية (كاتدرائية) القديس اسطيفنس وكنيسة النزع وأديار القبر المقدس والجلد. . . فكان الأحسن أن يتبع مصطلح نصارى العرب في القدس وغيرها من أقدمين ومحدثين.

وجاء في ص19 (وفي بيت لحم عدة أديار وكنائس منها دير للفرنسيسكان ولأخوات القديس يوسف ديروميتم. . . ودير للكرمليين عمر على مثال قصر سانت انج في رومية

وله كنيسة ومدرسة اكليركية ومجمع الأب بيلوني. . .) قلنا أو قال: دير للفرنسيسيين (نسبة إلى فرنسيس وهو من القديسين المشهورين). . . ودار أيتام (لأن الميتم لم يرد بهذا المعنى أو قال (ميتمة) لكان أحسن

ص: 72

لأنه جمع يتيم وقد حذف منه المضاف كأنهم قالوا دار ميتمة) ودير للكرمليات وليس للكرملين هناك دير ولا نعلم كيف وهم صديقنا العزيز هذا الوهم اللهم إلا أن يقال أنه نقل جميع المفردات والعبارات عن تصنيف فرنسي العبارة وكان يسرع في النقل عنه ولم يتسع له الوقت ليتحقق ما يقابلها في العربية فكتب ما كتب مع اللفظة الفرنسية الدالة على الكرمليات هي والدالة على الكرمليين هي وليس لنا هناك مدرسة اكليركية إنما هي مدرسة لأباء بيثأرام وفي قوله (سانت آنج) دليل على أنه ينقل من كتاب فرنسي العبارة وإلا كان حقه أن يقول. (سان انجلو) لأن اسم القصر إيطالي ويحسن بالناقل أن يوافينا بالأعلام ما ينطق بها أهلها. وليس هناك مجمع من المجامع فكيف يكون مجمع الأب بيلوني. والصواب جمعية الأب بلوني (بلا ياء بعد الباء) وأحسن منها (جمعية السالسيين) التي تضم في أخطاءها أبناء جمعية الأب بلوني التي اضمحلت.

(لها تلو)

الأغاني

(الجزء الأول)

(لغة العرب) كنا قد انتقدنا انتقاداً عجلاً الجزء الأول من هذا السفر الجليل الذي هو فخر العرب والعربية (راجع 6: 77) ولما كان قد فاتنا شيء كثير يحتاج إلى التصريح به كتب لنا حضرة الأستاذ النقادة مصطفى أفندي جواد ما عن له في هذا الباب وها نحن أولاء ندرجه بحرفه مع الشكر الصادق له:

كتبنا عن جزئي الأغاني الثاني والثالث ما القراء به عالمون. والآن نعرض الجزء الأول مبدين فيه آرائنا شاكرين لدار الكتب ما خلدته مع الخوالد وما خلفته من المكارم ودونكم يا أيها القراء ما رأينا:

1 -

ورد في ص4 من التصدير (وهذا كتابه الذي بعث به إلى مدير الدار في هذا الشأن ناطق بذلك) ولا وجه لرفع (ناطق) بعد استيفاء المبتدأ خبر فالصواب (ناطقاً) بالنصب على الحالية وهو على غرار قوله تعالى (وهذا بعلي شيخاً)

ص: 73

2 -

وورد فيها (ولهذا توافرت رغبة حضرة. . .) وفي ص52 من التصدير أيضاً (لا يخطئ في قراءته من توافر له حظ قليل) قلت أن التوافر يدل على الكثرة. قال الجوهري في مختار الصحاح (وهم متوافرون: أي هم كثير) فلا محل إذن لاستعمال (توافر) هاهنا فالصواب (رغب حضرة. . . في) و (من كان له حظ قليل) أفلم يروا إلى ص7 من هذا الجزء عينه وفيها (أمر المغنين وهم يومئذ متوافرون)؟

3 -

وفيها (وأدخل فيه من التحسينات زيادة من عن الطبعتين) والأفصح زاد عليه لا عنه فليراجعوا كليات أبي البقاء من فصل الزاي في ص2 ولينظروا إلى ص21 من التصدير ففيه (فقلت: الطلاق لازم للأصفهاني أن زاد على هذا)

4 -

وورد في ص5 من التصدير (إنما يفهمون من قولك: فلان عرضة للأمراض، أن تغلب عليه بسهولة والحقيقة عكس ذلك) قلت: أن هذه الحقيقة خلاف الصواب ففي مختار الصحاح (وفلان عرضة للناس أي لا يزالون يقعون فيه وجعلت فلاناً عرضة لكذا أي نصبته له. وقوله تعالى: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أي نصباً) فالمراد بالنصب هاهنا: الغرض. ولينظر إلى ص424 من الجزء الثاني من الأغاني ففيه قول (ابن عبدل):

. . . بحمد الله ماض مجرب

وأم رياح عرضة لنكاحي

ويظهر لنا معناها من قول محمد بن سهل بعد هذا البيت (فتحاماها الناس فما تزوجت حتى أسنت) قلت ذلك فضلاً عن أن القياس يدل على أن (عرضة) بمعنى (معروض) مثل ضحكة (بضم فسكون) بمعنى مضحوك منه ولو كان (عرضة) بضم ففتح لجاز أن يكون بمعنى (عارض) نحو (ضحكة) وهمزة ولمزة ووكلة وتكلة)

5 -

وورد في ص6 من التصدير (فأن أحاديثه شيقة) والمشهور أن الشيق هو المشتاق كالقيم بمعنى المستقيم والصيب بمعنى المصيب على وجه فلا محل له هنا والصواب (مؤنسة أو مستحسنة أو شائقة) ففي ص2 من هذا الجزء قصة تستفاد وحديثاً يستحسن).

6 -

وجاء في ص51 من التصدير أيضاً (بين الجملتين التي يكاد ينقطع المعنى

ص: 74

بينهما) والصواب (الجملتين اللتين) لأن اللتين صفة للجملتين حقيقية فيجب موافقتها للموصوف في التثنية.

7 -

وذكر في ص52 منه (ليس في مكنة كثير من الناس فهمه أو أدرا كنهه) والفصيح

(ولا إدراك. . .) لأن الواو تجمع نفي الجملتين بخلا (أو) وفي ص9 من هذا الجزء (وأن الأخرى ليست منها ولا قريبة منها) فما دليل يؤيد ما قلناه. وحلول (أو) مكان الواو ضرورة عند الجمع المطلق.

8 -

وجاء في ص1 من هذا الجزء (ولم يستوعب كل ما غني به في الكتاب ولا أتى بجميعه) فعلقوا به

(الكثير في - لا - النافية التي تدخل الماضي أن تتكرر أو يقصد به الدعاء ومن غير الكثير قوله تعالى (فلا أقتحم العقبة. . . وعبارة المؤلف هنا من هذا القبيل) قلنا لا داعي إلى هذا التعليق وليست عبارة المؤلف من ذلك الاستعمال لأن - لا - التي يكثر تكريرها الماضي الواقعة في أول الجملة لا في منتهاها كقوله تعالى في سورة القيامة (فلا صدق ولا صلى) وقد استعملها المؤلف في آخر الجملة فلا تناسب ذلك التعليق ولها هنا ثلاثة أوجه هي (لم يستوعب. . . ولا أتى) و (استوعب. . . ولا أتى) و (لم يستوعب. . . ولا أتى) وهذا أسلوب العرب.

9 -

وورد في ص11 (البلاط) اسم موضع ولم يفسروه إلا في ص7 وهذا من مصعبات استفادة الفوائد على القراء ومخالف لفن الشرح.

10 -

وذكر في ص15 (أرقعها بسبت وأخصفها بهلب) وفي ص42 ومن جمهرة أشعار العرب من طبعة الاتحاد المصري (أرقعها بسبت واخصفها بعلب قال أبو زيد القرشي (والعلب: السير الذي لم يجد دبغه) وفي هذه الصفحة من الأغاني (أني أتيتك مستحملاً ولم آتيك مستوصفاً) وفي تلك الصفحة، الجمهرة (جئتك مستعطياً لا مستوصفاً)

له بقية

مصطفى جواد

ص: 75