المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الناشر

- ‌مقدمة بقلم العلامة الشيخ محمد أحمد دهمان

- ‌ ترجمة:بنو قدامة

- ‌مختصِر هذا الكتاب:

- ‌قال المصنف [ابن الجوزي] رحمة الله عليه - بعد فراغه من هذه الخطبة:

- ‌الربع الأول من الكتاب: ربع العبادات

- ‌كتاب العلم وفضله وما يتعلق به

- ‌1 ـ فصل [طلبُ العلمِ فريضةُُ]

- ‌2 ـ فصل [في علم المعاملة]

- ‌3 ـ فصل [في العلوم المحمودة]

- ‌وأعلم أن العلوم المحمودة تنقسم إلى قسمين:

- ‌4 ـ فصل [في عَالمٍ لم ينفعه علمه]

- ‌5 ـ باب فى آداب المعلم والمتعلم وآفات العلم وبيان علماء السوء وعلماء الآخرة

- ‌6 ـ فصل في آفات العلم وبيان علماء السوء وعلماء الآخرة

- ‌كتاب: الطهارة وأسرارها والصلاة وما يتعلق بها

- ‌1 ـ فصل [في فضائل الصلاة]

- ‌2 ـ فصل في آداب تتعلق بصلاة الجمعة ويوم الجمعة

- ‌3 ـ فصل فى ذكر النوافل

- ‌4 ـ فصل [فى أوقات النهي عن الصلاة]

- ‌كتاب الزكاة وأسرارها وما يتعلق بها

- ‌1 ـ فصل في دقائق الآداب الباطنة في الزكاة

- ‌2 ـ فصل في آداب القابض

- ‌3 ـ فصل في صدقة التطوع وفضلها وآدابها

- ‌كتاب الصوم وأسراره ومهماته وما يتعلق به

- ‌1 ـ فصل فى سنن الصوم

- ‌2 ـ بيان أسرار الصوم وآدابه

- ‌كتاب الحج وأسراره وفضائله وآدابه ونحو ذلك

- ‌1 ـ فصل في الآداب الباطنة والإشارة إلى أسرار الحج

- ‌كتاب آداب القرآن الكريم وذكر وفضله

- ‌1 ـ فصل في آداب التلاوة

- ‌2 ـ فصل [في تحسين الصوت]

- ‌كتاب الأذكار والدعوات وغيرها

- ‌1 ـ فصل في الأوراد وفضلها وتوزيع العبادات على مقادير الأوقات

- ‌2 - بيان عدد أوراد الليل والنهار وترتيبها

- ‌3 ـ ذكر أوراد الليل

- ‌4 ـ فصل في اختلاف الأوراد باختلاف الأحوال

- ‌5 ـ باب في قيام الليل وفضله والأسباب الميسرة لقيامه ونحو ذلك

- ‌6 ـ فصل في الأسباب الميسرة لقيام الليل

- ‌7 ـ فصل [فيمن صعبت عليه الطهارة في الليل]

- ‌8 ـ فصل في بيان الليالي والأيام الفاضلة

- ‌الربع الثاني من الكتاب ربع العادات وفيه أبواب:

- ‌باب في الأكل والاجتماع عليه والضيافة ونحو ذلك

- ‌1 ـ فصل فيما يزيد من الآداب بسبب الاجتماع والمشاركة فى الأكل

- ‌2 ـ فصل [فى تقديم الطعام إلى الإخوان]

- ‌3 ـ فصل [لا تدخل على قوم يأكلون]

- ‌4 ـ فصل [في آداب الضيافة]

- ‌5 ـ فصل [في آداب إحضار الطعام]

- ‌كتاب النكاح وآدابه وما يتعلق به

- ‌1 ـ فصل [في آفات النكاح]

- ‌2 ـ فصل [فى طِيبِ العِشْرَةِ]

- ‌3 ـ فصل في آداب المعاشرة والنظر فيما على الزوج وفيما على الزوجة

- ‌كتاب آداب الكسب والمعاش وفضله وصحة المعاملة وما يتعلق بذلك

- ‌1 ـ فصل في الكسب والحث عليه

- ‌2 ـ فصل في العدل واجتناب الظلم في المعاملة

- ‌3 ـ فصل [في الإحسان بالمعاملة]

- ‌4 ـ فصل [في شفقة التاجر على دينه]

- ‌5 ـ بيان الحلال والحرام

- ‌6 ـ فصل في درجات الحلال والحرام

- ‌7 ـ فصل [في درجات الورع]

- ‌8 ـ فصل [في أحوال من يخالط الأمراء والعمال والظلمة]

- ‌9 ـ فصل [في الدخول على الأمراء الظلمة بعذر]

- ‌كتاب آداب الصحبة والأخوة ومعاشرة الخلق ونحو ذلك

- ‌1 ـ فصل في بيان الصفات المشروطة فيمن تختار صحبته

- ‌2 ـ فصل في بيان ما على الإنسان لأخيه من الحقوق

- ‌3 ـ فصل [جملة من آداب المعاشرة للخلق]

- ‌4 ـ باب في حقوق المسلم والرحم والجوار والملك ونحو ذلك

- ‌5 ـ فصل في حقوق الأقارب والرحم

- ‌باب العزلة

- ‌1 ـ فصل في ذكر فوائد العزلة وغوائلها وكشف الحق في فضلها

- ‌2 ـ فصل في آفات العزلة

- ‌كتاب آداب السفر

- ‌1 ـ فصل [في السفر المباح]

- ‌2 ـ فصل فيما لابد للمسافر منه

- ‌كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌1 ـ فصل في مراتب الإنكار وبعض ما ورد فيه

- ‌2 ـ فصل في أركانه وشروطه ودرجاته وآدابه ونحو ذلك

- ‌4 ـ فصل [في صفات المحتسب]

- ‌باب المنكرات المألوفة في العادات وفى الإنكار على الأمراء والسلاطين، وأمرهم بالمعروف

- ‌الفصل الأول:

- ‌منكرات المساجد:

- ‌منكرات الأسواق:

- ‌منكرات الشوراع:

- ‌منكرات الحمامات:

- ‌منكرات الضيافة:

- ‌المنكرات العامة:

- ‌الفصل الثاني: في أمر الأمراء والسلاطين بالمعروف ونهيهم عن المنكر

- ‌فصل في حكم السماع

- ‌باب آداب المعيشة وأخلاق النبوة

- ‌وهذه جملة من محاسن أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم، وصفته:

- ‌وأما معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم:

- ‌الربع الثالث: ربع المهلكات

- ‌كتاب شرح عجائب القلوب

- ‌1 ـ فصل [في مداخل إبليس في قلب الإنسان]

- ‌2 ـ فصل [في ثبات القلوب على الخير]

- ‌كتاب رياضة النفس وتهذيب الخلق ومعالجة أمراض القلوب

- ‌1 ـ الفصل الأول في فضيلة حسن الخلق وذم سوء الخلق

- ‌2 ـ الفصل الثاني في بيان الطريق إلى تهذيب الأخلاق

- ‌3 ـ الفصل الثالث: في علامات مرض القلب وعوده إلى الصحة وبيان الطريق إلى معرفة الإنسان عيوب نفسه

- ‌4 ـ فصل [في شهوات النفوس]

- ‌5 ـ بيان علامات حسن الخلق

- ‌6 ـ فصل في رياضة الصبيان في أول النشوء

- ‌7 ـ فصل [في شروط الرياضة]

- ‌كتاب كسر الشهوتين: [شهوة البطن وشهوة الفرج]

- ‌كتاب آفات اللسان

- ‌1 ـ ذكر آفات الكلام:

- ‌2 ـ فصل في بيان الأسباب الباعثة على الغيبة وذكر علاجها

- ‌3 ـ فصل [في حصول الغيبة بسوء الظن]

- ‌4 ـ بيان الأعذار المرخصة في الغيبة وكفارة الغيبة

- ‌5 ـ فصل [لا تسأل عن صفات الله عز وجل]

- ‌كتاب ذم الغضب والحقد والحسد

- ‌1 ـ فصل في بيان الأسباب المهيجة للغضب وذكر علاج الغضب

- ‌2 ـ فصل في كظم الغيظ

- ‌3 ـ فصل في الحلم

- ‌4 ـ فصل في العفو والرفق

- ‌5 ـ باب في الحقد والحسد

- ‌6 ـ فصل [في سبب كثرة الحسد]

- ‌7 ـ باب في ذم الدنيا

- ‌8 ـ فصل في بيان حقيقة الدنيا والمذموم منها والمحمود

- ‌9 ـ باب في ذم البخل والحرص والطمع وذم المال ومدحه ومدح القناعة والسخاء، ونحو ذلك

- ‌10 ـ بيان في مدح المال

- ‌11 ـ بيان ذم الحرص والطمع ومدح القناعة واليأس

- ‌12 ـ بيان علاج الحرص والطمع والدواء الذي تكتسب به صفة القناعة

- ‌13 ـ فصل [في لزوم القناعة لمن فقد المال]

- ‌14 ـ فصل في البخل وذمه

- ‌15 ـ فصل في فضل الإيثار وبيانه

- ‌16 ـ فصل [في حد البخل والسخاء]

- ‌كتاب ذم الجاه والرياء وعلاجهما وفضيلة الخمول وغير ذلك

- ‌1 ـ فصل [في أن الجاه والمال هما ركنا الدنيا]

- ‌2 ـ بيان علاج حب الجاه

- ‌3 ـ فصل [في عدم الاكتراث بذم الناس]

- ‌القسم الثاني من الكتاب في بيان الرياء وحقيقته وأقسامه وذمه ونحو ذلك

- ‌1 ـ فصل [في أن أبواب الرياء بعضها أشد من بعض]

- ‌2 ـ بيان الرياء الخفي الذي هو أخفى من دبيب النمل

- ‌3 ـ فصل في بيان ما يحبط العمل من الرياء وما لا يحبط

- ‌4 ـ باب في دواء الرياء وطريقة معالجة القلب فيه

- ‌5 ـ فصل في بيان الرخصة في قصد إظهار الطاعات وبيان الرخصة في كتمان الذنوب، وكراهة اطلاع الناس على الذنب وذمهم له

- ‌6 ـ فصل [في ترك الطاعات خوفاً من الرياء]

- ‌7 ـ فصل في بيان ما يصح من نشاط العبد بسبب رؤية الخلق وما لا يصح

- ‌كتاب ذم الكبر والعجبوهما فصلان:

- ‌1 ـ الفصل الأول في الكبر:

- ‌1 ـ فصل [في تقسيم آفات الكبر]

- ‌2 ـ بيان معالجة الكبر واكتساب التواضع

- ‌2 ـ الفصل الثاني في العجب:

- ‌1 ـ فصل في علاج العجب

- ‌كتاب الغرور وأقسامه ودرجاته

- ‌1 ـ فصل [الاغترار واقع بالعلماء والعباد]

- ‌الصنف الأول: العلماء:

- ‌الصنف الثاني: أرباب التعبد والعمل، وهم فرق:

- ‌الصنف الثالث: المتصوفة

- ‌الصنف الرابع: أرباب الأموال:

- ‌الربع الرابع: ربع المنجيات كتاب التوبة وذكر شروطها وأركانها وما يتعلق بذلك

- ‌1 ـ فصل في بيان أقسام الذنوب

- ‌2 ـ فصل في كيفية توزع الدرجات في الآخرة على الحسنات والسيئات في الدنيا

- ‌3 ـ فصل في بيان ما تعظم به الصغائر من الذنوب

- ‌4 ـ فصل في شروط التوبة

- ‌5 ـ فصل [في شروط التوبة]

- ‌6 ـ بيان أقسام العباد في دوام التوبة

- ‌7 ـ فصل [فيما ينبغي للتائب فعله]

- ‌8 ـ فصل في دواء التوبة وطريق علاج حل عقد الإصرار

- ‌1 ـ فصل [في أقسام الصبر]

- ‌2 ـ فصل [في آداب الصبر]

- ‌3 ـ فصل في بيان دواء الصبر وما يستعان به عليه

- ‌الشطر الثاني من الكتاب

- ‌4 ـ في الشكر وفضله وذكر النعم وأقسامها ونحو ذلك

- ‌5 ـ فصل [في كون الشكر بالقلب واللسان والجوارح]

- ‌6 ـ فصل [في فعل الشكر لا يتم إلا بمعرفة ما يحبه الله]

- ‌7 ـ فصل في بيان النعم وحقيقتها وأقسامها

- ‌8 ـ فصل في بيان كثرة نعم الله تعالى وتسلسلها وخروجها عن الحصر والإحصاء

- ‌9 ـ فصل [من نعم الله الأسباب التي يتم بها الأكل]

- ‌10 ـ فصل [في عجائب الأغذية والأدوية]

- ‌11 ـ فصل في بيان اجتماع الصبر والشكر على وجه واحد

- ‌12 ـ فصل في بيان أيهما أفضل الصبر أم الشكر

- ‌كتاب الرجاء والخوف

- ‌الشطر الأول: الرجاء

- ‌1 ـ فصل في فضيلة الرجاء

- ‌2 ـ فصل في دواء الرجاء والسبب الذي يحصل به

- ‌الشطر الثاني من الكتاب

- ‌3ـ الخوف وحقيقته وبيان درجاته وغير ذلك

- ‌4 ـ فصل [الخوف سوط الله تعالى]

- ‌5 ـ بيان أقسام الخوف

- ‌6 ـ فصل في فضيلة الخوف والرجاء وما ينبغي أن يكون الغالب منهما

- ‌7 ـ فصل في بيان الدواء الذي يستجلب به الخوف

- ‌8 ـ ذكر خوف الملائكة عليهم السلام

- ‌9 ـ ذكر خوف الأنبياء عليهم السلام

- ‌10 ـ ذكر خوف نبينا صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌11 ـ ذكر خوف أصحابه رضى الله عنهم

- ‌12 ـ ذكر خوف التابعين ومن بعدهم

- ‌كتاب الزهد والفقر

- ‌الشطر الأول من الكتاب في الفقر:

- ‌1 ـ فصل في فضيلة الفقر وتفضيل الفقر على الغنى

- ‌2 ـ فصل في آداب الفقير في فقره

- ‌3 ـ بيان آدابه في قبول العطاء

- ‌4 ـ فصل في بيان تحريم السؤال من غير ضرورة وآداب الفقير المضطر في السؤال

- ‌5 ـ بيان أحوال السائلين

- ‌الشطر الثاني من الكتاب:

- ‌6ـ وفيه بيان حقيقة الزهد وفضيلته وذكر درجاته وأقسامه ونحو ذلك

- ‌7 ـ فصل في درجات الزهد وأقسامه

- ‌8 ـ فصل في بيان تفصيل فيما هو من ضروريات الحياة

- ‌9 ـ فصل في بيان علامات الزهد

- ‌كتاب التوحيد والتوكل

- ‌بيان فضيلة التوكل

- ‌1 ـ فصل في بيان أحوال التوكل وأعماله وحده ونحو ذلك

- ‌2 ـ فصل في بيان أعمال المتوكلين

- ‌كتاب المحبة والشوق والأنس والرضى

- ‌1 ـ فصل في بيان أن أجل اللذات وأعلاها معرفة الله سبحانه والنظر إلى وجهه الكريم وأنه لا يتصور أن يؤثر على ذلك لذة أخرى إلا من حرم هذه اللذة

- ‌2 ـ فصل في بيان الأسباب المقوية لحب الله تعالى وتفاوت الناس في الحب وبيان السبب في قصور أفهام الخلق عن معرفة الله تعالى

- ‌3 ـ فصل في بيان معنى الشوق إلى الله تعالى

- ‌4 ـ فصل في بيان محبة الله تعالى للعبد ومعناها وبيان علامات محبة العبد لله تعالى

- ‌5 ـ فصل في بيان معنى الأنس بالله والرضى بقضاء الله عز وجل

- ‌6 ـ فصل [يتصور الرضى فيما يخالف الهوى]

- ‌7 ـ فصل [في أن الدعاء لا يناقض الرضى]

- ‌8 ـ باب في النية والإخلاص والصدق

- ‌9 ـ الفصل الأول في النية وحقيقتها وفضلها وما يتعلق بذلك

- ‌10 ـ واعلم أن الأعمال تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

- ‌11 ـ الفصل الثاني في الإخلاص وفضيلته وحقيقته ودرجاته

- ‌12 ـ بيان حقيقة الإخلاص

- ‌13 ـ فصل في حكم العمل المشوب واستحقاق الثواب به

- ‌14 ـ الفصل الثالث في الصدق وحقيقته وفضله

- ‌15 ـ باب في المحاسبة والمراقبة

- ‌المقام الأول: المشارطة

- ‌المقام الثاني: المراقبة:

- ‌المقام الثالث: المحاسبة بعد العمل:

- ‌المقام الرابع: معاقبة النفس على تقصيرها:

- ‌المقام الخامس: المجاهدة:

- ‌المقام السادس: في معاتبة النفس وتوبيخها:

- ‌16 ـ باب التفكر

- ‌17 ـ بيان مجارى الفكر وثمراته

- ‌18 ـ فصل [في أن التفكر في ذات الله ممنوع منه]

- ‌19 ـ باب في ذكر الموت وما بعده وما يتعلق به

- ‌20 ـ باب ما جاء في فضل ذكر الموت

- ‌21 ـ فصل [في تفاوت الناس في طول الأمل]

- ‌22 ـ فصل في ذكر شدة الموت وما يستحب من الأحوال عنده

- ‌23 ـ باب ذكر وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين رضى الله عنهم

- ‌24 ـ وفاة أبى بكر الصديق رضى الله عنه

- ‌25 ـ وفاة عمر بن الخطاب رضى الله عنه

- ‌26 ـ وفاة عثمان بن عفان رضى الله عنه

- ‌27 ـ وفاة علي بن أبى طالب رضى الله عنه

- ‌28 ـ ذكر كلمات نقلت عن جماعة عند موتهم من الصحابة وغيرهم وذكر زيارة القبور ونحو ذلك

- ‌29 ـ فصل [في حقيقة الموت]

- ‌30 ـ فصل في ذكر القبر

- ‌31 ـ فصل في أحوال الميت من وقت نفخة الصور إلى حين الاستقرار في الجنة أو النار

- ‌32 ـ ذكر جهنم أعاذنا الله منها

- ‌33 ـ[فصل في محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم]

- ‌34 ـ ذكر صفة الجنة نسأل الله العظيم من فضله

- ‌35 ـ باب في ذكر سعة رحمة الله تعالى

الفصل: ‌7 ـ باب في ذم الدنيا

فإذا تأملت ما ذكرنا، علمت أنك عدو لنفسك، وهو صديق لعدوك، فما مثلك إلا كمثل من يرمى حجراً عدوه ليصيب مقتله فلا يصيبه، ويرجع الحجر على حدقته اليمنى فيقلعها، فيزيد غضبه، فيعود ويرميه بحجر أشد من الأول، فيرجع الحجر على عينه الأخرى فيعميها، فيزداد غيظه، فيرميه الثالثة، فيعود الحجر على رأسه فيشدخه، وعدوه سالم يضحكك منه، فهذه الأدوية العلمية، فإذا تفكر الإنسان فيها، أخمدت نار الحسد في قلبه.

وأما العمل النافع فيه، فهو أن يتكلف نقيض ما يأمر به الحسد فإذا بعثه على الحقد والقدح في المحسود، كلف نفسه المدح له، والثناء عليه، وإن حمله الكبر، ألزم نفسه التواضع له، وإن بعثه على كف الأنعام عنه، ألزم نفسه زيادة في الإنعام.

وقد كان جماعة من السلف إذا بلغهم أن شخصاً اغتابهم، أهدوا إليه هدية.

فهذه أدوية نافعة للحسد جداً، إلا أنها مرة، وربما يسهل شربها أن يعلم أنه إذا كلن لا يكون كل ما تريد، فأرد ما يكون، وهذا هو الدواء الكلى، والله أعلم.

‌7 ـ باب في ذم الدنيا

الآيات الواردة في القرآن العزيز بعيب الدنيا، والتزهيد فيها، وضرب الأمثال لها كثيرة كقوله تعالى:{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} [آل عمران: 14 - 15]، وقوله:{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]، وقوله:{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} الآية [يونس: 24]، وقوله:{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ} [الحديد: 20]، وقوله:{وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 35]، وقوله:{فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [النجم: 29، 30].

وأما الأحاديث، ففى "الصحيحين" من رواية المستور بن شداد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم ترجع؟ ".

ص: 190

وفى حديث آخر: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" رواه مسلم.

وفى حديث آخر: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء". رواه الترمذي وصححه.

وفى حديث آخر: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله منها"(1).

وروى أبو موسى، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:" من أحب دنياه، أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما بقى على ما يفنى"(2).

وكتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز في ذم الدنيا كتاباً طويلاً فيه: أما بعد فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار مقام، وإنما أنزل إليها آدم عقوبة، فاحذرها يا أمير المؤمنين، فإن الزاد منها تركها، والغنى فيها فقرها، تذل من أعزها، وتفقر من جمعها، كالسم يأكله من لا يعرفها وهو حتفه، فاحذر هذه الدار الغرورة الخيالة الخادعة، وكن آثر ما تكون فيها، أحذر ما تكون لها، سرورها مشوب بالحزن، وصفوها مشوب بالكدر، فلو كان الخالق لم يخبر عنه خبراً، ولم يضرب له مثلاً لكانت قد أيقظت النائم، ونبهت الغافل، فكيف وقد جاء من الله عز وجل وعنه زاجر، وفيها واعظ، فما لها عند الله سبحانه قدر ولا وزن، وما نظر إليها منذ خلقها.

ولقد عرضت على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مفاتيحها وخزائنها، لا ينقصها عند الله جناح بعوضة، فأبى أن يقبلها، وكره أن يحب ما أبغض خالقه، أو يرفع ما وضع مليكه، زواها الله عن الصالحين اختياراً، وبسطها لإعدائه اغتراراً، أفيظن المغرور بها المقتدر عليها أنه أكرم بها؟ ونسى ما صنع الله بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم حين شد على بطنه الحجر، والله ما أحد من الناس بسط له في الدنيا، فلم يخف أن يكون قد مكر به، إلا كان قد نقص عقله، وعجز رأيه وما امسك عن عبد فلم يظن أنه قد خير له فيها، إلا كان قد نقص عقله وعجز رأيه.

وقال مالك بن دينار: اتقوا السحارة، فإنها تسحر قلوب العلماء، يعنى الدنيا.

(1) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" من حديث جابر بسند ضعيف، لكن رواه ابن ماجه (4112)، والترمذي (2323) من حديث أبي هريرة بلفظ "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالماً أو متعلماً" وسنده حسن، وله شاهد من حديث ابن مسعود عند الطبراني في "الأوسط".

(2)

رجاله ثقات لكنه منقطع أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم.

ص: 191

ومن أمثلة الدنيا: قال يونس بن عبيد: شبهت الدنيا كرجل نائم، فرأى في منامه ما يكره وما يحب، فبينما هو كذلك انتبه.

ومثل هذا قولهم: الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا.

والمعنى انهم ينتبهون بالموت وليس في أيديهم شئ مما ركنوا إليه وفرحوا به.

قيل: إن عيسى عليه السلام رأى الدنيا في صورة عجوز هتماء (1) عليها من كل زينة. فقال لها: كم تزوجت؟ قالت: لا أحصيهم. قال: فكلهم مات عنك أو كلهم طلقك؟ قالت: بل كلهم قتلت، فقال عيسى عليه السلام: بؤساً لأزواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين، كيف تهلكينهم واحداً بعد واحد، ولا يكونون منك على حذر.

وروى ابن عباس رضى الله عنه قال: يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء (2) زرقاء أنيابها بادية، مشوه خلقها، فتشرف على الخلق، فيقال: هل تعرفون هذه؟ فيقولون نعوذ بالله من معرفة هذه. فيقال: هذه الدنيا التي تشاجرتم عليها وبها تقاطعتم الأرحام، وبها تحاسدتم وتباغضتم واغتررتم، ثم تقذف في جهنم، فتنادى: يا رب أين أتباعي وأشياعي؟ فيقول: ألحقوا بها أتباعها وأشياعها.

وعن أبى العلاء، قال: رأيت في النوم عجوزاً كبيرة عليها من كل زينة، والناس عكوف عليها متعجبون، ينظرون إليها، فقلت: أعوذ بالله من شرك. قالت: إن أحببت أن تعاذ من شرى فأبغض الدرهم.

وقال بعضهم: رأيت الدنيا في النوم عجوزاً مشوهة الخلقة حدباء.

مثال آخر: واعلم أن أحوالك ثلاث:

حال لم تكن فيها شيئاً، وهي قبل أن توجد.

وحال أخرى، وهى من ساعة موتك إلى ما لا نهاية له في البقاء السرمدي، فإن لنفسك وجوداً بعد خروجها من بدنك، إما في الجنة أو النار، وهو الخلود الدائم.

وبين هاتين الحالتين حالة متوسطة، وهى أيام حياتك في الدنيا، فانظر إلى مقدار

(1) ليس لها أسنان، وفى نسخه: صماء، وهى الداهية.

(2)

الشمط في الشعر: اختلافه بلونين من سواد وبياض، أو بياض شعر الرأس يخالط سواده.

ص: 192

ذلك، وأنسبه إلى الحالتين، تعلم أنه أقل من طرفه عين في مقدار عمر الدنيا.

ومن رأى الدنيا بهذه العين لم يركن لها، ولم يبال كيف انقضت أيامه في ضرر وضيق، أو سعة ورفاهية، ولهذا لم يضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة وقال:"مالي وللدنيا؟ إنما مثلى ومثل الدنيا كراكب قال (1) تحت الشجرة، ثم راح وتركها".

وقال عيس عليه السلام الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها. هذا مثل واضح، فإن الحياة الدنيا معبر إلى الآخرة، والمهد هو الركن الأول على أول القنطرة، والحد هو الركن الثاني على آخر القنطرة.

ومن الناس من قطع نصف القنطرة، ومن الناس من قطع ثلثيها، ومنهم من لم يبق له إلا خطوة واحدة وهو غافل عنها، وكيفما كان فلابد من العبور، فمن وقف يبنى على القنطرة ويزينها وهو يستحث للعبور عليها، فهو في غاية الجهل والحمق.

وقيل: مثال طالب الدنيا، مثل شارب ماء البحر كلما ازداد شراباً ازداد عطشاً حتى يقتله.

وكان بعض السلف يقول لأصحابه: انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيذهب بهم إلى مزبلة فيقول: انظروا إلى ثمارهم ودجاجهم وعسلهم وسمنهم.

مثال آخر: روى عن الحسن قال: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إنما مثلى ومثلكم ومثل الدنيا كمثل قوم سلكوا مفازة غبراء، حتى إذ لم يدوروا ما سلكوا منها اكثر ما بقى، أنفذوا الزاد واخسروا الظهر، وابقوا بين ظاهراني المفازة، لا زاد ولا حمولة، فأيقنوا بالهلكة، فبينما هم كذلك، إذ طلع عليهم رجل في حلة يقطر رأسه، فقالوا: إن هذا قريب عهد بريف، وما جاء هذا إلا من قريب، فلما انتهى إليهم قال: يا هؤلاء، علام أنتم؟ قالوا: على ما ترى. قال: عهودكم ومواثيقكم بالله. قال: فأعطوه عهودهم ومواثيقهم بالله، ثم قال: يا هؤلاء، الرحيل. قالوا: إلى أين؟ قال: إلى ماء ليس كمائكم، وإلى رياض ليست كرياضكم، فقال أكثر

(1) من القيلولة، وهى النوم في الظهيرة.

ص: 193