الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العسكر، لتعرف أحواله، وقد صور الله تعالى تلك الصورة المهيبة، لا لأنه يقعد على السرير.
وفي هذا تهديد شديد، ووعيد وزجر أكيد، وإخبار بخطورة الحساب العسير.
روى ابن أبي الدنيا عن ثابت بن الحجاج قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أخف عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ}» .
وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما الثالثة فعند ذلك تطّيّر الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله» لكن الترمذي رواه عن أبي هريرة. ورواه ابن جرير أيضا عن عبد الله بن مسعود.
فقه الحياة أو الأحكام:
تدل الآيات على ما يأتي:
1 -
من مقدمات القيامة: نفخة إسرافيل في الصور (البوق). والمراد النفخة الأولى، قال ابن عباس: هي النفخة الأولى لقيام الساعة، فلم يبق أحد إلا مات.
2 -
من أهوال القيامة ومخاوفها: صيرورة الأرض والجبال كالجملة الواحدة متفتتة متكسرة إما بقدرة الله من غير واسطة، وإما بالزلزلة التي تكون في
القيامة، وإما بريح بلغت من قوة عصفها أنها تحمل الأرض والجبال، أو بملك من الملائكة.
3 -
بعد النفخة الأولى في الصور وتفتت الأرض والجبال تقوم القيامة، وتتصدع السماء وتتفطّر، وتصبح ضعيفة واهية غير متماسكة الأجزاء، إيذانا بزوالها وتبدلها وخرابها، بعد ما كانت محكمة شديدة.
4 -
تكون الملائكة حين انشقاق السماء على أطرافها، بعد أن كانت السماء مكانهم، فإذا انشقت صاروا في أطرافها، ينتظرون ما يؤمرون به في أهل النار من السّوق إليها، وفي أهل الجنة من التحية والكرامة.
5 -
يكون فوق أولئك الملائكة ثمانية أملاك أو ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلا الله يحملون العرش الذي أراده الله بقوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} [المؤمن 7/ 40] وقوله: {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر 75/ 39].
ذكر الثعلبي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن حملة العرش اليوم أربعة، فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله تعالى بأربعة آخرين، فكانوا ثمانية» .
وخرجه الماوردي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحمله اليوم أربعة، وهم يوم القيامة ثمانية» .
6 -
في يوم القيامة الرهيب يعرض العباد على الله للحساب والجزاء، كما قال تعالى:{وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا} [الكهف 48/ 18] وليس ذلك عرضا يعلم به ما لم يكن عالما به، بل معناه الحساب وتقرير الأعمال عليهم للمجازاة، فلا يخفى على الله من أمورهم شيء، فالله عالم بكل شيء من الأعمال. وكل من الحمل والعرض لا يعني التجسيم والتشبيه بالمخلوقات، وإنما للتصوير والرمز والتقريب إلى الأذهان.