الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
415 -
وإن ترتَّبَ على شرطينِ
…
شيءٌ فبالحصولِ للشرطَيْن
يعني أنه
إن اشْتُرط شرطان أو أكثر
في شيء فإنه لا يحصل إلا بحصول الجميع، فلو قال لزوجته:"إن دخلتِ الدارَ وكلمتِ زيدًا فأنتِ طالق" لم تَطْلُق إلا بالشرطين معًا وهكذا.
416 -
وإن على البدلِ قد تعلَّقا
…
فبحصولِ واحدٍ تُحُقِّقا
يعني أنه
إن عُلِّق شيءٌ على أحدِ شرطين على سبيل البدل
نحو: "إن دخلتِ الدارَ أو كلمتِ زيدًا فأنتِ طالق" فإنه يحصل بحصول أيِّ واحد منهما. وقوله: "تُحُقِّقا" بالبناء للمفعول.
417 -
ومنه في الإخراج والعَوْدِ يُرى
…
كالشرط قُل وصفٌ وإن قبلُ جَرى
قوله: "ومنه" أي من المخصِّص المتصل، يعني أن من المخصِّص المتصل الوصف، نحو:"أكرِمْ بني تميم العلماءَ" فالعلماء وصف مُخْرِجٌ لغير العلماء منهم.
وقوله: "في الإخراج والعَودِ يُرى كالشرط" يعني أن الوصف كالشرط في أنه يعود للكل، وأنه يجوز به إخراج أكثر من النصف، فمثال رجوعه للكل:"هذه الدار حَبْس على أولادي وأولادهم المحتاجين" فإنه يخرج غير المحتاج من الأولاد وأولادهم.
وقوله: "وإن قبلُ جَرى" يعني أن التخصيص المذكور بالوصف واقع وإن جاء الوصف قبل الموصوف نحو: "هذه الدار حَبْس على محتاجي أولادي وأولادهم" فإنه يخرج غير المحتاجِ من الجميع.
418 -
وحيثُما مُخَصِّصٌ توسَّطا
…
خصَّصَه بما يلي من ضَبَطا
يعني أن المخصِّص المتصل من صفةٍ، أو استثناءٍ، أو شرطٍ، أو غايةٍ، إذا توسَّط بين المتعاطفات كان مخصِّصًا لما قبله من المتعاطفات دون ما بعده، وهو مراده بقوله:"خصَّصَهُ بما يلي"، وقوله:"من ضَبَطا" يعني به السبكيَّ، ولم يقل السبكيُّ ذلك إلَّا في الصفة فقط مع قوله:"إنه لا يعلم فيها نقلًا"
(1)
. وذكر ابن قاسم في "الآيات البينات"
(2)
أنه لا فرق بين الصفة وغيرها في تخصيص الكل لما قبله دون ما بعده، وإياه تبعَ المؤلِّف في قوله "وحيثما مخصص" إلخ حيث عمَّم في المخصص المتصل. ومثاله في الصفة قولك:"أكرم بني هاشم وبني زهرة العلماء وبني تميم" فإن التخصيص بوصف العِلم يكون فيما قبله لا فيما بعده، وقس على ذلك باقى المخصصات.
وروى عن الإمام الشافعي رحمه الله ما يدل على أن الصفة المتوسطة بين المتعاطفات تخصِّص ما بعدها كتخصيصها لما قبلها، ولذا قال في طعام جزاء الصيد: إنه يُعطَى لخصوص مساكين الحرم؛ لأنه تعالى قال: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} [المائدة/ 95] الآية، فالأول الذي هو الهَدْي خُصِّص ببلوغ الحرم، فجعل الشافعيُّ التخصيص بذلك فيما بعد الصفة وهو الإطعام فجعله لمساكين الحرم
(3)
.
419 -
ومنه غايةُ عمومٍ يَشْمُلُ
…
لو كان تصريحٌ بها لا يحصُلُ
(1)
انظر "شرح المحلي على الجمع": (2/ 23).
(2)
(3/ 53).
(3)
انظر "الأم": (3/ 471).