الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التأويل، والمُحكم، والمُجْمَل
التأويل في اللغة: ما تؤول إليه حقيقة الشيء، وذلك هو معناه في القرآن حيث جاء، وبعض العلماء كابن جرير الطبري يُطلق التأويل يعنى به التفسير. وفي اصطلاح الأصوليين هو ما عرَّفه المؤلف.
والمُحْكم في اللغة: اسم مفعول أَحْكَمه بمعنى أتقنه، وفي الاصطلاح سيأتي.
والمجمل: اسم مفعول أَجْمَله إذا خَلَطه بغيره ولم يميزه عنه، وفي الاصطلاح سيأتي أيضًا.
441 -
حَملٌ لظاهرٍ على المرجوحِ
…
. . . . . . . . . . . .
يعني أن التأويل في اصطلاح الأصوليين هو: صَرْف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى محتمل مرجوح، وحَمْله على ذلك المحتمل المرجوح لدليلٍ اقتضى ذلك، كقوله صلى الله عليه وسلم:"الجار أحق بصقبه"
(1)
، فإنَّ حَمْل الجار على خصوص الشريك غير
(2)
المقاسم حَمْلٌ له على محتمل مرجوح، إلا أن ذلك الحَمْل
(3)
دلَّ عليه الدليل وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا ضُرِبت الحدود وصُرِفت الطرق فلا شُفعة"
(4)
.
(1)
أخرجه البخاري رقم (2258) من حديث أبي رافع رضي الله عنه.
(2)
ليست في ط، وهي مضافة في الأصل بخط أصغر.
(3)
ط: المحتمل.
(4)
أخرجه البخاري رقم (2257)، ومسلم رقم (1608) من حديث جابر رضي الله عنه.
…
واقسِمْه للفاسدِ والصحيح
442 -
صحيحُه وهو القريبُ ما حُمِلْ
…
معْ قوَّةِ الدليلِ عند المُسْتَدِلْ
443 -
وغيرُه الفاسدُ والبعيدُ
…
وما خلا فلَعِبًا يفيدُ
يعني أن التأويل المذكور ينقسم إلى تأويل صحيح وتأويل فاسد، والصحيح هو "القريب" والفاسد هو "البعيد".
أما التأويل القريب فهو الذي يكون فيه الدليل الذي دلَّ على صرف اللفظ عن المعنى الراجح الظاهر إلى المعنى الخفي المرجوح قويًّا في نفس الأمر، لا في ظن المؤوّل كما يوهمه قول المؤلف:"عند المستدل". وليس مراده أن قوَّته عند المستدل تكفي ولو كان ضعيفًا في نفس الأمر، بل مقصوده مع قوة الدليل الكائن
(1)
عند المستدل.
وأما التأويل البعيد فهو كون الدليل الذي اسْتُدِل به على صرف اللفظ عن الظاهر الراجح إلى الخفي المرجوح ليس قويًا في نفس الأمر وإن كان المؤوِّل يظنه قويًّا. وذلك هو معنى قوله: "وغيره الفاسد والبعيد".
وقوله: "وما خلا" إلخ يعني أن صرف اللفظ عن ظاهره إذا كان لغير دليل أصلًا فهو لَعِب ولا يسمَّى تأويلًا، وكذا إن صرفه عن ظاهره معتقدًا أن ذلك الصرف لا دليل عليه، ولو كان لذلك الصرف دليلٌ في نفس الأمر.
ومثال اللّعب: حَمْل أهل الأهواء كثيرًا من الآيات والأحاديث على معانٍ بعيدة من المقصود، كقول بعض غلاة الشيعة في قوله تعالى: {مَرَجَ
(1)
الأصل: الكامن.