الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "ومنه" أي من المخصص المتصل "غايةُ عمومٍ" بإضافة "غاية" إلى "عموم" أي غاية صحبها عموم يشملها من جهة الحكم لو كانت لم تذكر معه كقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} إلى قوله: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)} [التوبة/ 29] فإنَّ الأمرَ بالقتال عام تناولًا لمعطي الجزية كتناوله لغيره، فلو لم تُذْكر الغاية بقوله:{حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ} لَعَمَّ الحكمُ إعطاء الجزية وغيره بوجوب القتال في كل ذلك، وهذا هو مراده بقوله:"غايةُ عموم يشملُ لو كان تصريح بها لا يحصل".
واعلم أن
الغاية تخصِّص سواء تقدمت أو تأخرت
، فتقدُّمُها كقولك:"إلى أن يفسق أولادُ فلان وقفتُ عليهم داري" فإذا فسقوا نُزِعَ منهم الوقف، لتخصيص العموم بالغاية ولو تقدمت. ومثال تأخرها ما ذكرنا من الآيات، وقولك:"وقفتُ داري عليهم إلى أن يفسقوا". وأصلُ الغايةِ منتهى الشيء.
420 -
وما لتحقيق العُمومِ فَدعِ
…
نحو سلامٌ هيَ حَتَّى مَطلَعِ
يعني أن الغاية التي جيء بها لتحقيق العموم فيما قبلها ليست للتخصيص، أي دع التخصيص بالغاية المذكورة لتحقيق العموم كقوله
تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر/ 5] لأنها قد تكون غير مشمولة لما قبلها كهذه الآية، لأن مَطْلع الفجر لا تشمله الليلة لأنه من النهار.
421 -
وهي لما قبلُ خلا تعودُ
…
وكونُها لما تلي بعيدُ
يعني أن الغاية كغيرها من المخصِّصات المتصلة تعود لجميع ما