الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الزهد)
1-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أدّى العبد حقّ الله وحقّ مواليه كان له أجران» . قال: فحدّثتها كعبا. فقال كعب:
ليس عليه حساب ولا على مؤمن زهد «1» ) * «2» .
2-
* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنّها تزهّد في الدّنيا وتذكّر الآخرة» ) * «3»
3-
* (عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي الله عنه قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، دلّني على عمل، إذا أنا عملته، أحبّني الله، وأحبّني النّاس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ازهد في الدّنيا، يحبّك الله، وازهد فيما في أيدي النّاس، يحبّوك» ) * «4» .
()
الأحاديث الواردة في (الزهد) معنى
4-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه كان يقول: آلله الّذي لا إله إلّا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع. وإن كنت لأشدّ الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يوما على طريقهم الّذي يخرجون منه، فمرّ أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلّا ليشبعني، فمرّ ولم يفعل، ثمّ مرّ بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلّا ليشبعني، فمرّ فلم يفعل، ثمّ مرّ بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسّم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي. ثمّ قال: يا أبا هرّ! قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: الحق، ومضى. فتبعته فدخل فاستأذن، فأذن لي، فدخل فوجد لبنا في قدح، فقال: من أين هذا اللّبن؟ قالوا:
أهداه لك فلان- أو فلانه- قال: أبا هرّ! قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: الحق إلى أهل الصّفّة «5» فادعهم لي.
قال: وأهل الصّفّة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هديّة أرسل إليهم، وأصاب منها، وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللّبن في أهل الصّفّة؟ كنت أحقّ أن أصيب من هذا اللّبن شربة أتقوّى بها، فإذا جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللّبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بدّ، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت. قال:«يا أبا هرّ» ، قلت: لبّيك يا
(1) قال النووي- رحمه الله: وهذا الذي قاله كعب يحتمل أنه أخذه بتوقيف ويحتمل أنه بالاجتهاد
…
(انظر صحيح مسلم بشرح النووي، ج 11، ص 136) ، والمزهد قليل المال.
(2)
مسلم (1666) .
(3)
ابن ماجة (1571) واللفظ له وفي الزوائد: إسناده حسن، وأصله عند مسلم (976، 977) ، وذكره الحاكم في المستدرك (1/ 375) ، ونحوه قبله عن أبي سعيد الخدري وصححه ووافقه الذهبي على رواية أبي سعيد.
(4)
ابن ماجة (4102) وصححه الألباني، صحيح ابن ماجة برقم (3310) .
(5)
أهل الصفة: هي سقيفة مظللة كانت تأوي إليها المساكين في المسجد النبوي.
رسول الله، قال:«خذ فأعطهم» ، فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرّجل فيشرب حتّى يروى، ثمّ يردّ عليّ القدح فأعطيه الرّجل فيشرب حتّى يروى، ثمّ يردّ عليّ القدح فأعطيه الرّجل فيشرب حتّى يروى، ثمّ يردّ عليّ القدح حتّى انتهيت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلّهم. فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إليّ فتبسّم فقال:«أبا هرّ» ، قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: بقيت أنا وأنت» ، قلت: صدقت يا رسول الله، قال:«اقعد فاشرب» فقعدت فشربت. فقال: «اشرب» فشربت، فما زال يقول:«اشرب» ، حتّى قلت: لا والّذي بعثك بالحقّ، ما أجد له مسلكا، قال:«فأرني» ، فأعطيته القدح، فحمد الله، وسمّى وشرب الفضلة) * «1» .
5-
* (عن أنس- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
«اللهمّ لا عيش إلّا عيش الآخره
…
فاغفر للأنصار والمهاجره» ) * «2» .
6-
* (عن عبد الله بن الشّخّير- رضي الله عنه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (التكاثر/ 1) قال: «يقول ابن آدم: مالي، مالي» . قال: وهل لك يا بن آدم من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدّقت فأمضيت» ) * «3» .
7-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كن في الدّنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل» . وكان ابن عمر- رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصّباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحّتك لمرضك، ومن حياتك لموتك» ) * «4» .
8-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إذا فتحت عليكم فارس والرّوم، أيّ قوم أنتم؟» . قال:
عبد الرّحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله «5» . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو غير ذلك. تتنافسون «6» ثمّ تتحاسدون، ثمّ تتدابرون «7» أو نحو ذلك، ثمّ تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض» ) * «8» .
9-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:
(1) البخاري- الفتح 11 (6452) .
(2)
البخاري- الفتح 6 (2834) ، ومسلم (1805) واللفظ له.
(3)
مسلم (2958)
(4)
البخاري- الفتح 11 (6416) . قالوا في شرح هذا الحديث: معناه لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله وبالله التوفيق.
(5)
نقول كما أمرنا الله: أي نحمده ونشكره ونسأله المزيد من فضله.
(6)
تتنافسون: التنافس إلى الشيء: المسابقة إليه وكراهة أخذ غيرك إياه.
(7)
تتدابرون: التدابر: كناية عن الاختلاف والافتراق وأصله أن يولي كل واحد ظهره لأخيه.
(8)
مسلم (2962) .. وتجعلون بعضهم على رقاب بعض: أي تجعلون بعضهم أمراء على بعض.
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل» ) * «1» .
10-
* (عن عبد الله بن عبّاس وعمران بن حصين- رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اطّلعت في الجنّة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطّلعت في النّار فرأيت أكثر أهلها النّساء» ) * «2» .
11-
* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه أنّه كان في إبله فجاءه ابنه عمر، فلمّا رآه سعد قال: أعوذ بالله من شرّ هذا الرّاكب، فنزل فقال له:
أنزلت في إبلك وغنمك، وتركت النّاس يتنازعون الملك بينهم؟، فضرب سعد في صدره فقال: اسكت.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ الله يحبّ العبد التّقيّ، الغنيّ، الخفيّ «3» » ) * «4» .
12-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما يقول: ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيّكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدّقل «5» ما يملأ به بطنه) * «6» .
13-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بالسّوق، داخلا من بعض العالية والنّاس كنفته «7» فمرّ بجدي أسكّ «8» ميّت، فتناوله فأخذ بأذنه، ثمّ قال: «أيّكم يحبّ أنّ هذا له بدرهم؟» . فقالوا: ما نحبّ أنّه لنا بشيء، وما نصنع به؟. قال: «أتحبّون أنّه لكم؟» . قالوا: والله لو كان حيّا، كان عيبا فيه، لأنّه أسكّ. فكيف وهو ميّت؟. فقال: «فو الله! للدّنيا أهون على الله من هذا عليكم» ) * «9» .
14-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسأله أحد منهم إلّا أعطاه، حتّى نفد ما عنده، فقال لهم حين نفد كلّ شيء أنفق بيديه: «ما يكون عندي من خير لا أدّخره عنكم، وإنّه من يستعفّ يعفّه الله، ومن يتصبّر يصبّره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصّبر» ) * «10» .
15-
* (عن عمرو بن عوف الأنصاري- رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين، وأمّر عليهم العلاء بن الحضرميّ، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الصّبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا انصرف تعرّضوا له، فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال: «أظنّكم سمعتم بقدوم أبي
(1) البخاري- الفتح 11 (6489) ، ومسلم (2256) واللفظ له.
(2)
أخرجه البخاري 11 (6449) ، والترمذي عنهما (2602) ، ومسلم عن ابن عباس وحده (2737) .
(3)
الغني: المراد غنى النفس، وأما الخفي، فالخاء المعجمة ومعناه: الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه.
(4)
مسلم (2965) .
(5)
الدقل: التمر الرديء.
(6)
مسلم (2977) .
(7)
كنفته وكنفتيه: يعني جانبه وجانبيه.
(8)
جدي أسكّ: صغير الأذنين.
(9)
مسلم (2957) .
(10)
البخاري- الفتح 11 (6470) واللفظ له، ومسلم (1053) .
عبيدة، وأنّه جاء بشيء» . قالوا: أجل يا رسول الله.
16-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الدّنيا حلوة خضرة، وإنّ الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتّقوا الدّنيا واتّقوا النّساء، وإنّ فتنة بني إسرائيل كانت في النّساء» ) * «2» .
17-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله فقال: «إنّ ممّا أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدّنيا وزينتها» . فقال رجل:
يا رسول الله، أو يأتي الخير بالشّر؟ فسكت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقيل له: ما شأنك تكلّم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ولا يكلّمك؟. فرأينا أنّه ينزل عليه. قال فمسح عنه الرّحضاء «3» فقال: «أين السائل؟» - وكأنّه حمده- فقال: «إنّه لا يأتي الخير بالشّرّ، وإنّ ممّا ينبت الرّبيع يقتل أو يلمّ «4» ، إلّا آكلة الخضر، أكلت حتّى إذا امتدّت خاصرتاها استقبلت عين الشّمس فثلطت»
وبالت ورتعت. وإنّ هذا المال خضرة حلوة، فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السّبيل» . أو كما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«وإنّه من يأخذه بغير حقّه كالّذي يأكل ولا يشبع، ويكون شهيدا عليه يوم القيامة» ) * «6» .
18-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّه جاءه ثلاثة نفر فقالوا: يا أبا محمّد، إنّا والله، ما نقدر على شيء. لا نفقة ولا دابّة ولا متاع. فقال لهم: ما شئتم. إن شئتم
رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسّر الله لكم. وإن شئتم ذكرنا أمركم للسّلطان. وإن شئتم صبرتم. فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنّة بأربعين خريفا «7» » . قالوا: فإنّا نصبر، لا نسأل شيئا) * «8» .
19-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه
(1) البخاري- الفتح 11 (6425) واللفظ له، ومسلم (2961) .
(2)
مسلم (4/ 2742) .
(3)
الرّحضاء: أي العرق، وأكثر ما يسمّى به عرق الحمى.
(4)
إن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم: إن نبات الربيع وخضره يقتل تخمة لكثرة الأكل؛ ويقارب القتل إلا إذا اقتصر منه على اليسير الذي تدعو إليه الحاجة وتحصل به الكفاية المقتصدة فإنه لا يضر. وهكذا المال فإنه كنبات الربيع، مستحسن تطلبه النفوس، وتميل إليه فمنهم من يستكثر منه ويستغرق فيه غير صارف له في وجوهه فهذا يهلكه أو يقارب إهلاكه، ومنهم من يقتصد فيه فلا يأخذ إلا يسيرا ويصرفه في وجوهه الشرعية فهذا لا يضره، وهذا مختصر معنى الحديث.
(5)
ثلطت: ثلط البعير يثلط إذا ألقى رجيعا سهلا رقيقا.
(6)
البخاري- الفتح 3 (1465) واللفظ له، ومسلم (1052) .
(7)
أربعين خريفا: أي أربعين سنة.
(8)
مسلم (2979) .
أنّه مرّ بقوم بين أيديهم شاة مصليّة «1» فدعوه فأبى أن يأكل. قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدّنيا ولم يشبع من الخبز الشّعير) * «2» .
20-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «تعس «3» عبد الدّينار والدّرهم والقطيفة «4» والخميصة «5» ، إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض» ) * «6» .
21-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما، فقال:" ما أخرجكما من بيوتكما هذه السّاعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله، قال:«وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الّذي أخرجكما، قوموا» فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلمّا رأته المرأة، قالت:
مرحبا وأهلا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أين فلان؟» .
قالت: ذهب يستعذب «7» لنا من الماء، إذ جاء الأنصاريّ فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، ثمّ قال: الحمد لله، ما أجد اليوم أكرم أضيافا منّي، فانطلق فجاءهم بعذق «8» فيه بسر وتمر ورطب، فقال:
كلوا من هذه، وأخذ المدية «9» فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إيّاك والحلوب» . فذبح لهم، فأكلوا من الشّاة ومن ذلك العذق، وشربوا، فلمّا أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما:«والّذي نفسي بيده لتسألنّ عن هذا النّعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثمّ لم ترجعوا حتّى أصابكم هذا النّعيم» ) * «10» .
22-
* (عن أبان بن عثمان- رضي الله عنهما قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان بنصف النّهار، قلت: ما بعث إليه هذه السّاعة إلّا لشيء سأل عنه، فسألته فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كانت الدّنيا همّه، فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدّنيا إلّا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيّته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدّنيا وهي راغمة» ) * «11» .
23-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه قال:
خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده. ليس معه إنسان. قال: فظننت أنّه يكره أن يمشي معه أحد. قال: فجعلت أمشي في ظلّ القمر. فالتفت فرآني فقال: «من هذا؟» . فقلت: أبو
(1) مصلية: مشوية.
(2)
البخاري- الفتح 9 (5414) .
(3)
تعس: دعاء عليه بالهلاك، وهو الوقوع على الوجه من العثار.
(4)
القطيفة: كساء له خمل.
(5)
الخميصة: ثياب خز أو صوف معلمة.
(6)
البخاري- الفتح 11 (6435) .
(7)
يستعذب الماء: أي يأتي بالماء العذب الصافي.
(8)
العذق: هي الكباسة وهي الغصن من النّخل، وهو بمنزلة العنقود من العنب.
(9)
المدية: السكين.
(10)
مسلم (2038) .
(11)
ابن ماجة (4105) واللفظ له قال في الزوائد: صحيح ورجاله ثقات، وهو عند الترمذي (2465) من رواية أنس ابن مالك- رضي الله عنه وبدون قصة وسكت عنه.
ذرّ! جعلني الله فداءك. قال: «يا أبا ذرّ تعاله «1» » قال: فمشيت معه ساعة. فقال: «إنّ المكثرين هم المقلّون يوم القيامة. إلّا من أعطاه الله خيرا. فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيرا» . قال فمشيت معه ساعة. فقال: «اجلس هاهنا. قال:
فأجلسني في قاع حوله حجارة. فقال لي: «اجلس هاهنا حتّى أرجع إليك» . قال: فانطلق في الحرّة حتّى لا أراه. فلبث عنّي. فأطال اللّبث. ثمّ إنّي سمعته وهو مقبل وهو يقول: «وإن سرق وإن زنى» . قال: فلمّا جاء لم أصبر فقلت: يا نبيّ الله جعلني الله فداءك. من تكلّم في جانب الحرّة؟ ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا. قال: «ذاك جبريل. عرض لي في جانب الحرّة.
فقال: بشّر أمّتك أنّه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة. فقلت: يا جبريل! وإن سرق وإن زنى؟. قال:
نعم. قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟. قال: نعم.
قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟. قال: نعم، وإن شرب الخمر» ) * «2» .
24-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدّنيا سجن المؤمن، وجنّة الكافر» ) * «3» .
25-
* (عن خالد بن عمير العدويّ قال:
خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:
أمّا بعد. فإنّ الدّنيا قد آذنت «4» بصرم «5» وولّت حذّاء «6» ، لم يبق منها إلّا صبابة «7» كصبابة الإناء، يتصابّها صاحبها، وإنّكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم؛ فإنّه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنّم فيهوي فيها سبعين عاما، لا يدرك لها قعرا. ووالله لتملأنّ. أفعجبتم ولقد ذكر لنا أنّ ما بين مصراعين من مصاريع الجنّة مسيرة أربعين سنة وليأتينّ عليها يوم وهو كظيظ «8» من الزّحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلّا ورق الشّجر، حتّى قرحت «9» أشداقنا، فالتقطت بردة، فشققتها بيني وبين سعد بن مالك «10» فاتّزرت بنصفها، واتّزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منّا أحد إلّا أصبح أميرا على مصر من الأمصار، وإنّي أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وعند الله صغيرا، وإنّها لم تكن نبوّة قطّ إلّا تناسخت حتّى يكون آخر عاقبتها ملكا، فستخبرون وتجرّبون الأمراء
(1) تعاله: هكذا بهاء السكت.
(2)
البخاري- الفتح 11 (6443) . ومسلم (94) باب الترغيب في الصدقة، واللفظ له. ومعنى الحديث إجمالا: أن المكثرين من حطام الدنيا والمنهمكين في جمعها هم المقلون من الحسنات يوم القيامة إلا من جعل ما جمع في سبيل الله وعمل فيه خيرا.
(3)
مسلم 4 (2956) .
(4)
آذنت: أعلمت.
(5)
بصرم: الصرم: الانقطاع والذهاب.
(6)
حذاء: مسرعة الانقطاع.
(7)
صبابة: البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء.
(8)
كظيظ: أي ممتلئ.
(9)
قرحت: أي صار فيها قروح وجراح، من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته.
(10)
سعد بن مالك: هو سعد بن أبي وقاص. رضي الله عنه.
بعدنا) * «1» .
26-
* (عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدّنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء» ) * «2» .
27-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس» ) * «3» .
28-
* (عن أمير المؤمنين عثمان بن عفّان رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ليس لابن آدم حقّ في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجلف «4» الخبز والماء» ) * «5» .
29-
* (عن المستورد بن شدّاد- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما الدّنيا في الآخرة إلّا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه- وأشار يحيى بالسّبّابة- في اليم «6» فلينظر بم يرجع؟» ) * «7» .
30-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: مرّ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نعالج خصّا»
لنا، فقال:«ما هذا؟» . فقلنا:
قد وهى فنحن نصلحه، قال:«ما أرى الأمر إلّا أعجل من ذلك» ) * «9» .
31-
* (عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي الله عنه أنّه قال: مرّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس: «ما رأيك في هذا؟» . فقال: رجل من أشراف النّاس، هذا والله حريّ إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفّع. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ مرّ رجل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيك في هذا؟» . فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يسمع لقوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا» ) * «10» .
32-
* (عن خبّاب بن الأرتّ رضي الله عنه قال: هاجرنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم نريد وجه الله، فوقع
(1) مسلم (2967) واللفظ له، وابن ماجة (4156) .
(2)
الترمذي (2320) واللفظ له وقال: حديث صحيح غريب من هذا الوجه، وابن ماجة (4110) وقال محقق جامع الأصول (4/ 510) : حديث حسن، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (940) .
(3)
البخاري- الفتح 11 (6446) ، ومسلم (1051) واللفظ له.
(4)
قال الترمذي: الجلف: الخبز ليس معه إدام وقيل: هو غليظ الخبز.
(5)
الترمذي (2341) وقال: حديث حسن صحيح. وأحمد (1/ 62) وصححه الشيخ شاكر رقم (440) ، والحاكم (4/ 312) وصححه وأقره الذهبي، وصححه السيوطي في الجامع الصغير رقم (7661) وأقره المناوي في فيض القدير (5/ 380) .
(6)
اليمّ: هو البحر.
(7)
مسلم (2858) .
(8)
الخص: هو بيت يعمل من خشب وقصب، وجمعه: خصاص وأخصاص.
(9)
أبو داود (5235)، وعنده بدل (نعالج خصا) (أطين حائطا) وقال الألباني في صحيح سننه (3/ 983) : صحيح، والترمذي (2335) واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح
(10)
البخاري- الفتح 11 (6447) واللفظ له، وقال صاحب الجامع: أخرجه البخاري ومسلم وهو ليس عند مسلم، والله أعلم وابنماجة (4120) .
أجرنا على الله- تعالى- فمنّا من مضى لم يأخذ من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد وترك نمرة «1» ، فإذا غطّينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطّينا رجليه بدا رأسه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطّي رأسه ونجعل على رجليه من الإذخر «2» ، ومنّا من أينعت له ثمرته فهو يهديها) * «3» .
33-
* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه قال: والله إنّي لأوّل رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد كنّا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام نأكله إلّا ورق الحبلة «4» وهذا السّمر حتّى إنّ أحدنا ليضع كما تضع الشّاة، ثمّ أصبحت بنو أسد تعزّرني «5» على الدّين لقد خبت إذا، وضلّ عملي) * «6» .
34-
* (عن أنس- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يتبع الميّت ثلاثة. فيرجع اثنان ويبقى معه واحد، يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله» ) * «7» .
35-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بأنعم أهل الدّنيا من أهل النّار يوم القيامة فيصبغ في النّار صبغة «8» ثمّ يقال: يا بن آدم، هل رأيت خيرا قطّ، هل مرّ بك نعيم قطّ؟ فيقول: لا والله يا ربّ، ويؤتى بأشدّ النّاس بؤسا في الدّنيا من أهل الجنّة فيصبغ صبغة في الجنّة، فيقال له: يا بن آدم، هل رأيت بؤسا قطّ؟ هل مرّ بك شدّة قطّ؟ فيقول: لا والله يا ربّ، ما مرّ بي بؤس قطّ، ولا رأيت شدّة قطّ» ) * «9» .
36-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم «ما طلعت شمس قطّ إلّا بعث بجنبتيها ملكان إنّهما ليسمعان أهل الأرض إلّا الثّقلين، يأيّها النّاس، هلمّوا إلى ربّكم؛ فإنّ ما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى. وما غربت شمس قطّ إلّا وبجنبتيها ملكان يناديان: اللهمّ عجّل لمنفق خلفا وعجّل لممسك تلفا» ) * «10» .
37-
* (عن ربيعة بن كعب- رضي الله عنه قال: «كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتّى يصلّي رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة، فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول لعلّها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة فما أزال أسمعه يقول صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله وبحمده» . حتّى أملّ فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد،
(1) نمرة: هي إزار من صوف مخطط أو بردة.
(2)
الإذخر: هو حشيش معروف طيب الرائحة.
(3)
البخاري- الفتح 11 (6448) واللفظ له، ومسلم (940) ويهدبها أي يقطفها.
(4)
ورق الحبلة وهذا السمر: هما نوعان من شجر البادية.
(5)
تعزرني: المراد ببني أسد بنو الزبير بن العوام ومعنى تعزرني توقفني وتقومني وتعلمني والتعزير التوقيف على الأحكام والفرائض.
(6)
البخاري- الفتح 11 (6453) ، ومسلم (2966) واللفظ له
(7)
البخاري- الفتح 11 (6514) ، ومسلم (2960) .
(8)
يصبغ صبغة: أي يغمس غمسة.
(9)
مسلم (2807) .
(10)
المستدرك للحاكم (2/ 445) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.