الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما أنا بصانعة شيئا حتّى أوامر ربّي. فقامت إلى مسجدها «1» ونزل القرآن «2» . وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن. قال: فقال: «ولقد رأيتنا «3» أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللّحم حين امتدّ النّهار «4» . فخرج النّاس وبقي رجال يتحدّثون في البيت بعد الطّعام. فخرج رسول الله واتّبعته.
فجعل يتتبّع حجر نسائه يسلّم عليهنّ. ويقلن:
يا رسول الله كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري أنا أخبرته أنّ القوم قد خرجوا أو أخبرني. قال: فانطلق حتّى دخل البيت. فذهبت أدخل معه فألقى السّتر بيني وبينه. ونزل الحجاب. قال: ووعظ القوم بما وعظوا به. زاد ابن رافع في حديثه: لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ «5» ؛ إلى قوله: وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (الأحزاب/ 53)) * «6» .
47-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما عن ميمونة بنت الحارث- رضي الله عنها قالت:
وضعت لرسول الله غسلا وسترته فصبّ على يده فغسلها مرّة أو مرّتين قال سليمان: لا أدري أذكر الثّالثة أم لا ثمّ أفرغ بيمينه على شماله فغسل فرجه، ثمّ دلّك يده بالأرض أو بالحائط، ثمّ تمضمض واستنشق وغسل وجهه ويديه وغسل رأسه، ثمّ صبّ على جسده، ثمّ تنحّى فغسل قدميه، فناولته خرقة فقال بيده هكذا، ولم يردها) * «7» .
()
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الستر)
1-
* (عن أبي بكر الصّدّيق- رضي الله عنه أنّه قال: «لو أخذت سارقا لأحببت أن يستره الله، ولو أخذت شاربا لأحببت أن يستره الله عز وجل» ) * «8» .
2-
* (عن أبي مسلمة بن عبد الرّحمن- رضي الله عنه قال: «دخلت على عائشة، أنا وأخوها من الرّضاعة. فسألتها عن غسل النّبيّ من الجنابة؟
فدعت بإناء قدر الصّاع. فاغتسلت. وبيننا وبينها ستر. وأفرغت على رأسها ثلاثا. قال: وكان أزواج النّبيّ يأخذن من رؤوسهنّ حتّى تكون كالوفرة «9» » ) * «10» .
(1) إلى مسجدها: أي موضع صلاتها من بيتها.
(2)
ونزل القرآن: يعني نزل قوله تعالى: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها (الأحزاب/ 37) فدخل عليها بغير إذن.
(3)
ولقد رأيتنا أي رأيت أنفسنا.
(4)
حين امتد النهار: أي ارتفع هكذا هو في النسخ: حين، بالنون.
(5)
غير ناظرين إناه: أي غير منتظرين لإدراكه والإنى كإلى، مصدر أنى يأنى، إذا أدرك ونضج، ويقال: بلغ هذا إناه أي غايته، ومنه: حميم آن وعين آنية وبابه رمى، ويقال: أنى يأنى أيضا: إذا دنا وقرب ومنه: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ (الحديد/ 86) وقد يستعمل على القلب فيقال: آن يئين أينا فهو آين جمعهما الشاعر في قوله:
ألما يئن لي أن تجلى عمايتي
…
وأقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا.
(6)
البخاري- الفتح 8 (4791) ومسلم (1428) واللفظ له.
(7)
البخاري- الفتح 1 (266) ومسلم (337) مختصرا.
(8)
مكارم الأخلاق (ص 493) .
(9)
الوفرة: الشعر المشتمل على الرأس، أو ما جاوز شحمة الأذن.
(10)
مسلم (320) ونحوه عند البخاري- الفتح 1 (251) .
3-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: لمّا أرادوا غسل النّبيّ قالوا: والله ما ندري أنجرّد رسول الله من ثيابه كما نجرّد موتانا أم نغسّله وعليه ثيابه؟ فلمّا اختلفوا ألقى الله عليهم النّوم حتّى ما منهم رجل إلّا وذقنه في صدره، ثمّ كلّمهم مكلّم من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النّبيّ وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله فغسّلوه وعليه قميصه يصبّون الماء فوق القميص ويدلّكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسّله إلّا نساؤه» ) * «1» .
4-
* (عن مريم بنت طارق: أنّ امرأة قالت لعائشة: يا أمّ المؤمنين إنّ كريّا «2» أخذ بساقي وأنا محرمة فقالت حجرا حجرا حجرا «3» وأعرضت بوجهها وقالت بكفّها «4» وقالت: يا نساء المؤمنين إذا أذنبت إحداكنّ ذنبا فلا تخبرنّ به النّاس ولتستغفرنّ الله ولتتب إليه فإنّ العباد يعيّرون ولا يغيّرون والله تعالى يغيّر ولا يعيّر» ) * «5» .
5-
* (عن الحارث بن معاوية الكنديّ: أنّه ركب إلى عمر بن الخطّاب يسأله عن ثلاث خلال، قال:
فقدم المدينة فسأله عمر: ما أقدمك؟ قال: لأسألك عن ثلاث خلال، قال: وما هنّ؟ قال: ربّما كنت أنا والمرأة في بناء ضيّق فتحضر الصّلاة، فإن صلّيت أنا وهي كانت بحذائي، وإن صلّت خلفي خرجت من البناء، فقال عمر: تستر بينك وبينها، بثوب، ثمّ تصلّي بحذائك إن شئت، وعن الرّكعتين بعد العصر؟ فقال: نهاني عنهما رسول الله، قال: وعن القصص فإنّهم أرادوني على القصص؟ فقال: ما شئت، كأنّه كره أن يمنعه، قال: إنّما أردت أن أنتهي إلى قولك، قال: أخشى عليك أن تقصّ فترتفع عليهم في نفسك، ثمّ تقصّ فترتفع حتّى يخيّل إليك أنّك فوقهم بمنزلة الثّريّا، فيضعك الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك» ) * «6» .
6-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
«من أطفأ على مؤمن سيّئة فكأنّما أحيا موءدة» ) * «7» .
7-
* (عن العلاء بن بدر قال: «لا يعذّب الله قوما يسترون الذّنوب» ) * «8» .
8-
* (عن الضّحّاك في قوله تعالى: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً (لقمان/ 20) قال: «أمّا الظّاهرة فالإسلام والقرآن. وأمّا الباطنة فما يستر من العيوب» ) * «9» .
9-
* (عن الحسن البصريّ أنّه قال: «من كان بينه وبين أخيه ستر فلا يكشفه» ) * «10» .
10-
* (قال ابن تيميّة: «فإنّ المرأة لو صلّت وحدها كانت مأمورة بالاختمار» ) * «11» .
11-
* (وقال: وأمر النّساء خصوصا بالاستتار، وأن لا يبدين زينتهنّ إلّا لبعولتهنّ، ومن
(1) أبو داود (3141) وقال الألباني (2/ 607) : حسن.
(2)
الكريّ والمكاري الذي يكريك دابته أي يؤجرك إياها.
(3)
حجرا حجرا حجرا: أي سترا وبراءة من هذا الأمر
(4)
قالت بكفها: أهوت بكفها.
(5)
مكارم الأخلاق للخرائطي (503) .
(6)
أحمد (1/ 18) وقال الشيخ أحمد شاكر (1/ 23) : إسناده صحيح.
(7)
مكارم الأخلاق (480) .
(8)
المرجع السابق (502) .
(9)
المرجع السابق (488) .
(10)
المرجع السابق (495) .
(11)
مجموعة رسائل في الحجاب والسفور (23) .