الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الشرف)
1-
* (عن عروة بن الزّبير- رضي الله عنهما أنّ امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه. قال عروة:
فلمّا كلّمه أسامة فيها تلوّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
«أتكلّمني في حدّ من حدود الله؟» . قال أسامة:
استغفر لي يا رسول الله. فلمّا كان العشيّ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ قال:«أمّا بعد فإنّما أهلك النّاس قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشّريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضّعيف أقاموا عليه الحدّ. والّذي نفس محمّد بيده، لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها» . ثمّ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت يدها. فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوّجت. قالت عائشة: فكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم * «1» .
2-
* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما أنّ أبا سفيان أخبره من فيه إلى فيه. قال: انطلقت في المدّة الّتي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث وفيه: ثمّ قال لترجمانه: سله. كيف حسبه فيكم؟ قال قلت: هو فينا ذو حسب. قال: فهل كان من آبائه ملك؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: ومن يتّبعه؟ أشراف النّاس «2» أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم
…
الحديث، وفيه: قال لترجمانه: قل له. إنّي سألتك عن حسبه، فزعمت أنّه فيكم ذو حسب. وكذلك الرّسل تبعث في أحساب قومها. وسألتك: هل كان في آبائه ملك؟ فزعمت أن لا. فقلت: لو كان من آبائه ملك قلت: رجل يطلب ملك آبائه. وسألتك عن أتباعه، أضعفاؤهم أم أشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم. وهم أتباع الرّسل. وسألتك: هل كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا. فقد عرفت أنّه لم يكن ليدع الكذب على النّاس ثمّ يذهب فيكذب على الله. وسألتك: هل يرتدّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخله سخطة له؟ فزعمت أن لا. وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب «3» وسألتك: هل يزيدون أو ينقصون؟ فزعمت أنّهم يزيدون. وكذلك الإيمان حتّى يتمّ. وسألتك: هل قاتلتموه؟ فزعمت أنّكم قد قاتلتموه. فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا. ينال منكم وتنالون منه. وكذلك الرّسل تبتلى، ثمّ تكون لهم العاقبة. وسألتك: هل يغدر؟ فزعمت أنّه لا يغدر. وكذلك الرّسل لا تغدر.
وسألتك هل قال هذا القول أحد قبله؟ فزعمت أن لا.
فقلت: لو قال هذا القول أحد قبله، قلت رجل
(1) البخاري- الفتح 7 (4304) واللفظ له. ومسلم (1688) .
(2)
أشراف الناس: يعني بأشرافهم كبارهم، وأهل الأحساب فيهم. وفيه إسقاط همزة الاستفهام.
(3)
بشاشة القلوب: يعني انشراح الصدور. وأصلها اللطف بالإنسان عند قدومه وإظهار السرور برؤيته. يقال بش به وتبشبش
ائتمّ بقول قيل قبله. قال: ثمّ قال: بم يأمركم؟ قلت:
يأمرنا بالصّلاة والزّكاة والصّلة والعفاف. قال: إن يكن ما تقول فيه حقّا، فإنّه نبيّ. وقد كنت أعلم أنّه خارج.
ولم أكن أظنّه منكم. ولو أنّي أعلم أنّي أخلص إليه، لأحببت لقاءه. ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه.
وليبلغنّ ملكه ما تحت قدميّ) * «1» .
3-
* (عن عبد الله بن حبشيّ الخثعميّ- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، سئل: أيّ الأعمال أفضل؟
قال: «طول القيام» . قيل: فأيّ الصّدقة أفضل؟ قال:
«جهد المقلّ» . قيل: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: «من هجر ما حرّم الله عليه» . قيل: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال:
«من جاهد المشركين بماله ونفسه» . قيل: فأيّ القتل أشرف؟ قال: «من أهريق دمه وعقر جواده» ) * «2» .
4-
* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمّد! عش ما شئت فإنّك ميّت، واعمل ما شئت فإنّك مجزيّ به وأحبب ما شئت فإنّك مفارقه، واعلم أنّ شرف المؤمن قيام اللّيل، وعزّه استغناؤه عن النّاس) * «3» .
5-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا» ) * «4» .
6-
* (عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي الله عنه أنّه قال: مرّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس: «ما رأيك في هذا؟» . فقال: رجل من أشراف النّاس، هذا والله حريّ إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفّع. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثمّ مرّ رجل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيك في هذا؟
فقال: يا رسول الله! هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يسمع لقوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا» ) * «5» .
7-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما قال: مرّ على النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيهوديّ محمّما «6» مجلودا.
فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال: «هكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم؟» . قالوا: نعم. فدعا رجلا من علمائهم.
فقال: «أنشدك بالله الّذي أنزل التّوراة على موسى! أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم؟» قال: لا. ولولا أنّك نشدتني بهذا لم أخبرك. نجده الرّجم. ولكنّه كثر في أشرافنا. فكنّا إذا أخذنا الشّريف تركناه. وإذا أخذنا الضّعيف أقمنا عليه الحدّ. قلنا: تعالوا فلنجتمع
(1) البخاري- الفتح 1 (7) . ومسلم (1773) واللفظ له.
(2)
أبو داود (1449) وقال الشيخ ناصر الألباني (1/ 372) : صحيح.
(3)
المنذري في الترغيب (1/ 588) وقال: رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن، وأخرجه الحاكم (4/ 324- 325) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، ولكن هو ضعيف بسند الحاكم، والحديث بمجموع طرقه حسن، وراجع السلسلة الصحيحة (831) .
(4)
الترمذي (1920) واللفظ له وقال: حسن صحيح. وقد روي عن عبد الله بن عمرو من غير هذا الوجه، وأحمد (2/ 185، 222) ، وصححه الشيخ شاكر (6733) ، 7073) ، والحاكم (1/ 62) ، وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي، وفي أبي داود (4943) :«من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا» .
(5)
البخاري- الفتح 11 (6447) .
(6)
محمّما: أي مسوّد الوجه من الحممة وهي الفحمة.