المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأحاديث الواردة في (الصدق) - نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - جـ ٦

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌الرحمة

- ‌الرحمة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌معنى الرحمن الرحيم:

- ‌من معاني كلمة «الرحمة» في القرآن الكريم:

- ‌الرحمة تقتضي الحزم لا الإهمال:

- ‌الابتلاء من صور رحمة الله بعباده:

- ‌الآيات الواردة في «الرحمة»

- ‌من رحمة الله قبول التوبة والعفو عن العاصين والمضطرين:

- ‌التشريع من رحمة الله بعباده:

- ‌إرسال الرسل وإنزال الكتاب رحمة من الله بعباده:

- ‌رحمة الله ثواب المؤمنين والصابرين:

- ‌رحمة الله شاملة للمؤمنين وغيرهم في الدنيا وخاصة بالمؤمنين في الآخرة:

- ‌وجوب دأب المؤمنين في طلب الرحمة:

- ‌الرحمة صفة النبيين والصالحين وأفعالهم رحمة:

- ‌العصمة من الضلال من رحمة الله للمؤمنين:

- ‌من رحمة الله جمع الخلق للحساب:

- ‌رحمة الله بالكافرين ابتلاء لهم:

- ‌بخل العباد بما لا يملكون:

- ‌وجوب شيوع الرحمة بين المؤمنين:

- ‌الأحاديث الواردة في (الرحمة)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الرحمة) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الرحمة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الرحمة)

- ‌ من فوائد (الرحمة)

- ‌الرضا

- ‌الرضا لغة:

- ‌الرضا اصطلاحا:

- ‌أنواع الرضا:

- ‌الآيات الواردة في «الرضا»

- ‌وجوب ابتغاء مرضاة الله- عز وجل في كل عمل:

- ‌إرضاء الله- عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في الدنيا والآخرة:

- ‌رضا الله- عز وجل أعلى مطلوب النبيين

- ‌لا شفاعة إلا لمن رضي الله عنهم:

- ‌شرع الله- عز وجل ما ارتضاه لعباده:

- ‌الشرع لا يمنع التنازل عن الحقوق بالتراضي:

- ‌شاهد الدّين يشترط فيه رضا الطرفين عنه:

- ‌وجوب الرضا بالمعاش:

- ‌عتاب الله- عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأحاديث الواردة في (الرضا)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الرضا) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الرضا)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الرضا)

- ‌ من فوائد (الرضا)

- ‌الرغبة والترغيب

- ‌الرغبة لغة:

- ‌الرغبة اصطلاحا:

- ‌بين الرغبة والابتغاء:

- ‌الفرق بين الرغبة والرجاء:

- ‌التّرغيب:

- ‌التّرغيب في الجنّة ونعيمها:

- ‌الآيات الواردة في «الرغبة»

- ‌الآيات الواردة في «الرغبة» معنى

- ‌الآيات الواردة في «الترغيب في الجنة»

- ‌الأحاديث الواردة في (الرغبة)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الرغبة) معنى

- ‌ الأحاديث الواردة في (الترغيب في الجنة)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الرغبة والترغيب)

- ‌ من فوائد (الرغبة والترغيب)

- ‌أمّا التّرغيب فله فوائد عديدة منها:

- ‌الرفق

- ‌الرفق لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌حقيقة الرفق:

- ‌ الآيات في «الرفق» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الرفق)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الرفق) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الرفق)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الرفق)

- ‌ من فوائد (الرفق)

- ‌الرهبة والترهيب

- ‌الرهبة لغة:

- ‌الرهبة اصطلاحا:

- ‌الترهيب:

- ‌لماذا الترهيب من عذاب الآخرة

- ‌الآيات الواردة في «الرهبة»

- ‌الآيات الواردة في «الترهيب من النار»

- ‌[الأحاديث الواردة في الرهبة والترهيب]

- ‌أولا: الأحاديث الواردة في (الرهبة)

- ‌الأحاديث الواردة في (الرهبة) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الرهبة)

- ‌ ثانيا: الأحاديث الواردة في (الترهيب)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الرهبة والترهيب)

- ‌من فوائد (الرهبة)

- ‌أمّا التّرهيب فإنّ له فوائد عديدة منها:

- ‌[حرف الزاء]

- ‌الزكاة*

- ‌الزكاة لغة:

- ‌الزكاة اصطلاحا:

- ‌تزكية النّفس

- ‌من معاني الزكاة في القرآن:

- ‌الآيات الواردة في «الزكاة»

- ‌الزكاة الشرعية:

- ‌الزكاة بمعنى الحلال:

- ‌الزكاة بمعنى الحسن واللطافة:

- ‌الزكاة بمعنى العلاج والصيانة:

- ‌الزكاة بمعنى الاحتراز عن الفواحش:

- ‌الزكاة بمعنى الإقبال على الطاعة:

- ‌الزكاة بمعنى التوحيد والشهادة:

- ‌الزكاة بمعنى النقاء والطهارة:

- ‌الزكاة بمعنى الثناء والمدح:

- ‌الزكاة بمعنى القرب إلى المصلحة:

- ‌الآيات الواردة في «الزكاة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الزكاة)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الزكاة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الزكاة)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الزكاة)

- ‌ من فوائد (الزكاة)

- ‌الزهد

- ‌الزهد لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌حقيقة الزهد:

- ‌أقسام الزهد وأحكامه:

- ‌ما يعين على الزهد:

- ‌الآيات الواردة في «الزهد»

- ‌الآيات الواردة في «الزهد» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الزهد)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الزهد) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الزهد)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الزهد)

- ‌ من فوائد (الزهد)

- ‌[حرف السين]

- ‌الستر

- ‌السّتر لغة:

- ‌الستير من صفات المولى- عز وجل

- ‌الستر اصطلاحا:

- ‌الفرق بين الستر والغفران:

- ‌الآيات الواردة في «الستر»

- ‌الآيات الواردة في «الستر» ولها معنى آخر

- ‌الأحاديث الواردة في (الستر)

- ‌الأحاديث الواردة في (الستر) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الستر)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الستر)

- ‌ من فوائد (الستر)

- ‌السخاء

- ‌السخاء لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌أنواع السخاء ودرجاته:

- ‌الفرق بين السخاء والجود:

- ‌الأحاديث الواردة في (السخاء)

- ‌الأحاديث الواردة في (السخاء) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (السخاء)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (السخاء)

- ‌من فوائد (السخاء)

- ‌السرور

- ‌السرور لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الفرق بين السرور والحبور والفرح والاستبشار:

- ‌الآيات الواردة في «السرور»

- ‌الأحاديث الواردة في (السرور)

- ‌ الأحاديث الواردة في (السرور) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (السرور)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (السرور)

- ‌ من فوائد (السرور)

- ‌السكينة

- ‌السكينة لغة:

- ‌السكينة اصطلاحا:

- ‌استعمالات لفظ السكينة:

- ‌درجات السكينة:

- ‌الآيات الواردة في «السكينة»

- ‌الأحاديث الواردة في (السكينة)

- ‌ الأحاديث الواردة في (السكينة) معنى

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (السكينة)

- ‌ من فوائد (السكينة)

- ‌السلم

- ‌السلم لغة:

- ‌السلام من أسماء الله- عز وجل

- ‌واصطلاحا:

- ‌مسائل السلم:

- ‌الآيات الواردة في «السلم»

- ‌الأحاديث الواردة في (السلم)

- ‌ الأحاديث الواردة في (السلم) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (السلم)

- ‌ من الآثار الواردة في (السلم)

- ‌ من فوائد (السلم)

- ‌السماحة

- ‌السماحة لغة:

- ‌السماحة اصطلاحا:

- ‌سماحة نفس المسلم:

- ‌من ظواهر سماحة النفس:

- ‌وسائل اكتساب سماحة النفس:

- ‌نماذج من سماحة الإسلام والمسلمين:

- ‌الآيات الواردة في «السماحة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (السماحة)

- ‌ الأحاديث الواردة في (السماحة) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (السماحة)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (السماحة)

- ‌ من فوائد (السماحة)

- ‌السماع*

- ‌السماع لغة:

- ‌السماع اصطلاحا:

- ‌من أسماء الله تعالى «السميع» :

- ‌سمع الإنسان:

- ‌السمع والسماع فى القرآن الكريم:

- ‌منزلة السماع:

- ‌أنواع السامعين:

- ‌أنواع المسموع:

- ‌السّماع المرضيّ:

- ‌السماع المنهي عنه:

- ‌السماع المباح:

- ‌الآيات الواردة في «السماع»

- ‌السماع التام وصفا للمولى- عز وجل (وهو السميع المنزه عن الجارحة والآلة) :

- ‌السميع صفة للمولى- عز وجل وهي بمعنى الإجابة:

- ‌السماع الناقص صفة للإنسان:

- ‌السماع بمعنى جارحة الأذن:

- ‌السماع بمعنى الفهم:

- ‌الأحاديث الواردة في (السماع)

- ‌ الأحاديث الواردة في (السماع) معنى

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (السماع)

- ‌من فوائد (السماع)

- ‌[حرف الشين]

- ‌الشجاعة

- ‌الشجاعة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الفرق بين الشجاعة والصبر والكرم:

- ‌منزلة الشجاعة بين الفضائل:

- ‌أصل الشجاعة وعوامل تقويتها:

- ‌أنواع الشجاعة

- ‌الآيات الواردة في «الشجاعة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الشجاعة)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الشجاعة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الشجاعة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الشجاعة)

- ‌من فوائد (الشجاعة)

- ‌الشرف

- ‌الشرف لغة:

- ‌الشرف اصطلاحا:

- ‌الفرق بين الشرف والعزة:

- ‌الفرق بين الشرف والمجد:

- ‌ الآيات الواردة في «الشرف» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الشرف)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الشرف) معنى

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الشرف)

- ‌ من فوائد (الشرف)

- ‌الشفاعة

- ‌الشفاعة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌أنواع الشفاعة:

- ‌الفرق بين الشفاعة الشرعية والشفاعة الشّركيّة:

- ‌شروط قبول الشفاعة:

- ‌الآيات الواردة في «الشفاعة»

- ‌آيات تثبت عدم قبول الشفاعة:

- ‌الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله تعالى:

- ‌الشفاعة لله- عز وجل

- ‌الشفاعة يثاب عليها:

- ‌الشفاعة للكفار أمنية لا سبيل إليها:

- ‌الشفاعة في سياق التحذير:

- ‌الأحاديث الواردة في (الشفاعة)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الشفاعة) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الشفاعة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الشفاعة)

- ‌ من فوائد (الشفاعة)

- ‌الشفقة

- ‌الشفقة لغة:

- ‌اصطلاحا:

- ‌الآيات الواردة في «الشفقة»

- ‌آيات الاشفاق فيها من الله- عز وجل

- ‌آيات الإشفاق فيها من الساعة:

- ‌آيات الإشفاق فيها من عذاب الله:

- ‌آيات الإشفاق فيها ذكرى لما كان منه في الدنيا:

- ‌آيات الإشفاق فيها من الجماد:

- ‌الأحاديث الواردة في (الشفقة)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الشفقة) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الشفقة)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الشفقة)

- ‌ من فوائد (الشفقة)

- ‌الشكر

- ‌الشكر لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌معنى اسم الله (الشكور) :

- ‌الفرق بين الشاكر والشكور:

- ‌منزلة الشكر من الإيمان وثناء الله على الشاكرين:

- ‌القواعد التي يقوم عليها الشكر:

- ‌أنواع الشكر:

- ‌العلاقة بين الشكر والصبر:

- ‌الشكر والابتلاء (بالخيرات) :

- ‌الفرق بين الشكر والحمد:

- ‌الآيات الواردة في «الشكر»

- ‌آيات الشكر فيها لفظا أو معنى:

- ‌آيات الشكر فيها رجاء اقتضاأ أمر:

- ‌آيات الشكر فيها صفة كمال لله تعالى:

- ‌آيات الشكر فيها جزاء عمل صالح أو وعد عليه:

- ‌آيات الشكر فيها صفة لقلة من البشر وفي مقدمتهم الرسل- صلوات الله عليهم

- ‌آيات الشكر فيها منبع التفكر في آيات الكون:

- ‌آيات الشكر فيها ثمرة للشاكر نفسه:

- ‌الأحاديث الواردة في (الشكر)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الشكر) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم في (الشكر)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الشكر)

- ‌ من فوائد (الشكر)

- ‌الشهامة

- ‌الشهامة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الأحاديث الواردة في (الشهامة) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الشهامة)

- ‌ من الآثار الواردة في (الشهامة)

- ‌ من فوائد (الشهامة)

- ‌الشورى

- ‌الشورى لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌شروط المستشار:

- ‌ الآيات الواردة في «الشورى»

- ‌آيات الشورى فيها على سبيل الأمر:

- ‌آيات الشورى فيها وصف للمؤمنين:

- ‌الأحاديث الواردة في (الشورى)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الشورى) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الشورى)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الشورى)

- ‌ من فوائد (الشورى)

- ‌[حرف الصاد]

- ‌الصبر والمصابرة

- ‌الصبر لغة:

- ‌من معاني الصبر:

- ‌معنى اسم الله الصبور:

- ‌الصبر اصطلاحا:

- ‌مراتب الصبر:

- ‌أنواع الصبر:

- ‌أهمية الصبر:

- ‌المصابرة:

- ‌من مظاهر المصابرة:

- ‌الصبر على الابتلاء:

- ‌ضرورة الابتلاء بالشّرّ:

- ‌الصبر والمصابرة في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الصبر والمصابرة»

- ‌الصبر على الطاعات:

- ‌الصبر على البلاء:

- ‌ثمار الصبر:

- ‌الصبر سمة النبيين والصالحين:

- ‌الآيات الواردة في «الصبر والمصابرة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الصبر والمصابرة)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الصبر والمصابرة) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الصبر والمصابرة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الصبر والمصابرة)

- ‌ من فوائد (الصبر والمصابرة)

- ‌الصدق

- ‌الصدق لغة:

- ‌الصدق اصطلاحا:

- ‌مجالات الصدق:

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم إمام الصادقين:

- ‌تسمية أبي بكر- رضي الله عنه بالصّدّيق:

- ‌فضل الصدق وأثره:

- ‌لسان الصدق- قدم الصدق- مدخل ومخرج الصدق- مقعد الصدق:

- ‌علامة الصدق:

- ‌الآيات الواردة في «الصدق»

- ‌طلب الدليل على الصدق:

- ‌الحق والصدق متلازمان:

- ‌صفات الصادقين:

- ‌ثواب الصادقين:

- ‌الصدق سمة النبيين والملائكة والصالحين:

- ‌من صدق الله صدق الله وعده معه:

- ‌الصدق يكشف الحقائق:

- ‌الأحاديث الواردة في (الصدق)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الصدق) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الصدق)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الصدق)

- ‌ من فوائد (الصدق)

- ‌الصدقة

- ‌الصدقة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الآيات الواردة في «الصدقة»

- ‌الصدقة بمعنى الكفارة:

- ‌صدقة التطوع:

- ‌التصدق بإنظار المعسر:

- ‌مصارف الزكاة والصدقات:

- ‌فوائد الصدقة:

- ‌التّصدّق من سمات الصالحين والمؤمنين:

- ‌وقت الصدقة:

- ‌الأحاديث الواردة في (الصدقة)

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الصدقة)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الصدقة)

- ‌ من فوائد (الصدقة)

- ‌الصفح

- ‌الصفح لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌بين العفو والصفح:

- ‌الآيات الواردة في «الصفح»

- ‌الصفح عن المذنبين من المسلمين:

- ‌الصفح عن أهل الكتاب:

- ‌الصفح عن المشركين:

- ‌الأحاديث الواردة في (الصفح)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الصفح) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الصفح)

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الصفح)

- ‌ من فوائد (الصفح)

- ‌الصلاة

- ‌الصلاة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌أحوال المصلين:

- ‌الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌معنى صلاة الله والملائكة والإنس والجن:

- ‌من معاني كلمة «الصلاة» في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الصلاة»

- ‌إقامة الصلاة صفة المؤمنين:

- ‌الصلاة خير عون في الدنيا والدين:

- ‌الصلاة شريعة قديمة بقدم النبيين:

- ‌شروط يجب توافرها في الصلاة:

- ‌من أنواع الصلاة «صلاة الخوف» :

- ‌صلاة النبي صلى الله عليه وسلم رحمة وسكن؛ لذا يجب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:

- ‌الصلاة مثار سخرية الكافرين:

- ‌الأحاديث الواردة في (الصلاة) مرتبة حسب الموضوعات

- ‌مشروعية الصلاة:

- ‌أهمية الصلاة ووجوبها:

- ‌فضل الصلاة:

- ‌شروط صحة الصلاة:

- ‌حكم ترك الصلاة

- ‌الطّهارة:

- ‌أوقات الصلاة:

- ‌الأذان والإقامة:

- ‌القراءة في الصلاة:

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الصلاة)

- ‌واجبات الصلاة:

- ‌الإمامة في الصلاة:

- ‌صلاة الجماعة:

- ‌الخشوع والطمأنينة في الصلاة:

- ‌من مبطلات الصلاة:

- ‌مكروهات الصلاة:

- ‌الأوقات التي ينهى عن الصلاة فيها:

- ‌قضاء ما فات من الصلاة:

- ‌الأذكار في الصلاة وبعدها:

- ‌سجود السهو:

- ‌صلاة الجمعة:

- ‌صلاة الليل والوتر:

- ‌صلاة العيدين:

- ‌صلاة المسافرين:

- ‌الصلاة على الميت:

- ‌صلاة الخوف:

- ‌صلاة الخسوف:

- ‌صلاة الاستسقاء:

- ‌صلاة الضّحى:

- ‌صلاة سنّة الفجر:

- ‌صلاة تحية المسجد:

- ‌صلاة الاستخارة:

- ‌ من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الصلاة)

- ‌من فوائد (الصلاة)

- ‌الصلاح

- ‌الصلاح لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌من معاني كلمة «الصلاح» في القرآن الكريم:

- ‌أهل الصلاح:

- ‌اقتران الإيمان بالعمل الصالح:

- ‌الآيات الواردة في «الصلاح»

- ‌جزاء العمل الصالح:

- ‌الصلاح سمة النبيين والمؤمنين:

- ‌في الصلاح نجاة من الإهلاك:

- ‌الأمر بالصلاح يشمل الأمم السابقة:

- ‌الأحاديث الواردة في (الصلاح)

- ‌ الأحاديث الواردة في (الصلاح) معنى

- ‌ المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الصلاح)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الصلاح)

- ‌ من فوائد (الصلاح)

الفصل: ‌الأحاديث الواردة في (الصدق)

‌الأحاديث الواردة في (الصدق)

1-

* (عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي الله عنه أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلّا زاده الله عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها، وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقّا، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النّيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتّقي فيه ربّه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته، فوزرهما سواء» ) * «1» .

2-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا اقترب الزّمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب. وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا. ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النّبوّة. والرّؤيا ثلاثة: فرؤيا الصّالحة بشرى من الله. ورؤيا تحزين من الشّيطان. ورؤيا ممّا يحدّث المرء نفسه. فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصلّ، ولا يحدّث بها النّاس» ) * «2» .

3-

* (عن طلحة بن عبيد الله- رضي الله عنه أنّ أعرابيّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرّأس «3» فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصّلاة؟ فقال:«الصّلوات الخمس إلّا أن تطوّع شيئا» . فقال: أخبرني بما فرض الله عليّ من الصّيام؟

فقال: «شهر رمضان إلّا أن تطوّع شيئا» . فقال:

أخبرني ما فرض الله عليّ من الزّكاة؟ قال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام. قال: والّذي أكرمك بالحقّ، لا أتطوّع شيئا ولا أنقص ممّا فرض الله عليّ شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أفلح إن صدق، أو دخل الجنّة إن صدق» ) * «4» .

4-

* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربع إذا كنّ فيك فلا عليك ما فاتك في الدّنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفّة في طعمة» ) * «5» .

5-

* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أنا أوّل شفيع في الجنّة. لم

(1) أحمد (4/ 230) . والترمذي (2325) وقال: حديث حسن صحيح- وهذا لفظه. وابن ماجة برقم (4228) بلفظ قريب. وقال محقق جامع الأصول (11/ 10) كما قال الترمذي.

(2)

البخاري- الفتح 12 (7017) ، ومسلم (2263) واللفظ له

(3)

ثائر الرأس: منتشر الرأس.

(4)

البخاري- الفتح 4 (1891) واللفظ له. ومسلم (11) .

(5)

أحمد (2/ 177) واللفظ له، وقال أحمد شاكر (10/ 6652) : إسناده صحيح. قال المنذري في الترغيب (3/ 589) : إسناده حسن. والحاكم في المستدرك (4/ 314) من رواية عبد الله بن عمر وسكت هو والذهبي عليه.

ص: 2498

يصدّق نبيّ من الأنبياء ما صدّقت. وإنّ من الأنبياء نبيّا ما يصدّقه من أمّته إلّا رجل واحد» ) * «1» .

6-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين. فقال له ذو اليدين:

أقصرت الصّلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أصدق ذو اليدين؟» فقال النّاس: نعم.

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى اثنتين أخريين، ثمّ سلّم ثمّ كبّر، فسجد مثل سجوده، أو أطول» ) * «2» .

7-

* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال: «إنّما أنا بشر، وإنّه يأتيني الخصم، فلعلّ بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنّه صادق، فأقضي له بذلك. فمن قضيت له بحقّ مسلم، فإنّما هي قطعة من النّار، فليأخذها أو ليتركها» ) * «3» .

8-

* (عن أنس- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور، حين بلغة إقبال أبي سفيان. قال:

فتكلّم أبو بكر، فأعرض عنه. ثمّ تكلّم عمر، فأعرض عنه، فقام سعد بن عبادة فقال: إيّانا تريد؟

يا رسول الله! والّذي نفسي بيده! لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها «4» . ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها «5» إلى برك الغماد «6» لفعلنا. قال: فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس. فانطلقوا حتّى نزلوا بدرا. ووردت عليهم روايا قريش «7» وفيهم غلام أسود لبني الحجّاج.

فأخذوه. فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه؟ فيقول: ما لي علم بأبي سفيان.

ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأميّة ابن خلف.

فإذا قال ذلك ضربوه. فقال: نعم. أنا أخبركم. هذا أبو سفيان. فإذا تركوه فسألوه فقال: مالي بأبي سفيان علم. ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأميّة بن خلف في الناس. فإذا قال هذا أيضا ضربوه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلّي. فلمّا رأى ذلك انصرف «8» . قال:

«والّذي نفسي بيده لتضربوه إذا صدقكم وتتركوه «9» إذا كذبكم» . قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا مصرع فلان» قال: ويضع يده على الأرض، هاهنا وهاهنا.

قال: فما ماط «10» أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم * «11» .

9-

* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه

(1) مسلم (196) .

(2)

البخاري- الفتح 2 (714) واللفظ له. ومسلم (573) .

(3)

البخاري- الفتح 13 (7181) واللفظ له. ومسلم (1713) .

(4)

أن نخيضها البحر لأخضناها: يعني الخيل. أي لو أمرتنا بإدخال خيولنا في البحر وتمشيتنا إياها فيه لفعلنا.

(5)

أن نضرب أكبادها: كناية عن ركضها.

(6)

برك الغماد: أما برك فهو بفتح الباء وإسكان الراء. وهو موضع من وراء مكة بخمس ليال بناحية الساحل.

(7)

روايا قريش: أي إبلهم التي كانوا يستقون عليها. فهي الإبل الحوامل للماء. واحدتها راوية.

(8)

انصرف: أي سلم من صلاته.

(9)

لتضربوه.. وتتركوه: هكذا وردت بحذف النون في الموضعين لغة، لا لناصب ولا جازم.

(10)

فما ماط أحدهم: أي تباعد.

(11)

مسلم (1779) .

ص: 2499

قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلّى، ثمّ انصرف فوعظ النّاس وأمرهم بالصّدقة، فقال:«أيّها النّاس، تصدّقوا» . فمرّ على النّساء، فقال:«يا معشر النّساء تصدّقن، فإنّي رأيتكنّ أكثر أهل النّار» . فقلن: وبم ذلك يا رسول الله؟ قال «تكثرن اللّعن، وتكفرن العشير «1» ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرّجل الحازم من إحداكنّ يا معشر النّساء» . ثمّ انصرف. فلمّا صار إلى منزله جاءت زينب امرأة عبد الله بن مسعود تستأذن عليه، فقيل: يا رسول الله! هذه زينب، فقال:«أيّ الزّيانب؟» فقيل: امرأة ابن مسعود. قال: «نعم، ائذنوا لها» ، فأذن لها، قالت: يا نبيّ الله، إنّك أمرت اليوم بالصّدقة، وكان عندي حليّ لي فأردت أن أتصدّق بها، فزعم ابن مسعود أنّه وولده أحقّ من تصدّقت به عليهم. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحقّ من تصدّقت به عليهم» ) * «2» .

10-

* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف «3» بهم، فقال: «اثبت أحد؛ فإنّ «4» عليك نبيّ وصدّيق وشهيدان» ) * «5» .

11-

* (عن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «اضمنوا لي ستّا من أنفسكم أضمن لكم الجنّة: أصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضّوا أبصاركم، وكفّوا أيديكم» ) * «6» .

12-

* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرّحل-، قال:

«يا معاذ بن جبل» . قال: لبّيك يا رسول الله وسعديك.

قال: «يا معاذ» . قال: لبّيك يا رسول الله وسعديك (ثلاثا) . قال: «ما من أحد يشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صادقا من قلبه إلّا حرّمه الله على النّار» . قال: يا رسول الله أفلا أخبر به النّاس فيستبشروا؟ قال: «إذا يتّكلوا» ، وأخبر بها معاذ عند موته تأثّما «7» ) * «8» .

13-

* (عن رفاعة- رضي الله عنه أنّه خرج مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المصلّى فرأى النّاس يتبايعون. فقال:

«يا معشر التّجّار» ! فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال: «إنّ التّجّار يبعثون يوم

(1) العشير: الزوج.

(2)

البخاري- الفتح 3 (1462) واللفظ له. ومسلم (1000) من حديث زينب امرأة عبد الله، نحوه.

(3)

رجف بهم: أي اضطرب. وذلك معجزة.

(4)

هكذا وردت في الفتح والصواب (فإنّما) كما أثبته ابن حجر في شرح الحديث (7/ 47) . وكما هو مدون في صحيح البخاري ج 3 ص 1344- 1345 (تحقيق مصطفى البغا) .

(5)

البخاري- الفتح 7 (3675) واللفظ له. ومسلم (2417) والصدّيق هو أبو بكر، والشهيدان هما عمر وعثمان- رضي الله عنهم. وقد ماتا شهيدين. وعن أبي هريرة، وفيه زيادة على من ذكر عند البخاري: وعلي وطلحة والزبير وسعد ابن أبي وقاص رضي الله عنهم، وأخرى عن أبي هريرة أيضا.

(6)

الحاكم في المستدرك (4/ 359) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. ولم يخرجاه وصححه الذهبي. وأخرجه أحمد (5/ 233، 323) .

(7)

قوله: تأثما: أي خشية كتم العلم.

(8)

البخاري- الفتح 1 (128) .

ص: 2500

القيامة فجّارا، إلّا من اتّقى الله وبرّ وصدق» ) * «1» .

14-

* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه أنّه كان له جرين «2» تمر، فكان يجده ينقص، فحرسه ليلة، فإذا هو بمثل الغلام المحتلم فسلّم عليه، فردّ السّلام فقال: أجنّي أم إنسيّ؟ فقال: بل جنّي. فقال:

أرني يدك فأراه، فإذا يد كلب وشعر كلب، فقال:

هكذا خلق الجنّ، فقال: لقد علمت الجنّ أنّه ليس فيهم رجل أشدّ منّي. قال: ما جاء بك؟ قال: أنبئنا أنّك تحبّ الصّدقة، فجئنا نصيب من طعامك. قال:

ما يجيرنا منكم؟ قال: تقرأ آية الكرسيّ من سورة البقرة اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ قال: نعم. قال: إذا قرأتها غدوة أجرت منّا حتّى تمسي، وإذا قرأتها حين تمسي أجرت منّا حتّى تصبح. قال أبيّ: فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك. فقال «صدق الخبيث» ) * «3» .

15-

* (عن أبي موسى- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت في المنام أنّي أهاجر من مكّة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي «4» إلى أنّها اليمامة أو هجر «5» ، فإذا هي المدينة، يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أنّي هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد. ثمّ هززته بأخرى، فعاد أحسن ما يكون، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقرا، والله خير، فإذا هم النّفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير، وثواب الصّدق الّذي آتانا الله بعد، يوم بدر» ) * «6» .

61-

* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال:«إنّ أهل الجنّة يتراءون «7» أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدّرّيّ «8» الغابر «9» في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم. قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: «بلى والّذي نفسي بيده، رجال

(1) الترمذي (1210) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم (2/ 6) : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والحديث أورده الهيثمي في المجمع (4/ 73)، (8/ 36) ونسبه لأحمد والطبراني وقال: رجالهما رجال الصحيح.

(2)

الجرن: هو موضع تجفيف التمر، وهو له كالبيدر للحنطة.

(3)

الحاكم في المستدرك (1/ 562) وقال: صحيح الإسناد. ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. والهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 118) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.

(4)

وهلى: وهمي واعتقادي.

(5)

هجر: مدينة معروفة وهي قاعدة البحرين.

(6)

البخاري- الفتح 6 (3622) . ومسلم (2272) . واللفظ له. وقال أكثر شراح الحديث: معناه ثواب الله خير. أي صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا وتأويل النبي لها: «إذا الخير ما جاء الله به» .

(7)

في رواية أبي ذر: «إنّ أهل الجنّة يتراءون» بوزن يتفاعلون. والمعنى أن أهل الجنة تتفاوت منازلهم بحسب درجاتهم في الفضل، حتى إن الدرجات العلا ليراهم من هو أسفل منهم كالنجوم.

(8)

الكوكب الدري: الكوكب العظيم. قيل سمي درّيّا لبياضه كالدر. وقيل: لإضاءته.

(9)

الغابر: الذاهب الماشي الذي تدلى للغروب وبعد عن العيون.

ص: 2501

آمنوا بالله وصدّقوا المرسلين» ) * «1» .

17-

* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «إنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وإنّ الرّجل ليصدق حتّى يكون صدّيقا، وإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وإنّ الرّجل ليكذب حتّى يكتب عند الله كذّابا» ) * «2» .

18-

* (عن المسور بن مخرمة- رضي الله عنه قال: إنّ عليّا خطب بنت أبي جهل، فسمعت بذلك فاطمة- رضي الله عنها فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يزعم قومك أنّك لا تغضب لبناتك، وهذا عليّ ناكح بنت أبي جهل. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهّد يقول: «أمّا بعد، أنكحت أبا العاص بن الرّبيع فحدّثني وصدقني، وإنّ فاطمة بضعة «3» منّي، وإنّي أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله عند رجل واحد» فترك عليّ الخطبة) * «4» .

19-

* (عن حكيم بن حزام- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا أو قال: حتّى يتفرّقا- فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما «5» » ) * «6» .

20-

* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: بينا راع يرعى بالحرّة، إذ عدا الذّئب على شاة من الشّياه، فحال الرّاعي بين الذّئب وبين الشّاة، فأقعى الذّئب على ذنبه، فقال: يا عبد الله! أتحول بيني وبين رزق ساقه الله إليّ. فقال الرّجل: يا عجباه! ذئب يكلّمني بكلام الإنسان. فقال الذّئب: ألا أخبرك بأعجب منّي، رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرّتين يخبر النّاس بأنباء ما قد سبق، فزوى «7» الرّاعي شياهه إلى زاوية من زوايا المدينة، ثمّ أتى النّبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النّاس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدق والّذي نفسي بيده» ) * «8»

21-

* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بينما ثلاثة نفر ممّن كان قبلكم إذ أصابهم مطر، فأووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنّه والله يا هؤلاء لا ينجّيكم إلّا الصّدق، فليدع كلّ رجل منكم بما يعلم أنّه قد صدق فيه. فقال واحد منهم: اللهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرزّ «9» ، فذهب وتركه، وأنّي عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، فصار من أمره أنّي اشتريت منه بقرا، وأنّه أتاني يطلب أجره، فقلت له:

اعمد إلى تلك البقر فسقها، فقال لي إنّما لي عندك فرق من أرزّ. فقلت له: اعمد إلى تلك البقر، فإنّها من ذلك

(1) البخاري- الفتح 6 (3256) واللفظ له، ومسلم (2831) .

(2)

البخاري- الفتح 10 (6094) واللفظ له، مسلم (2607) .

(3)

بضعة: البضعة: قطعة اللحم. وفي مسلم (مضغة) .

(4)

البخاري- الفتح 7 (3729) واللفظ له، ومسلم (2449) .

(5)

محقت بركة بيعهما: أي ذهبت بركته، وهي زيادته ونماؤه.

(6)

البخاري- الفتح 4 (2079) . واللفظ له ومسلم (1532) .

(7)

زوى: جمع.

(8)

رواه الحاكم في المستدرك (4/ 467) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. والهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 291- 292) وقال: رجاله رجال الصحيح.

(9)

فرق من أرزّ: الفرق مكيال يسع ثلاثة آصع.

ص: 2502

الفرق فساقها. فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا. فانساخت عنهم الصّخرة. فقال الآخر: اللهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت آتيهما كلّ ليلة بلبن غنم لي، فأبطأت عنهما ليلة، فجئت وقد رقدا، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع، وكنت لا أسقيهم حتّى يشرب أبواي، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أدعهما فيستكنّا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتّى طلع الفجر. فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا.

فانساخت عنهم الصّخرة حتّى نظروا إلى السّماء. فقال الآخر: اللهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي ابنة عمّ من أحبّ النّاس إليّ، وإنّي راودتها عن نفسها فأبت إلّا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتّى قدرت، فأتيتها بها فدفعتها إليها، فأمكنتني من نفسها، فلمّا قعدت بين رجليها. فقالت: اتّق الله، ولا تفضّ الخاتم إلّا بحقّه، فقمت وتركت المائة دّينار. فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا، ففرّج الله عنهم فخرجوا» ) * «1» .

22-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم. رجل كان له فضل ماء بالطّريق فمنعه من ابن السّبيل، ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلّا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر.

فقال: والله الّذي لا إله غيره لقد أعطيت بهذا كذا وكذا، فصدّقه رجل، ثمّ قرأ هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا (آل عمران/ 77) » ) * «2» .

23-

* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرّتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه وأدرك النّبيّ صلى الله عليه وسلم فامن به، واتّبعه وصدّقه، فله أجران.

وعبد مملوك أدّى حقّ الله تعالى وحقّ سيّده، فله أجران. ورجل كانت له أمة فغذّاها فأحسن غذاءها، ثمّ أدّبها فأحسن أدبها، ثمّ أعتقها وتزوّجها، فله أجران» ) * «3» .

24-

* (عن أبي محمّد، الحسن بن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دع ما يريبك «4» إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة، والكذب ريبة» ) * «5» .

25-

* (عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما في حديث صلاة الكسوف قالت: دخلت على

(1) البخاري- الفتح 6 (3465) واللفظ له، ومسلم (2743) إلا أنه لم يأت بلفظ «الصدق» .

(2)

البخاري- الفتح 5 (2358) .

(3)

البخاري- الفتح 5 (2544) جزء منه وهو ما يخص الجارية، (2547) جزء آخر ما يخص الجارية والمملوك، وساقه كاملا في 6 (3011) . ومسلم (154) واللفظ له.

(4)

يريبك: من الريب وهو الشك والتهمة، ويروى بفتح الياء وضمها.

(5)

رواه الترمذي (2518) واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح. والنسائي (8/ 327، 328) وقال محقق جامع الأصول (6/ 443، 444) : إسناده صحيح.

ص: 2503

عائشة- رضي الله عنها والنّاس يصلّون قلت: ما شأن النّاس؟ فأشارت برأسها إلى السّماء، فقلت: آية؟

فأشارت برأسها أي نعم قالت: فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم جدّا حتّى تجلّاني الغشي «1» ، وإلى جنبي قربة فيها ماء ففتحتها، فجعلت أصبّ منها على رأسي، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تجلّت الشّمس، فخطب النّاس وحمد الله بما هو أهله، ثمّ قال:«أمّا بعد» . قالت:

ولغط «2» نسوة من الأنصار، فانكفأت إليهنّ لأسكّتهنّ، فقلت لعائشة: ما قال؟ قالت: قال: «ما من شيء لم أكن أريته إلّا قد رأيته في مقامي هذا، حتّى الجنّة والنّار، وإنّه قد أوحي إليّ أنّكم تفتنون في القبور مثل- أو قريبا- من فتنة المسيح الدّجّال، يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرّجل؟ فأمّا المؤمن أو الموقن (شكّ هشام) - فيقول: هو رسول الله، هو محمّد صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبيّنات والهدى فامنّا وأجبنا واتّبعنا وصدّقنا. فيقال له: نم صالحا، قد كنّا نعلم إن كنت لتؤمن به. وأمّا المنافق- أو قال: المرتاب (شكّ هشام) - فيقال له: ما علمك بهذا الرّجل؟ فيقول: لا أدري سمعت النّاس يقولون شيئا فقلت» ) * «3» .

26-

* (عن سويد بن حنظلة- رضي الله عنه قال: خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا وائل بن حجر، فأخذه عدوّ له، فتحرّج القوم أن يحلفوا، وحلفت أنّه أخي، فخلّى سبيله. فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته أنّ القوم تحرّجوا أن يحلفوا، وحلفت أنّه أخي، قال: «صدقت، المسلم أخو المسلم» ) * «4» .

27-

* (عن عائشة- رضي الله عنها زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم في حديث الإفك قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيّتهنّ خرج سهمها، خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه. قالت عائشة:

فأقرع بيننا في غزوة غزاها. فخرج فيها سهمي.

فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك بعد ما أنزل الحجاب

الحديث، وفيه: ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد، حين استلبث «5» الوحي.

يستشيرهما في فراق أهله. قالت: فأمّا أسامة بن زيد، فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالّذي يعلم من براءة أهله، وبالّذي يعلم في نفسه لهم من الودّ. فقال: يا رسول الله! هم أهلك ولا نعلم إلّا خيرا. وأمّا عليّ بن أبي طالب فقال: لم يضيّق الله عليك والنّساء سواها كثير. وإن تسأل الجارية تصدقك. قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة. فقال: «أي بريرة! هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟» . قالت له بريرة: والّذي بعثك بالحقّ! إن رأيت عليها أمرا قطّ أغمصه «6» عليها، أكثر من أنّها

(1) تجلّاني الغشي: أي غطّاني ما ينوب الإنسان من الغيبوبة.

(2)

لغط نسوة: صوّتن أصواتا مختلطة مبهمة لا تفهم.

(3)

البخاري- الفتح 2 (922) واللفظ له. ومسلم (905) .

(4)

أبو داود (3256) واللفظ له. وقال الألباني (2/ 628) : صحيح وهو في صحيح ابن ماجة (2119) . ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 300) وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.

(5)

استلبث: تأخر ولم ينزل.

(6)

أغمصه: أي أعيبها به.

ص: 2504

جارية حديثة السّنّ، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الدّاجن «1» فتأكله

الحديث إلى أن قالت: فبينا نحن على ذلك، دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسلّم ثمّ جلس. قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل.

وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء. قالت:

فتشهّد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثمّ قال: «أمّا بعد.

يا عائشة! فإنّه قد بلغني عنك كذا وكذا. فإن كنت بريئة فسيبرّئك الله. وإن كنت ألممت بذنب.

فاستغفري الله وتوبي إليه. فإنّ العبد إذا اعترف بذنب ثمّ تاب، تاب الله عليه» قالت: فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته، قلص دمعي «2» حتّى ما أحسّ منه قطرة.

فقلت لأبي: أجب عنّي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال.

فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمّي: أجيبي عنّي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت، وأنا جارية حديثة السّنّ، لا أقرأ كثيرا من القرآن: إنّي، والله لقد عرفت أنّكم قد سمعتم بهذا حتّى استقرّ في نفوسكم وصدّقتم به، فإن قلت لكم إنّي بريئة، والله يعلم أنّي بريئة، لا تصدّقوني بذلك. ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أنّي بريئة، لتصدّقونني. وإنّي، والله! ما أجد لي ولكم مثلا إلّا كما قال أبو يوسف: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ. قالت: ثمّ تحوّلت فاضطجعت على فراشي. قالت: وأنا، والله! حينئذ أعلم أنّي بريئة. وأنّ الله مبرّئي ببراءتي. ولكن، والله! ما كنت أظنّ أن ينزل في شأني وحي يتلى. ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلّم الله- عز وجل فيّ بأمر يتلى. ولكنّي كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النّوم رؤيا يبرّئني الله بها. قالت: فو الله ما رام «3» رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه، ولا خرج من أهل البيت أحد، حتّى أنزل الله- عز وجل على نبيّه صلى الله عليه وسلم» .. إلى آخر الحديث) * «4» .

28-

* (عن كعب بن مالك- رضي الله عنه فى حديث توبته وصاحبيه قال: لم أتخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قطّ. إلّا في غزوة تبوك.

غير أنّي قد تخلّفت في غزوة بدر. ولم يعاتب أحدا تخلّف عنه، إنّما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون غير قريش. حتّى جمع الله بينهم وبين عدوّهم، على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة. حين تواثقنا على الإسلام «5» . وما أحبّ أنّ لي بها مشهد بدر. وإن كانت بدر أذكر في النّاس منها. وكان من خبري، حين تخلّفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، أنّي لم أكن قطّ أقوى، ولا أيسر منّي حين تخلّفت عنه في تلك الغزوة. والله ما جمعت قبلها راحلتين قطّ. حتّى جمعتهما في تلك الغزوة.

(1) الداجن: الشاة التي تألف البيت ولا تخرج للمرعى. ومعنى هذا الكلام أنه ليس فيها شيء مما تسألون عنه أصلا ولا فيها شيء من غيره، إلا نومها عن العجين.

(2)

قلص دمعي: أي ارتفع لاستعظام ما يصيبني من الكلام.

(3)

ما رام: أي ما فارق

(4)

البخاري- الفتح 7 (4141) ، ومسلم (2770) واللفظ له.

(5)

تواثقنا على الإسلام: أي تبايعنا عليه وتعاهدنا.

ص: 2505

فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرّ شديد. واستقبل سفرا بعيدا ومفازا «1» . واستقبل عدوّا كثيرا. فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهّبوا أهبة غزوهم. فأخبرهم بوجههم الّذي يريد. والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير. ولا يجمعهم كتاب حافظ (يريد بذلك الدّيوان) . قال كعب: فقلّ رجل يريد أن يتغيّب، يظنّ أنّ ذلك سيخفى له، ما لم ينزل فيه وحي من الله- عز وجل وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثّمار والظّلال. فأنا إليها أصعر «2» . فتجهّز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه.

وطفقت أغدو لكي أتجهّز معهم. فأرجع ولم أقض شيئا. وأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك، إذا أردت.

فلم يزل ذلك يتمادى بي حتّى استمرّ بالنّاس الجدّ.

فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غاديا والمسلمون معه. ولم أقض من جهازي شيئا. ثمّ غدوت فرجعت ولم أقض شيئا. فلم يزل ذلك يتمادى بي حتّى أسرعوا وتفارط «3» الغزو. فهممت أن أرتحل فأدركهم. فياليتني فعلت، ثمّ لم يقدّر ذلك لي. فطفقت إذا خرجت في النّاس، بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزنني أنّي لا أرى لي أسوة.

إلّا رجلا مغموصا «4» عليه في النّفاق. أو رجلا ممّن عذر الله من الضّعفاء. ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى بلغ تبوكا «5» فقال، وهو جالس في القوم بتبوك:«ما فعل كعب بن مالك؟» . قال رجل من بني سلمة: يا رسول الله! حبسه برداه والنّظر في عطفيه «6» . فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت. والله! يا رسول الله! ما علمنا عليه إلّا خيرا. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبينما فهو على ذلك رأى رجلا مبيّضا «7» يزول به «8» السّراب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كن أبا خيثمة» . فإذا هو أبو خيثمة الأنصاريّ. وهو الّذي تصدّق بصاع التّمر حين لمزه «9» المنافقون. فقال كعب بن مالك: فلمّا بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجّه قافلا من تبوك، حضرني بثّي «10» ، فطفقت أتذكّر الكذب، وأقول: بم أخرج من سخطه غدا؟ وأستعين على ذلك كلّ ذي رأي من أهلي. فلمّا قيل لي: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظلّ قادما، زاح عنّي الباطل، حتّى عرفت أنّي لن أنجو منه بشيء أبدا. فأجمعت صدقه «11» . وصبّح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما.

وكان إذا قدم من سفر، بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين.

ثمّ جلس للنّاس، فلمّا فعل ذلك جاءه المخلّفون، فطفقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلا. فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم، وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله، حتّى جئت، فلمّا سلّمت، تبسّم تبسّم المغضب، ثمّ قال:

«تعال» . فجئت أمشي حتّى جلست بين يديه. فقال

(1) مفازا: أي برية طويلة قليلة الماء. يخاف فيها الهلاك.

(2)

أصعر: أميل.

(3)

تفارط: أي تقدم الغزاة وسبقوا وفاتوا.

(4)

مغموصا: متهما به.

(5)

تبوكا: بالتنوين، وكأنه صرفها لإرادة الموقع دون البقعة.

(6)

عطفيه: جانبيه وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه ولباسه.

(7)

مبيّضا: لابس البياض.

(8)

يزول به: يتحرك به.

(9)

لمزه: عابوه واحتقروه.

(10)

بثّي: البث هو أشد الحزن.

(11)

أجمعت صدقه: أي عزمت عليه.

ص: 2506

لي: «ما خلّفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟» . قال:

قلت يا رسول الله! إنّي، والله! لو جلست عند غيرك من أهل الدّنيا، لرأيت أنّي سأخرج من سخطه بعذر.

ولقد أعطيت جدلا «1» . ولكنّي، والله! لقد علمت، لئن حدّثتك اليوم حديث كذب ترضى به عنّي، ليوشكنّ الله أن يسخطك عليّ. ولئن حدّثتك حديث صدق تجد عليّ فيه «2» ، إنّي لأرجو فيه عقبى الله «3» .

والله! ما كان لي عذر. والله! ما كنت قطّ أقوى ولا أيسر منّي حين تخلّفت عنك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أمّا هذا فقد صدق. فقم حتّى يقضي الله فيك» .

فقمت. وثار رجال من بني سلمة فاتّبعوني، فقالوا لي:

والله! ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا، لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به إليه المخلّفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك. قال: فو الله! ما زالوا يؤنّبونني حتّى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذّب نفسي. قال:

ثمّ قلت لهم: هل لقي هذا معي من أحد؟. قالوا:

نعم. لقيه معك رجلان. قالا مثل ما قلت. فقيل لهما مثل ما قيل لك. قال: قلت: من هما؟. قالوا: مرارة بن ربيعة العامريّ، وهلال بن أميّة الواقفيّ. قال: فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا، فيهما أسوة. قال:

فمضيت حين ذكروهما لي. قال: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا، أيّها الثّلاثة، من بين من تخلّف عنه. قال: فاجتنبنا النّاس. وقال: تغيّروا لنا حتّى تنكّرت لي في نفسي الأرض فما هي بالأرض الّتي أعرف. فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأمّا صاحباي، فاستكانا «4» وقعدا في بيوتهما يبكيان. وأمّا أنا فكنت أشبّ القوم «5» وأجلدهم. فكنت أخرج فأشهد الصّلاة وأطواف في الأسواق ولا يكلّمني أحد. وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلّم عليه، وهو في مجلسه بعد الصّلاة. فأقول في نفسي: هل حرّك شفتيه بردّ السّلام، أم لا؟. ثمّ أصلّي قريبا منه وأسارقه النّظر. فإذا أقبلت على صلاتي نظر إليّ وإذا التفتّ نحوه أعرض عنّي.

حتّى إذا طال ذلك عليّ من جفوة المسلمين، مشيت حتّى تسوّرت «6» جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمّي، وأحبّ النّاس إليّ. فسلّمت عليه فو الله! ما ردّ عليّ السّلام. فقلت له: يا أبا قتادة! أنشدك بالله هل تعلمنّ أنّي أحبّ الله ورسوله؟ قال: فسكت. فعدت فناشدته، فسكت، فعدت فناشدته. فقال: الله ورسوله أعلم.

ففاضت عيناي، وتولّيت، حتّى تسوّرت الجدار. فبينا أنا أمشي في سوق المدينة، إذا نبطيّ «7» من نبط أهل الشّام، ممّن قدم بالطّعام يبيعه بالمدينة. يقول: من يدلّ على كعب بن مالك. قال: فطفق النّاس يشيرون له إليّ. حتّى جاءني فدفع إليّ كتابا من ملك غسّان. وكنت

(1) أعطيت جدلا: أي فصاحة وقوة في الكلام وبراعة.

(2)

تجد عليّ فيه: أي تغضب.

(3)

إني لأرجو فيه عقبى الله: أي يعقبني خيرا وأن يثيبني عليه.

(4)

استكانا: خضعا.

(5)

أشب القوم: أصغرهم سنّا.

(6)

تسورت: صعدت سوره.

(7)

نبطيّ: هم فلاحو العجم.

ص: 2507

كاتبا. فقرأته فإذا فيه: أمّا بعد. فإنّه قد بلغنا أنّ صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة. فالحق بنا نواسك. قال: فقلت، حين قرأتها:

وهذه أيضا من البلاء. فتياممت «1» بها التّنّور فسجرتها «2» بها. حتّى إذا مضت أربعون من الخمسين، واستلبث «3» الوحي، إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك. قال: فقلت: أطلّقها أم ماذا أفعل؟. قال: لا.

بل اعتزلها. فلا تقربنّها. قال: فأرسل إلى صاحبيّ بمثل ذلك. قال: فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتّى يقضي الله في هذا الأمر. قال: فجاءت امرأة هلال بن أميّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له:

يا رسول الله إنّ هلال بن أميّة شيخ ضائع، ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟. قال:«لا. ولكن لا يقربنّك» . فقالت: إنّه، والله! ما به حركة إلى شيء.

ووالله! ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا.

قال: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك؟. فقد أذن لامرأة هلال بن أميّة أن تخدمه. قال: فقلت: لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وما يدريني ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته فيها، وأنا رجل شابّ. قال: فلبثت بذلك عشر ليال. فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهي عن كلامنا. قال: ثمّ صلّيت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة، على ظهر بيت من بيوتنا. فبينا أنا جالس على الحال الّتي ذكر الله عز وجل منّا. قد ضاقت عليّ نفسي وضاقت عليّ الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى «4» على سلع «5» يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك! أبشر.

قال: فخررت ساجدا. وعرفت أن قد جاء فرج. قال فاذن «6» رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس بتوبة الله علينا حين صلّى صلاة الفجر. فذهب النّاس يبشّروننا. فذهب قبل صاحبيّ مبشّرون. وركض رجل إليّ فرسا، وسعى ساع من أسلم قبلي، وأوفى الجبل. فكان الصّوت أسرع من الفرس. فلمّا جاءني الّذي سمعت صوته يبشّرني.

فنزعت له ثوبيّ فكسوتهما إيّاه ببشارته. والله! ما أملك غيرهما يومئذ. واستعرت ثوبين فلبستهما. فانطلقت أتأمّم «7» رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقّاني النّاس فوجا فوجا، يهنّئوني بالتّوبة ويقولون: لتهنك توبة الله عليك. حتّى دخلت المسجد. فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحوله النّاس. فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتّى صافحني وهنّأني. والله! ما قام رجل من المهاجرين غيره. قال: فكان كعب لا ينساها لطلحة. قال كعب فلمّا سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وهو يبرق وجهه من السّرور ويقول: «أبشر بخير يوم مرّ عليك

(1) فتياممت: قصدت.

(2)

سجرتها: أحرقتها.

(3)

استلبث: أبطأ.

(4)

أوفى: صعد وارتفع.

(5)

سلع: جبل بالمدينة.

(6)

فاذن: فأعلم.

(7)

أتأمّم: أقصد.

ص: 2508

منذ ولدتك أمّك» . قال: فقلت: أمن عندك يا رسول الله! أم من عند الله؟. فقال: «لا. بل من عند الله» .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سرّ استنار وجهه. كأنّ وجهه قطعة قمر. قال: وكنّا نعرف ذلك. قال: فلمّا جلست بين يديه قلت: يا رسول الله! إنّ من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمسك بعض مالك. فهو خير لك» . قال:

فقلت: فإنّي أمسك سهمي الّذي بخيبر. قال: وقلت:

يا رسول الله! إنّما أنجاني بالصّدق. وإنّ من توبتي أن لا أحدّث إلّا صدقا ما بقيت. قال: فو الله! ما علمت أنّ أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث، منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا، أحسن ممّا أبلاني الله به. والله! ما تعمّدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى يومي هذا. وإنّي لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي. قال: فأنزل الله- عز وجل:

لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ* وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ (التوبة/ 117- 118) حتّى بلغ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (التوبة/ 119) . قال كعب:

والله ما أنعم الله عليّ من نعمة قطّ، بعد إذ هداني الله للإسلام، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الّذين كذبوا. إنّ الله قال للّذين كذبوا، حين أنزل الوحي، شرّ ما قال لأحد. وقال الله: سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ* يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (التوبة/ 95، 96) . قال كعب: كنّا خلّفنا، أيّها الثّلاثة، عن أمر أولئك الّذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ «1» رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتّى قضى الله فيه.

فبذلك قال الله- عز وجل: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا وليس الذي ذكر الله ممّا خلّفنا، تخلّفنا عن الغزو وإنّما هو تخليفه إيّانا، وإرجاؤه أمرنا، عمّن حلف له واعتذر إليه فقبل منه) * «2» .

29-

* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثّياب. شديد سواد الشّعر. لا يرى عليه أثر السّفر. ولا يعرفه منّا أحد.

حتّى جلس إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفّيه على فخذيه. وقال: يا محمّد! أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم

(1) أرجأ: أخر.

(2)

البخاري- الفتح 7 (4418) ، ومسلم 4 (2769) واللفظ له.

ص: 2509

الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلا» قال: صدقت. قال:

فعجبنا له يسأله ويصدّقه. قال: فأخبرني عن الإيمان.

قال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشرّه» قال: صدقت. قال:

فأخبرني عن الإحسان، قال:«أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك» . قال: فأخبرني عن السّاعة.

قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السّائل» قال:

فأخبرني عن أمارتها «1» . قال: «أن تلد الأمة ربّتها «2» .

وأن ترى الحفاة العراة، العالة، رعاء الشّاء، يتطاولون في البنيان «3» » . قال: ثمّ انطلق. فلبثت مليّا «4» . ثمّ قال لي: «يا عمر! أتدري من السّائل؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنّه جبريل. أتاكم يعلّمكم دينكم» ) * «5» .

30-

* (عن أبي سفيان صخر بن حرب- رضي الله عنه في حديثه في قصّة هرقل قال هرقل: فماذا يأمركم؟ - يعني النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان قلت:

يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصّلاة، والصّدق، والعفاف، والصّلة»

الحديث) * «6» .

31-

* (عن عائشة- رضي الله عنها زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قالت: كان أوّل ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرّؤيا الصّادقة في النّوم. فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح «7» . ثمّ حبّب إليه الخلاء.

فكان يخلوا بغار حراء يتحنّث فيه (وهو التّعبّد) اللّيالي أولات العدد. قبل أن يرجع إلى أهله. ويتزوّد لذلك، ثمّ يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها. حتّى فجئه الحقّ وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: «ما أنا بقارئ» . قال: فأخذني فغطّني «8» حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني. فقال: اقرأ. فقلت: «ما أنا بقارئ. قال فغطّني الثّانية حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني. فقال:

اقرأ. فقلت: «ما أنا بقارئ» . فأخذني فغطّني الثّالثة حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني. فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (العلق/ الآية 1- 5) . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره «9» حتّى دخل على خديجة. فقال:

«زمّلوني «10» ، زمّلوني» فزمّلوه حتّى ذهب عنه الرّوع ثمّ قال لخديجة:«أي خديجة! مالي» وأخبرها الخبر. قال:

«لقد خشيت على نفسي» . قالت له خديجة: كلّا.

(1) أمارتها: الأمارة بإثبات الهاء وحذفها هي العلامة.

(2)

ربتها: معنى ربها وربتها: سيدها ومالكها وسيدتها ومالكتها.

(3)

العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان: أما العالة فهم الفقراء. والعائل الفقير. والعيلة الفقر. وعال الرجل يعيل عيلة. أي افتقر. والرعاء ويقال فيهم: رعاة، ومعناه أن أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة تبسط لهم الدنيا حتى يتباهون في البنيان.

(4)

فلبث مليا: أي وقتا طويلا.

(5)

البخاري- الفتح 1 (50) من حديث أبي هريرة. ومسلم (8) واللفظ له.

(6)

البخاري- الفتح 1 (7) واللفظ له. ومسلم (1773)

(7)

فلق الصبح: ضياؤه.

(8)

غطني: عصرني وضمني.

(9)

ترجف بوادره: معنى ترجف: ترعد وتضطرب. البوادر: جمع بادرة وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق.

(10)

زملوني: غطوني بالثياب ولفوني.

ص: 2510

أبشر. فو الله! لا يخزيك الله أبدا. والله! إنّك لتصل الرّحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ «1» ، وتكسب المعدوم، وتقري الضّيف، وتعين على نوائب الحقّ «2» . فانطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى، وهو ابن عمّ خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصّر في الجاهليّة، وكان يكتب الكتاب العربيّ، ويكتب من الإنجيل بالعربيّة ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي. فقالت له خديجة: أي عمّ! اسمع من ابن أخيك. قال ورقة بن نوفل: يا ابن أخي! ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رآه. فقال له ورقة: هذا النّاموس «3» الّذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم، يا ليتني فيها جذعا «4» ، يا ليتني أكون حيّا حين يخرجك قومك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أو مخرجيّ هم؟» قال ورقة: نعم، لم يأت رجل قطّ بما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا) * «5» .

32-

* (عن بريدة- رضي الله عنه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فوضعهما بين يديه، ثمّ قال: «صدق الله ورسوله نَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ

(التغابن/ 15) . رأيت ولديّ هذين فلم أصبر حتّى نزلت فأخذتهما» ، ثمّ أخذ في خطبته) * «6» .

33-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الفتح فجعل خالد بن الوليد على المجنّبة اليمنى، وجعل الزّبير على المجنّبة اليسرى، وجعل أبا عبيدة على البياذقة «7» وبطن الوادي. فقال:«يا أبا هريرة! ادع لي الأنصار» .

فدعوتهم. فجاءوا يهرولون. فقال: «يا معشر الأنصار، هل ترون أوباش «8» قريش؟» . قالوا: نعم. قال:

«انظروا، إذا لقيتموهم غدا أن تحصدوهم حصدا» .

وأخفى بيده ووضع يمينه على شماله. وقال: «موعدكم الصّفا» . قال: فما أشرف يومئذ لهم أحد إلّا أناموه «9» .

قال: وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصّفا، وجاءت الأنصار.

فأطافوا بالصّفا فجاء أبو سفيان، فقال: يا رسول الله! أبيدت خضراء قريش. لا قريش بعد اليوم قال أبو

(1) تحمل الكلّ: أي تنفق على الضعيف واليتيم والعيال.

(2)

وتعين على نوائب الحق: النوائب جمع نائبة وهي الحادثة.

(3)

هذا الناموس: هو جبريل صلى الله عليه وسلم. قال أهل اللغة وغريب الحديث: الناموس في اللغة صاحب سر الخير. يقال نمست السر أنمسه أي كتمته.

(4)

يا ليتني فيها جذعا: الضمير يعود إلى أيام النبوة ومدتها، وجذعا: يعني قويّا، حتى أبالغ في نصرك.

(5)

البخاري- الفتح 1 (3) . ومسلم (160) واللفظ له.

(6)

الحاكم في المستدرك (1/ 287) وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه. والذهبي في التلخيص. ورواه الحاكم من طريق آخر عن بريدة (4/ 189) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.

(7)

البياذقة: هم الرجالة (وهو فارسي معرب) .

(8)

أوباش: جموع من شتى البطون.

(9)

أناموه: أي قتلوه فوقع إلى الأرض.

ص: 2511

سفيان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السّلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن.. فقالت الأنصار: أمّا الرّجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته. ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «قلتم أمّا الرّجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته. ألا فما اسمي إذا! (ثلاث مرّات) أنا محمّد عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم والممات مماتكم» . قالوا: والله! ما قلنا إلّا ضنّا «1» بالله ورسوله. قال: «فإنّ الله ورسوله يصدّقانكم ويعذرانكم» ) * «2» .

34-

* (عن زيد بن أرقم- رضي الله عنه قال: كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أبيّ يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتّى ينفضّوا من حوله، ولئن رجعنا من عنده ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ.

فذكرت ذلك لعمّي- أو لعمر- فذكره للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فدعاني فحدّثته. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبيّ وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذّبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدّقه، فأصابني همّ لم يصبني مثله قطّ فجلست في البيت، فقال لي عمّي: ما أردت إلى أن كذّبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك، فأنزل الله تعالى إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ

فبعث إليّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقرأ فقال:«إنّ الله قد صدّقك يا زيد» ) * «3» .

35-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمّهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلّا بالله، ولا تحلفوا بالله- عز وجل إلّا وأنتم صادقون» ) * «4» .

36-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: سمعت الصّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، صاحب هذه الحجرة، يقول: «لا تنزع الرّحمة إلّا من شقيّ» ) * «5» .

37-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ولا ينبغي لصدّيق أن يكون لعّانا» ) * «6» .

38-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنا فصدّقه بما يقول أو أتى امرأته حائضا، أو أتى امرأته في دبرها فقد برأ ممّا أنزل الله على محمّد» ) * «7» .

(1) الضن: هو الشح.

(2)

مسلم (1780) .

(3)

البخاري- الفتح 8 (4900) واللفظ له. ومسلم (2772) نحو حديث البخاري.

(4)

أبو داود (3248) واللفظ له. وقال الألباني (2/ 627) : صحيح وفي صحيح سنن النسائي (3529) والنسائي (7/ 5) . قال محقق جامع الأصول: إسناده صحيح. انظر جامع الأصول (11/ 655) .

(5)

أبو داود (4942) واللفظ له. وقال الألباني (3/ 933) : حسن وكذا الترمذي والمشكاة وصحيح الجامع والترمذي (323) برقم (1924) وقال: هذا حديث حسن. وقال محقق جامع الأصول (4/ 516) : وهو حديث حسن.

(6)

مسلم (2597) .

(7)

أبو داود (3904) . وقال الألباني (2/ 739) : صحيح وفي صحيح سنن ابن ماجة (522) . والترمذي (135) . وقال أبو عيسى: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة. وابن ماجة (639) وساق كلام الترمذي فيه قال: إنما معنى الحديث عند أهل العلم على التغليظ. وقال محقق جامع الأصول (5/ 65) : وهو حديث صحيح.

ص: 2512