الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك ممّن لم يأذن، فارجعوا حتّى يرفع إلينا عرفاؤكم «1» أمركم» . فرجع النّاس، فكلّمهم عرفاؤهم، ثمّ رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنّهم قد طيّبوا وأذنوا. هذا الّذي بلغني عن سبي هوازن) * «2» .
10-
* (عن رافع بن خديج- رضي الله عنه قال: قدم نبيّ الله صلى الله عليه وسلم المدينة. وهم يأبرون «3» النّخل يقولون: يلقّحون النّخل. فقال: «ما تصنعون؟» قالوا: كنّا نصنعه. قال: «لعلّكم لو لم تفعلوا كان خيرا» فتركوه. فنفضت «4» - أو فنقصت. قال: فذكروا ذلك له، فقال: «إنّما أنا بشر. إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به. وإذا أمرتكم بشيء من رأي «5» فإنّما أنا بشر» ) * «6» .
()
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الشورى)
11-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسارى أبا بكر، فقال: قومك وعشيرتك فخلّ سبيلهم. فاستشار عمر، فقال: اقتلهم، قال: ففداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ «7» فِي الْأَرْضِ- إلى قوله فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً (الأنفال/ 67- 69) قال فلقي النّبيّ صلى الله عليه وسلم عمر، قال:«كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء» ) * «8» .
12-
* (عن أنس- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور، حين بلغه إقبال أبي سفيان.
قال: فتكلّم أبو بكر، فأعرض عنه. ثمّ تكلّم عمر، فأعرض عنه، فقام سعد بن معاذ، فقال: إيّانا تريد؟
يا رسول الله! والّذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها «9» . ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها «10» إلى برك الغماد «11» لفعلنا. قال: فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس. فانطلقوا حتّى نزلوا بدرا.
(1) عرفاؤكم: جمع عريف وهو القيّم بأمر القوم وسيّدهم.
(2)
البخاري- الفتح 7 (4318، 4319) .
(3)
يأبرون: يقال منه أبر يأبر ويأبر. كبذر يبذر ويبذر. ويقال: أبّر يؤبّر تأبيرا. وتفسيرها بعدها في لفظ الحديث.
(4)
فنفضت أو فنقصت: فنفضت أي أسقطت ثمرها. قال أهل اللغة: ويقال لذلك المتساقط النفض، بمعنى المنفوض كالخبط بمعنى المخبوط. وأنفض القوم فني زادهم.
(5)
من رأي: أي في أمر الدنيا ومعايشها لا على التشريع.
(6)
مسلم (2362) .
(7)
يثخن: يبالغ في قتل أعدائه.
(8)
الحاكم (2/ 329) وصححه ووافقه الذهبي. وقد أخرج مسلم نحوه.
(9)
أن نخيضها البحر لأخضناها: يعني الخيل. أي لو أمرتنا بإدخال خيولنا في البحر وتمشيتنا إياها فيه لفعلنا.
(10)
أن نضرب أكبادها: كناية عن ركضها.
(11)
برك الغماد: برك بفتح الباء وإسكان الراء. موضع من وراء مكة بناحية الساحل.
ووردت عليهم روايا قريش «1» . وفيهم غلام أسود لبني الحجّاج. فأخذوه. فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه؟ فيقول: ما لي علم بأبي سفيان. ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأميّة ابن خلف. فإذا قال ذلك ضربوه فقال: نعم. أنا أخبركم. هذا أبو سفيان. فإذا تركوه فسألوه فقال: مالي بأبي سفيان علم. ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأميّة بن خلف في النّاس. فإذا قال هذا أيضا ضربوه.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلّي. فلمّا رأى ذلك انصرف «2» .
قال: «والّذي نفسي بيده لتضربوه إذا صدقكم، وتتركوه إذا كذبكم» . قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا مصرع فلان» قال: ويضع يده على الأرض، هاهنا وهاهنا. قال: فما ماط «3» أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم * «4» .
13-
* (عن زيد بن ثابت- رضي الله عنه قال: كان النّاس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبايعون الثّمار فإذا جدّ «5» النّاس، وحضر تقاضيهم، قال المبتاع: إنّه أصاب الثّمر الدّمان، (أصابه مرض)، أصابه قشام- عاهات يحتجّون بها- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا كثرت عنده الخصومة في ذلك:«فأمّا لا فلا تتبايعوا حتّى يبدو صلاح الثّمر» ، كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم. وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنّ زيد ابن ثابت لم يكن يبيع ثمار أرضه حتّى تطلع الثّريّا، فيتبيّن الأصفر من الأحمر) * «6» .
14-
* (عن عليّ- رضي الله عنه قال: لمّا كان يوم الحديبية، خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو، وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا:
يا رسول الله خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقّائنا وليس لهم فقه في الدّين، وإنّما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا. قال:«فإن لم يكن لهم فقه في الدّين سنفقّههم» فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «يا معشر قريش لتنتهنّ أو ليبعثنّ الله عليكم من يضرب رقابكم بالسّيف على الدّين، قد امتحن الله قلبه على الإيمان» . قالوا: من هو يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له أبو بكر: من هو يا رسول الله؟ قال: «هو خاصف «7» النّعل» وكان أعطى عليّا نعله يخصفها، ثمّ التفت إلينا عليّ فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار» ) * «8» .
15-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: لمّا ذكر من شأني الّذي ذكر، وما علمت به، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فتشهّد. فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثمّ قال: «أمّا بعد. أشيروا عليّ في أناس
(1) روايا قريش: أي إبلهم التي كانوا يستقون عليها. فهي الإبل الحوامل للماء. واحدتها راوية.
(2)
انصرف: أي سلم من صلاته.
(3)
فما ماط أحدهم: أي تباعد.
(4)
مسلم (1779)
(5)
جدّ: قطع الثمر وجناه.
(6)
البخاري- الفتح 4 (2193) .
(7)
خاصف: خرزها بالمخصف.
(8)
الترمذي (3715) وقال: حديث حسن صحيح غريب.
أبنوا أهلي «1» . وايم الله ما علمت على أهلي من سوء قطّ. وأبنوهم، بمن؟ والله ما علمت عليه من سوء قطّ، ولا دخل بيتي قطّ إلّا وأنا حاضر ولا غبت في سفر إلّا غاب معي» . وساق الحديث بقصّته. وفيه:
ولقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فسأل جاريتي.
فقالت: والله ما علمت عليها عيبا، إلّا أنّها كانت ترقد حتّى تدخل الشّاة فتأكل عجينها. أو قالت خميرها (شكّ هشام) فانتهزها بعض أصحابه، فقال: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتّى أسقطوا لها به «2» . فقالت: سبحان الله! والله ما علمت عليها إلّا ما يعلم الصّائغ على تبر الذّهب الأحمر «3» . وقد بلغ الأمر ذلك الرّجل الّذي قيل له. فقال: سبحان الله! والله ما كشفت عن كنف أنثى قطّ. قالت عائشة: وقتل شهيدا في سبيل الله.
وفيه أيضا من الزّيادة: وكان الّذين تكلّموا به مسطح وحمنة وحسّان. وأمّا المنافق عبد الله بن أبيّ، فهو الّذي كان يستوشيه «4» ويجمعه. وهو الّذي تولّى كبره، وحمنة) * «5» .
16-
* (عن عبد الله- رضي الله عنه قال: لمّا كان يوم بدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما تقولون في هؤلاء الأسرى» قال: فقال أبو بكر- رضوان الله عليه-: يا رسول الله! قومك وأهلك استفدهم واستأدهم لعلّ الله أن يتوب عليهم، قال: وقال عمر:
يا رسول الله! أخرجوك وكذّبوك، قرّبهم فاضرب أعناقهم، قال: وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله! انظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه، ثمّ أضرمه عليهم نارا، قال: فقال العبّاس: قطعتك رحمك، قال:
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يردّ عليهم، فقال ناس:
يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة، قال:
فقلت إلّا سهيل بن بيضاء، فإنّي قد سمعته يذكر
(1) أبّنوا أهلي: باء مفتوحة مخففة ومشددة. رووه، هنا بالوجهين، والتخفيف أشهر. والأبن بفتح الهمزة: التهمة.
(2)
حتى أسقطوا لها به: ومعناه صرحوا لها بالأمر.
(3)
تبر الذهب الأحمر: هي القطعة الخالصة.
(4)
يستوشيه: أي يستخرجه بالبحث والمسألة، ثم يفشيه ويشيعه ويحركه، ولا يدعه يخمد.
(5)
البخاري- الفتح 8 (4750) و13 (7369- 7370) . ومسلم (2770) واللفظ له.