الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رسول الله، قال:«ثمّ شهدت الصّلاة معنا؟» فقال:
نعم. يا رسول الله. قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإنّ الله قد غفر لك حدّك، أو قال ذنبك» ) * «1» .
37-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها «2» لزوجها كأنّه ينظر إليها» ) * «3» .
38-
* (عن أبي برزة الأسلميّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم؛ فإنّه من اتّبع عوراتهم، يتّبع الله عورته، ومن يتّبع الله عورته يفضحه في بيته» ) * «4» .
()
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الستر)
39-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّ أبا بكر دخل عليها. وعندها جاريتان في أيّام منى «5» تغنّيان وتضربان. ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجّى بثوبه «6» .
فانتهرهما أبو بكر. فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وقال:
«دعهما يا أبا بكر! فإنّها أيّام عيد» وقالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة، وهم يلعبون. وأنا جارية. فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السّنّ «7» ) * «8» .
40-
* (عن ابن عبد الله بن الحارث؛ أنّ أباه عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: سألت وحرصت على أن أجد أحدا من النّاس يخبرني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سبّح سبحة الضّحى. فلم أجد أحدا يحدّثني ذلك.
غير أنّ أمّ هانىء بنت أبي طالب، أخبرتني؛ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى، بعد ما ارتفع النّهار، يوم الفتح، فأتي بثوب فستر عليه. فاغتسل. ثمّ قام فركع ثماني ركعات.
لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده. كلّ
(1) البخاري- الفتح 12 (6823) من حديث أنس ومسلم (2765) واللفظ لمسلم.
(2)
تنعتها: أي تصفها.
(3)
البخاري- الفتح 9 (5240، 5241) .
(4)
المنذري في الترغيب (3/ 24) وقال: رواه أبو داود (4880) عن سعيد بن عبد الله بن جريج عنه ورواه أبو يعلى بإسناد حسن من حديث البراء واللفظ له، وقال في مجمع الزوائد (8/ 93) رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(5)
في أيام مني: هي أيام عيد الأضحى أضيف إلى المكان بحسب الزمان قال النووي: يعني الثلاثة بعد يوم النحر وهي أيام التشريق.
(6)
مسجى بثوبه: أي مغطى به.
(7)
فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن: قال النووي: معناه أنها تحب اللهو والتفرج والنظر إلى اللعب حبّا بليغا وتحرص على إدامته ما أمكنها، ولا تمل ذلك إلا بعد زمن طويل. وقولها: فاقدروا هو بضم الدال وكسرها لغتان حكاهما الجوهري وغيره، وهو من التقدير: أي قدروا رغبتها في ذلك إلى أن تنتهي: أي قيسوا قياس أمرها في حداثتها وحرصها على اللهو ومع ذلك كانت هي التي تمل وتنصرف عن النظر إليه والنبي صلى الله عليه وسلم لا يمسه شيء من الضجر والإعياء رفقا بها وقولها: العربة، معناها المشتهية للّعب، المحبّة له.
(8)
البخاري- الفتح 1 (454) ومسلم (892) واللفظ له.
ذلك منه متقارب. قالت: فلم أره سبّحها قبل ولا بعد) * «1» .
41-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلّى العيد بالمصلّى مستترا بحربة) * «2»
42-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه أنّ صفيّة وقعت في سهم دحية الكلبيّ، فقيل يا رسول الله! قد وقعت في سهم دحية جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس فجعلها عند أمّ سليم، حتّى تهيّأ وتعتدّ فيما يعلم حمّاد، فقال النّاس: والله ما ندري أتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تسرّاها فلمّا حملها سترها وأردفها خلفه فعرف النّاس أنّه قد تزوّجها، فلمّا دنا من المدينة أوضع النّاس وأوضع رسول الله «3» صلى الله عليه وسلم، وكذلك كانوا يصنعون، فعثرت النّاقة فخرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرّت معه وأزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم ينظرن، فقلن: أبعد الله اليهوديّة وفعل بها وفعل، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسترها وأردفها خلفه)«4» .
43-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم: كان إذا أراد حاجة لا يرفع ثوبه حتّى يدنو من الأرض) * «5» .
44-
* (عن جابر- رضي الله عنه قال:
سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى نزلنا واديا أفيح «6» .
فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فاتّبعته بإداوة من ماء. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير شيئا يستتر به. فإذا شجرتان بشاطيء الوادي «7» فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال: «انقادي عليّ بإذن الله» فانقادت معه كالبعير المخشوش «8» الّذي يصانع قائده حتّى أتى الشّجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها. فقال «انقادي عليّ بإذن الله» فانقادت معه كذلك. حتّى إذا كان بالمنصف «9» ممّا بينهما، لأم «10» بينهما (يعني جمعهما) فقال:«التئما عليّ بإذن الله» . فالتأمتا. قال جابر: فخرجت أحضر «11» مخافة أن يحسّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقربي فيبتعد (وقال محمّد ابن عبّاد: فيتبعّد) فجلست أحدّث نفسي.
(1) البخاري- الفتح 1 (28) ومسلم (336) باب استحباب صلاة الضحى، واللفظ له.
(2)
ابن ماجة (136) وقال: في الزوائد: عزاه المزّيّ في الأطراف للنسائي، وليس في روايتنا وإسناد ابن ماجة صحيح ورجاله ثقات.
(3)
أوضع الراكب البعير إذا حمله على سرعة السير.
(4)
عند البخاري مقطعا في (42، 421، 4211، 4212، 4213) وهو مجتمعا عند أحمد (3/ 123) وكلها من حديث أنس وهذا لفظ أحمد.
(5)
أبو داود (14) وقال الألباني (11) : صحيح.
(6)
واديا أفيح: أي واسعا.
(7)
بشاطيئ الوادي: أي جانبه
(8)
كالبعير المخشوش: هو الذي يجعل في أنفه خشاش، وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبا، ويشد فيه حبل ليذل وينقاد وقد يتمانع لصعوبته، فإذا اشتد عليه وآله انقاد شيئا، ولهذا قال: الذي يصانع قائده.
(9)
بالمنصف: هو نصف المسافة
(10)
لأم: روى بهمزة مقصورة: لأم وممدودة: لآءم وكلاهما صحيح أي جمع بينهما.
(11)
فخرجت أحضر: أي أغدو وأسعى سعيا شديدا.
فحانت منّي لفتة «1» ، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا.
وإذا الشّجرتان قد افترقتا. فقامت كلّ واحدة منهما على ساق. فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف وقفة. فقال برأسه هكذا (وأشار أبو إسماعيل برأسه يمينا وشمالا) ثمّ أقبل. فلمّا انتهى إليّ قال: «يا جابر هل رأيت مقامي؟» قلت: نعم. يا رسول الله قال: «فانطلق إلى الشّجرتين فاقطع من كلّ واحدة منهما غصنا. فأقبل بهما. حتّى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك» .
قال جابر: فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته «2» . فانذلق «3» لي. فأتيت الشّجرتين فقطعت من كلّ واحدة منهما غصنا. ثمّ أقبلت أجرّهما حتّى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم. أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري. ثمّ لحقته فقلت: قد فعلت.
يا رسول الله! فعمّ ذاك؟ قال: «إنّي مررت بقبرين يعذّبان. فأحببت، بشفاعتي، أن يرفّه عنهما»
، ما دام الغصنان رطبين» ) * «5» .
45-
* (عن أبي السّمح- رضي الله عنه قال: كنت أخدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فكان إذا أراد أن يغتسل قال «ولّني قفاك» فأولّيه قفاي، وأنشر الثّوب فأستره به» ) * «6» .
46-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: لمّا انقضت عدّة زينب «7» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد «8» :
«فاذكرها عليّ «9» » قال: «فانطلق زيد حتّى أتاها وهي تخمّر عجينها «10» قال: فلمّا رأيتها عظمت في صدري «11» حتّى ما أستطيع أن أنظر إليها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها. فولّيتها ظهري ونكصت على عقبي فقلت: يا زينب أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك. قالت:
(1) فحانت مني لفتة: اللفتة النظرة إلى جنب.
(2)
وحسرته: أي أحددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار مما يمكن قطع الأغصان به.
(3)
فانذلق: أي صار حادّا.
(4)
أن يرفه عنهما: أي يخفف.
(5)
مسلم (3012) .
(6)
أبو داود (376) وقال الألباني (1/ 75) : صحيح والنسائي (1/ 158) وابن ماجة وولّني: أي ظهرك لئلا يقع نظره عليه. (613) وزاد عند أبي داود: فأتى بحسن أو حسين- رضي الله عنهما فبال على صدره فجئت أغسله فقال: يغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام.
(7)
لما انقضت عدة زينب: هي زينب بنت جحش التي زوجها الله سبحانه بنبيه لمصلحة تشريع، بينه في سورة الأحزاب (آية 37) .
(8)
لزيد: هو زيد بن حارثة الذي سماه الله سبحانه في تلك السورة من كتابه. انظر الهامش السابق.
(9)
فاذكرها علي: أي فاخطبها لي من نفسها.
(10)
تخمر عجينها: أي تجعل في عجينها الخمير قال المجد: وتخمير العجين تركه ليجود.
(11)
فلما رأيتها عظمت في صدري: معناه أنه هابها واستجلها من أجل إرادة النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها فعاملها معاملة من تزوجها صلى الله عليه وسلم، في الإعظام والإجلال والمهابة وقوله: أن رسول الله هو بفتح الهمزة من أن: أي من أجل ذلك وقوله: نكصت: أي رجعت، وكان جاء إليها ليخطبها وهو ينظر إليها، على ما كان من عادتهم وهذا قبل نزول الحجاب فلما غلب عليه الإجلال تأخر وخطبها وظهره إليها، لئلا يسبقه النظر إليها.