الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشورى
الشورى لغة:
اسم للمشاورة، وكلاهما مأخوذ من مادّة (ش ور) الّتي تدلّ على أخذ شيء من شيء «1» ، وقال بعض أهل اللّغة: من هذا الباب شاورت فلانا في أمري، وهو مشتقّ من شور العسل وكأنّ المستشير يأخذ الرّأي من غيره، يقال: شاوره في الأمر مشاورة. طلب منه المشورة. وأشار به: عرّفه. وأشار إليه وعليه بيده وبعينه وبحاجبه: أومأ. وأشار عليه بكذا: أمره وارتآه له، وبيّن له وجه المصلحة، ودلّه على الصّواب «2» . وفي المصباح: أشار في كذا (أي جعل التّعدية ب (في) لا بالباء. واستشرته راجعته لأرى رأيه، فأشار عليّ بكذا أي أراني ما عنده فيه من المصلحة فكانت إشارته حسنة. والاسم:
المشورة. والشّورى: اسم من أشار عليه بكذا، بمعنى استخراج الرّأي. ومنه أهل المشورة ومجلس الشّورى، وهي مصدر بمعنى التّشاور. والمشورة:
الشّورى، وكذا المشورة بضمّ الشّين، تقول: شاوره في الأمر واستشاره بمعنى. وفلان خيّر شيّر أي
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
2/ 17/ 32
يصلح للمشاورة. وجمعه شوراء، والمشيرة: الإصبع السّبّابة «3» .
واصطلاحا:
استنباط المرء الرّأي من غيره فيما يعرض له من مشكلات الأمور، ويكون ذلك في الأمور الجزئيّة الّتي يتردّد المرء فيها بين فعلها وتركها «4» .
شروط المستشار:
وقد اشترطوا لأهليّة المستشار شروطا خمسة:
1-
عقل كامل مع تجربة سالفة، قال أبو الأسود الدّؤليّ:
وما كلّ ذي لبّ بمؤتيك نصحه
…
ولا كلّ مؤت نصحه بلبيب
ولكن إذا ما استجمعا عند صاحب
…
فحقّ له من طاعة بنصيب
2-
أن يكون ذا دين وتقى: فقد ورد في الأثر عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما: من أراد أمرا فشاور فيه امرءا مسلما وفّقه الله لأرشد أموره.
3-
أن يكون ناصحا ودودا، فإنّ النّصح
(1) مقاييس اللغة (3/ 226)، قال ابن فارس ولهذه المادة معنى آخر هو إبداء شيء وإظهاره وعرضه مثل قولهم: شرت الدابّة شورا إذا عرضتها، والمكان الذي يعرض فيه الدواب هو المشوار.
(2)
لسان العرب (4/ 437) ، ومختار الصحاح (350) .
(3)
المصباح المنير للفيومي (350- 351) .
(4)
الذريعة إلى مكارم الشريعة للراغب (294) .