الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الصدقة)
1-
* (عن ابن السّاعديّ المالكيّ أنّه قال:
استعملني «1» عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه على الصّدقة. فلمّا فرغت منها، وأدّيتها إليه، أمر لي بعمالة «2» . فقلت: إنّما عملت لله وأجري على الله.
فقال: خذ ما أعطيت، فإنّي عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمّلني «3» . فقلت مثل قولك. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل، فكل وتصدّق» ) * «4» .
2-
* (عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته
…
الحديث وفيه: وأهل الجنّة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق، ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفّف ذو عيال»
…
الحديث) * «5» .
3-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّ عمر ابن الخطّاب أصاب أرضا بخيبر فأتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها، فقال: يا رسول الله إنّي أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالا قطّ أنفس عندي منه، فما تأمر به؟. قال:«إن شئت حبست أصلها، وتصدّقت بها» .
قال: فتصدّق بها عمر أنّه لا يباع ولا يوهب ولا يورث، وتصدّق بها في الفقراء وفي القربى وفي الرّقاب وفي سبيل الله وابن السّبيل، والضّيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم، غير متموّل.
قال (الرّاوي) : فحدّثت به ابن سيرين، فقال: غير متأثّل مالا) * «6» .
4-
* (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي الله عنها أنّ فاطمة- عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصّدّيق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها ممّا ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ممّا أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث، ما تركنا صدقة» فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتّى توفّيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستّة أشهر. قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها ممّا ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك، وصدقته بالمدينة. فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال: لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلّا عملت به،
فإنّي أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ، فأمّا صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى عليّ وعبّاس، وأمّا خيبر وفدك، فأمسكهما عمر، وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه الّتي تعروه «7» ونوائبه، وأمرهما إلى وليّ الأمر. قال: فهما على ذلك إلى اليوم» ) * «8» .
(1) استعملني: أي جعلني عاملا على الصدقة، أي على أخذها وجمعها.
(2)
بعمالة: أجرة عمل.
(3)
فعمّلني: أي أعطاني عمالتي وأجرة عملي.
(4)
مسلم (1045) .
(5)
مسلم (2865) .
(6)
البخاري- الفتح 5 (2737) واللفظ له. ومسلم (1632) . وقوله غير متأثل مالا: أي غير جامع مالا.
(7)
تعروه: التي تقصده لطلب رفده واعتراه أمر أي أصابه.
(8)
البخاري- الفتح 6 (3092- 3093) .
5-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه أنّ ناسا من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالوا للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدّثور «1» بالأجور يصلّون كما نصلّي ويصومون كما نصوم ويتصدّقون بفضول أموالهم.
قال: «أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون؟ إنّ بكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع «2» أحدكم صدقة» قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر» ) * «3» .
6-
* (عن جابر- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل على أمّ مبشّر الأنصاريّة في نخل لها. فقال لها النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من غرس هذا النّخل؟. أمسلم أم كافر؟» فقالت: بل مسلم. فقال: «لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا، فيأكل منه إنسان، ولا دابّة ولا شيء إلّا كانت له صدقة» ) * «4» .
7-
* (عن أبي مسعود البدريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ المسلم إذا أنفق على أهله نفقة، وهو يحتسبها «5» ، كانت له صدقة «6» » ) * «7» .
8-
* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إنّك تأتي قوما من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله. فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أنّ الله افترض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة. فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أنّ الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم، فتردّ في فقرائهم. فإن هم أطاعوا لذلك، فإيّاك وكرائم أموالهم، واتّق دعوة المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب» ) * «8» .
9-
* (عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه» ، قال:«ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلّا زاده الله- عز وجل بها عزّا ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر. وأحدّثكم حديثا فاحفظوه» ، قال: «إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله عز وجل مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه ويعلم لله- عز وجل فيه حقّا، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله- عز وجل علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النّيّة، يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان، فهو نيّته. فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم، لا يتّقي فيه ربّه- عز وجل ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم
(1) أهل الدثور: أصحاب الأموال.
(2)
البضع: هو فرج المرأة. ويطلق على الجماع.
(3)
مسلم (1006) . وردت فيه «أجرا» بالرفع على أنه اسم كان مؤخر، وخبرها الجار والمجرور، وبالنصب على أنه خبر كان واسمها مقدر تقديره كان ذلك أجرا له.
(4)
مسلم (1552) .
(5)
أي يقصد بها طلب الثواب.
(6)
أي يثاب عليها كما يثاب على الصدقة.
(7)
مسلم (1002) .
(8)
البخاري- الفتح 3 (1458) .
لله فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل. وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو نيّته فوزرهما فيه سواء» ) * «1» .
10-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! نبّئني، ما حقّ النّاس منّي بحسن الصّحبة؟ فقال:
«نعم. وأبيك! لتنبّأنّ. أمّك؟» . قال: ثمّ من؟ قال:
«ثمّ أمّك» قال: ثمّ من؟ قال: «ثمّ أمّك» . قال: ثمّ من؟ قال: «ثمّ أبوك» قال: نبئّني يا رسول الله عن مالي، كيف أتصدّق فيه؟ قال: «نعم. والله! لتنبّأنّ.
أن تصدّق وأنت صحيح شحيح. تأمل العيش وتخاف الفقر. ولا تمهل حتّى إذا بلغت نفسك هاهنا، قلت: مالي لفلان، ومالي لفلان. وهو لهم وإن كرهت» ) * «2» .
11-
* (عن المنذر بن جرير عن أبيه؛ قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النّهار، قال:
فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النّمار أو العباء. متقلّدي السّيوف، عامّتهم من مضر بل كلّهم من مضر.
فتمعّر «3» وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة.
فدخل ثمّ خرج. فأمر بلالا فأذّن وأقام. فصلّى ثمّ خطب فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ (النساء/ 1) إلى آخر الآية. إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً، والآية الّتي في الحشر اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ (الحشر/ 18) تصدّق رجل من ديناره من درهمه، من ثوبه، من صاع برّه، من صاع تمره (حتّى قال)، ولو بشقّ تمرة. قال: فجاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفّه تعجز عنها، بل قد عجزت. قال: ثمّ تتابع النّاس، حتّى رأيت كومين من طعام وثياب.
حتّى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلّل كأنّه مذهبة «4» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده. من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام سنّة سيّئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» ) * «5» .
12-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «الخازن المسلم الأمين الّذي ينفّذ- وربّما قال يعطي- ما أمر به كاملا موفّرا طيّبا به نفسه فيدفعه إلى الّذي أمر له به أحد المتصدّقين» ) * «6» .
(1) الترمذي (2325) . وقال: هذا حديث حسن صحيح وبعضه عند مسلم (2588) . ورواه أحمد (4/ 231) .
(2)
ابن ماجة 2 (2706) . والحديث أصله في الصحيحين.
(3)
فتمعر: انقبض وتغير.
(4)
مذهبة: قال ابن الأثير هكذا جاء في سنن النسائي وبعض طرق مسلم والرواية بالدال المهملة والنون وقد تقدمت. فإن صحت الرواية فهي من الشيء المذهب وهو المموّه بالذهب أو من قولهم: فرس مذهب إذا علت حمرته صفرة. والأنثى مذهبة وإنما خصّ الأنثى بالذكر لأنها أصفى لونا وأرق بشرة.
(5)
مسلم (1017) .
(6)
البخاري- الفتح 3 (1438) واللفظ له. ومسلم (1023) .
13-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلّهم الله في ظلّه «1» يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: الإمام العادل «2» . وشابّ نشأ بعبادة الله «3» .
ورجل قلبه معلّق في المساجد «4» . ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه «5» . ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال «6» . فقال: إنّي أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.
ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» ) * «7» .
14-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال:
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على العبد والحرّ والذّكر والأنثى والصّغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدّى قبل خروج النّاس إلى الصّلاة) * «8» .
15-
* (عن كعب بن عجرة- رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعيذك بالله يا كعب ابن عجرة من أمراء يكونون (من) بعدي، فمن غشي أبوابهم فصدّقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منّي ولست منه، ولا يرد عليّ الحوض، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدّقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو منّي وأنا منه، وسيرد عليّ الحوض. يا كعب بن عجرة، الصّلاة برهان، والصّوم جنّة حصينة، والصّدقة تطفأ الخطيئة كما يطفأ الماء النّار يا كعب بن عجرة! إنّه لا يربو لحم نبت من سحت «9» إلّا كانت النّار أولى به» ) * «10» .
16-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه قال:
قلت: يا رسول الله، أيّ الأعمال أفضل؟ قال:«الإيمان بالله، والجهاد في سبيله» . قال: قلت: أيّ الرّقاب أفضل؟ قال: «أنفسها عند أهلها «11» وأكثرها ثمنا» .
قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تعين صانعا أو تصنع لأخرق «12» » قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: «تكفّ شرّك عن النّاس، فإنّها صدقة منك على نفسك» ) * «13» .
(1) يظلهم الله في ظله: المراد هنا ظل العرش. والمراد يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين. ودنت منهم الشمس، وأخذهم العرق. ولا ظل هناك لشيء إلا للعرش.
(2)
الإمام العادل: هو كل من إليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والحكام.
(3)
شاب نشأ بعبادة الله: أي نشأ متلبسا للعبادة، أو مصاحبا لها أو ملتصقا بها.
(4)
ورجل قلبه معلق في المساجد: أي شديد الحب لها، والملازمة للجماعة فيها، وليس معناه دوام القعود في المسجد.
(5)
ورجلان تحابا في الله
…
: أي اجتمعا وتفرقا على الله، وكانا صادقين في حب كل واحد منهما صاحبه لله تعالى حال اجتماعهما وافتراقهما.
(6)
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال: أي ذات الحسب، والنسب، والجمال، ومعنى دعته أي دعته إلى الزنا بها.
(7)
البخاري- الفتح 3 (1423) . ومسلم (1031) واللفظ له.
(8)
البخاري- الفتح 3 (1503) واللفظ له. ومسلم (984) .
(9)
السحت: هو المال الحرام.
(10)
الترمذي (614) واللفظ له، وقال حديث حسن غريب. وصححه الألباني، صحيح الترمذي (1/ 189) برقم (501)، والنسائي (7/ 160) . والحاكم في المستدرك (4/ 422) . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(11)
أنفسها عند أهلها: أي أرفعها وأجودها.
(12)
تصنع لأخرق: الأخرق: هو الذي ليس بصانع. يقال رجل أخرق وامرأة خرقاء، لمن لا صنعة له.
(13)
مسلم (84) .
17-
* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنّة ويباعدني من النّار. قال: «لقد سألتني عن عظيم، وإنّه ليسير على من يسّره الله عليه. تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت» . ثمّ قال: «ألا أدلّك على أبواب الخير:
الصّوم جنّة، والصدقة تطفأ الخطيئة كما يطفأ الماء النّار، وصلاة الرّجل من جوف اللّيل» . قال: ثمّ تلا:
تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ حتّى بلغ يَعْمَلُونَ» ) * «1» .
18-
* (عن حذيفة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «كلّ معروف صدقة» ) * «2» .
19-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلوا وتصدّقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة «3» » ) * «4» .
20-
* (عن زينب الثّقفيّة امرأة عبد الله بن مسعود- رضي الله عنهما قالت: كنت في المسجد فرأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فقال: «تصدّقن ولو من حليّكنّ، وكانت زينب تنفق على عبد الله وأيتام في حجرها، فقالت لعبد الله: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيجزي عنّي أن أنفق عليك وعلى أيتامي في حجري من الصّدقة؟
فقال: سلي أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلقت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فوجدت امرأة من الأنصار على الباب حاجتها مثل حاجتي فمرّ علينا بلال، فقلت: سل النّبيّ:
أيجزي عنّي أن أنفق على زوجي وأيتام لي في حجري؟ وقلنا لا تخبر بنا. فدخل فسأله، فقال:«من هما؟» قال: زينب. قال: «أيّ الزّيانب؟» قال: امرأة عبد الله. قال: «نعم، ولها أجران: أجر القرابة وأجر الصّدقة» ) * «5» .
21-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يتصدّق أحد بتمرة من كسب طيّب، إلّا أخذها الله بيمينه، فيربّيها كما يربّى أحدكم فلوّه أو قلوصه «6» . حتّى تكون مثل الجبل أو أعظم» ) * «7» .
22-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس المسكين بهذا الطّوّاف الّذي يطوف على النّاس، فتردّه اللّقمة واللّقمتان.
والتّمرة والتّمرتان» . قال: فما المسكين؟ يا رسول الله! قال: «الّذي لا يجد غنى يغنيه. ولا يفطن له.
فيتصدّق عليه، ولا يسأل النّاس شيئا» ) * «8» .
(1) الترمذي (2616) . واللفظ له وقال: حسن صحيح وعزاه أحمد شاكر في المسند للسنن الكبرى للنسائي (3/ 13)، وابن ماجة (3973) . وقال الألباني في صحيح الجامع (3/ 29- 30) : صحيح.
(2)
البخاري- الفتح 10 (6021) واللفظ له. ومسلم (1005) .
(3)
مخيلة: التعاجب والتفاخر.
(4)
النسائي (5/ 79) واللفظ له وحسنه الألباني (صحيح النسائي برقم 2399) . وابن ماجة (3605) . والحاكم في المستدرك (4/ 135) . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(5)
البخاري- الفتح 3 (1466) واللفظ له. ومسلم (1000) .
(6)
قلوصه: هي الناقة الفتية.
(7)
البخاري- الفتح 3 (1410) . ومسلم (1014) واللفظ له.
(8)
البخاري- الفتح 3 (1476) . ومسلم (1039) واللفظ له.
23-
* (عن المقدام بن معديكرب الزّبيديّ- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما كسب الرّجل كسبا أطيب من عمل يده. وما أنفق الرّجل على نفسه وأهله وولده وخادمه، فهو صدقة» ) * «1» .
24-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلّا كان له به صدقة» ) * «2» .
25-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقة من مال «3» ، وما زاد الله عبدا بعفو إلّا عزّا «4» ، وما تواضع أحد لله إلّا رفعه الله «5» » ) * «6» .
26-
* (عن حذيفة- رضي الله عنه قال:
قال عمر- رضي الله عنه: من يحفظ حديثا عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال حذيفة: أنا سمعته يقول:
«فتنة الرّجل في أهله وماله وجاره، تكفّرها الصّلاة والصّيام والصّدقة»
…
الحديث» ) * «7» .
27-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنّة يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصّلاة دعي من باب الصّلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصّيام دعي من باب الرّيّان، ومن كان من أهل الصّدقة دعي من باب الصّدقة» . فقال أبو بكر- رضي الله عنه: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلّها؟ قال: «نعم، وأرجو أن تكون منهم» ) * «8» .
28-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «يصبح على كلّ سلامى «9» من أحدكم صدقة. فكلّ تسبيحة صدقة. وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة. وكلّ تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة. ونهي عن المنكر صدقة. ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى» ) * «10» .
(1) ابن ماجة (2138) . وصححه الألباني- صحيح سنن ابن ماجة (1739) .
(2)
البخاري- الفتح 5 (2320) واللفظ له. ومسلم (1553) .
(3)
ما نقصت صدقة من مال: ذكروا فيها وجهين: أحدهما معناه أنه يبارك فيه ويدفع عنه المضرات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية. وهذا مدرك بالحس والعادة، والثاني: أنّه، وإن نقصت صورته، كان في الثواب المرتب عليه جبر لنقصه وزيادة إلى أضعاف كثيرة.
(4)
وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزّا: فيه أيضا، وجهان: أحدهما على ظاهره. ومن عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب، وزاد عزه وإكرامه. والآخر: شأن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك.
(5)
وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله: فيه أيضا وجهان: أحدهما يرفعه في الدنيا ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة، ويرفعه الله عند الناس ويجل مكانه. والآخر: أن المراد ثوابه في الآخرة ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا. قال العلماء: وهذه الأوجه في الألفاظ الثلاثة موجودة في العادة معروفة. وقد يكون المراد الوجهين معا في جميعها. في الدنيا والآخرة.
(6)
مسلم (2588) .
(7)
البخاري- الفتح 4 (1895) واللفظ له. ومسلم (144) .
(8)
البخاري- الفتح 4 (1897) .
(9)
على كل سلامى: قال النووي: أصله عظام الأصابع وسائر الكف، ثم استعمل في جميع عظام البدن ومفاصله.
(10)
مسلم (720) .