الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من كرب الدّنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدّنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنّة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلت عليهم السّكينة «1» ، وغشيتهم الرّحمة، وحفّتهم الملائكة «2» ، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه» ) * «3» .
26-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى سعد فأتى على حمار، فلمّا دنا من المسجد قال للأنصار:«قوموا إلى سيّدكم، أو خيركم» .
فقال: هؤلاء نزلوا على حكمك. فقال: «تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذراريّهم» . قال: «قضيت بحكم الله» . وربّما قال: «بحكم الملك» ) * «4» .
()
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الشرف)
1-
* (عن عائشة- رضي الله عنها زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قصّة وفاة النّبيّ صلى الله عليه وسلم وخطبة أبي بكر في الأنصار: فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه، وقال: «ألا من كان يعبد محمّدا صلى الله عليه وسلم فإنّ محمّدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت وقال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (الزّمر/ 30) . وقال: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ، (آل عمران/ 144) . قال فنشج النّاس يبكون. قال واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منّا أمير ومنكم أمير؛ فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطّاب وأبو عبيدة بن الجرّاح، فذهب عمر يتكلّم، فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلّا أنّي قد هيّأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر. ثمّ تكلّم أبو بكر فتكلّم أبلغ النّاس، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء.
فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل، منّا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر: لا، ولكنّا الأمراء وأنتم الوزراء. هم أوسط العرب دارا، وأعربهم أحسابا، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة. فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيّدنا وخيرنا وأحبّنا إلى رسول الله
(1) السكينة: فعيلة من السكون والطمأنينة.
(2)
حفتهم الملائكة: أي أحاطت بهم.
(3)
مسلم (2699) .
(4)
البخاري- الفتح 7 (4121) . واللفظ له ومسلم (1768) .
صلّى الله عليه وسلّم. فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه النّاس. فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر: قتله الله» ) * «1» .
2-
* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه قال: «كرم المؤمن تقواه، ودينه حسبه، ومروءته خلقه، والجرأة والجبن غرائز يضعها الله حيث شاء، فالجبان يفرّ عن أبيه وأمّه والجريء يقاتل عمّا لا يؤوب به إلى رحله، والقتل حتف من الحتوف، والشّهيد من احتسب نفسه على الله» ) * «2» .
3-
* (وقال أيضا- رضي الله عنه:
«تفقّهوا قبل أن تسودوا» . قال أبو عبد الله (أي البخاريّ) وبعد أن تسودوا) * «3» .
4-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: «كان عمر يقول: أبو بكر سيّدنا وأعتق سيّدنا، يعني بلالا» ) * «4» .
5-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال:
«ما رأيت أحدا كان أسود من معاوية بن أبي سفيان.
قال: قلت ولا عمر؟ قال: كان عمر خيرا من معاوية رضي الله عنهما وكان معاوية أسود منه» ) * «5» .
6-
* (عن عكرمة قال: «السّيّد: الّذي لا يغلبه الغضب» ) * «6» .
7-
* (وقال الضّحّاك: «السّيّد: الحليم التقيّ» ) * «7» .
8-
* (وقال مرّة: «السّيّد: الحسن الخلق» ) * «8» .
9-
* (عن هشام الكلبيّ قال: «قيل لمعاوية:
من أسود النّاس؟ فقال: أسخاهم نفسا حين يسأل وأحسنهم في المجالس خلقا، وأحلمهم حين يستجهل» ) * «9» .
10-
* (عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه أنّه أوصى ولده عند موته، قال: «اتّقوا الله- عز وجل وسوّدوا أكبركم؛ فإنّ القوم إذا سوّدوا أكبرهم خلفوا أباهم.- فذكر الحديث- فلا تنوحوا عليّ فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه» ) * «10» .
11-
* (قال بعض الأنصار:
وقال رسول الله والقول قوله
…
لمن قال منّا من تسمّون سيّدا
فقالوا له جدّ بن قيس على الّتي
…
نبخّله فيها وإن كان أسودا
فسوّد عمرو بن الجموح لجوده
…
وحقّ لعمرو بالنّدى أن يسوّدا) *1» .
12-
* (قد روي من طرق ذكرها الصّوليّ
(1) البخاري- الفتح 7 (3668) .
(2)
تنوير الحوالك (2/ 19) .
(3)
فتح الباري (1/ 199) .
(4)
المنتقى من مكارم الأخلاق (115) .
(5)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(6)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(7)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(8)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(9)
المرجع السابق (116) .
(10)
أحمد (5/ 61) .
(11)
فتح الباري (5/ 211) .
والجريريّ وغير واحد؛ أنّ هشام بن عبد الملك حجّ في خلافة أبيه وأخيه الوليد، فطاف بالبيت، فلمّا أراد أن يستلم الحجر لم يتمكّن حتّى نصب له منبر فاستلم وجلس عليه، وقام أهل الشّام حوله، فبينما هو كذلك إذ أقبل عليّ بن الحسين، فلمّا دنا من الحجر ليستلمه تنحّى عنه النّاس إجلالا وهيبة واحتراما، وهو في بزّة حسنة، وشكل مليح، فقال أهل الشّام لهشام: من هذا؟ فقال: لا أعرفه استنقاصا به، واحتقارا، لئلّا يرغب فيه أهل الشّام، فقال الفرزدق وكان حاضرا: أنا أعرفه، فقالوا: ومن هو؟ فأشار الفرزدق يقول:
هذا الّذي تعرف البطحاء «1» وطأته
…
والبيت «2» يعرفه والحلّ والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلّهم
…
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها
…
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
ينمى إلى ذروة العزّ الّتي قصرت
…
عن نيلها عرب الإسلام والعجم
يكاد يمسكه عرفان راحته
…
ركن الحطيم «3» إذا ما جاء يستلم
يغضي حياء ويغضى من مهابته
…
فما يكلّم إلّا حين يبتسم
بكفّه خيزران ريحها عبق
…
من كفّ أروع في عرنينه «4» شمم
مشتقّة من رسول الله نبعته
…
طابت عناصرها والخيم والشّيم «5»
ينجاب نور الهدى من نور غرّته
…
كالشّمس ينجاب عن إشراقها الغيم
حمّال أثقال أقوام إذا فدحوا
…
حلو الشّمائل تحلو عنده نعم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
…
بجدّه أنبياء الله قد ختموا
من جدّه دان فضل الأنبياء له
…
وفضل أمّته دانت له الأمم
عمّ البريّة بالإحسان فانقشعت «6»
…
عنها الغواية والإملاق والظّلم
كلتا يديه غياث عمّ نفعهما
…
يستوكفان ولا يعروهما العدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره
…
يزينه اثنان حسن الحلم والكرم
لا يخلف الوعد ميمون نقيبته
…
رحب الفناء أريب حين يعتزم
من معشر حبّهم دين وبغضهم
…
كفر وقربهم منجى ومعتصم
(1) البطحاء: أرض منبسطة ومسيل واسع في وسطها مكة.
(2)
والبيت: البيت العتيق، الكعبة.
(3)
الحطيم: ما بين ركن الكعبة والباب. وقيل: جدار الكعبة.
(4)
عرنينه: أنفه.
(5)
الشيم: الفضائل.
(6)
فانقشعت: انجلت.
يستدفع السّوء والبلوى بحبّهم
…
ويستزاد به الإحسان والنّعم
مقدّم بعد ذكر الله ذكرهم
…
في كلّ حكم ومختوم به الكلم
إن عدّ أهل التّقى كانوا أئمّتهم
…
أو قيل: من خير أهل الأرض قيل: هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم
…
ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت
…
والأسد أسد الشّرى والبأس محتدم
يأبى لهم أن يحلّ الذمّ ساحتهم
…
خيم كرام وأيد بالنّدى هضم
لا ينقص العدم بسطا من أكفّهم
…
سيّان ذلك إن أثروا وإن عدموا
أيّ الخلائق ليست في رقابهم
…
لأوّلية هذا أوله نعم
فليس قولك من هذا بضائره
…
العرب تعرف من أنكرت والعجم
من يعرف الله يعرف أوّلية ذا
…
فالدّين من بيت هذا ناله الأمم
قال: فغضب هشام من ذلك وأمر بحبس الفرزدق بعسفان، بين مكّة والمدينة، فلمّا بلغ ذلك عليّ بن الحسين بعث إلى الفرزدق باثني عشر ألف درهم، فلم يقبلها وقال: إنّما قلت ما قلت لله- عز وجل ونصرة للحقّ، وقياما بحقّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذرّيّته، ولست أعتاض عن ذلك بشيء. فأرسل إليه عليّ بن الحسين يقول: قد علم الله صدق نيّتك في ذلك، وأقسمت عليك بالله لتقبلنّها فتقبّلها منه ثمّ جعل يهجو هشاما) * «1» .
13-
* (قال ابن القيّم- رحمه الله في وصف إرادة ربّ العالمين: يا محمّد! أنت تريد أبا طالب ونحن نريد سلمان، أبو طالب إذا سئل عن اسمه قال عبد مناف. وإذا انتسب افتخر بالآباء. وإذا ذكرت الأموال عدّ الإبل. وسلمان إذا سئل عن اسمه قال: عبد الله، وعن نسبه قال ابن الإسلام. وعن ماله قال:
الفقر. وعن حانوته قال: المسجد، وعن كسبه قال:
الصّبر. وعن لباسه قال: التّقوى والتّواضع. وعن وساده: قال: السّهر. وعن فخره قال: سلمان منّا. وعن قصده قال: يريدون وجهه. وعن سيره قال: إلى الجنّة.
وعن دليله في الطّريق قال: إمام الخلق وهادي الأئمّة) * «2» .
14-
* (قال الماورديّ- رحمه الله: «من يعين ولا يستعين، فهو كريم الطّبع، مشكور الصّنع، وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء، فلا يرى ثقيلا في نائبة، ولا يقعد عن نهضة في معونة، فهذا أشرف الإخوان نفسا وأكرمهم طبعا» ) * «3» .
(1) ديوان الفرزدق. ورواية البيت الأخير فيه:
من يشكر الله يشكر أوّليّة ذا
…
فالدين من بيت هذا ناله الأمم
والقصيدة بهذا الترتيب في البداية والنهاية (9/ 180، 109) .
(2)
الفوائد (56) .
(3)
أدب الدنيا والدين (173) .