الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الرحمة)
1-
* (عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن عليّ على فخذه الآخر، ثمّ يضمّهما، ثمّ يقول: «اللهمّ ارحمهما فإنّي أرحمهما» ) * «1» .
2-
* (عن عوف بن مالك الأشجعيّ- رضي الله عنه قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: «اللهمّ اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر (أو من عذاب النّار) » . قال: حتّى تمنّيت أن أكون أنا ذلك الميّت) * «2» .
3-
* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه قال: قدم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السّبي تحلب ثديها تسقي إذا وجدت صبيّا في السّبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أترون هذه طارحة ولدها في النّار؟» . قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه. فقال: «لله أرحم بعباده من هذه بولدها» ) * «3» .
4-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «اللهمّ إنّي أتّخذ عندك عهدا لن تخلفنيه. فإنّما أنا بشر. فأيّ المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقرّبه بها إليك يوم القيامة» ) * «4» .
5-
* (عن مالك بن الحويرث- رضي الله عنه قال: أتينا النّبيّ صلى الله عليه وسلم ونحن شببة «5» متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنّ أنّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمّن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقا رحيما، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم فعلّموهم، ومروهم، وصلّوا كما رأيتموني أصلّي، وإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم، ثمّ ليؤمّكم أكبركم» ) * «6» .
6-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه- أو صاحبه- يرحمك الله، فإذا قال يرحمك الله، فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم» ) * «7» .
7-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله
(1) البخاري- الفتح 10 (6003) .
(2)
مسلم (963) . وتاميتئي (1/ 52) .
(3)
البخاري- الفتح 10 (5999) واللفظ له، ومسلم (2754) .
(4)
البخاري- الفتح 11 (6361) ، ومسلم (2601) واللفظ له.
(5)
شببة: جمع شاب، مثل بررة جمع بار.
(6)
البخاري- الفتح 10 (6008) واللفظ له، ومسلم (674) .
(7)
البخاري- الفتح 10 (6224) ، ومسلم (2992) مثله من حديث أبي موسى.
عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمّي لنا نفسه أسماء. فقال: «أنا محمّد، وأحمد، والمقفّي، والحاشر، ونبيّ التّوبة، ونبيّ الرّحمة» ) * «1» .
8-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لمّا خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إنّ رحمتي تغلب غضبي» ) * «2» .
9-
* (عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته:
«ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني يومي هذا. كلّ مال نحلته عبدا حلال. وإنّي خلقت عبادي حنفاء كلّهم. وإنّهم أتتهم الشّياطين فاجتالتهم «3» عن دينهم. وحرّمت عليهم ما أحللت لهم. وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا. وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل الكتاب. وقال: إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك. وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء «4» .
تقرؤه نائما ويقظان. وإنّ الله أمرني أن أحرّق قريشا.
فقلت: ربّ إذا يثلغوا رأسي «5» فيدعوه خبزة. قال:
استخرجهم كما استخرجوك. واغزهم نغزك. وأنفق فسننفق عليك. وابعث جيشا نبعث خمسة مثله.
وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق. ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربى ومسلم. وعفيف متعفّف ذو عيال. قال: وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له «6» ، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا. والخائن الّذي لا يخفى له طمع وإن دقّ إلّا خانه. ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» . وذكر البخل أو الكذب، والشّنظير «7» الفحّاش) * «8» .
10-
* (عن سلمان الفارسيّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله خلق يوم خلق السّماوات والأرض مائة رحمة، كلّ رحمة طباق ما بين السّماء والأرض. فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطّير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرّحمة» ) * «9» .
(1) مسلم (2355) . والمقفّي. المتّبع للأنبياء. والحاشر: أي الذي يحشر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره.
(2)
البخاري- الفتح 13 (7404) ، ومسلم (2751) واللفظ له.
(3)
فاجتالتهم: كذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين. أي استخفوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه، وجالوا معهم في الباطل. وقال شمر: اجتال الرجل الشيء ذبه به. واجتال أموالهم ساقها وذهب بها.
(4)
كتابا لا يغسله الماء: معناه محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب، بل يبقى على مر الزمان.
(5)
إذا يثلغوا رأسي: أي يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز، أي يكسر.
(6)
لا زبر له: أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي، وقيل: هو الذي لا مال له، وقيل: الذي ليس عنده ما يعتمده.
(7)
الشنظير: فسره في الحديث بأنه الفحاش، وهو السيء الخلق.
(8)
مسلم (2865) .
(9)
مسلم (2753) .
11-
* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أيّ النّاس أعلم؟. فقال: أنا أعلم. قال فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه
…
الحديث. وفي آخره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله موسى، لوددت أنّه كان صبر حتّى يقصّ علينا من أخبارهما» ) * «1» .
12-
* (عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ هذه الأمّة مرحومة جعل الله عذابها بينها فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كلّ امرئ منهم رجل من أهل الأديان، فقال:
هذا يكون فداءك من النّار» ) * «2» .
13-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
ألا أحدّثكم عنّي وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلنا: بلى.
قالت: لمّا كانت ليلتي الّتي كان النبيّ صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع. فلم يلبث إلّا ريثما ظنّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج. ثمّ أجافه «3» رويدا.
فجعلت درعي في رأسي «4» ، واختمرت وتقنّعت إزاري «5» . ثمّ انطلقت على إثره. حتّى جاء البقيع فقام.
فأطال القيام. ثمّ رفع يديه ثلاث مرّات. ثمّ انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت. فهرول فهرولت.
فأحضر فأحضرت «6» . فسبقته فدخلت. فليس إلّا أن اضطجعت فدخل. فقال: «مالك؟ يا عائش حشيا رابية «7» » . قالت: قلت: لا شيء. قال: «لتخبريني أو ليخبرنّي اللّطيف الخبير» . قالت: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي، فأخبرته. قال:«فأنت السّواد الّذي رأيت أمامي؟» . قلت: نعم.، فلهدني «8» في صدري لهدة أوجعتني. ثمّ قال:«أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟» . قالت: مهما يكتم النّاس يعلمه الله. ثمّ قال: «فإنّ جبريل أتاني حين رأيت، فناداني، فأخفاه منك «9» ، فأجبته، فأخفيته منك. أو لم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أن قد رقدت، فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي. فقال: إنّ ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم» .
قالت: قلت: كيف أقول لهم؟ يا رسول الله. قال: «قولي:
السّلام على أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين ويرحم
(1) البخاري- الفتح 6 (3401) ، ومسلم (2380) واللفظ له.
(2)
الحاكم 4 (444)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأحمد (4/ 408) واللفظ له عن أبي بردة عن أبيه. وشعب الإيمان للبيهقي (2/ 274) وقال مخرجه في الطبراني الصغير (1/ 10) حديث (5)، وقال الألباني في الصحيحة (2/ 685) : الحديث صحيح.
(3)
أجافه: أغلقه.
(4)
فجعلت درعي في رأسي: درع المرأة: قميصها.
(5)
تقنعت إزاري: لبست إزاري.
(6)
فأحضر فأحضرت: أي فعدا فعدوت.
(7)
مالك يا عائش حشيا رابية: يعني وقع عليك الحشا وهو الربو والتهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه والمحتد في كلامه من ارتفاع النفس وتواتره. ورابية: أي مرتفعة البطن.
(8)
فلهدني: دفعني.
(9)
فأخفاه منك: أي الصوت.
الله المستقدمين منّا والمستأخرين. وإنّا إن شاء الله بكم للاحقون» ) * «1» .
14-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «تحاجّت الجنّة والنّار، فقالت النّار: أوثرت بالمتكبّرين والمتجبّرين. وقالت الجنّة: ما لي لا يدخلني إلّا ضعفاء النّاس وسقطهم؟ قال الله تبارك وتعالى للجنّة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنّار: إنّما أنت عذاب أعذّب بك من أشاء من عبادي. ولكلّ واحدة منهما ملؤها. فأمّا النّار فلا تمتلأ حتّى يضع رجله فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلأ ويزوى بعضها إلى بعض. ولا يظلم الله- عز وجل من خلقه أحدا. وأمّا الجنّة فإنّ الله عز وجل ينشأ لها خلقا» ) * «2» .
15-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادّهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسّهر والحمّى» ) * «3» .
16-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: جاء أعرابيّ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: تقبّلون الصّبيان فما نقبّلهم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرّحمة» ) * «4» .
17-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «جعل الله الرّحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين. وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق. حتّى ترفع الدّابّة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه» ) * «5» .
18-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا فيمن كان سلف- أو قبلكم- آتاه الله مالا وولدا، يعني أعطاه. قال: فلمّا حضر «6» . قال لبنيه: أيّ أب كنت لكم؟. قالوا: خير أب. قال: فإنّه لم يبتئر عند الله خيرا» . فسّرها قتادة: لم يدّخر. «وإن يقدم على الله يعذّبه. فانظروا، فإذا متّ فأحرقوني، حتّى إذا صرت فحما فاسحقوني. أو قال فاسهكوني «7» - ثمّ إذا كان ريح عاصف فأذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك وربّي. ففعلوا. فقال الله: كن، فإذا رجل قائم، ثمّ قال: أي عبدي، ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك. أو فرق منك «8» ، فما تلافاه أن رحمه الله» ) * «9» .
19-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى» ) * «10»
(1) مسلم (974) .
(2)
البخاري- الفتح 8 (4850) واللفظ له، ومسلم (2846) .
(3)
البخاري- الفتح 10 (6011) واللفظ له، ومسلم (2586) .
(4)
البخاري- الفتح 10 (5998) واللفظ له، ومسلم (2317) .
(5)
البخاري- الفتح 10 (6000) ، ومسلم (2752) واللفظ له
(6)
فلما حضر: أي حضرته الوفاة.
(7)
فاسهكوني: أي اسحقوني، وقيل: هو دون السّحق.
(8)
فرق منك: أي خوف منك.
(9)
البخاري- الفتح 11 (6481) واللفظ له، ومسلم (2757) .
(10)
البخاري- الفتح 4 (2076) .
20-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلا قام من اللّيل فصلّى، ثمّ أيقظ امرأته فصلّت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من اللّيل فصلّت، ثمّ أيقظت زوجها فصلّى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء» ) * «1» .
21-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله امرأ صلّى قبل العصر أربعا» ) * «2» .
22-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله المحلّقين» . قالوا: والمقصّرين يا رسول الله. قال: «رحم الله المحلّقين» . قالوا: والمقصّرين يا رسول الله. قال:
«رحم الله المحلّقين» . قالوا: والمقصّرين يا رسول الله.
قال: «والمقصّرين» ) * «3» .
23-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الرّاحمون يرحمهم الرّحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السّماء» ) * «4» .
24-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سدّدوا «5» وقاربوا «6» وأبشروا، فإنّه لا يدخل أحدا الجنّة عمله» ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلّا أن يتغمّدني الله بمغفرة ورحمة» ) * «7» .
25-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد. فقال:
«رحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهنّ من سورة كذا وكذا» ، وزاد عبّاد بن عبد الله عن عائشة:
تهجّد النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بيتي فسمع صوت عبّاد يصلّي في المسجد. فقال: «يا عائشة أصوت عبّاد هذا؟» . قلت:
نعم. قال: «اللهمّ ارحم عبّادا» ) * «8» .
26-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذّئب فذهب بابن إحداهما، فقالت صاحبتها:
إنّما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنّما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى. فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه فقال: آتوني بالسّكّين أشقّه بينهما. فقالت الصّغرى: لا تفعل يرحمك الله، هو
(1) أبو داود (1308)، وقال الألباني في صحيح النسائي (1519) : حسن صحيح واللفظ له، وابن ماجة (1336) .
(2)
الترمذي (430) وقال: هذا حديث غريب حسن. وأبو داود (1271) ، وأحمد (2/ 117) . والبغوي في شرح السنة (3/ 470) والبيهقي في الكبرى (2/ 664) برقم (4481) ، وابن خزيمة (1193) ، وابن حبان، وقال مخرجه: إسناده حسن، وقال مخرج جامع الأصول:(6/ 26) : إسناده حسن.
(3)
البخاري- الفتح 3 (1727) ، ومسلم (1301) واللفظ له.
(4)
أبو داود (4941) واللفظ له، والترمذي (1924) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال مخرج جامع الأصول (5/ 515) : الحديث صحيح بشواهده.
(5)
سددوا: اطلبوا السداد أي الصواب.
(6)
قاربوا: لا تفرطوا في العبادة.
(7)
البخاري- الفتح 11 (6467) واللفظ له. ومسلم (2816) .
(8)
البخاري- الفتح 4 (2655) واللفظ له، ومسلم (788) .
ابنها، فقضى به للصّغرى» ) * «1» .
27-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تنزع الرّحمة إلّا من شقيّ» ) * «2» .
28-
* (عن جرير بن عبد الله- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرحم الله من لا يرحم النّاس» ) * «3» .
29-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه، فقال أعرابيّ وهو في الصّلاة: اللهمّ ارحمني ومحمّدا ولا ترحم معنا أحدا. فلمّا سلّم النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال للأعرابيّ: «لقد حجّرت واسعا» يريد رحمة الله) * «4» .
30-
* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه أنّه قال: إنّ أبا هريرة كان حريصا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله ما أوّل ما رأيت في أمر النّبوّة؟
فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وقال: «لقد سألت أبا هريرة، إنّي لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا رجل يقول لرجل: أهو هو؟ قال: نعم، فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قطّ وأرواح لم أجدها من خلق قطّ، وثياب لم أرها على أحد قطّ، فأقبلا إليّ يمشيان حتّى أخذ كلّ واحد منهما بعضدي لا أجد لأحدهما مسّا فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصر ولا هصر «5» . وقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره.
فهوى أحدهما إلى صدري ففلقها، فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له: أخرج الغلّ والحسد، فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثمّ نبذها فطرحها، فقال له:
أدخل الرّأفة والرّحمة، فإذا مثل الّذي أخرج يشبه الفضّة، ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم، فرجعت بها أغدو رقّة على الصّغير ورحمة للكبير» ) * «6» .
31-
* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن تؤمنوا حتّى ترحموا» . قالوا: كلّنا رحيم يا رسول الله، قال: «إنّه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنّها رحمة النّاس، رحمة العامّة» ) * «7» .
32-
* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه أنّه جاءه ابن الدّيلميّ، فقال: وقع في نفسي شيء من القدر، فحدّثني بشيء لعلّ الله أن يذهبه من قلبي،
(1) البخاري- الفتح 6 (3427) ، ومسلم (1720) .
(2)
الترمذي (1923) وقال: حديث حسن. وأبو داود (4942) وقال الألباني: حسن (3/ 933) حديث (4133)، وقال مخرج جامع الأصول: حسن (4/ 516) .
(3)
البخاري- الفتح 13 (7376) واللفظ له، ومسلم (2319) .
(4)
البخاري- الفتح 10 (6010) .
(5)
بلا قصر ولا هصر: أي بلا عنف ولا ضغط.
(6)
أحمد (5/ 139) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 222- 223) : رواه عبد الله (يعني ابن أحمد عن أبيه) ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان.
(7)
قال الحافظ في الفتح (10/ 453) : أخرجه الطبراني ورجاله ثقات، وقال الألباني في الصحيحة (1/ 270) : هو في كتاب الأدب للبيهقي حديث (167) .
فقال: لو أنّ الله عذّب أهل سماواته وأهل أرضه عذّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتّى تؤمن بالقدر، وتعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو متّ على غير هذا لدخلت النّار. قال:
ثمّ أتيت عبد الله بن مسعود، فقال مثل ذلك، قال:
ثمّ أتيت حذيفة بن اليمان، فقال مثل ذلك، قال: ثمّ أتيت زيد بن ثابت، فحدّثني عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك) * «1» .
33-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو تعلمون قدر رحمة الله لا تّكلتم» . أحسبه قال: عليها) * «2» .
34-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا» ) * «3» .
35-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن عليّ وعنده الأقرع بن حابس التّميميّ جالسا، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ قال: «من لا يرحم لا يرحم» ) * «4» .
36-
* (عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحبّ أنّ لي الدّنيا وما فيها بهذه الآية قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
…
(الزمر/ 53) » ) * «5» .
37-
* (عن عمران بن حصين- رضي الله عنهما قال: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق. قال: يا محمّد، فأتاه. فقال:«ما شأنك؟» .
فقال: بم أخذتني؟، وبم أخذت سابقة الحاجّ.
فقال: (إعظاما لذلك)«أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف» . ثمّ انصرف عنه فناداه. فقال: يا محمّد، يا محمّد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا. فرجع إليه فقال:«ما شأنك؟» . قال: إنّي مسلم. قال: «لو قلتها وأنت تملك أمرك، أفلحت كلّ الفلاح» ، ثمّ انصرف فناداه فقال: يا محمّد، يا محمّد، فأتاه فقال:«ما شأنك؟» . قال: إنّي جائع فأطعمني. وظمان فاسقني.
قال: «هذه حاجتك» . ففدي بالرّجلين
…
الحديث) * «6» .
38-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله
(1) أبو داود (4699) واللفظ له. وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 890) حديث (2932) : صحيح، وابن ماجة (77) ، وأحمد (5/ 185) .
(2)
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 213) : رواه البزار وإسناده حسن.
(3)
الترمذي (1920) وقال: حسن صحيح، واللفظ له، وأحمد (1/ 257) وصححه الشيخ أحمد شاكر (4/ 95) .
(4)
البخاري- الفتح 10 (5997) واللفظ له ومسلم (2318) . ومن هنا شرطية.
(5)
رواه أحمد (5/ 275)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن- مجمع الزوائد (10/ 214) .
(6)
مسلم (1641) .
عنهما- قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم على المنبر: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، التّحدّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب» ) * «1» .
39-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الملائكة تصلّي على أحدكم ما دام في مصلّاه الّذي صلّى فيه ما لم يحدث، تقول:
اللهمّ اغفر له، اللهمّ ارحمه» ) * «2» .
40-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: إنّ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم دخل نخلا لبني النجّار.
فسمع صوتا ففزع. فقال: «من أصحاب هذه القبور؟» . قالوا: يا رسول الله، ناس ماتوا في الجاهلية.
فقال: «تعوّذوا بالله من عذاب النّار، ومن فتنة الدّجّال» . قالوا: وممّ ذاك يا رسول الله؟. قال: «إنّ المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له: ما كنت تعبد؟ فإن الله هداه، قال: كنت أعبد الله، فيقال له:
ما كنت تقول في هذا الرّجل؟، فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما يسأل عن شيء غيرها. فينطلق به إلى بيت كان له في النّار، فيقال له: هذا بيتك كان لك في النّار، ولكنّ الله عصمك ورحمك، فأبدلك به بيتا في الجنّة، فيقول: دعوني حتّى أذهب فأبشّر أهلي، فيقال له: اسكن، وإنّ الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره، فيقول له: ما كنت تعبد؟، فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا تليت، فيقال له: فما كنت تقول في هذا الرّجل؟، فيقول: كنت أقول ما يقول النّاس، فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثّقلين» ) * «3» .
41-
* (عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي الله عنه قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصّبح بالحديبية في إثر السّماء «4» كانت من اللّيل، فلمّا انصرف أقبل على النّاس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربّكم؟» . قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فأمّا من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأمّا من قال: مطرنا بنوء «5» كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب» ) * «6» .
42-
* (عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل الله أهل الجنّة الجنّة. يدخل من يشاء برحمته، ويدخل أهل النّار النّار، ثمّ يقول: انظروا، من وجدتم في قلبه
(1) أحمد (4/ 278) واللفظ له، وذكره الألباني في الصحيحة برقم (667)(2/ 276) ، وعزاه أيضا للقضاعي.
(2)
البخاري- الفتح 1 (445) واللفظ له، ومسلم (649) - باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة.
(3)
أبو داود (4751) واللفظ له. وذكره المنذري في مختصر أبي داود (7/ 138) وقال: أخرج النسائي طرفا منه، وقال الألباني في صحيح أبي داود: صحيح (3/ 900) برقم (3977) ، وأحمد 3 (233) .
(4)
السماء: المطر.
(5)
ناء النجم: سقط النجم أو طلع.
(6)
البخاري- الفتح 7 (414) ، ومسلم (71) واللفظ له.