الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان يوم أحد انهزم النّاس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي النّبيّ صلى الله عليه وسلم مجوّب «1» به عليه بحجفة «2» له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد القدّ «3» يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرّجل يمرّ معه الجعبة من النّبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة، فأشرف النّبيّ صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: يا نبي الله، بأبي أنت وأمّي، لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك. ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأمّ سليم وإنّهما لمشمّرتان أرى خدم سوقهما تنقزان «4» القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثمّ ترجعان فتملآنها، ثمّ تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم. ولقد وقع السّيف من يد أبي طلحة إمّا مرّتين وإمّا ثلاثا) * «5» .
()
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الشهامة)
7-
* (سأل رجل البراء- رضي الله عنه فقال: يا أبا عمارة! أولّيتم يوم حنين؟ قال البراء وأنا أسمع: أمّا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يولّ يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته، فلمّا غشيه المشركون نزل فجعل يقول: أنا النّبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطّلب. قال: فما رئي من النّاس يومئذ أشدّ منه) * «6» .
8-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: «كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أحسن النّاس وأجود النّاس وأشجع النّاس.
ولقد فزع أهل المدينة، ذات ليلة فانطلق النّاس قبل الصّوت فاستقبلهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد سبق النّاس إلى الصّوت وهو يقول:«لم تراعوا، لم تراعوا» «7» وهو على فرس
لأبي طلحة عري ما عليه سرج، في عنقه سيف، فقال: لقد وجدته بحرا «8» ، أو إنّه لبحر» ) * «9» .
()
من الآثار الواردة في (الشهامة)
1-
* (عن حذيفة العدويّ، قال: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمّ لي، ومعي شيء من ماء وأنا أقول: إن كان به رمق سقيته، ومسحت به وجهه، فإذا أنا به فقلت: أسقيك؟ فأشار إليّ أن نعم، فإذا رجل
(1) مجوّب: أي مترس عليه يقيه بها، ويقال للتّرس جوبة.
(2)
بحجفة: الحجفة بفتحتين الترّس.
(3)
القد: سير من جلد غير مدبوغ.
(4)
تنقزان: النقز الوثب.
(5)
البخاري- الفتح 7 (3811) .
(6)
البخاري- الفتح 6 (3042) واللفظ له. ومسلم (1776) .
(7)
لم تراعوا: أي روعا مستقرّا، أو روعا يضركم.
(8)
بحر: أي فرس واسع الجري.
(9)
البخاري- الفتح 10 (6033) واللفظ له. ومسلم (2307) .
يقول: آه
…
فأشار ابن عمّي إليّ أن انطلق به إليه فجئته، فإذا هو هشام بن العاص. فقلت: أسقيك؟
فسمع به آخر فقال: آه.. فأشار هشام انطلق به إليه، فجئته، فإذا هو قد مات فرجعت إلى هشام، فإذا هو قد مات، فرجعت إلى ابن عمّي، فإذا هو قد مات، رحمة الله عليهم أجمعين) * «1» .
2-
* (عن زيد بن أسلم عن أبيه قال:
خرجت مع عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه إلى السّوق، فلحقت عمر امرأة شابّة فقالت: يا أمير المؤمنين هلك زوجي، وترك صبية صغارا والله ما ينضجون كراعا «2» ولا لهم زرع ولا ضرع «3» وخشيت أن تأكلهم الضّبع «4» ، وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاريّ، وقد شهد أبي الحديبية مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فوقف معها عمر ولم يمض. ثمّ قال: مرحبا بنسب قريب ثمّ انصرف إلى بعير ظهير «5» كان مربوطا في الدّار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما وحمل بينهما نفقة وثيابا، ثمّ ناولها بخطامه ثمّ قال: اقتاديه، فلن يفنى حتّى يأتيكم الله بخير. فقال رجل: يا أمير المؤمنين أكثرت لها، قال عمر: ثكلتك أمّك، والله إنّي لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه ثمّ أصبحنا نستفيء سهماننا فيه) * «6» .
3-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال يوم أحد لأخيه: خذ درعي يا أخي. قال: أريد من الشّهادة مثل الّذي تريد، فتركاها جميعا) * «7» .
4-
* (عن سليمان بن بلال- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا خرج إلى بدر أراد سعد بن خيثمة وأبوه جميعا الخروج معه، فذكر ذلك للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأمر أن يخرج أحدهما. فاستهما، فقال خيثمة بن الحارث لابنه سعد- رضي الله عنهما: إنّه لا بدّ لأحدنا من أن يقيم، فأقم مع نسائك، فقال سعد: لو كان غير الجنّة لآثرتك به، إنّي أرجو الشّهادة في وجهي هذا، فاستهما، فخرج سهم سعد؛ فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فقتله عمرو بن عبد ودّ) * «8» .
5-
* (عن معقل بن يسار أنّ عمر بن الخطّاب شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان فقال: يا أمير المؤمنين أصبهان: الرّأس وفارس وأذربيجان الجناحان فإذا قطعت إحدى الجناحين فالرّأس بالجناح، وإن قطعت الرّأس وقع الجناحان، فابدأ بأصبهان فدخل عمر بن الخطّاب المسجد فإذا هو بالنّعمان بن مقرّن يصلّي فانتظره حتّى قضى صلاته فقال له: إنّي مستعملك فقال: أمّا جابيا فلا وأمّا غازيا فنعم. قال: فإنّك غاز فسرّحه، وبعث إلى أهل الكوفة
(1) إحياء علوم الدين للغزالي (1/ 258) ، وتفسير ابن كثير (4/ 338) .
(2)
الكراع بضم الكاف: ما دون الكعب من الشاة.
(3)
ولا لهم ضرع: ليس لهم ما يحلبونه.
(4)
الضبع: السنة المجدبة، ومعنى تأكلهم: تهلكهم.
(5)
بعير ظهير: أي قوي الظهر معد للحاجة.
(6)
البخاري- الفتح 7 (4160) . ونستقي سهماننا أي نسترجع أنصباءنا من الغنيمة.
(7)
الهيثمي (5/ 298) . وقال: رجاله رجال الصحيح، وأبو نعيم في الحلية (1/ 367) .
(8)
أسد الغابة: (2/ 275) بتصرف.