الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشهر باسمه الدال على جملته، كذلك هاهنا ذكر الرأس بلفظه الدال على جملته، فيتعين جميعه.
قوله: (الشهادة على النفي غير مقبولة).
قلنا: الشهادة على النفي ثلاثة أقسام:
معلومة نحو: إن العرب لم تنصب الفاعل وترفع المفعول بل عكست.
وظنية عن استقراء صحيح، كقولنا: ليس في كلام العرب اسم آخره واو قبلها ضمة.
وشائعة غير منحصرة، كقولنا: لميطلق زيد امرأته في هذه السنة، زو لم يدخل بيت فلان عمره، من غير دليل على ذلك، فهذا هو المردود، والأولان مقبولان، وكلام ابن جني من الثاني فيقبل؛ لأنه شديد الاطلاع على لسان العرب، فله الحكم بالنفي ـاهرا، كما يقول المحدث: هذا لم يرد في السنة النبوية، بناء علي تمكن اطلاعه، وجود استقراءه، والسر أن الشهادة على أن النفي مقبولة في النفي المنحصر المعلوم، والمظنون دون غيرهما.
(فائدة)
(الباء) لها سبعة معان:
الإلصاق نحو: مررت بزيد.
والاستعانة نحو: كتبت بالقلم، وفحرت بالقدوم.
والسببية نحو: سعدت بطاعة الله.
والمصاحبة نحو: خرجت زيد بثيابه أي: مصاحبا لها.
والتبعيض عند بعضهم.
وبمعنى (في) للظرفية نحو: زيد بمصر أي فيها.
وزائدة نحو قوله تعالى: (وكفى بالله شهيدا)[النساء:79]
(المسألة السادسة: (إنما) للحصر).
...............
...............
قال سيف الدين: (قال القاضي أبو بكر والغزالي وجماعة من الفقهاء (إنما)، ظاهرة في الحصر، محتملة لتأكيد الإثبات)
وقال الحنفية وجماعة ممن ينكر دليل الخطاب: هي لتأكيد الإثبات فقط، قال: وهو المختار.
قوله: (ولست بالأكثر منهم حصى)
يريد بالحصى العشيرة والقبيلة، وأصل ذلك أن العرب تشبه الجمع الكثير بالحصى فيقولون: جاءوا مثل الرمل والحصى أي في كثرة العدد، فصار ذلك لكثرة دورانه على ألسنتهم، يعبر به عن الجمع، والعصبات، فمعنى البيت: فلست بالأكثر منهم قبيلة ولا جمعًا وعصبة، وصحفه بعضهم بالخاء المضمونة المنقوطة من فوقها، فقيل له: ما معنى ذلك؟ فقال: لأن إحدى البيضتين للنسل، والأخرى للحية، وهي اليمنى فإذا كبرتا عظمت اللحية، وكثر النسلوالإنسان يحترم لكثرة ولده، وكبر لحيته، والكاثر هو صاحب الكثرة مثل: لابن وتامر أي: صاحب لبن وصاحب تمر.
قوله [الطويل]:
أنا الذائد الحامي الذمار وإنما
…
يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
الذائد بالدالين الأولى منقوطة، والثانية مهملة، معناه: المانع، ومنه قوله عليه السلام:(ليذادن رجال عن حوضي)، أي: يمنعون، ويقع في بعض النسخ الزائد بـ (الزاي)، وهو غلط، والذمار اسم مفرد.
قال صاحب (العين)، وصاحب (المجمل): هو ما يلزمك حمايته، فهو يصرف للعيال والماشية، والبيوت وغيرها، وهو بالذال المعجمية، والذمر: الرجل الشجاع، والذمر: الحب والموعظة، والحث على الشيء.
قوله: (إن للإثبات، و (ما) للنفي).
قلنا: (ما) لفظ مشترك بين أحد عشر معنى:
الشرطية نحو: ما يصنع زصنع.
والاستفهامية نحو: ماعندك؟
وخبرية بمعنى (الذي نحو): ماعندك ينفعنا.
وتعجبية نحو: ما أحسن زيدا.
ونافية نحو: مافي الدار أحد.
ومصدرية نحو: أعجبني ما صنعت، أي: أعجبني صنيعك.
وكافة مع (إن) نحو: إنما قام زيد.