الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن أبا علي الفارسي قال: (شهد) له ثلاثة معان:
أحدها: شهد بمعنى حضر، ومنه شهد بدرا، وشهد العيد.
وشهد بمعني علم، ومنه قوله تعالى:(والله على كل شيء شهيد)[البروج:9].
وشهد بمعنى أخبر عن اعتقاده، ومنه قول الشاهد للحاكم: أشهد عندة بكذا أي أخبرك عن اعتقادي.
فالشهادة في الآية من هذا القبيل، فعلى هذا يكون التكذيب عائدا إلى الكلام اللساني دون الكلام النفساني، كما لو قالوا: نعتقد أنك رسول الله، فكانوا كذبة في ذلك، فإن المنافقين يعتقدون خلاف ذلك، إنما الذي يعتقده من الكفار نبيا المعاند، وهو ضد المنافق، وسيأتي بسطه في تكليف الكفار بالفروع إن شاء الله تعالى.
(فائدة)
قال بعض العلماء: قوله تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا الله) (آل عمران:18] يحتمل الإخبار
، لأنه تعالى أخبر عباده بذلك، ويحتمل العلم، لأنه تعالى يعلم ذلك، وكذلك الملائكة، وأولو العلم حصل في حقهم القسمان، فيحتاج إلى الترجيح.
وقوله: (زورت في نفسي كلاما): أي خمرته، كما تقول:(قدرت في نفسي دارا).
قلنا: لم لا يجوز أن يكون الإطلاق في الكل حقيقة، وقد تقدم أن الألفاذ إنما وضعت للمعاني الذهنية، فعلى هذا لفظ الدار وغيرها حقيقة في المعاني النفسانية، وقد تقدم هناك أن التبريزي حصل له تردد في هذا المعنى.
وقال: الأمر محتمل، ومع هذا لا يتم الاستدلال والاستشهاد بالدار على المجاز، لا نسلم أن الشاعر عربي:
قلنا هذا الشاعر هو الأخطل، وكان نصرانيا من نصارى العرب، ولم يزل النحاة تستشهد بشعره، كقوله [الخفيف]:
إن من يدخل الكنيسة يوما
…
يلق فيها جاذرا وظباء
وغير ذلك من أبياته الموضوعة في كتب النحو.
قوله: (المقصود من الكلام ما حصل في الفؤاد):