الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلنا: ذلك الامتناع لم يتفده من علامات الساعة، بل من إخبار المعصوم من أنهم يهلكون بعدها، فلولا ذلك لجوزنا زن تقوم الساعة قبل تلك العلامات، وليست هذه الآيات أشراطا إلا باعتبار دلالة وجودها على قرب الساعة فقط لا باعتبار دلالة عدمها على العدم عكس ما قاله المصنف.
قوله: (فلو كان ثم ما يقوم مقام الشرط لكان الشرط أحدهما لا بعينه).
تقريره: أنه إذا قال: (إن دخلت الدار أو كلمت زيدا فأنت حرة)، المعلق عليه أحدهما لا بعينه، وتعتق بأيهما كان.
تقريره: نص الآية وهو قوله تعالى: (إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا)[النساء:101].
فشرط الله تعالى خوف الفتنة ونحن نقصر مع الأمن.
(سؤال)
قوله عليه السلام: (صدقة تصدق الله بها عليكم) يقتضي أن القصر طارئ على الإتمام وكذلك قوله عليه السلام: (وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة).
وقوله تعالى: (فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة) [النساء:
101] وهذه النصوص يعارضها قول عائشة رضي الله عنها في الصحيح: (فرضت الصلاة مثنى فأقرت صلاة السفر وزيدت صلاة الحضر)
قال ابن عبدالبر في (الاستذكار): وحديث عائشة أصح حديث في الباب.
وأجاب عنه: بأن الصلاة فرضت ليلة الإسراء، وصلاها جبريل برسول الله صلى اله عليه وسلم صبيحة غد كلها ركعتين ركعتين إلا المغرب صلاها ثلاثا، فلما كان ب (المدينة) كمل الله تعالى الصلاة كلها أربعا أربعا إلا المغرب والصبح سفرا وحضرا، ثم نزلت آية القصر بعد ذلك فقولها رضي الله عنها (فأقرت صلاة السفر) أي على ماكانت عليه، واجتمعت الأحاديث.