الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- اقتران الكلام بالفعل، فإنه يفيد تقديره، كقولنا لمن أعرس «بالرفاء والبنين» (1)، فإنه يفيد بالرفاء والبنين أعرست (2).
والمحذوف- كما تقدم- نوعان:
[النوع الأول: حذف جزء جملة]
النوع الأول: حذف جزء جملة، وهو حذف المفردات ويكون على صور مختلفة:
- حذف الفاعل والاكتفاء فى الدلالة عليه بذكر الفعل، كقول العرب «أرسلت» وهم يريدون المطر ولا يذكرون السماء. ومنه قوله تعالى:
«كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ. وَقِيلَ مَنْ راقٍ» (3)، والضمير فى «بلغت» للنفس ولم يجر لها ذكر. ومنه قول حاتم الطائى:
أماوىّ ما يغنى الثراء عن الفتى
…
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر
يريد النفس، ولم يجر لها ذكر:
- حذف الفعل وجوابه، وهو نوعان:
أحدهما: يظهر بدلالة المفعول عليه كقوله تعالى: «فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها» (4)، أى: احذروا.
ومنه قول المتنبى:
ولولا أنّ أكثر ما تمنّى
…
معاودة لقلت ولا مناكا
فقوله «ولا مناكا» فيه محذوف تقديره: ولا صاحبت مناكا.
(1) الرفاء- بالكسر-: الاتفاق والتلاحم.
(2)
الإيضاح ص 193، وتنظر شروح التلخيص ج 3 ص 203.
(3)
القيامة 26 - 27.
(4)
الشمس 13.
وقوله:
ولا إلّا بأن يصغى وأحكى
…
فليتك لا يتيّمه هواكا
فقوله «ولا إلّا بأن يصغى وأحكى» فيه محذوف تقديره: ولا أرضى إلّا بأن يصغى وأحكى.
وثانيهما: لا يظهر فيه قسم الفعل لأنّه لا يكون هناك منصوب يدل عليه، وإنّما يظهر بالنظر إلى ملاءمة الكلام. كقوله تعالى:«وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» (1)، فقوله «لقد جئتمونا» يحتاج إلى إضمار
فعل أى: فقيل لهم لقد جئتمونا، أو فقلنا لهم.
ومن هذا الضرب إيقاع الفعل على شيئين وهو لأحدهما، كقوله تعالى:
«فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ» (2) وهو ل «أمركم» وحده، وإنّما المراد أجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم.
ومن حذف الفعل باب يسمى «باب إقامة المصدر مقام الفعل» ويؤتى به لضرب من المبالغة والتوكيد كقوله تعالى: «فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ» (3) قوله «ضرب الرقاب» أصله: فاضربوا الرقاب ضربا فحذف الفعل وأقيم المصدر مقامه وفى ذلك اختصار وتوكيد.
وأما حذف جواب الفعل فانه لا يكون فى الأمر المحتوم كقوله تعالى:
«فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا» (4) فجزم «يخوضوا ويلعبوا» لأنّهما جواب أمر «فذرهم» وحذف الجواب فى هذا لا يدخل فى باب الإيجاز.
- حذف المفعول به، كقوله تعالى:«وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى. وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا» (5)، فبعد كل فعل مفعول به محذوف.
(1) الكهف 48.
(2)
يونس 71.
(3)
محمد 4.
(4)
الزخرف 83.
(5)
النجم 43 - 44.
ويكون ذلك لأغراض:
أحدها: أن يكون غرض المتكلم بيان حال الفعل والفاعل فقط كقوله تعالى: «وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ: ما خَطْبُكُما؟ قالَتا: لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ. فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ: رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» (1). وقد حذف المفعول به من أربعة مواضع لأنّ الغرض الحديث عن موسى لا عن كون المسقى غنما، أو إبلا، أو غير ذلك.
وثانيها: أن يكون غرض المتكلم ذكره ولكنه يحذفه ليوهم أنّه لم يقصده كقول البحترى:
شجو حسّاده وغيظ عداه
…
أن يرى مبصر ويسمع واع
والمعنى: أن يرى مبصر محاسنه، ويسمع واع أخباره، ولكنه تغاضى عن ذلك.
وثالثها: أن يحذف المفعول لأنّه معلوم، ويأتى هذا بعد فعل المشيئة كقوله تعالى:«وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ» (2)، وقوله:«وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ» (3)، أى: لو شاء الله أن يذهب بسمعهم وأبصارهم لذهب بها.
ومما جاء على مثال ذلك شعرا قول البحترى:
لو شئت لم تفسد سماحة حاتم
…
كرما ولم تهدم مآثر خالد
(1) القصص 23 - 24.
(2)
النحل 9.
(3)
البقرة 20.
الأصل فى ذلك: لو شئت ألّا تفسد سماحة حاتم لم تفسدها فحذف ذلك من الأول استغناء بدلالته عليه فى الثانى (1).
- حذف المضاف إليه وإقامة كل واحد منهما مقام الآخر.
فمن حذف المضاف قوله تعالى: «وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ» (2)، أى أهلها.
وقول الشاعر:
إذا لاقيت قومى فاسأليهم
…
كفى قوما بصاحبهم خبيرا
هل اعفو عن أصول الحقّ فيهم
…
إذا عسرت وأقتطع الصدورا
أراد أنه يقتطع ما فى الصدور من الضغائن، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
ومن حذف المضاف إليه قوله تعالى: «لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ» (3)، أى من قبل ذلك ومن بعده. وهذا النوع قليل الاستعمال لأنّ المضاف يكتسى منه تعريفا وتخصيصا فحذفه يخلّ بالكلام لإذهاب فائدته بخلاف المضاف نفسه، فانّه لا يخل حذفه من جهة أنّ المضاف إليه يذهب بفائدته ويقوم مقامه.
وربما حذف المضاف والمضاف إليه وهذا نادر كقوله تعالى: «فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ» (4)، أى من أثر حافر فرس الرسول- صلى الله الله عليه وسلم- وقد قال العلوى عنه:«ولا يكاد يوجد إلّا حيث دلالة الكلام عليه» (5) وسماه ابن الأثير «حذف المضاف مكررا» (6).
(1) ينظر المثل السائر ج 2 ص 97، وبديع القرآن ص 185، والطراز ج 2 ص 104.
(2)
يوسف 82.
(3)
الروم 4.
(4)
طه 96.
(5)
الطراز ج 2 ص 107.
(6)
المثل السائر ج 2 ص 99.
- حذف الموصوف والصفة وإقامة كل واحد منهما مقام الآخر، فمن حذف الموصوف قوله تعالى:«وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً» (1) أى: آية مبصرة، ولم يرد الناقة فانها لا معنى لوصفها بالبصر. ومنه قول الشاعر:
أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا
…
متى أضع العمامة تعرفونى
أى: انا ابن رجل جلا.
وقول البحترى:
وإذا ما رأيت صورة إنطا
…
كيّة ارتعت بين روم وفرس
والمنايا مواثل وأنو شر
…
وان يزجى الصفوف تحت الدّرفس
فى اخضرار من اللباس على أص
…
فر يختال فى صبيغة ورس
فقوله «على أصفر» أى على فرس أصفر، وهذا مفهوم من قرينة الحال لأنّه لما قال «على أصفر» علم بذلك أنه أراد فرسا أصفر.
ومن حذف الصفة قوله تعالى: «وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً» (2) أى: كل سفينة صحيحة أو صالحة.
- حذف الشرط وجوابه: ومثال حذف الشرط قوله تعالى: «يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ» (3)، فالفاء فى قوله «فاعبدون» جواب شرط محذوف، والمعنى: إنّ أرضى واسعة فان لم تخلصوا لى العبادة فى أرض فأخلصوها فى غيرها. ومنه قوله: «فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ» (4)، أى:
فأفطر فعدة من أيام أخر.
(1) الإسراء 59.
(2)
الكهف 79.
(3)
العنكبوت 56.
(4)
البقرة 184.
يقول: إن كنتم منكرين للبعث فهذا يوم البعث، أى: قد تبين بطلان قولكم.
ومنه قول الشاعر:
قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا
…
ثم القفول فقد جئنا خراسانا
كأنه قال: إن صحّ ما قلتم إن خراسان أقصى ما يراد بنا فقد جئنا خراسان وآن لنا أن نخلص.
وأما حذف جواب الشرط فكقوله تعالى: «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» (2)، فان جواب الشرط هنا محذوف تقديره: إن كان القرآن من عند الله وكفرتم به ألستم ظالمين؟
ويدل على المحذوف قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» .
ويحذف جواب الشرط:
- لمجرد الاختصار، كالآية السابقة، وكقوله تعالى:«وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ، أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى» (3)، أى: لكان هذا القرآن.
- للدلالة على أنّه شئ لا يحيط به الوصف، أو لتذهب نفس السامع كل مذهب، كقوله تعالى: «وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً،
(1) الروم 55 - 56.
(2)
الأحقاف 10.
(3)
الرعد 31.
حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها: سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ» (1) وقد حذف جواب الشرط لعظمة المشهد ولكى تذهب النفس فى تصوره كل مذهب (2).
ولهذا المعنى حذفت الصلة من قولهم: «جاء بعد اللتيا والتى» (3) أى المشار إليه بهما وهى المحنة والشدائد قد بلغت شدتها وفظاعة شأنها مبلغا يبهت الواصف معه حتى لا يحير بنت شفة (4).
- لعلم المخبر بوضع الكلام، وقد سأل سيبويه أستاذه الخليل عن قوله تعالى:
«حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها» (5) أين جوابها؟ وعن قوله تعالى:
«وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ» (6)«وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ» (7)، فقال:«إنّ العرب قد تترك فى مثل هذا الخبر الجواب فى كلامهم لعلم المخبر لأى شئ وضع هذا الكلام» (8).
- حذف القسم وجوابه، ومثال حذف القسم «لأفعلن» أى: والله لأفعلن.
ومثال حذف جوابه قوله تعالى: «وَالْفَجْرِ* وَلَيالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ* هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ* أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ* إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ» (9)، فجواب القسم هنا محذوف تقديره: ليعذبن أو نحوه.
(1) الزمر 73.
(2)
ينظر الإيضاح ص 187، وشروح التلخيص ج 3 ص 193.
(3)
اللتيا: تصغير التى.
(4)
مفتاح العلوم ص 134 - 135، والإيضاح ص 188.
(5)
الزمر 73.
(6)
البقرة 165.
(7)
الأنعام 27.
(8)
كتاب سيبويه ج 1 ص 453.
(9)
الفجر 1 - 8.
- حذف لو وجوابها، ومثال حذف «لو» قوله تعالى:«مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ» (1).
وتقديره: لو كان معه آلهة لذهب كل إله بما خلق.
ومنه قول قريط بن أنيف:
لو كنت من مازن لم تستبح إبلى
…
بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
إذن لقام بنصرى معشر خشن
…
عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا
والتقدير: إذن لو كنت منهم لقام بنصرى معشر خشن.
ومثال حذف جواب «لو» قوله تعالى: «وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ» (2) وتقدير جواب لو: لرأيت أمرا عظيما. ومنه قول أبى تمام:
لو يعلم الكفر كم من أعصر كمنت
…
له العواقب بين السّمر والقضب
والتقدير: لو يعلم الكفر لأخذ أهبة الحذار.
- حذف جواب «لولا» كقوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا، لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ» (3) تقديره ولولا فضل الله عليكم ورحمته لعجل لكم العذاب.
- حذف جواب «لما» كقوله تعالى: «فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ. وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا، إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ» (4)،
(1) المؤمنون 91.
(2)
سبأ 51.
(3)
النور 19 - 20.
(4)
فات 102 - 105.
وتقديره: فلما أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا كان ما كان مما ينطق به الحال ولا يحيط به الوصف.
- حذف جواب «أما» ، كقوله تعالى:«فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ» (1)، والتقدير: فيقال لهم أ
كفرتم بعد إيمانكم، فحذف القول وأقام المقول مقامه.
- حذف جواب «إذا» كقوله تعالى: «وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ» (2)، والتقدير: وإذا قيل لهم اتقوا أعرضوا وأصروا على تكذيبهم، وقد دل عليه قوله:«إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ» .
- حذف المبتدأ والخبر. ولا يكون حذف المبتدأ إلّا مفردا، والأحسن حذف الخبر لأنّ منه ما يأتى جملة. ومن المواضع التى يحسن فيها حذف المبتدأ على طريق الإيجاز قولهم «الهلال والله» ، أى: هذا الهلال.
ومن المواضع التى يصح فيها حذف الخبر قولنا «لولا محمد لكان كذا» ومن المواضع التى يحتمل أن يكون المحذوف فيها إمّا المبتدأ وإمّا الخبر قوله تعالى: «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ» (3) فيحتمل أن يكون المبتدأ محذوفا وتقديره «فأمرى صبر جميل» ويحتمل أن يكون من باب حذف الخبر وتقديره «فصبر جميل أجمل» .
- حذف «لا» من الكلام وهى مرادة، كقوله تعالى:«تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ» (4) أى: لا تفتأ، فحذفت «لا» من الكلام وهى مرادة.
(1) آل عمران 106.
(2)
يس 45 - 46.
(3)
يوسف 85.
(4)
يوسف 85.