الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التعريف
والتنكير
المعرفة ما دل على شئ بعينه، والنكرة ما دل على شئ لا بعينه.
وأقسام المعرفة خمسة، وأعرفها المضمر، ثم العلم، ثم اسم الإشارة، والموصول، ثم المعرف بالألف واللام، ثم المضاف إلى واحد منها إضافة معنوية. وتتفاوت النكرات أيضا فى مراتب التنكير، وكلما ازدادت النكرة عموما
زادت إبهاما فى الوضع (1).
التعريف:
يدخل التعريف على المسند إليه، لأنّ الأصل فيه أن يكون معرفة لأنّه المحكوم عليه، والحكم على المجهول لا يقيد، ولذلك فانه يعرف لتكون الفائدة أتم، لأنّ احتمال تحقق الحكم متى كان أبعد كانت الفائدة فى الإعلام به أقوى ومتى كان أقرب كانت أضعف.
والتعريف مختلف ويكون بوسائل هى:
الأول: الإضمار، وذلك:
- إذا كان المقام مقام التكلم، كقول بشار:
أنا المرعّث لا أخفى على أحد
…
ذرّت بى الشمس للقاصى وللدانى (2)
وقول الشاعر:
أنا الذى يجدونى فى صدورهم
…
لا أرتقى صدرا منها ولا أرد
(1) ينظر البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن ص 133، والتبيان فى علم البيان ص 50، والطراز ج 2 ص 11.
(2)
رعثها- بالتضعيف- ألبسها الرعثة- بالفتح وبالتحريك- وهى القرط.
ذرت: طلعت.
وقول الآخر:
ونحن التاركون لما سخطنا
…
ونحن الآخذون لما رضينا
- أو كان المقام مقام الخطاب كقول الحماسية أمامة مخاطبة الشاعر الأموى ابن الدمينة:
وأنت الذى أخلفتنى ما وعدتنى
…
وأشمتّ بى من كان فيك يلوم
وقول الآخر:
أنت الذى تنزل الأيام منزلها
…
وتمسك الأرض من خسف وزلزال
وقول الآخر:
أنت الذى لم تدع سمعا ولا بصرا
…
إلّا شفى فأمرّ العيش إمرارا
وأصل الخطاب أن يكون لمعين وقد يترك إلى غير معين كما تقول:
«فلان لئيم إن أكرمته أهانك وإن أحسنت إليه أساء إليك» ، فلا تريد مخاطبا بعينه بل تريد: إن أكرم وإن أحسن إليه، فتخرجه فى صورة الخطاب ليفيد العموم، أى سوء معاملته غير مختص بواحد دون واحد. وهو فى القرآن الكريم كثير، كقوله تعالى:«وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ» (1) أخرج فى صورة الخطاب لما أريد العموم للقصد إلى تفظيع حالهم وأنها تناهت فى الظهور حتى امتنع اختفاؤها فلا تختص بها رؤية راء مختص به كل من يتأتى منه رؤية داخل فى هذا الخطاب.
- أو كان المقام الغيبة، لكون المسند إليه مذكورا أو فى حكم المذكور لقرينة، كقوله تعالى:«اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى» (2)، أى: العدل، وقوله:«وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ» (3) أى: لأبوى الميت.
ومنه قول الشاعر:
(1) السجدة 12.
(2)
المائدة 8.
(3)
النساء 11.