الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الانشاء
تعريفه:
الانشاء كل كلام لا يحتمل الصدق والكذب لذاته؛ لأنه ليس لمدلول لفظه قبل النطق به واقع خارجى يطابقه أو لا يطابقه. وهذا ما اعتمد عليه القدماء حينما فصلوا بين الخبر والانشاء فقال القزوينى: «ووجه الحصر أنّ الكلام إما خبر أو إنشاء، لأنّه إما أن يكون لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه، أو لا يكون لها خارج. الأول الخبر، والثانى الإنشاء» (1).
أقسامه:
والإنشاء قسمان:
الأول: الإنشاء الطلبى، وهو ما يستدعى مطلوبا غير حاصل وقت الطلب، وهو خمسة أنواع: الأمر، والنهى، والاستفهام، والتمنى، والنداء.
الثانى: الإنشاء غير الطلبى: وهو ما لا يستدعى مطلوبا، وله أساليب مختلفة منها:
- صيغ المدح والذم: ومنها «نعم وبئس» كقوله تعالى: «إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ، وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» (2)، وقوله:«وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ» (3)، وقوله:«يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ» (4).
(1) الإيضاح ص 13.
(2)
البقرة 271.
(3)
النحل 30.
(4)
الحج 13.
وقول زهير فى مدح هرم بن سنان:
نعم امرأ هرم لم تعر نائبة
…
إلّا وكان لمرتاع لها وزرا
ومنها «حبّذا ولا حبّذا» ، كقول جرير:
يا حبّذا جبل الريان من جبل
…
وحبذا ساكن الريان من كانا
وحبذا نفحات من يمانية
…
تأتيك من قبل الريان أحيانا
ومنها الأفعال المحولة إلى «فعل» مثل «كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ (1).
- التعجب: وله صيغتان قياسيتان هما: «ما أفعله» كقوله تعالى: «قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ» (2) وقوله: «فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ» (3) وقول الشاعر:
فما أكثر الإخوان حين تعدّهم
…
ولكنهم فى النائبات قليل
وقول الآخر:
بنفسى تلك الأرض ما أطيب الربى
…
وما أحسن المصطاف والمتربّعا
و «أفعل به» كقوله تعالى: «أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا» (4).
ويأتى سماعيا كقولهم: «لله دره عالما» .
- القسم: ويكون بالواو والتاء والباء، كقوله تعالى:«وَالضُّحى. وَاللَّيْلِ إِذا سَجى» (5) وقوله: «تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا» (6)، وقولنا:«أقسم بالله أنّى برئ» .
(1) الكهف 5.
(2)
عبس 17.
(3)
البقرة 175.
(4)
مريم 38.
(5)
الضحى 1 - 2.
(6)
يوسف 91.
ومن صيغ القسم التى تأتى كثيرا «لعمر» كقوله تعالى: «لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ» (1).
وقول الشاعر:
لعمرك ما أدرى وإنّى لأوجل
…
على أيّنا تعدو المنية أول
- الرجاء: وهو طلب حصول أمر محبوب قريب الوقوع. والحرف الموضوع له «لعل» كقوله تعالى: «فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ، إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ، وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ» (2).
وقول ذى الرمة:
لعلّ انحدار الدمع يعقب راحة
…
من الوجد أو يشفى نجىّ البلابل (3)
أما الأفعال التى تستعمل فى هذا الأسلوب فهى: «عسى» ، كقوله تعالى:«فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ» (4). وقول الشاعر:
عسى الكرب الذى أمسيت فيه
…
يكون وراءه فرج قريب
و «حرى» مثل: «حرى محمد أن يقوم» .
و «اخلولق» مثل: «اخلولقت السماء أن تمطر» .
وتسمى هذه الثلاثة «أفعال الرجاء» .
(1) الحجر 72.
(2)
هود 22.
(3)
البلابل: جمع بلبال، وهو الهم.
(4)
المائدة 52.