الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اقتران الجملة الحالية بالواو:
ويتصل بالفصل والوصل اقتران الجملة الحالية بالواو وعدم اقترانها بها وقد ألحقه البلاغيون بهذا المبحث، وعقد له الرازى وعبد القاهر والسكاكى والقزوينى فصولا (1) فى كتبهم وألحقوه بباب الفصل والوصل. ولكن دراسة عبد القاهر كانت أعمق هذه الدراسات ولذلك فسيكون تلخيصها هنا شرحا للموضوع وتبيانا له.
تجئ الحال تارة مع الواو وأخرى بغير الواو، وفى تمييز ما يقتضى الواو مما لا يقتضيه صعوبة والقول فى ذلك:
- أنّ الجملة إذا كانت من مبتدأ وخبر فالغالب عليها أن تجئ مع الواو، مثل:«جاء محمد وعمرو أمامه» . ومنه قول امرئ القيس:
أيقتلنى والمشرفىّ مضاجعى
…
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
ومثال خلوها من الواو قولهم «كلّمته فوه إلى فىّ» و «رجع عود على بدئه» .
- إن كان المبتدأ من الجملة ضمير ذى الحال لم يصلح بغير الواو، مثل:
- إن كان الخبر فى الجملة من المبتدأ والخبر ظرفا ثم كان قد قدم على المبتدأ، مثل:«عليه معطف» كثر فيها أن تجئ بغير واو. ومنه قول بشار:
إذا أنكرتنى بلدة أو نكرتها
…
خرجت مع البازى علىّ سواد
- وإن كانت الجملة من فعل وفاعل والفعل مضارع مثبت غير منفى لم يكد يجئ بالواو مثل: «جاء محمد يسعى أخوه بين يديه» أو «جاء محمد
(1) ينظر نهاية الإيجاز ص 137، ودلائل الإعجاز ص 156، ومفتاح العلوم ص 131، والإيضاح 165.
يسعى»، وعليه التنزيل والكلام، ومثاله قوله تعالى:«وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ» (1)، وقوله:«وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى» (2) وقوله: «وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ» (3).
- فان دخل حرف نفى على المضارع تغير الحكم فجاء بالواو وبتركها كثيرا، كقول مسكين الدارمى:
أكسبته الورق البيض أبا
…
ولقد كان ولا يدعى لأب
وقول مالك بن رفيع وكان جنى جناية فطلبه مصعب بن الزبير:
أتانى مصعب وبنو بنيه
…
فأين أحيد عنهم لا أحيد
أقادوا من دمى وتوّعدونى
…
وكنت وما ينهنهنى الوعيد (4)
وقول الشاعر:
مضوا لا يريدون الرواح وغالهم
…
من الدهر أسباب جرين على قدر
وقول أعشى همدان:
أتينا أصبهان فهزّلتنا
…
وكنا قبل ذلك فى نعيم
وكان سفاهة منى وجهلا
…
مسيرى لا أسير إلى حميم
ففى المثالين الأولين اقترنت بالواو، وفى المثالين الأخيرين لم تقترن.
- ومما يجئ بالواو وغير الواو الماضى، وهو لا يقع حالا إلّا مع «قد» مظهرة أو مقدرة مثل:«أتانى وقد جهده السير» . ومثال ما جاء بغير واو:
فآبوا بالرماح مكسّرات
…
وأبنا بالسيوف قد انحنينا
(1) المدثر 6.
(2)
الليل 17 - 18.
(3)
الأعراف 186.
(4)
أى جعلوا من دمى قودا، وهى الدية.