الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- بين الفاعل والمفعول مثل: «ما شاهد خالد إلّا الحديقة» ، فى قصر الفاعل على المفعول، أما قصر المفعول على الفاعل فمثل:«ما شاهد الحديقة إلّا خالد» .
- بين المفعولين مثل: ما أعطيت محمدا إلّا كتابا» فى قصر المفعول الأول على الثانى، أمّا قصر المفعول الثانى على الأول فمثل «ما أعطيت كتابا إلّا محمدا» .
- بين الحال وصاحبها، مثل:«ما جاء راكضا إلّا محمد» فى قصر الحال على صاحبها، أما قصر صاحب الحال عليها فمثل:«ما جاء محمد إلّا راكضا» ومثل ذلك كل متعلقات الفعل، فان القصر يجرى فيها ما عدا اثنين:
الأول: المصدر المؤكد، فلا يقع القصر بينه وبين الفعل ولذلك لا يجوز أن نقول:«ما ضربت إلّا ضربا» ، وأما قوله تعالى:«إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا» (1) فتقديره: ظنا ضعيفا.
الثانى: المفعول معه، فانه لا يجئ بعد «إلا» ، ولذلك لا يقال:«ما سرت إلّا والحائط» .
أنواعه:
وينقسم القصر بحسب الحقيقة والإضافة إلى:
- قصر حقيقى: وهو أن يختص المقصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة لا يتعداه إلى غيره أصلا، كقوله تعالى:«إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ» (2) فالتذكر صفة لا تتجاوز إلى غيرهم من سائر الناس فى الحقيقة والواقع.
ومنه: «ما خاتم الأنبياء والرسل إلّا محمد» فخاتم الأنبياء والرسل وهو المقصور مختص بمحمد- صلى الله عليه وسلم وهو المقصور عليه لا يتجاوزه إلى غيره.
(1) الجاثية 32.
(2)
الرعد 19.
- قصر إضافى: وهو غير الحقيقى وذلك بأن يكون القصر فيه بالإضافة إلى شئ مخصوص لا إلى جميع ما عدا المقصور عليه. ومنه قوله تعالى:
«وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ» (1)، ف «محمد» مقصور على الرسالة بالإضافة إلى شئ آخر، وليس المقصود أنّ الرسالة مختصة به وحده.
ومنه قولنا: «ما محمد إلّا كاتب» فليس المقصود أنّ محمدا مقصور على الكتابة وحدها بحيث لا يتعداها إلى شئ آخر، لأن الحقيقة والواقع خلاف ذلك، وإنّما المقصود أنّه مقصور على الكتابة بالإضافة إلى شئ آخر معين كالشعر أو الرسم أو غيرهما.
وينقسم القصر باعتبار طرفيه: المقصور والمقصور عليه إلى:
- قصر موصوف على صفة: كقوله تعالى: «ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى (2)» ، فقد قصرت العبادة على التقريب قصر موصوف على صفة.
- قصر صفة على موصوف: مثل: «ما فى الدار إلّا محمد» فقد قصر الوجود فى الدار على «محمد» قصر صفة على موصوف.
والمراد بالصفة فى أسلوب القصر الصفة المعنوية لا النعت الذى بذكره النحاة، لأنّ الاستثناء لا يقع بين الصفة والموصوف.
وينقسم القصر بحسب الحقيقة والادعاء إلى:
- قصر حقيقى على سبيل الحقيقة.
- قصر إضافى على سبيل الحقيقة.
وهذا النوعان هما اللذان يقصدان عند إطلاق القصر الحقيقى والقصر الإضافى كما سبق.
(1) آل عمران 144.
(2)
الزمر.
- قصر حقيقى على سبيل الادعاء والمبالغة: ومثال قصر الصفة على الموصوف: «لا شاعر فى العرب إلّا المتنبى» إذا كان هناك فى العالم شعراء غير المتنبى ولكن لا نريد الاعتراف بهم مبالغة فى إضفاء الشاعرية على المتنبى.
ومثال قصر الموصوف على الصفة: «ما حاتم إلّا جواد» أى أنّ حاتما لا يتصف بغير الجود من الصفات مبالغة فى كمال الجود فيه.
- قصر إضافى على سبيل الادعاء والمبالغة: ومثال قصر الصفة على الموصوف: «ما عالم إلّا محمد» وذلك إذا
أريد قصر العلم على محمد بالنسبة إلى خالد إذا كان عالما أيضا.
ومثال قصر الموصوف على الصفة: «ما محمد إلّا كاتب» إذا قصر «محمد» على الكتابة بالنسبة إلى صفة الشعر أو الرسم، ويراد بذلك انتفاء صفة الشعر أو الرسم منه.
وينقسم القصر الإضافى فقط بحسب حال المخاطب إلى ثلاثة أقسام:
- قصر إفراد: وذلك إذا اعتقد المخاطب الشركة فى الحكم بين المقصور عليه وغيره.
- قصر قلب: وذلك إذا اعتقد المخاطب عكس الحكم الذى يثبت بالقصر.
- قصر تعيين: وذلك إذا كان المخاطب مترددا فى الحكم بين المقصور عليه وغيره.
فاذا قيل فى قصر الصفة على الموصوف: «الأديب محمد لا خالد» وكان المخاطب يعتقد اشتراك محمد وخالد فى صفة الأدب كان القصر قصر إفراد.
وإذا كان المخاطب يعتقد غير ذلك كان القصر قصر قلب.
وإذا كان المخاطب مترددا لا يدرى أيهما الأديب كان القصر قصر تعيين.
وإذا قيل فى قصر الموصوف على الصفة: «ما محمد إلّا مدرس» وكان المخاطب يعتقد اتصاف محمد بمهنة التدريس والإدارة كان القصر قصر إفراد.