الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الاسلوب الحكيم]
الظاهر- أساليب متفننة إذ ما من مقتضى ظاهرى إلّا ولهذا النوع مدخل فيه بجهة من جهات البلاغة على ما ننبه على ذلك منذ اعتنينا بشأن هذه الصناعة ونرشد إليه تارة بالتصريح وتارة بالفحوى، ولكل من تلك الأساليب عرق فى البلاغة يتشرب من أفانين سحرها، ولا كالأسلوب الحكيم فيها» (1).
[قسماه]
وللأسلوب الحكيم قسمان:
الأول: تلقى المخاطب- بالكسر- بغير ما يترقب، وذلك يكون بحمل كلامه على خلاف مراده تنبيها على أنّه الأولى بالقصد إليه. كقول القبعثرى للحجاج بن يوسف الثقفى وقد قال له الحجاج متوعدا له بالقتل:«لأحملنّك على الأدهم» : «مثل الأمير من حمل على الأدهم والأشهب» . فأراد الحجاج أن يقيده فتلقاه القبعثرى بغير ما يترقبه من فهمه التوعيد بألطف وجه مشيرا إلى أنّ من كان مثله من السلطنة إنما يناسبه أن يجود بأن يحمل على الأدهم والأشهب من الخيل ويكون جديرا بأن يصفد- بضم الياء- أى يعطى، لا أن يصفد- بفتحها- أى يشد ويوثق.
ومنه قول الشاعر:
أتت تشتكى عندى مزاولة القرى
…
وقد رأت الضيفان ينحون منزلى
فقلت كأنى ما سمعت كلامها
…
هم الضيف جدّى فى قراهم وعجّلى
الثانى: تلقى السائل بغير ما يتطلب بتنزيل سؤاله منزلة غيره تنبيها على أنّه الأولى بحاله أو المهم له. وذلك كقوله تعالى: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ» (2)، فقالوا: ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يتزايد
قليلا قليلا حتى يمتلئ ويستوى ثم لا يزال ينقص حتى يود كما بدا.
(1) مفتاح العلوم ص 155.
(2)
البقرة 189.