الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التقديم والتأخير
وهذا الباب تتبارى فيه الأساليب وتظهر المواهب والقدرات، وهو دلالة على التمكن فى الفصاحة وحسن التصرف فى الكلام ووضعه الوضع الذى يقتضيه المعنى. يقول الزركشى:«هو أحد أساليب البلاغة، فانهم أتوا به دلالة على تمكنهم فى الفصاحة وملكتهم فى الكلام وانقياده لهم، وله فى القلوب أحسن موقع وأعذب مذاق» (1)
واختلفوا فى عده من المجاز، فمنهم من عده منه لأن تقديم ما رتبته التأخير كالمفعول وتأخير ما رتبته التقديم كالفاعل، نقل كل واحد منهما عن رتبته وحقه. وقال الزركشى:«والصحيح أنه ليس منه، فان المجاز نقل ما وضع له إلى ما لم يوضع» (2).
[احوال المعاني]
والمعانى لها فى التقديم خمسة أحوال:
الأولى: تقدم العلة على معلولها عند القائلين بها كتقدم الكون على الكائنية والعلم على العالمية.
الثانية: التقدم بالذات، كتقدم الواحد على الاثنين، على معنى أن الوحدة لا يمكن تحقق الاثنينية إلا بعد سبقها.
الثالثة: التقدم بالشرف كتقدم الأنبياء على الأتباع والعلماء على الجهال.
الرابعة: التقدم بالمكان كتقدم الإمام على المأموم وتقدم من يقرب إلى الحائط دون من تأخر عنه.
الخامسة: التقدم بالزمان، كتقدم الشيخ على الشباب والأب على الابن. (3)
(1) البرهان فى علوم القرآن ج 3 ص 233.
(2)
البرهان ج 3 ص 233، وينظر الفوائد ص 82.
(3)
الطراز ج 2 ص 56.