الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على الطاعة والفداء، تتحرك بشرعه، وتقبل على أمره.
*
تقدم الركب الميمون:
لحق بركبه الميمون المؤمنون، باعوا أنفسهم لله، ونصروه نصرا مؤزرا وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ [آل عمران: 146] فلم يتخاذلوا، لزموا غرزه «1» ، ففازوا. وفي سبيل الله سقط على الطريق شهداء، من الرجال والنساء، شيبا وشبانا وأطفالا «2» .
بدأ الركب الميمون السير قويا منطلقا، يقوده خاتم الأنبياء والرسل الكرام، عليه وعليهم الصلاة والسلام، ابتداء من يوم حراء.
اهتزت الأحجار بغاره فرحانا
…
جاء الأمين يرتّل القرآنا
يوم نزول القرآن، نزول الماء إلى الأرض، يحييها ويخصبها ويملؤها بالبركات، وسيبقى كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فهو وحده المنقذ من الشّقوة والكبوة، تستهلك العالمين بدونه، وبه لا بغيره يسعد الإنسان أيّما سعادة في الدنيا والآخرة.
رقص الكون فانهمر
…
سال سيله نهر
طرب الكون وانتشى
…
أخضر وجهه نضر
وتغنّت بقاعه
…
حين صابها المطر
أخضر الماء عينه
…
وغدا ثاقب النظر
والحياة جديدة
…
إنسانها قد انبهر
(1) سيرة ابن هشام (3/ 331)(الخشني، 3/ 440) . مغازي الذهبي (372) . حياة الصحابة (1/ 154) . «الغرز» : ركاب الدابة يعتمد عليه في الركوب. «الزم غرزه» : الزم أمره ونهيه.
(2)
الأمثلة على ذلك كثيرة. انظر: سير أعلام النبلاء (1/ 97) . حياة الصحابة (1/ 598- 599) . السيرة النبوية، الندوي (186) .
ماذا جرى في كوننا؟
…
جاءه هادي البشر
حين دعا محمد
…
إلى الحياة واشتهر
يوم نادى كل الورى
…
إلى الله بلا ضجر
الله أنزل شرعه
…
وحي به قد انهمر
لصبره احتارت قريش
…
جهاده كان الأغر
جاء بها نبوة
…
وللحق بها ظهر
بدعوة الله قائم
…
بالغا قمة الفخر
فانبرى يوقظ الورى
…
تتهاوى عنده الشرر
وتحالفت في حربه
…
كلّ البغاة وانحصر
شدّت عليه مطارقا
…
ومحارقا لا مدّخر
والأقربون تنافسوا
…
في بغيهم كانوا الأشر
لكنه حمل اللواء
…
به اقتدى ذوو الخير
كان أمضى من الرياح
…
كان أقوى من الصخر
فاستنارت به النفوس
…
فهو أسنى من القمر
رفع الحقّ صوته
…
ضياؤه قد انتشر
والطواغيت تندب
…
مجدها باء واندثر
كل قوم لهم إله
…
عبدوه وهم حجر
ذهب الظلم وانطوى
…
تحت الثرى قد انقبر
حل عدل مكانه
…
غصونه تدني الثمر
ملأ الأرض نفحها
…
تنشر فوقه الدرر
ومضى يحمل الزمان
…
ويداوي بني البشر
قائدا موكب الحياة
…
ويعاني فتنة الزّمر
لا يبالي مهما التوى
…
دربه حالك السّير
حتى انطوى قبيله
…
على ارتخاء وانقعر
حين لانت قناتهم
…
فاستبيحوا من الغجر
يوم هابوا عدوّهم
…
يوم هانوا على الصّغر