الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} (التوبة: 34، 35) فكل مال لا تؤدى زكاته، فهو كنز يعذب الله عز وجل به صاحبه يوم القيامة كما دل على ذلك الحديث الصحيح الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيه يقول:((ما من صاحب ذهب، ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه، وظهره، كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار)) ثم ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم صاحب الإبل، والبقر، والغنم الذي لا يؤدي زكاتها، وأخبر أنه يعذب بذلك يوم القيامة، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:((من آتاه الله مالًا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعًا له ذبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني شدقيه- ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك، ثم تلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} آل عمران: من الآية: 180)).
الركن الرابع من أركان الإسلام؛ الصيام
أنتقل بعد ذلك إلى العنصر الرابع في هذا اللقاء، وهو في الركن الرابع من أركان الإسلام، ألا وهو الصيام، ويشتمل على النقاط التالية:
أ- وجوب الصوم وفوائده:
صوم رمضان أحد أركان الإسلام لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183) وفي الصوم يتدرب المسلم على كبح جماح نفسه عن الملذات والشهوات المباحة لمدة من الزمن، وله أيضًا فوائد صحية علاوة على الفوائد الروحية، وفيه يشعر
المسلم بحاجة أخيه المسلم الجائع، والذي قد تمر عليه الأيام دون طعام، أو شراب كما يحصل الآن لبعض إخواننا في كثير من بقاع الأرض.
وشهر رمضان هو أفضل شهور العام، وقد أنزل الله عز وجل فيه القرآن:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: من الآية: 185) وفيه ليلة خير من ألف شهر، قال تعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر: 1: 3) والصائم يغفر له ما تقدم من ذنبه إذا كان صومه إيمانًا واحتسابا كما صح من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) والواجب على الصائم أن يحفظ صيامه باجتناب الغيبة، والنميمة، والكذب، والاستماع إلى الملاهي، والحذر من سائر المحرمات، ويسن له الإكثار من قراءة القرآن، ومن ذكر الله والصدقة، والاجتهاد في العبادة، وخاصة في العشر الأواخر.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تبارك وتعالى: إن صيام رمضان أحد أركان الإسلام، ومبانيه العظام، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم بني الإسلام على خمس: ((شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)).
وأجمع المسلمون على فريضة صوم رمضان إجماعا قطعيًا معلومًا بالضرورة من دين الإسلام، فمن أنكر وجوبه فقد كفر فيستتاب، فإن تاب، وأقر بوجوبه، وإلا قتل