الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأجهزة الإعلامية الإسلامية المتخصصة
بعد إن ذكرت ما سبق من مقدمات أرى أنها ضرورية قبل هذا العنصر أود أن أشير هنا في هذا العنصر إلى وسائل الأجهزة الإعلامية التي تفيد الدعوة الإسلامية، والتي يقوم على عاتقها نشر الإسلام والدعوة إليه، وهذه مسألة مهمة وأبدأ بالنقطة الأولى في هذا العنصر وهي:
أ- جهاز الدعوة بوزارات الأوقاف:
يعتبر جهاز الدعوة الإسلامية بوزارات الأوقاف واحدًا من أبرز أجهزة الإعلام الإسلامي، ووسائل الإعلام التي يمارس جهاز الدعوة الإسلامية نشاطه من خلالها كثيرة ومتعددة في داخل هذه الوزارة، منها: الوسائل الشفوية وتتمثل هذه الوسائل في الأشكال التالية:
أ- خطبة الجمعة.
ب- الدروس الدينية التي تتم غالبًا ما بين صلاة المغرب والعشاء، أو في أوقات أخرى يتم تحديدها حسب طبيعة وظروف العمل في كل مسجد، كما يتم عقد هذه الدروس غالبًا بعد صلاة المغرب، وتكثر أكثر وأكثر في شهر رمضان، وتعقد هذه الدروس عادة في بيوت الله تبارك وتعالى أو في أماكن التجمعات المختلفة للناس.
جـ- الندوات والمحاضرات الدينية: سواء أكانت في المساجد أم خارجها في الأماكن العامة.
الوسيلة الثانية التي يمارس جهاز الدعوة الإسلامية في وزارات الأوقاف عمله الإعلامي
من خلالها -بعد الوسائل الشفوية-: الوسائل المطبوعة:
وتتمثل في نشرات ومطويات ومجلات تصدر في أوقات مختلفة، إلى جانب المكتبة الدينية التي توجد في معظم المساجد، وهي تسهم في نشر الثقافة الدينية، وتضم المصاحف والمراجع الدينية المختلفة: من كتب التفسير والحديث والسيرة النبوية والبطولات الإسلامية إلى غير ذلك، وكذلك النشرات والمجلات الدينية ويختلف حجم وثقل هذه المكتبات باختلاف درجة المسجد ومكانته ودوره في المنطقة التي يخدمها، وتعمل هذه المكتبات لخدمة غرضين:
الغرض الأول: نشر الثقافة الدينية لدى الجماهير.
الغرض الثاني: تعميق الثقافة والفكر لدى أئمة وخطباء المساجد.
وفي المساجد أيضًا يتم مقارئ للقرآن الكريم، وهي أحدى الوسائل الإعلامية؛ بل أقول: إن القرآن الكريم من أهم الدعائم التي يقوم عليها الإعلام الإسلامي، وأكثرها فعالية لدى الرأي العام، ذلك: أنه دستور الإسلام، وتنتشر مقارئ كثيرة للقرآن الكريم التابعة لجهاز الدعوة الإسلامية بوزارات الأوقاف في بلدان العالم الإسلامي وفي المساجد التابعة للوزارة.
ب- محطات إذاعة القرآن الكريم:
محطات إذاعة القرآن الكريم من أبرز الوسائل السمعية للإعلام الإسلامي، وهي تحقق الأهداف التالية:
1 -
إذاعة القرآن الكريم بطريقة مرتبة من مشاهير القراء.
2 -
التزود بمعاني الخير والفضيلة والتقوى والصلاح وغير ذلك من الآثار العميقة، التي يحدثها دوام الاستماع إلى القرآن الكريم.
3 -
حفظ القرآن الكريم من التحريف الذي تقوم به بعض الجهات المغرضة والمعادية للإسلام.
4 -
تزويد المستمعين بالثقافة القرآنية المختلفة من برامج تدور حول القرآن الكريم، باعتباره مصدر الحياة الدينية للإنسان المسلم.
5 -
ربط المستمع عن طريق تقدم نماذج له في حياته التي يعيشها، من خلال القصص والأمثال التي بالقرآن الكريم، ومن خلال التوجيهات والأحاديث النبوية الشريفة.
6 -
نشر الثقافة القرآنية باعتبارها أساسًا للسلوك الإنساني القويم، ومنبعًا لتوجيه جميع عناصر الثقافة الإسلامية: فمحطات إذاعة القرآن الكريم إذًا، لها أهداف عظيمة ومكانة جليلة، وهي منتشرة وموجودة في بلاد العالم الإسلامي -ولله الحمد والفضل- وتعمل في غالب البلاد الإسلامية على مدار اليوم نهارًا وليلًا.
جـ- القنوات التلفزيونية:
لقد كان للإعلام المرئي دور كبير بين عموم الناس اليوم، وقد برزت في العصر الحاضر قنوات فضائية متعددة، وكثرت وانتشرت بشكل سريع وكبير، ولها دورها وأثرها في عموم الناس، وقد تنبه المسلمون إلى أهمية هذه القنوات؛ فأنشئوا قنوات فضائية كثيرة تبث الخير للعالم أجمع، وما زال المسلمون إلى يومنا هذا يحتاجون -وأقولها نصيحة لله تبارك وتعالى إلى بذل مزيدٍ من الجهد في استغلال هذه الوسيلة الإعلامية الكبيرة، التي وصلت اليوم إلى كل بيت، وإن كان -وللحق أقول- هناك قنوات متخصصة في تعليم الدين الإسلامي تعليمًا صحيحًا على منهج السلف الصالح وأهل السنة والجماعة، ولكن أيضًا نحتاج إلى المزيد.
وأود أن أشير في هذا الصدد إلى قناة المجد الفضائية، التي تحتوي اليوم تسع قنوات فضائية، تغني المسلم عن أن يسمع غيرها مما يحتاج إليه: ففيها بث إخباري، وفيها عمل إعلامي جيد، وتوجيه برامج للأطفال، إلى جانب ما يتعلق بمسائل الدين والشريعة من دروس علمية متخصصة، بل فيها أكاديمية علمية يمكن أن تخرج رجال يحملون شهادات علمية متقدمة، وهي في الحقيقة تسير بخطى ثابتة؛ لتحقيق أهداف نبيلة، وأهم ما يميز هذه القناة صفاؤها واعتناؤها، واهتمامها بنشر عقيدة السلف الصالح، ولا زلت أكرر وأطلب المزيد وأناشد المسئولين في الدول الإسلامية أن يهتموا بهذه القنوات، وأن يجعلوا منها أداة خير وبركة، تنشر الخير للعالم أجمع.
إننا -معشر المسلمين- بحاجة إلى أن نحمل هذا الدين إلى البشرية كلها، وإن العمل الإعلامي النبيل يجب أن يحتل مكانة في نشر هذا الدين الإسلامي؛ لخطورته ولأهميته ولانتشاره في كل مكان؛ ولإقبال الناس عليه؛ فيجب أن تجند الطاقات، وأن تخلص الدول، سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الهيئات: المسئولية فيها على الجميع، أن يهتم وأن يعتني بهذا الأمر غاية الاعتناء.
وأيضًا -وأذكر هذا من باب تبليغ الدعوة وإبراء الذمة أمام رب العزة والجلال سبحانه- أناشد المسئولين في الإعلام في جميع بلاد العالم الإسلامي أن يخلصوا عملهم لله تبارك وتعالى وأن تكون قنواتهم وبرامجهم نظيفة خالية مما يثير الشهوات، أو يدفع إلى الشبهات؛ لأننا في الحقيقة في عصرٍ يوجد فيه صراع كبير بين الخير والشر، وبين الحق والباطل.
د- المجلات الدينية المتخصصة:
الصحافة الدينية واحدة من أهم وسائل الإعلام الإسلامي المتخصصة والمباشرة؛ ذلك أنها تتناول مختلف الموضوعات، وتتميز الصحافة الدينية بما تتميز به مختلف الوسائل المطبوعة من خصائص إعلامية، وهي قدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات التي لديها أطول مدة ممكنة، وبالتالي؛ فهي تتيح فرصة للقارئ لكي يعرض نفسه على المطبوع أكثر من مرة، لكي يثبت أو يتثبت من بعض النقاط التي يود أن يركز عليها.
والمطبوعات، هي وسائل الإعلام الوحيدة التي يستطيع القارئ أن يعرض نفسها عليها في الوقت الذي يناسبه ويتفق مع ظروفه، وهذه الوسائل -أعني: المطبوعات والمجلات الدينية المتخصصة- تمتاز بالقدرة على التصرف في محتوياتها في أي حجم وبأية تفصيلات تظهر الحاجة إليها؛ ومن هذا المنطلق فهي أفضل وسيلة لتقديم الموضوعات الدينية الطويلة والآراء المتعددة والتفسيرات المطولة التي يمكن للإنسان العادي أن يحتفظ بها -كما ذكرت وأشرت- للرجوع إليها في الوقت الذي يحتاج أو يريد ذلك.
هـ- مكانة القرآن الكريم والحديث الشريف في الإعلام الإسلامي:
وأخرت الحديث عن ذلك؛ لأختم كلامي بكلمات عن هذين المصدرين العظيمين، وفي الحقيقة هما الأساس الذي يقوم عليهما الدين الإسلامي.
القرآن الكريم:
كان القرآن الكريم -ولا يزال- هو المصدر الذي تعتمد عليه الدعوة الإسلامية في استقاء موضوعاتها، وفي تحديد أساليبها ومنهجها ومنه تأخذ حججها وبراهينها، وهو الرافد الحيوي لدعاة الإسلام.
والقرآن الكريم هو الدستور الشامل الجامع المنظم لشئون المسلمين في الدنيا والآخرة، مصداقًا لقول الله -جل ذكره-:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (الأنعام: من الآية: 38) فهو الرسالة الإعلامية المقدسة، معجزة الإسلام الخالدة، والمصدر الأول للتشريع، وأهم عوامل نجاح الرسالة الإعلامية الإسلامية؛ ذلك أن القرآن الكريم يحوي كل ما يهم المسلمين ويرد على تساؤلاتهم، كما أنه ينظم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولدعاة المسلمين من بعده أساليب الدعوة ومجالاتها وجماهيرها.
ولست هنا في معرض ذكر الميادين التي تناولها القرآن الكريم؛ ولكن رجل الإعلام الإسلامي سيجد فيه بغيته إذا أراد معالجة أي أمر من أمور المسلمين، فإذا كان -مثلًا- يعالج موضوع الجهاد في سبيل الله؛ فسيجد من آيات القرآن الكريم ما تعرضت له وحددت أصوله، وإذا أراد تناول قضية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو علمية؛ فسيجد هذا الكتاب قد تعرض لها بصورة واضحة ومحددة، فهو إذًا، له مكانة إعلامية عالية ورفيعة.
أما الحديث الشريف: فالأحاديث النبوية تلعب دورًا إعلاميًّا بارزًا في نشر الدعوة الإسلامية؛ وتتضح أهميتها الإعلامية في أنها جاءت في مجملها تأكيدًا وتفسيرًا للمعاني التي وردت في القرآن الكريم، وتتأكد القيمة الإعلامية الكبيرة للحديث النبوي الذي يتلوه المسلم في أنه جاء تبيانًا أو تخصيصًا لكثير من آيات القرآن الكريم التي جاءت مجملة أو مطلقة أو عامة.
فالقرآن الكريم -مثلًا- لم يبين تفاصيل الصلاة التي أمر الله بها مجملة، وجاء حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله؛ فأوضح أوقاتها وكيفياتها، وحينما حرم القرآن الكريم الخمر؛ جاء الحديث الشريف فبين المراد بالخمر وما إلى ذلك.