الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما العالم السابع والشيخ السابع من مشايخ الشيخ محمد بن عبد الوهاب فهو الشيخ علي أفندي بن صادق بن محمد بن إبراهيم بن محب الله حسين بن محمد الحنفي، الداغستاني، وقد ولد في سنة 1125 هجريًّا وقد أخذ عنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب لما اجتمع به في المدينة المنورة، وأجازه بمثل ما أجازه الشيخ عبد الله بن إبراهيم بما ثبت في ثبت أبي المواهب.
أيضًًا للشيخ علماء وأئمة كثيرون من هؤلاء الشيخ عبد الكريم أفندي الداغستاني، وهو ابن عم الشيخ علي أفندي المتقدم ذكره، وكذلك الشيخ محمد البرهاني، وكذلك الشيخ عثمان بكري نزيل المدينة المنورة، وقد حرر الشيخ محمد بن عبد الوهاب على أيديهم علم التوحيد، وهناك مشايخ أخر كثيرون لهذا الإمام العالم الرباني الجليل، وقد حرصت على أن أذكر بعض هؤلاء المشايخ، وأن أذكر كلمة عنهم وأن أترجم لهم وأن أذكر العلوم التي أخذها منهم لأبين للحاقدين والحاسدين والمبغضين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنه تعلم العلم على يدي أئمة كبار أهل العلم، فهو إمام عالم جليل مجتهد، رحم الله أئمتنا الذي كانوا ينهجون نهج سلف هذه الأمة الصالحين.
وختامًا أصلي وأسلم على سيد الأنبياء والمرسلين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
3 -
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (3)
سِيرُتُه الذَّاتِيَّةِ
الحمد لله، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
ألتقي بكم في المحاضرة الأخيرة في مادة: "أصول الدعوة وطرقها" وهي بعنوان: "تابع ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تبارك وتعالى".
وهذه المحاضرة تشتمل على العناصر التالية:
العنصر الأول: تابع سيرته الذاتية، ويشتمل على النقاط التالية:
أ- تلاميذه:
في نهاية المحاضرة الماضية ذكرت بعضًا من شيوخ الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وما حصله من علوم في رحلاته العلمية المختلفة، ولم آتِ على جميعه، وليس الغرض الاستقصاء، فله مشايخ أيضًا في بلاد البصرة، وقد أخذ عن الكثيرين من أهل العلم، ولكني أود الإيجاز والاقتصار؛ حتى لا أطيل.
ولذلك في بداية هذا اللقاء أيضًا أود أن أشير إلى أمر مهم، قد يأتي في ذهن بعض المستمعين ويقول: نلاحظ أنك ترجمتَ للشيخ محمد بن عبد الوهاب ترجمة طويلة وكبيرة، لم تترجمها للإمام أحمد بن حنبل، وهو إمام أعلى قدرًا وشأنًا من ابن تيمية وابن عبد الوهاب، وأقول بإن هذا حق ولم أغمطه حقه، ولكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته قائمة بين الناس اليوم، ولها دولة ترعاها وتقوم بها، وقد خالفها كثير من الحاسدين الحاقدين، وهي نفس دعوة الإمام أحمد بن حنبل، وهي نفس دعوة الإمام ابن تيمية -
رحمه الله تبارك وتعالى.
إلى جانب أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الدعوات الإصلاحية في العصر الحاضر، ولقد تحدثت عن الدعوات الكثيرة في هذا العصر، كدعوة أهل الحديث في بلاد الهند، وكدعوة الإخوان وأنصار السنة في مصر، ولم أتحدث عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية، وانتظرت أن أتحدث عن عقيدته وعن دعوته حينما تأتي ترجمته -إن شاء الله تعالى- وعلى ذلك، فأنا لم أطل في الحديث عنه، ولم أعطه أكثر من غيره.
وعلى كل، فهو يستحق الحديث والإطناب -رحم الله تبارك وتعالى الجميع.
أعود بعد ذلك إلى ذكر تلاميذ الشيخ، وأنا لا أريد أيضًا في هذا المبحث استقصاء كل من أخذ عن الشيخ واستفاد منه أي فائدة، إنما أقصد من أخذ عن الشيخ حتى تخرَّجوا على يديه، واستكملوا العلم النافع في مدرسته السلفية، وصاروا قضاة وعلماء ودعاة، وسأذكر أيضًا بعضهم.
وفيما يلي بيان مَن ذكره بعض أهل العلم من تلاميذ الشيخ رحمه الله تبارك وتعالى وعلى رأسه هؤلاء: الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وقد أخذ عن أبيه، واستكمل فنون العلم، وفاق أقرانه بالمعرفة، والشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد أخذ عن أبيه، فكان آية في العلم أيضًا والمعرفة، ومعرفة فنون العلم.
والشيخ أو التلميذ الثالث للشيخ محمد بن عبد الوهاب ابنه الأكبر الشيخ علي، الذي كان عالمًا جليلًا ورِعًا دَيِّنًا فقيهًا، يُضرب به المثل في بلد الدرعية.
ومن تلاميذ الشيخ أيضًا إبراهيم ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهو الابن الرابع له، يقول الشيخ عبد الرحمن بن القاسم: ولم أقف له على وفاة، ولكنه موجود سنة 1251 في مصر، وتوفي بها.
هؤلاء التلاميذ الذين ذكرتهم الآن هم أربعة، كانوا من أولاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد حصلوا وأخذوا منه العلم.
أما التلميذ الخامس فهو الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن مَعمر، وقد كان عالمًا جليلًا، وتوفي في مكة المكرمة.
والتلميذ السادس هو الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الحصين الناصري التميمي، الذي أخذ عن الشيخ وعن أبنائه وغيرهم في الدرعية بعد أن سبق له أخذ الفقه أولًا عن الشيخ إبراهيم بن محمد بن إسماعيل في بلده "شقراء".
ومن تلاميذ الشيخ أيضًا الشيخ سعيد بن حجي، الذي رحل إلى الدرعية، فقرأ على الشيخ، كما أخذ عن ابني الشيخ حسين وعبد الله، وقرأ على الشيخ حمد بن ناصر بن معمر وغيرهم من علماء الدرعية.
ومن تلاميذ الشيخ أيضًا محمد بن سويلم، الذي ولد في الدرعية ونشأ فيها، وأخذ يتلقى العلم عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وعن ابنيه العالمين حسين وعبد الله، وغيرهما.
ومن تلاميذ الشيخ أيضًا عبد الرحمن بن خميس، الإمام في قصر آل سعود.
أما التلميذ العاشر في سياق ذكري لتلاميذ الشيخ فهو الشيخ عبد الرحمن بن نامي، الذي ولد في مدينة العُيَينة ونشأ بها، ثم قرأ على علمائها، وكان ممن استجاب لدعوة الشيخ محمد إلى عقيدة السلف الصالح، فهاجر إليه في الدرعية، وقرأ عليه واستفاد منه، كما قرأ على الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد، فأدرك إدراكًا جيدًا، وفي أول عام ألف ومائتين وأربع وثلاثين من الهجرة، أرسل إبراهيم باشا إلى "الأحساء" أمراءَه، فقتلوا حتى أئمة المساجد، وقبضوا على الشيخ عبد الرحمن بن نامي، فأخذوا ماله، ثم قتلوه ضمن من قتلوا ظلمًا وعدوانًا، فانتقل إلى ربه شهيدًا رحمه الله تبارك وتعالى.
أما الشيخ الحادي عشر فهو الشيخ محمد بن سلطان العوسجي، الذي ولد في بلدة "ثادق" ونشأ فيها، ثم رحل إلى الدرعية، وشرع في القراءة على الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ثم على ابنه الشيخ عبد الله، وعلى الشيخ الفقيه حمد
بن ناصر بن معمر، حتى حصل في التوحيد والتفسير والحديث والفقه، وأصول هذه العلوم.
والشيخ الثاني عشر أو التلميذ الثاني عشر هو عبد الرحمن بن عبد المحسن أبو حسين.
أما التلميذ الثالث عشر فهو الشيخ حسن بن عبد الله بن عِيدان، الذي قدِمَ إلى الدرعية في أوج عزها، وقرأ على الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلى غيره من علماء الدرعية، كالشيخ عبد الله ابن الشيخ، والشيخ حمد بن ناصر.
أما التلميذ الرابع عشر فهو العالم الشيخ عبد العزيز بن سويلم العريني، الذي ولد في الدرعية، ولَمَّا شبَّ وأخذ مبادئ الكتابة والقراءة، شرع في طلب العلم، فتلقاه الإمام محمد بن عبد الوهاب، وعلمه، ومازال هذا التلميذ مجدًّا في تحصيل العلم على يد الشيخ عبد الوهاب حينما كان حيًّا، وعلى ابنه الشيخ عبد الله، حتى أدركَ وتفقه.
أما التلميذ الخامس عشر فهو الشيخ حمد بن راشد، الذي رحل إلى الدرعية لطلب العلم، فأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وعن غيره من علماء الدرعية، وأدرك في الأصول والفقه رحمه الله تبارك وتعالى.
وأما التلميذ السادس عشر فهو ابن ابن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ وقد أخذ عن الشيخ أيضًا -يعني: عن جَده رحمه الله تبارك وتعالى.
وهؤلاء التلاميذ الذي أخذوا مباشرة من الشيخ حتى صاروا أئمة وعلماء، ولا يعني ذلك أنه لم يكن للشيخ غير هؤلاء، وإنما للشيخ علماء ما أكثرهم، وكثرة التلاميذ تدل -كما هو معلوم- على مكانة الأستاذ والشيخ رحمهم الله تبارك وتعالى جميعًا.