الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - باب الْخَطَإِ وَالنِّسْيَانِ فِي الْعَتَاقَةِ وَالطَّلَاقِ وَنَحْوِهِ، وَلَا عَتَاقَةَ إِلَاّ لِوَجْهِ اللَّهِ
وَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» وَلَا نِيَّةَ لِلنَّاسِى وَالْمُخْطِئِ.
2528 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ
ــ
باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه ولا عتاقة إلا لوجه الله
كأنه أشار إلى ما قال أبو حنيفة: لو قال: اعتقه للشيطان يصح العتق؛ لأن القربة لا تكون إلا الله، وآخر كلامه لغو، وهذه الترجمة رواها ابن ماجه والحاكم، وهو على شرط البخاري، تمامه:"وما استكرهوا عليه" والخطأ: اسم من أخطأ؛ وهو ضد الصواب، وضد العمد أيضًا، وهذا هو المراد.
(قال النبي صلى الله عليه وسلم لكل امرئ ما نوى، ولا نية للناسي والمخطِئ) هذا التعليق بعض من الحديث الذي رواه مسندًا آخر الباب، واستدل به على عدم مؤاخذة الناسي والمخطئ، وهذا مذهب الشافعي؛ وقال مالك والكوفيون: يحنث في الخطأ والنسيان. وقام الإمام أحمد: يحنث في الطلاق.
فإن قلت: ما جواب هؤلاء عن قوله: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان"؟ قلت: حملوا ذلك على ما يتعلق بالآخرة.
فإن قلت: فما بالهم أوجبوا ضمان المتلفات بالخطأ والنسيان؟ قلت: خرج ذلك بدلائل آخر.
2528 -
(الحميدي) بضم الحاء على وزن المصغر المنسوب (مسعر) بكسر الميم (زرارة) بضم الزاي المعجمة وفتح المهملة بعدها (أوفى) بفتح الهمزة (أن الله تجاوز عن
لِى عَنْ أُمَّتِى مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ». طرفاه 5269، 6664
2529 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِىِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
ــ
أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم) أي: تتكلم؛ حذف منه إحدى التاءين. قوله: "صدورها" بالنصب وهو الموافق لقوله: "ولا تحدث فيها نفسه"؛ وبالرفع، وهو الموافق لقوله تعالى:{وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} [ق: 16].
فإن قلت: هذا يدل على أن سيئات القلب لا يؤاخذ بها؟ قلت: تحقيق الكلام في هذا المقام أن حديث النفس على ثلاثة أقسام: ما يخطر بالقلب من غير قصد ولا يؤاخذ به في ملة. والثاني: أن يخطره المرء باختياره ولا يصمم عليه، وهذا لا يؤاخذ به أحد من هذه الأمة خاصة. والثالث: أن يصمم على فعله ويجزم به، ثم يمنعه عنه مانع من الموت وغيره وهذا يؤاخذ به؛ لما تقدم في الحديث من قوله:"إنه كان حريصًا على قتل صاحبه" ولقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25].
فإن قلت: فما وجه قوله: "ما لم تعمل أو تكلم"؟ قلت: أجاب بعضهم على أنه محمول على غير المصمم الموطن نفسه عليه. وهذا ليس بشيء؛ لأن الشارع جعل الغاية العمل والتكلم فدخل فيه المصمم وغيره؛ بل الجواب أنه لا يؤاخذ بما قصده مثلًا كشرب الخمر والزنا؛ وإنما يؤاخذ بفعل القلب؛ أي: بالعزم، لا بما عزم عليه، ولا شك أن إثم هذا دون ذلك. وحديث الأعمال بالنيات تقدم في أول الكتاب وبعده في مواضع.
فإن قلت: أين مناسبة حديث الوسوسة بالباب؟ قلت: جعله دليلًا على عدم المؤاخذة في النسيان لعدم النية وعزم القلب فيها.
باب إذا قال لعبده: هو لله ونوى العتق والإشهاد في العتق
2529 -
قوله: والإشهاد في العتق، عطف على قوله: إذا قال.
- رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» .
في العتق
2530 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّهُ لَمَّا أَقْبَلَ يُرِيدُ الإِسْلَامَ وَمَعَهُ غُلَامُهُ،
ــ
2530 -
2531 - 2532 - (نمير) بضم النون، مصغر نمر (بشر) بالموحدة والمعجمة (عن أبي هريرة: لما أقبل) أي: من أرض دوس (يريد الإسلام) ظاهره أنه لم يكن قوله: "فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وبايعته" يدل على أنه كان مسلمًا، فتقدير الكلام: يريد أهل الإسلام، أو بلاد الإسلام؛ ويؤيده قوله:"على أنها من دارة الكفر" قال الجوهري وابن الأثير: الدار المنزل، والدارة أخص؛ لأنها تعتبر في مفهومها الإحاطة كالدارين؛ كذا في "القاموس"؛ لكن ذكر أنها تستعمل مرادف الدار.
(ومعه غلام ضل كل واحد منهما من صاحبه) فإنه كان ليلًا مظلمًا:
(أيا ليلة من طولها وعنائها)
بنصب ليلة، بتقدير: أشكو، والمنادى محذوف؛ أي: يا قوم، وقوله:
(على أنه من دارة الكفر نجت)
مدح لها بعد تلك الشكاية، والبيت من الطويل، والجزء الأول مخروم ومزحوف جائز، مثله قول الشاعر:
شاقتك أحداج سليمى بعاقل
وعندهم أن البيت المزحوف ربما كان أحسن من التمام، وإليه أشار بقوله:
ترى الطباع إلى بعض المزاحف أميلا