الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ، فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، لَا يَدْخُلُ مَكَّةَ سِلَاحٌ إِلَاّ فِي الْقِرَابِ، وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ، إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتَّبِعَهُ، وَأَنْ لَا يَمْنَعَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا. فَلَمَّا دَخَلَهَا، وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا، فَقَالُوا قُلْ لِصَاحِبِكَ اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ. فَخَرَجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَتَبِعَتْهُمُ ابْنَةُ حَمْزَةَ يَا عَمِّ يَا عَمِّ. فَتَنَاوَلَهَا عَلِىٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ عليها السلام دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ، احْمِلِيهَا. فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِىٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ، فَقَالَ عَلِىٌّ أَنَا أَحَقُّ بِهَا وَهْىَ ابْنَةُ عَمِّى. وَقَالَ جَعْفَرٌ ابْنَةُ عَمِّى وَخَالَتُهَا تَحْتِى. وَقَالَ زَيْدٌ ابْنَةُ أَخِى. فَقَضَى بِهَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لِخَالَتِهَا. وَقَالَ «الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ» . وَقَالَ لِعَلِىٍّ «أَنْتَ مِنِّى وَأَنَا مِنْكَ» . وَقَالَ لِجَعْفَرٍ «أَشْبَهْتَ خَلْقِى وَخُلُقِى» . وَقَالَ لِزَيْدٍ «أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا» . طرفه 1781
7 - باب الصُّلْحِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ
فِيهِ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ. وَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «ثُمَّ تَكُونُ هُدْنَةٌ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ
ــ
كونه أميًّا؛ لأنّ الأمي من لا يحسن الكتابة، وهو كان ذلك، أو كتبه غيره؛ نسب إليه لأنه الآمر، كما في: بنى الأمير المدينة (أن لا يدخل مكة سلاحًا إلا في القراب) لئلا يظن أنه دخل قهرًا (فتبعتهم ابنة حمزة: يا عم يا عم) أي: تنادي بهذا اللفظ، والظاهر أنها أرادت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أخو حمزة رضاعًا (وقال جعفر: بنت عمي وخالتها تحتي) هي: أسماء بنت عميس، وأمُّ بنت حمزة سلمى بنت عميس (وقال زيد: بنت أخي) لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين حمزة وزيد (وقال لعلي: أنت مني وأنا منك) أي: أنت متصل بي، قالوا: هذه "من" اتصالية، والتحقيق أنها تبعيضية (وقال لزيد: أنت أخونا) أي: في الدين (ومولانا) يطلق على العبد الناصر، والظاهر أنه أراد المعنى الثاني؛ لأن المعنى الأول معلوم، فلا حاجة إلى الإخبار به، وأيضًا لا يلائم ذكره في مقام الإكرام.
باب الصلح مع المشركين
(فيه أبو سفيان) أراد ما تقدم في أوّل الكتاب في حديث هرقل: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مادَّ أبا سفيان ومشركي مكة (وقال عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: ثم تكون هدنة بينكم وبين
بَنِى الأَصْفَرِ». وَفِيهِ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَأَسْمَاءُ وَالْمِسْوَرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
2700 -
وَقَالَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضى الله عنهما - قَالَ صَالَحَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ عَلَى أَنَّ مَنْ أَتَاهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ رَدَّهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ أَتَاهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَرُدُّوهُ، وَعَلَى أَنْ يَدْخُلَهَا مِنْ قَابِلٍ وَيُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَا يَدْخُلَهَا إِلَاّ بِجُلُبَّانِ السِّلَاحِ السَّيْفِ وَالْقَوْسِ وَنَحْوِهِ. فَجَاءَ أَبُو جَنْدَلٍ يَحْجُلُ فِي قُيُودِهِ فَرَدَّهُ إِلَيْهِمْ. قَالَ لَمْ يَذْكُرْ مُؤَمَّلٌ عَنْ سُفْيَانَ أَبَا جَنْدَلٍ وَقَالَ إِلَاّ بِجُلُبِّ السِّلَاحِ. طرفه 1781
2701 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مُعْتَمِرًا، فَحَالَ كُفَّارُ
ــ
بني الأصفر) هذا بعض حديث رواه عوف بن مالك. قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في غزوة تبوك، فقال:"اعدد ستًّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتًا، ثم استفاضة المال، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلَّا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر"، وهم الروم. قال ابن الأثير: وهم أولاد روم بن عيصو بن إسحاق، كان أصفر اللون، وقيل: لأنّ الحبشة غزوا بلاد الروم، فوطئوا نساءهم فجاءت أولادهم صفرًا.
(وفيه سهل بن حنيف) بضم الحاء مصغر (وأسماء والمسور) لما ذكر الحديث معلقًا عطف هؤلاء على الذي علقه عنه.
2700 -
(وقال موسى بن مسعود) يحتمل أن يكون تعليقًا؛ فإن البخاري يروي بواسطة وبدونها، قاله الذهبي (فجاء أبو جندل) هو العاص بن سهيل بن عمرو، كان قد أسلم، قيده أبوه وحبسه، فلما وجد الفرصة جاء هاربًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (يحجل في قيوده) بتقديم الحاء على الجيم من الحجل، وهو القيد؛ قاله الجوهري، وقال ابن الأثير: هو أن تقف على رجل وتقفز (مؤمَّل) بفتح الميم المشددة.
2701 -
(سريج بن النعمان) بضم السين، والجيم مصغر (فليح) كذلك.
قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يَعْتَمِرَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَلَا يَحْمِلَ سِلَاحًا عَلَيْهِمْ إِلَاّ سُيُوفًا، وَلَا يُقِيمَ بِهَا إِلَاّ مَا أَحَبُّوا، فَاعْتَمَرَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَدَخَلَهَا كَمَا كَانَ صَالَحَهُمْ، فَلَمَّا أَقَامَ بِهَا ثَلَاثًا أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ. طرفه 4252
2702 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِى حَثْمَةَ قَالَ انْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ إِلَى خَيْبَرَ، وَهْىَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ. أطرافه 3173، 6143، 6898، 7192
ــ
(قاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ولا يحمل سلاحًا عليهم) أي: داخلًا (إلا سيوفًا).
فإن قلت: قد سلف من رواية البراء: السيف والقوس ونحوه. فكيف وجه هذا الحصر؟ قلت: كان هذا قبل، ثم رضوا بالزيادة، ألا ترى إلى قوله: ولا يقم بها إلا ما أحبوا، ثم قرروا بثلاثة أيام.
2702 -
(بشر) بكسر الموحدة وشين معجمة (بشير) بضم الباء مصغر بشر (يسار) ضد اليمين (عن سهل بن أبي حثمة) بالحاء المهملة وثاء مثلثة.
(محيصة) بضم الميم، وسكون الياء، وروي بكسرها مع التشديد (إلى خيبر، وهي يومئذٍ صلح).
فإن قلت: أهل خيبر كانوا يهوديًّا، وعقد الباب لصلح المشركين؟ قلت: ذكرنا سابقًا أن اليهود مشركون؛ لكونهم يقولون: عزير ابن الله.
وقضية عبد الله بن سهل وقتله اليهود ستأتي مفصلة إن شاء الله تعالى.