الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَاّ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ». أطرافه 3424، 5242، 6639، 6720، 7469
24 - باب الشَّجَاعَةِ فِي الْحَرْبِ وَالْجُبْنِ
2820 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَكَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم سَبَقَهُمْ عَلَى فَرَسٍ، وَقَالَ «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا» . طرفه 2627
ــ
آصف وزيره وقيل: ملك من الملائكة (فلم يقله).
(والذي نفس محمد بيده، لو قال: إن شاء لجاهدوا في سبيل الله فرسانًا أجمعون) تأكيد لواو جاهدوا.
واعلم أن حصول المطالب ليس من لوازم إن شاء الله. ألا ترى أن موسى قال: إن شاء الله، ولم يصبر بل أطلع الله رسوله على ذلك في شأن سليمان، وفيه ترغيب لمن أراد شيئًا أن يقرنه بإن شاء الله.
وفي الحديث دلالة على أن طلب الولد بقصد أن يبلغ ويجاهد في سببل الله من الأعمال الفاضلة، وقس عليه تلاوة القرآن وسائر الأعمال.
باب الشجاعة في الحرب والجبن
قال الجوهري: الشجاعة: شدة القلب عند الناس، والجبن ضدها.
2820 -
(حمّاد بن زيد) بفتح الحاء وتشديد الميم. روى في الباب حديث: (أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس) هذا مما لا يخالف فيه متدين.
(ولقد فزع أهل المدينة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم سبقهم على فرس. قال: وجدناه بحرًا) وقد تقدَّم الحديث في باب من استعار من الناس الفرس، وقد ذكرنا أن الفرس كان لأبي
2821 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِى جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ النَّاسُ، مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ، فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «أَعْطُونِى رِدَائِى، لَوْ كَانَ لِى عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِى بَخِيلاً وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا» . طرفه 3148
ــ
طلحة، وإنما قال:"وجدناه بحرًا"؛ لأنه كان قطوفًا، فأصابه بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم فشبهه بالبحر في سعة الجري.
2821 -
(جبير بن مطعم) بضم الميم، اسم فاعل من الإطعام.
(بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مَقْفَلَه من حنين) -بفتح الميم وسكون القاف- أي: مرجعه من تلك الغزاة (فجعلت الأعراب يسألونه) أي: العطاء (حتَّى اضطروه) أي: ضيقوا عليه الطريق، وألجؤوه (إلى سَمُرة) -بفتح السين، وضم الميم- شجرة الطلح (لو كان لي مثل عدد هذه العِضاه نعمًا لقسمته بينكم) بكسر العين. قال ابن الأثير: هي شجرة أم غيلان، وكل شجر عظيم أشرك، له شوك الواحدة: عِضة؛ بالتاء.
(ثم لا تجدوني بخيلًا ولا كذوبًا ولا جبانًا) وإنما ضم إلى البخل الكذب والجبن؛ لأنهما من لوازم البخل غالبًا.
فإن قلت: الكذوب: صيغة مبالغة، ولا يلزم من نفيها نفي أصل الكذب؟ قلت: النفي إذا دخل على المقيد تارة ينفي القيد: وتارة المقيد مع القيد، كقوله تعالى في شأن عيسى:{وَمَا قتنَلُوْهُ يَقِيْنًا} [النساء: 157] وهذا منه.
وفي إشارته على الكاذب إشارة إلى أنَّه لو بدا منه أدنى كذبة لكان جديرًا بأن يوسم بالكذاب، لبعد مقامه عن الكذب و (ثم) يجوز أن تكون للتراخى الزماني، وأن تكون للتراخي الرتبي، فإن هذا الكمال فوق ما تقدَّم، وهذا هو الوجه.