الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن البارزي: سور حماة بربها محروس.
وقول الصفي الحلي: كن كما أمكنك.
وقول آخر: كبرت آيات ربك.
وقوله: مودتي يحيى تدوم.
وقوله: حوت فمه مفتوح.
وقوله: عقرب تحت برقع.
وقول مؤلفه: أمحمد دم حما.
وأما وقوعه في النظم فقد يكون في شطر البيت كقوله (أرانا الإله هلالا أنارا) ، وقد يكون في البيت بتمامه.
كقول الأرجاني:
مودتي تدوم لكل هول
…
وهل كل مودته تدوم
وقول الآخر:
أراهن نادمنه ليل لهو
…
وهل ليلهن مدان نهار
وقول الآخر:
عج تنم قربك دعد آمنا
…
إنما دعد كبرق منتجع
وقول البحتري:
أس أرملا إذا عرا
…
وارع إذا المرء أسا
وبيت بديعية صفي الدين الحلي قوله:
هل من ينم بحب من ينم له
…
إذا رموه بمن لم يدر كيف رمي
ولم ينظم ابن جابر هذا النوع.
وبيت بديعية العز الموصلي قوله:
لم يستحل بانعكاس في سجيته
…
مدن أخا طعم معط أخا ندم
وبيت بديعية ابن حجة قوله:
بحر وذو أدب بدا وذو رحب
…
لم يستحل بانعكاس ثابت القدم
وبيت بديعية المقري قوله:
معط أخا كرم مرض أخا ندم
…
مدن أخا ضرم مرك اخا طعم
تبجح الشيخ بهذا البيت فقال: إن تكلف هذا البيت وركة ألفاظه ومعناه مما لا تسيغه الأسماع، ولا تقبله الطباع، ولاسيما الشطر الأخير، فإن الحرس عن مثله أفضل من النطق بكثير.
وبيت بديعية العلوي قوله:
أنلتنا موئلا واليوم أنت لنا
…
حصن منيع به ننجو من السقم
وبيت بديعية الطبري قوله:
لم يستحل بانعكاس في مودته
…
مسر أخا دهم مهد أخا رسم
الذي أراه أن الطبري إنما لاحظ في هذا البيت عكس الألفاظ فقط، ولم يلتفت إلى أنه يفيد معنى أم لا.
وبيت بديعيتي قولي:
ألم يفد اجر بر في ملأ
…
لم يستحل بانعكاس عن عطائهم
أشرت في هذا البيت إلى ما صنعه صلى الله عليه وآله وسلم مع هوزان لما أسرهم، وأصاب من أموالهم وهم أظآره عليه السلام، لأن هوزان جد سعد بن بكر الذين هم قبيلة حليمة السعدية ظئره صلوات الله عليه، وهو سعد بن بكر بن هوزان.
روى ابن فارس في كتابه في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم: أن في يوم حنين جاءته امرأة فأنشدته شعرا تذكره أيام رضاعته في هوزان، فرد عليهم ما أخذ، وأعطاهم عطاء كثيرا، حتى قوم ما أعطاهم ذلك اليوم فكأن خمسمائة ألف أوقية، وهذا نهاية الجود الذي لم يسمع بمثله.
وروي عن زهير بن صرد الجشمي أنه قال: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين ويوم هوزان، وذهب يفرق السبي، قمت بين يديه وقلت: يا رسول الله، إنما في الحظائر خالاتك، وحواضنك اللاتي كفلنك، ولو أنا صافحنا ابن أبي شمر، أو النعمان بن المنذر، ثم أصابنا منهما مثل ما أصابنا منك، رجونا عفوهما وعطفهما، ثم أنشدته أبياتا منها:
أمنن علينا رسول الله عن كرم
…
فانك المرء نرجوه وننتظر
أمنن على نسوة قد كنت ترضعها
…
إذ فوك تملؤه من محضها الدرر
إذ أنت طفل كنت ترضعها
…
وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
وألبس العفو من قد كنت ترضعه
…
من أمهاتك إن العفو مشتهر
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وقالت قريش كذلك، وقالت الأنصار كذلك. وأطلقهم جميعهم.
إذا عرفت ذلك، فقولي: ألم يفد، استفهام إنكار، معناه: أفاد، أي أعطى، لأن الإنكار نفي وقد دخل على النفي، ونفي النفي إثبات.
ومثل ذلك قوله تعالى "ألم نشرح لك صدرك" أي شرحنا.
وقولي: أجر بر، أي جزاء بر، فإن الأجر معناه الجزاء على العمل، والبر: الصلة. وقولي: جاد، أي مطر، من قولهم: جادت السماء جودا بالفتح، أي أمطرت، والضمير فيه راجع إلى الأجر أفاده. وقولي: في ملأ، أي في قوم، والمراد بهم أظآره المذكورون الذين أعطاهم أجر برهم له صلوات الله وسلامه عليه، والله أعلم.
التقسيم
إن مد كفا لتقسيم النوال فهم
…
ما بين معطى ومستجد ومستلم
التقسيم في اللغة: التجزئة والتفريق، وفي الاصطلاح على نوعين: أحدهما: أن يذكر قسمة ذات جزئين أو أكثر، ثم يضيف إلى كل واحد من الأقسام ما يليق به.
كقول المتلمس:
ولا يقيم على ضيم يراد به
…
إلا الأذلان غير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته
…
وذا يشج فلا يرثي له أحد
ذكر العير والوتد، ثم أضاف إلى الأول الربط مع الخسف، وإلى الثاني الشج.
وقول ربيعة الرقي:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى
…
يزيد سليم والأغر ابن حاتم
يزيد سليم سالم المال والفتى
…
فتى الأزد للأموال غير مسالم
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله
…
وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
وقول أبي الفتيان ابن حيوس:
ثمانية لم تفترق مذ جمعتها
…
فلا افترقت ما ذب عن ناظر شفر
يقينك والتقوى وجودك والغنى
…
ولفظك والمعنى وسيفك والنصر
الثاني: أن يتقصى تفصيل ما ابتدأ به، ويستوفي جميع الأقسام الذي يقتضيها ذلك المعنى، كقوله تعالى "هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا" إذ ليس في رؤية البرق إلا الخوف من الصواعق والطمع في الغيث ولا ثالث لهذين القسمين، وقوله تعالى "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم" استوفى جميع هيئات الذاكر، وقوله تعالى "يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكوراً، ويزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما" استوفى جميع أحوال المشروحين ولا خامس لها.
وكان الحسن البصري يقول: لا توبة لقاتل المؤمن متعمدا، فدس إليه عمرو بن عبيد رجلا وقال: قل له: لا يخلو من أن يكون مؤمنا أو كافرا أو منافقا (أو فاسقا) . فإن كان مؤمنا، فإن الله سبحانه يقول "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا"، ويقول "توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"، وإن كان كافرا فانه تعالى يقول "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف"، وإن كان منافقا فانه تعالى يقول "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا"، وإن كان فاسقا فانه يقول "أولئك هم الفاسقون إلا الذين تابو".
فقال الحسن للرجل: من أين لك هذا؟ قال: شيء اختلج في صدري، قال: محال: أصدقني، فقال: عمرو بن عبيد، فقال عمرو وما عمرو، إذا قام بأمر قعد به، وإذا قعد بأمر قام به. ورجع عن قوله.
وحكي أنه قدم وفد من العراق على هشام بن عبد الملك وفيهم رجل من بني أسد، فقال: يا أمير المؤمنين، أصابتنا سنون ثلاث. أما الأولى فأذابت الشحم، وأما الثانية فنخست اللحم، وأما الثالثة، فهاضت العظم، وفي أيديكم فضول أموال، فإن كانت لله فبثوها في عباد الله، وإن كانت لهم فلا تمنعوهم إياها، وإن كانت لكم فتصدقوا إن الله يجزي المتصدقين.
فقال هاشم: ما ترك لنا في واحدة عذرا، ثم قال له: قد قلت في حاجة العامة فقل في حاجة نفسك، فقال: ما لي حاجة في خاصة دون عامة.
ولما ورد قتيبة من مسلم خراسان قال: بلغني أن لعبد الله بن حازم بهذه البلدة مالا فمن كان في يده شيء منه فلينبذه، ومن كان في فمه فليلفظه، ومن كان في صدره فلينفثه، فتعجبوا من حسن تفصيله.
ومثاله في الشعر قول نصيب:
فقال فريق الحي لا وفريقهم
…
نعم وفريق قال ويحك لا ندري
وقول زهير:
وأعلم علم اليوم والأمس قبله
…
ولكنني عن علم ما في غد عم
وقوله:
فإن الحق مقطعه ثلاث
…
يمين أو شهود أو جلاء
وروي أن عمر لما سمع هذا البيت قال: لو أدركت زهيراً لوليته القضاء.
وقول الشماخ يصف صلابة سنابك الحمار:
متى ما تقع أرساغه مطمئنة
…
على حجر يرفض أو يتدحرج
فليس في أقسام ما وطي الوطي الشديد إلا أن يوجد إما رخوا فيرفض، أو صلبا فيتدحرج.
وقول عمرو بن الأهتم:
اشربا ما شربتما فهذيل
…
من قتيل أو هارب أو أسير
وقول أبي تمام في مجوسي أحرق بالنار:
صلى لها حيا وكان وقودها
…
ميتا ويدخلها مع الفجار
وقول الآخر:
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة
…
يواسيك أو يسليك أو يتوجع
فان المشكو إليه إما أن يواسي الشاكي وهي الرتبة العليا، وإما أن يسليه وهي الرتبة الوسطى، وإما أن يتوجع وهي الرتبة السفلى.
وفساد التقسيم يكون إما بالتكرار كقوله:
فما برحت تومي إليك بطرفها
…
وتومض أحيانا إذا خصمها غفل
فتومي بطرفها وتومض متساويان في المعنى.
أو بدخول أحد القسمين في الآخر كقول عدي: