الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقول بعضهم:
وهت عزماتك عند المشيب
…
وما كان من حقها أن تهي
وأنكرت نفسك لما كبرت
…
فلا هي أنت ولا أنت هي
وقول أبي الفضل الميكالي:
لنا صديق له حقوق
…
راحتنا في أذى قفاه
ما ذاق من كسبه ولكن
…
أذى قفاه أذاق فاه
ومن لطيفه قول ابن القيسراني في مدح خطيب:
شرح المنبر صدرا
…
لتلقيك رحيبا
أترى ضمخ طيبا
…
منك أم ضم خطيبا
وقول بعضهم في دوبيت:
هذا زمن الربيع والكاسب فيه
…
من نادمه الحبيب والكأس بفيه
والغبن نصيب كل من نمس فيه
…
والدهر يقول كل من نم سفيه
وقول الصفي الحلي فيه:
العيد أتى ومن تعشقت بعيد
…
ما أصنع بعد منية القلب بعيد
ما العيش كذا لكن من عاش رغيد
…
من غازل غزلانا ومن عاشر غيد
وأما بيت بديعيته فهو: فقد ضمنت وجود الدمع من عدم=لما جرى من عيوني إذ وشى ندمي قال ابن حجة: هذا البيت فيه الجناس الملفق على الصنعة، وتسميته على الشروط المذكورة، ولكن عجزت لعقادة تركيبه عن الطيران بأجنحة الفهم من أن أحوم له على معنى. ونظرت بعد ذلك في شرحه، فوجدته قد قال: إن لفظة (ملفق) صفة للجار والمجرور في قولي (فحي سلمى وسل ما ركبت بشذا) ، يعني أن الشذا الذي أطلقته سلمى أمام الحي، كان ملفقاً، انتهى. قال بعضهم: وهذا الحل برسام حاد.
وبيت ابن حجة قوله:
ورمت تلفيق صبري كي أرى قدمي
…
يسعى معي فسعى لكن أراق دمي
ولا يخفى أن معنى هذا البيت لا يرجع إلى طائل بل هو من السخافة على جانب، وقد استسمن منه ناظمه ذا ورم، ونفخ في غير ضرم على جاري عادته في نظمه ونثره، والمرء مفتون بولده وشعره.
وبيت الشيخ عبد القادر الطبري:
لفقت عزمي للقيام أفوز به
…
لكن أرى قدمي سعياً أراق دمي
أقول: استعارة التلفيق للعزم للقيا الأحباب غير لائقة بالمحب الصادق وأين هو من قول الآخر:
وركبت للأهوال كل عظيمة
…
شوقاً إليك لعلنا أن نلتقي
أو قول الآخر:
يا ليل ما جئتكم زائراً
…
إلا وخلت الأرض تطوي لي
ولا انثنى عزمي عن بابكم
…
إلا تعثرت بأذيالي
وبيت بديعيتي قولي:
بانوا فهان دمي عندي فها ندمي
…
على ملفق صبري بعد بعدهم
ألفاظ هذا البيت ومعناه من الوضوح بحيث لا يفتقر إلى التصدي لشرحه، وأما انسجامه وحسن معناه فموكول إلى ذوق الناظر وأنصافه، فلا حاجة إلى تعداد أوصافه.
وبيت شرف الدين المقري قوله:
قد كلمتني النوى وكل متني من وخدٍ هرى قدمي حتى هراق دمي
ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به.
الجناس المذيل واللاحق
وذيل الدم دمعي يوم فرقتهم
…
وراح حبي بلبي لاحقاً بهم
من أنواع الجناس: المذيل واللاحق.
أما المذل فهو ما زاد أحد ركنيه على الآخر حرفاً في آخره، فصار له كالذيل كقول أبي تمام:
يمدون من أيدٍ عواص عواصم
…
تصول بأسياف قواض قواضبِ
عواص جمع عاصية من عصاه: ضربه بالعصا. وعواصم من عصمه: حفظه وحماه. وقواض من قضى عليه: حكم. وقواضب من قضبة: قطعه.
وقول الملك الأفضل نور الدين علي بن السلطان صلاح الدين يوسف:
أما آن للسعد الذي أنا طالب
…
لإدراكه يوماً يرى وهو طالبي
ترى هل يريني الدهر أيد شيعتي
…
تمكن يوماً من نواصي النواصب
وقول المعتمد بن عباد وقد كتب به إلى صاحب له يدعوه إلى مجلس أنس:
أيها الصاحب الذي فارقت عي
…
ني ونفسي منه السنا والسناء
نحن في المجلس الذي يهب الرا
…
حة والمسمع الغنى والغناء
تتعاطى التي تنسي من اللذ
…
ة والرقة الهوى والهواء
فأته تلق راحة ومحيا
…
قد أعدا لك الحياة والحياء
وقول ابن المشرف المارديني من قصيدة:
هلال في بروج السعد سار
…
غزال في مروج العز سارح
وقول محمد بن أحمد اليوسفي:
فيا يومها كم من مناف منافق
…
ويا ليلها كم من مواف موافق
وقول أبي الحسن محمد بن طلحة: وللمجد أعلام سوام سوابغ=إليه وأقدام رواس رواسب وقول المعري:
ورب مساتر بهواك عزت
…
سرائره وكل هوى هوان
وقولي في مطلع قطعة خمرية:
طلب نشر الصبا ووقت الصباح
…
وزمان الصبا ووصل الصباح
فاسقني الراح يا نديمي ودعني
…
أتلهى ما بين روح وراح
وقولي من أخرى وهو من أوائل نظمي:
قسماً بخصرك وهو واهٍ واهن
…
وبروض خدك وهو زاهٍ زاهر
إني لأهوى ما تحب وإنما
…
أنا فيك بين الناس شاكٍ شاكر
وقول بهاء الدين محمد بن عبد الله المحب الطبري:
أراني اليوم للأحباب شاكٍ
…
وقدما كنت للأحباب شاكر
وما لي منهم أصبحت باكٍ
…
أباكر بالمدامع كل باكر
نهاري لا يزال القلب ساهٍ
…
وليلي لا يزال الطرف ساهر
أذاقوني عناداً طعم صاب
…
وقالوا كن على الهجران صابر
وها قلبي إلى الأحباب صاغ
…
يميل إلى رضاهم وهو صاغر
أحن إلى لقاهم كل عام
…
وأرجو وصلهم في شعب عامر
أهيل الجود مقصد كل حاج
…
وليس لهم عن الإحسان حاجر
سقى ربعاً حماهم كل غادٍ
…
وصين جمالهم من كل غادر
وقد تكون الزيادة في آخر المذيل بحرفين، ويخصه بعضهم حينئذ باسم المرفل.
كقول حسان بن ثابت:
وكنا متى يغز النبي قبيلة
…
نصل جانبيه بالقنا والقنابل
وقول النابغة: لها نار جنٍ بعد أنس تحولوا=وزال بهم صرف النوى والنوائب.
وقوله من الرثاء:
فيا لك من حزم وعزم طواهما
…
جديد الردى تحت الصفا والصائح
وقول الشيخ حسين الطبيب في ختام قصيدة مدح بها الوالد:
تدوم دوام الفرقدين على المدى
…
إذا لحقت بالمادحين المدائح
وجرى على لسان قلمي عند وصولي إلى هنا هذا البيت:
قد نال غايات المنى المنافق
…
مذ آذتنا بالنوى النواعق
ومن أرق ما سمع من هذا النوع قول الخنساء:
إن البكاء هو الشفاء
…
من الجوى بين الجوانح
ذكرت بمعنى هذا البيت ما حكاه أحمد بن سليمان بن وهب قال: بكيت يوماً لفرقة بعض الآلاف بين يدي الحسن بن وهب عمي، فنهاني بعض من حضر، فقال لي عمي:
ابكِ فما أنفع ما في البكا
…
لأنه للحزن تسهيل
وهو إذا أنت تأملته
…
نحزن على الخدين محلول
وأما الجناس اللاحق - فهو ما أبدل من أحد ركنيه حرف بحرف آخر من غير مخرجه، ولا قريب منه. فإن كان من مخرجه أو قريباً منه سمي مضارعاً. فمن أمثلة اللاحق، قوله تعالى:(إنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد الخمر لشديد) وقول الشاعر:
نظرت الكثيب الأجرع الفرد مرة
…
فرد إلي الطرف يدمى ويدمع
وقول بعضهم:
أخوك على المعاش معين صدق
…
وما لك لمعاش وللمعاد
وقول البديع الهمداني:
يا غلام الكأس فاليأ
…
س من الناس مريح
وقول ابن جابر:
يكفي الأنام بسيبه وبسيفه
…
عند المكارم والمكاره دائما
وقول الصفي الحلي:
بيض دعاهن الغبي كواعبا
…
ولو استبان الرشد قال كواكبا
وقول أبي فراس بن حمدان:
غني النفس لم يعقل
…
خير من غني المال
وفضل الناس في الأنفس
…
ليس الفضل في الحال
وقول ابن الفياض كاتب سيف الدولة:
وما بقيت من اللذات إلا
…
منادمة الكرام على الشراب
ولثمك وجنتي قمر منير=يجول بخده ماء الشباب وقولي:
قد طلع البدر في كواكبه
…
كالملك يختال في مواكبه
والليل يسعى به إلى أمدٍ
…
كالطرف يستن تحت راكبه
وقولي من أبيات تقدم مطلعها في الجناس المذيل:
برح اليوم عن هواي خفاه
…
ما لقلبي عن الهوى من براح
فاسقنيها وداوِ قرح فؤادي
…
واجتنب مزجها بماء قراحِ
وقولي من قطعة خمرية مطلعها:
قم هاتها في جنح ليل دامس
…
راح حكت في الراح شعلة قابس
زفت إلى ماء السماء فأصبحت
…
تهزو بكل مهاة خدرٍ عانسِ
ماذا على من قابلته ببشرها
…
أن لا يقابلها بوجهٍ عابس
ومنها وفيه أيضاً شاهد لما نحن فيه:
طابت مغارسها قبورك في يدي
…
جانٍ حنى تلك الكروم وغارس
قف إن وقفت بحانها حينا ودع=عنك الوقوف بكل ربع دارس ومن محاسن هذه القطعة قولي فيها:
رقت فلولا الكاس لم تبصر لها
…
جسما ولم تلمس براحة لامس