المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فكم عاشق قاسى الهوان بحبنا … فصار عزيزا حين ذاق - أنوار الربيع في أنواع البديع

[ابن معصوم الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌أنوار الربيع في أنواع البديع

- ‌حسن الابتداء وبراعة الاستهلال

- ‌الجناس المركب والمطلق

- ‌الجناس الملفق

- ‌الجناس المذيل واللاحق

- ‌الجناس التام والمطرف

- ‌الجناس المصحف والمحرف

- ‌الجناس اللفظي والمقلوب

- ‌الجناس المعنوي

- ‌الاستطراد

- ‌الاستعارة

- ‌المقابلة

- ‌وإن هم استخدموا عيني لرعيهم=أو حاولوا بذلها فالسعد من خدمي

- ‌الافتنان

- ‌اللف والنشر

- ‌الالتفاف

- ‌الاستدراك

- ‌تأليف السيد علي صدر الدين معصوم المدني

- ‌ حققه وترجم لشعرائه شاكر هادي شاكر

- ‌ الجزء الثاني

- ‌الإبهام

- ‌الطباق

- ‌إرسال المثل

- ‌الأمثال السائرة

- ‌التخيير

- ‌النزاهة

- ‌الهزل المراد به الجد

- ‌التهكم

- ‌تنبيهان

- ‌القول بالموجب

- ‌التسليم

- ‌الاقتباس

- ‌المواربة

- ‌التفويف

- ‌الكلام الجامع

- ‌المراجعة

- ‌المناقصة

- ‌المغايرة

- ‌الجزء الثالث

- ‌تتمة باب المغايرة

- ‌التوشيح

- ‌التذييل

- ‌تشابه الأطراف

- ‌التتميم

- ‌الهجو في معرض المدح

- ‌الاكتفاء

- ‌رد العجز على الصدر

- ‌الاستثناء

- ‌مراعاة النظير

- ‌التوجيه

- ‌التمثيل

- ‌عتاب المرء نفسه

- ‌القسم

- ‌حسن التخلص

- ‌الإطراد

- ‌العكس

- ‌الترديد

- ‌المناسبة

- ‌الجمع

- ‌الانسجام

- ‌تناسب الأطراف

- ‌ائتلاف المعنى مع المعنى

- ‌المبالغة

- ‌ الإغراق

- ‌ الغلو

- ‌التفريق

- ‌التلميح

- ‌العنوان

- ‌التسهيم

- ‌التشريع

- ‌المذهب الكلامي

- ‌نفي الشيء بإيجابه

- ‌الرجوع

- ‌تنبيهات

- ‌تجاهل العارف

- ‌الاعتراض

- ‌حصر الجزئي وإلحاقه بالكلي

- ‌التهذيب والتأديب

- ‌الاتفاق

- ‌الجمع مع التفريق

- ‌الجمع مع التقسيم

- ‌الجمع مع التفريق والتقسيم

- ‌المماثلة

- ‌التوشيع

- ‌التكميل

- ‌شجاعة الفصاحة

- ‌التشبيه

- ‌الفصل الأول في الطرفين

- ‌الفصل الثاني في الوجه

- ‌تنبيهات

- ‌الفصل الثالث في الغرض

- ‌الفصل الرابع في الأحوال

- ‌الفصل الخامس في الأداة

- ‌الفرائد

- ‌التصريع

- ‌الاشتقاق

- ‌السلب والإيجاب

- ‌المشاكلة

- ‌ما لا يستحيل بالانعكاس

- ‌التقسيم

- ‌الإشارة

- ‌تشبيه شيئين بشيئين

- ‌الكناية

- ‌الترتيب

- ‌المشاركة

- ‌التوليد

- ‌الإبداع

- ‌الإيغال

- ‌النوادر

- ‌التطريز

- ‌التكرار

- ‌التنكيت

- ‌حسن الإتباع

- ‌الطاعة والعصيان

- ‌البسط

- ‌المدح في معرض الذم

- ‌الإيضاح

- ‌التوهيم

- ‌الألغاز

- ‌الإرداف

- ‌الاتساع

- ‌التعريض

- ‌جمع المؤتلف والمختلف

- ‌الإيداع

- ‌تنبيهات

- ‌المواردة

- ‌الالتزام

- ‌المزاوجة

- ‌المجاز

- ‌التفريع

- ‌التدبيج

- ‌التفسير

- ‌التعديد

- ‌حسن النسق

- ‌حسن التعليل

- ‌التعطف

- ‌الاستتباع

- ‌التمكين

- ‌التجريد

- ‌إيهام التوكيد

- ‌الترصيع

- ‌التفصيل

- ‌الترشيح

- ‌الحذف

- ‌التوزيع

- ‌التسميط

- ‌التجزئة

- ‌سلامة الاختراع

- ‌تضمين المزدوج

- ‌ائتلاف اللفظ مع المعنى

- ‌الموازنة

- ‌ائتلاف اللفظ مع الوزن

- ‌ائتلاف الوزن مع المعنى

- ‌ائتلاف اللفظ مع اللفظ

- ‌الإيجاز

- ‌التسجيع

- ‌تنبيهات

- ‌التسهيل

- ‌الإدماج

- ‌الاحتراس

- ‌حسن البيان

- ‌العقد

- ‌تنبيهات

- ‌التشطير

- ‌المساواة

- ‌براعة الطلب

- ‌حسن الختام

- ‌كلمة الختام للمؤلف

الفصل: فكم عاشق قاسى الهوان بحبنا … فصار عزيزا حين ذاق

فكم عاشق قاسى الهوان بحبنا

فصار عزيزا حين ذاق هوانا.

وقول البدر الذهب:

يا عاذلي فيه قل لي

إذا بدا كيف أسلو.

يمر بي كل وقت

وكلما مر يحلو.

وقول ابن سناء الملك:

وفي الحي من صيرتها نصب خاطري

فما أذنت في نازل الشوق بالرفع

تنيه بفرع منه أصل بليتي

ولم أرى أصلا قط يعزى إلى فرع

وقول مؤلفه عفا الله عنه:

إلى الله مما يقاسي المحب

بليلي وما نال في الحب نيلا

قضى العمر بين بكى واشتياق

فيبكي نهارا ويشتاق ليلا

وقول بدر الدماميني:

أمنيتي أنت يا مليحا

ما مثله في الوجود ثاني.

فكيف يبدي جفاك خوفا

وأنت لي غاية الأماني.

قوله:

وعزيز الجمال أوجب ذلي

وهواه علي أصبح فرضا.

فهو في الحسن والجمال سماء

صرت يا صاح منه بالذل أرضا

ولنكتف من ذلك بهذا المقدار، خوف السأم من الإكثار.

والشيخ صفي الدين الحلي جاء بالمطابقة محلاة باللف والنشر، وبيته:

وطال ليلي وأجفاني به قصرت

عن الرقاد فلم أصبح ولم أنم

وغلط ابن حجة في قوله: إن المطابقة فيه مجردة، فإن قوله: فلم أصبح راجع إلى طول الليل، وقوله: ولم أنم، راجع إلى قصر الأجفان، وهذا هو اللف والنشر المرتب.

وبين بديعية ابن جابر الأندلسي، المطابقة فيه مجردة، وهو:

وأسهر إذا نام جفنا وامض حيث ونى

واسمح إذا شح نفسا واسران يقم.

وبيت الشيخ عز الدين الموصلي قوله:

أبكي فيضحك عن در مطابق

حتى تشابه منثور بمنتظم.

قال ابن حجة: لعمري أن بيت الصفي والعميان يتنزلان عند هذا البيت العامر من المحاسن منزلة الأطلال البالية، فإن الشيخ عز الدين جمع فيه بين تسمية النوع من جنس الغزل وبين غرابة المعنى وحسن الانسجام، ورقة التشبيب وبديع اللف والنشر، ولم يأت كل منهما بغير مجرد المطابقة. وأما قول العميان في آخر بيته: واسر أن يقم، فهو من بقية ما سقط من حجارة البيت. انتهى.

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

بوحشة بدلوا أنسي وقد خفضوا

قدري وزادوا علو في طباقهم.

والشيخ عبد القادر الطبري أغار على بيت العز الموصلي فهدمه وعمره بالركة والعقادة فقال:

يبكي المحب وّذا المحبوب يضحك عن

در فطابق منثورا بمنتظم.

ما أقبح قوله: وذا المحبوب.

وبيت بديعيتي هو:

إن أدنوا ينأوا وما قلبي كقلبهم

وهل يطابق مصدوع بملتئم.

المطابقة هنا مرشحة بالتذييل وهو قولي: وما قلبي كقلبهم، فإنه لما أخبر عن نأيهم إذا دنا ذيله بقوله: وما قلبي كقلبكم، يعني أن قلبي واجد بهم مشغوف بحبهم، فهو يهوى الدنو منهم، وليس كذلك قلبهم؛ فهم ينأون تعززا وتدللا كما هو شأن المحبوب مع المحب، والمعشوق مع العاشق. ثم اتبع ذلك بحسن التعليل مدمجا في التمثيل، فإنه مثل قلبه بالظرف المصدوع وقلبهم بالملتئم، وأخرج الكلام مخرج المثل السائر، والتعليل فيه ظاهر؛ وفيه مع ذلك بديع اللف والنشر والتورية بتسمية النوع من جنس الغزل، والله أعلم.

وبيت الشيخ شرف الدين المقري منحوت من الجبال وهو:

أحييت وجدي وأفنيت العزا وسا

ء الود حزني وسر المعتدي سقمي.

الشيخ أكثر من المطابقة في هذا البيت، لكنها من الكثرة الكثرة التي لا تعجب.

‌إرسال المثل

.

أرسلت إذ لذ لي حبيّهم مثلا

وقد يكون نقيع السم في الدسم.

إرسال المثل- من لطائف أنواع البديع وهو عبارة عن أن يأتي الشاعر في بيت أو بعضه بما يجري مجرى المثل السائر، من حكمة أو نعت أو غير ذلك، مما يحسن التمثيل به.

ص: 95

وقد عقد جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب يايا في ألفاظ من القرآن جارية مجرى المثل، وأورد في ذلك قوله تعالى:(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)(والآن حصحص الحق)(وضرب لنا مثلا ونسي خلقه)(وذلك بما قدمت يداك)(قضي الأمر الذي به تستفتيان)(أليس الصبح بقريب)(وحيل بينهم وبين ما يشتهون)(ولكل نبأ مستقر)(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)(قل كل يعمل عل شاكلته)(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)(وكل نفس بما كسبت رهينة)(وما على الرسول إلا البلاغ)(وما على المحسنين من سبيل)(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)(وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة)(الآن وقد عصيت قبل)(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)(ولا ينبئك مثل خبير)(كل حزب بما لديهم فرحون)(وقليل من عبادي الشكور)(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)(ولا يستوي الخبيث والطيب) زفي ألفاظ أخر.

ومن ذلك في الحديث النبوي قوله عليه السلام: لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين. آفة العلم النسيان وإضاعته أن تحدث به غير أهله. الحزم سوء الظن. الحياء من الإيمان. لا ضرر ولا ضرار في الإسلام. الظلم ظلمات يوم القيامة. طائر كل إنسان في عنقه. ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها. الحكمة ضالة المؤمن. المرء مع من أحب. الصبر عند الصدمة الأولى. الشاهد يرى مالا يرى الغائب. البلاء موكل بالقول. حليف القوم منهم. الآمر بالمعروف كفاعله. خير الأمور أوساطها. ومن ذلك بكثير.

ومنه في الحديث العلوي قوله عليه السلام: الناس أعداء ما جهلوا. المنية ولا الدنية. رد الحجر من حيث جاء فإن الشر لا يدفعه إلا الشر. صحة الجسد من قلة الحسد. قد أضاء الصبح لذي عينين. كم من أكلة تمنع أكلات. لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. من ملك استأثر. لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان. لكل أمر عاقبة حلوة أ، مرة. المرء مخبوء تحت لسانه. قلة العيال أحد اليسارين. الهم نصف الهرم. إضاعة الفرصة غصة. قيمة كل امرء ما يحسن. فقد الأحبة غربة. من حذرك كمن بشرك. من أطال الأمل أساء العمل. رب قول أنفذ من صول. الغيبة جهد العاجز. من لم يعط قاعدا لم يعط قائما. من طلب شيئا ناله أو بعضه. وهو في كلامه عليه السلام كثير جدا.

ومن أمثلته في الشعر قول امرئ القيس بن حجر الكندي:

الله أنجح ما طلبت به

والبر خير حقيبة الرحل.

وقوله:

وقاهم جدهم ببني أبيهم

وبالأشقين ما حل العقاب.

وقوله:

قد طوفت في الآفاق حتى

رضيت من الغنيمة بالإياب.

وقوله:

إذا المرء يحزن عليه لسانه

فليس على شيء سواه بخزان.

وقوله:

فأنك لم يفخر عليك كعاجز

ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب.

وقول زهير بن أبي سلمى:

ولم لم يصانع في أمور كثيرة

يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم.

ومن يجعل المعروف من دون عرضه

يفوه ومن لا يتق الشتم يشتم.

ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه

يهدم ومن لم يظلم الناس يظلم.

ومن يكن ذا فضل ويبخل بفضله

على قومه يستغن عنه ويذمم.

ومهما تكن عند امرئ من خليقة

وإن خالها تخفى عن الناس تعلم.

وقوله:

وهل ينبت الخطي إلا وشيجه

وتغرس إلا في منابتها النخل.

وقوله:

والستر دون الفاحشات ولا

يلقاك دون الخير من ستر.

وقول النابغة الذبياني:

نبئت أن أبا قابوس أوعدني

ولا مقام على زأرٍ من الأسد.

وقوله:

فلست بمستبق أخا لا تلمه

على شعث أي الرجال المهذب.

وقوله:

الرفق يمن والأناة سعادة

فاستأن في أمر تلاق نجاحا.

واليأس عما فات يعقب راحة

ولرب مطمعة تعود ذباحا.

فاستبق ودك للصديق ولا تكن

قتبا يعضُّ بغارب ملحاحا.

وقول أوس بن حجر الأسدي:

ولست بخابيء لغد طعاماً

حذار غد لكل غد طعام.

وقول بشر بن أبي خازم:

أمل ترى أن طول العهد يسلي

وينسي مثلما نسيت جذام.

وقوله:

يكن لك في قومي يد يشكرونها

وأيدي الندى في الصالحين قروض.

وقول الأفوه الأودي:

البيت لا يبتنى إلا على عمد

ولا عماد إذا لم ترس أوتاد.

فإن تجمع أوتاد وأعمدة

وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا.

ص: 96

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

ولا سراة إذا جهالهم سادوا.

إذا تولى سراة الناس أمرهم

نما على ذلك أمر القوم وازدادوا.

تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت

فإن تولت فبالأشرار تنقاد.

أمارة الغي أن تلقى الجميع لدى

الإبرام للأمر والأذناب أكتاد.

كيف الرشاد إذا ما كنت في نفر

لهم عن الرشد أغلال وأقياد.

أعطوا غواتهم جهلا مقادتهم

فكلهم في حبال الغي منقاد.

وقول عبيد بن الأبرص:

من يسأل الناس يحرموه

وسائل الله لا يخيب.

وكل ذي غيبة يؤوب

وغائب الموت لا يؤوب.

وقوله:

الخير يبقى وإن طال الزمان به

والشر أخبث ما أوعيت من زاد.

وقوله:

الخير لا يأتي على عجل

والشر يسبق سيله مطره.

وقول المرقش الجاهلي:

ومن يلق خيرا يحمد الناس أمره

ومن يغو لا يعدم على الغي لائما.

أخوك الذي إن أحوجتك ملمة

من الدهر لم يبرح لها الدهر واجما.

وليس أخوك بالذي إن تشعبث

عليك أمور ظل يلحاك دائما.

وقول طرف بن العبد.

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا

ويأتيك بالأخبار من لم تزود.

وكان الني صلى الله عليه وآله وسلم إذا استبطأ الخبر تمثل بقول طرفة فيقول: ويأتيك من لم تزود بالأخبار. إنها كلمة نبي.

وقوله:

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا

حنانيك بعض الشر أهون من بعض.

وقوله:

قد يبعث الأمر الصغير كبيره

حتى تظل له الدماء تصبب.

وقوله:

وأعلم علما أنه ليس بالظن انه

إذا ذل مولى المرء فهو ذليل.

وإن لسان المرء ما لم تكن له

حصاة على عوراته لدليل.

وقول المتلمس واسمه جرير بن عبد المسيح:

قليل المال تصلحه فيبقى

ولا يبقى الكثير على الفساد.

وحفظ المال خير من بغاه

وجول في البلاد بغير زاد.

وقوله في الإغضاء عن ذنوب الأقرباء:

ولو غير أخوالي أرادوا نقيصتي

جعلت لهم فوق العرانين ميسما.

وما كنت إلا مثل قاطع كفه

بكف له أخرى فأصبح أجذما.

وقوله في الامتناع عن الذل:

ولا يقيم على ذل يراد به

إلا لاذلان غير الحي والوتد.

هذا على الخسف مربوط برمته

وذا يشج فلا يأوي له أحد.

وقول علقمة بن عبده:

وكل حصن وإن دامت سلامته

على دعائمه لا شك مهدوم.

ومن تعرض للغربان يزجرها

على سلامته لابد مشؤوم.

ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه

أنى توجه والمحروم محروم.

وقول أبي داؤد الأيادي:

إذا كنت مرتاد الرجال لنفعهم

فرش واصطنع عند الذين بهم ترمي.

وقول حاتم الطائي:

إذا لزم الناس البيوت رأيتهم

عماة عن الأخبار خرق المكاسب.

وقوله يخاطب امرأته ماوية:

أماوي إن المال غائد ورائح

ويبقى من المال الأحاديث والذكر.

وقوله أيضاً:

وأنت إذا أعطيت بطنه سؤله

وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا.

وقوله أيضاً:

أماوي ما يغني الثراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر

وقال عمرو بن كلثوم:

وإن غدا وإن اليوم رهن

وبعد غدا بما لا تعلمينا.

وقول عنترة بن شداد:

نبئت عمرا غير شاكر نعمتي

والكفر مخبثة لنفس المنعم.

وقوله:

إن العدو على العدو لقائل

ما أن له علم وما لم يعلم.

وقول الأضبط بن قريع:

لكل هم من الهموم سعة

والصبح والمسي لا بقاء معه.

قد يجمع المال غير آكله

ويأكل المال غير من جمعه.

لا تحقرن الفقير علن أن

تركع يوما والدهر قد رفعه.

وصل حبال البعيدان وصل ال

حبل أقص القريب إن قطعه.

واقبل من الدهر ما أتاك به

من قرّ عينا بعيشه نفعه.

وقول عدي بن زيد العبادي:

كفى واعظا للمرء أيام دهره

تروح له بالواعظات وتغتدي.

عن المرء لا تسأل وأسأل عن قرينه

فإن القرين بالمقارن مقتدي.

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

على الحر من وقع الحسام المهند.

وقوله في حبس النعمان بن منذر:

ص: 97

أبلغ عني النعمان مألكا

انه قد طال حبسي وانتظاري.

لو بغير الماء حلقي شرق

كنت كالغصان بالماء اعتصاري.

وقوله:

فهل من خالد إما هلكنا

وهل بالموت يا للناس عار.

وقول المثقب العبدي:

لا تقولن إذا ما لم ترد

أن تتم الوعد في شيء نعم.

حسن قبل نعم قولك لا

وقبيح قول لا بعد نعم.

إن لا بعد نعم فاحشة

فتلافاه إذا خفت الندم.

واعلم أن الذم نقص للفتى

ومتى لا تتقي الذم تذم.

إن شر الناس من يكشر لي

حين يلقاني وإن غبت شتم.

وقوله:

وكلام سيء قد وقرت

عنه إذناي وما بي من صمم.

فتعديت خشاة أن يرى

جاهل ما بي كما كان زعم.

ولبعض الصفح والإعراض عن

ذي الخنى أبقى وإن كان ظلم.

وقول الممزق العبدي:

هون عليك ولا تولع بإشفاق

فإنما مالنا للوارث الباقي.

وقول أفنون التغلبي:

كان بعض الكهان أنذره بهلاكه من لدغة تصيبه، وكان يتحرز منها بجهده ولا ينام إلا على ظهر راحلته. فبينما هو ذات ليلة على ناقة له وهي ترعى، إذ التوت حية على مشفرها فاضطربت، فرمت بها إليه فلدغته، فقال في وقته:

لعمرك ما يدري الفتى كيف يتقي

إذا هو ام يجعل له الله واقيا.

ثم خرا ميتا لساعته.

وقول أحيحة بن الجلاح:

استغن أو مت ولا يغررك ذو نشب

من ابن عم ولا عم ولا خال.

إني مقيم على الزوراء أعمرها

إن الحبيب إلى الإخوان ذو المال.

وقوله:

وما يدري الفقير متى غناه

ولا يدري الغني متى يعيل.

وقول الأعشى واسمه ميمون بن قيس:

وإن القريب من يقرب نفسه

لعمر أبيك الخير لا من تنسبا.

ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى

مصارع مظلوم مجرا ومسحبا.

وتفن منه الصالحات وإن يسيء

يكن ما أساء الناس في رأس كبكبا.

وقوله:

ألست منتهيا عن نحت أثلتنا

ولست ضايرها ما أطت الإبل.

كناطح نخلة يوما ليقلعها

فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل.

وقوله:

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى

ولاقيت بعد الموت من قد تزودا.

ندمت على أن لا تكون كمثله

فترصد للأمر الذي كان أرصدا.

وقول لبيد بن ربيعة:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

وكل نعيم لا محالة زائل.

وقيل لبشار بن برد: أخبرنا عن أجود بيت قالته العرب، فقال: إن تفضيل بيت واحد على الشعر كله لشديد.

ولكن أحسن كل الإحسان لبيد في قوله:

أكذب النفس إذا حدثتها

إن صدق النفس يزري بالأمل.

وإذا رمت رحيلا فارتحل

واعص ما يأمر توصيم الكسل.

وقوله:

وما المال والأهلون إلا وديعة

ولا بد يوما أن ترد الودائع.

وما المرء إلا كالشهاب وضوءه

يحور رمادا بعد إذ هو ساطع.

لعمرك ما يدري المسافر هل له

نجاح ولا يدري متى هو راجع.

أتجزع مما أحدث الدهر للفتى

وأي كريم لم تصله القوارع.

وقول كعب بن زهير بن أبي سلمى:

إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا

أصبت لئيما أو أصابك جاهل.

وقول النمر بن تولب:

يود الفتى طول السلامة جاهدا

وكيف يرى طول السلامة تفعل.

وقوله:

خاطر بنفسك كي تنال رغيبة

إن القعود مع العيال قبيح.

إن المخاطر مالك أو هالك

والجد يجدي مرة فيريح.

وقوله:

ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى

وإلى الذي يهب الرغائب فارغب.

لا تغضبن على امرئ في ماله

وعلى كرائم أصل مالك فاغضب.

وقول حسان بن ثابت:

إذا ما الأشربات ذكرن يوما

فهن لطيب الراح الفداء.

وقوله:

رب حلم أضاعه عدم المال

وجهل غطى عليه النعيم.

ما أبالي أنب بالحزن تيس

أم لحاني بظهر غيب لئيم.

وقول الحطيئة واسمه جرول:

وقد مريتكم لو أن درتكم

يوما يجيء بها مسحي وابساسي.

أزمعت يأسا مريحا من نوالكم

ولن ترى طاردا لحر كاليأس.

من يفعل الخير لا يعدم جوائزه

لا يذهب العرف بين الله والناس.

ص: 98

دع المكارم لا ترحل لبغيتها

واقعد فأنت لعمري طاعم كاسي.

وقول أبو ذؤيب الهذلي:

أمن المنون وريبة تتوجع

والدهر ليس بمعتب من يجزع.

بتجلدي للشامتين أريهم

أني لريب الدهر لا أتضعضع.

والنفس راغبة إذا رغبتها

وإذا ترد إلى قليل تقنع.

وإذا المنية أنشبت أظفارها

ألفيت كل تميمة لا تنفع.

وقول تميم بن مقبل:

فأخلف وأتلف إنما المال عارة

وكله مع الدهر الذي هو آكله.

وأيسر مفقود وأهون هالك

على الحي من لا يبلغ الحي نائله.

وقوله:

خليلي لا تستعجلا وانظرا غدا

عسى أن يكون الرفق في الأمر أرشدا.

وقوله:

وما كان قيس هلكه هلك واحد

ولكنه بنيان قوم تهدما.

وقول النجاشي الحارثي:

إني امرؤ قلما أثني على أحد

حتى أرى بعض ما يأتي وما يذر.

لا تمدحن امرءاً حتى تجربه

ولا تذمن من لم يبله الخبر.

وقول عمر بن معدي كرب:

إذا لم تستطع أمرا فدعه

وجاوزه إلى ما تستطيع.

وقوله:

ليس الجمال بمؤزر

فاعلم وإن رديت بردا.

إن الجمال مآثر

ومناقب أورثن مجدا.

وقول عمر بن الأهتم:

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها

ولكن أخلاق الرجال تضيق.

وقول سحيم عبد بن الحسحاس:

عميرة ودع إن ترخلت غاديا

كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا.

وقوله:

أشعار عبد بن الحسحاس قمن له

يوم الفخار مقام الأصل والزرق.

وقال معن بن أوس:

وفي الناس إن رثت حبالك واصل

وفي الأرض عن دار القلى متحول.

إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكد

إليه بوجه آخر الدهر تقبل.

وقوله:

اعلمه الرماية كل يوم

فلما اشتد ساعده رماني.

اعلمه الرواية كل يوم

فلما قال قافية هجاني.

وقوله:

هل الدهر والأيام إلا كما ترى

رزية مال أو فراق حبيب.

وقول أبي الأسود الدؤلي:

وإن أحق الناس إن كنت مادحا

بمدحك من أعطاك والوجه الوفر.

وقوله:

لا تهني بعد إذ أكرمتني

فشديد حالة منتزعة.

لا يكن برقك برقا خلبا

إن خير البرق ما الغيث معه.

وقول زفر بن الحارث:

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى

وتبقى حزازات النفوس كما هيا.

وقول المتوكل الليثي:

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها

فإذا انتهت عنه فأنت حكيم.

فهناك تعذر أن وعظت ويقتدي

بالقول منك وينفع التعليم.

لا تنه عن خلق وتأتي بمثله

عار عليك إذا فعلت عظيم.

وقول يزيد بن مفزع:

لهفي على الآمر الذي

كانت عواقبه ندامة.

العبد يقرع بالعصى

والحر تكفيه الملامة.

وقول الفرزدق:

يمضي أخوك فلا تلقى له خلفا

والمال بعد ذهاب المال يكتسب.

وقوله:

ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا

مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا.

وقول جرير بن الخطفي:

إن الكريمة ينصر الكرم ابنها

وابن اللئيمة للئام نصور.

وقوله:

وابن اللبون إذا ما لزَّ في قرن

لم يستطع صولة البزل القناعيس.

وقوله:

إني لأرجوا منك خيرا عاجلا

والنفس مولعة بحب العاجل.

وقول الأخطل:

إن العداوة تلقاها وإن قدمت

كالعرِّ يكمن حينا ثم ينتشر.

وقوله:

وأقسم المجد حقا لا يحالفهم

حتى يحالف بطن الراحة الشعر.

وقوله:

وهل ظنون أمريء إلا كأسهمه

والنبل غن هي تخطي تارة تصب.

وقوله:

والناس همهم الحياة ولا أرى

طول الحياة يزيد غير خبال.

وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد

ذخرا يكون كصالح الأعمال.

وقول القطامي من أبياته:

وخير الأمر ما استقبلت منه

وليس بأن تتبعه إتباعا.

ومعصية الشفيق عليك مما

يزيدك مرة منه استماعا.

وقوله:

قد يدرك المتأني بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزلل.

وربما فات بعض القوم أمرهم

من التأني وكان الحزم لو عجلوا.

ص: 99

والناس من يلق خيرا قائلون له

ما يشتهي ولام المخطي الهبل.

وقوله:

وإذا يصيبك

والحوادث جمة

حدث زواك إلى أخيك الأوثق.

وقال الطرماح بن حكيم:

لقد زادني حبا لنفسي أنني

بغيض إلى كل امرئ غير طائل.

وإني شقي باللئام ولن ترى

شقيا بهم إلا كريم الشمائل.

وقول الكميت بن زيد:

فيا موقدا نارا لغيرك ضوءها

ويا حاطبا في حبل غيرك تحطب.

وقوله:

إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا

فلا رأي للمضطر إلا ركوبها.

وقول الصلتان العبدي:

أشاب الصغير وأفنى الكبي

ر مرور الغداة وكر العشي.

إذا ليلة هرمت أختها

أتى بعد ذلك يوم فتي.

نروح ونغدو لحاجاتنا

وحاجات من عاش لا تنقضي.

تموت مع المرء حاجاته

وتبقى له حاجة ما بقي.

وقول عي بن الرقاع:

وإذا نظرت إلى أميري زادني

ضنا به نظري إلى الأمراء.

والقوم أشباه بين حلومهم

بون كذاك تفاضل الأشياء.

بل ما رأيت جبال أرض تستوي

فيما غشيت ولا نجوم سماء.

والبرق منه وابل متتابع

جود وآخر لا يجود بماء.

وقال كثير صاحب عزة:

ومن يغمض عينيه عن صديقه

وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب.

ومن يتتبع جاهدا كل عثرة

يجدها ولا يسلم الدهر له صاحب.

وقال عملا بن عبد الله بن أبي ربيعة:

ليت هنداً أنجزتنا ما تعد

وشفت أنفسنا مما تجد.

واستبدت مرة واحدة

إنما العاجز من لا يستبد.

وقول ابن ميادة:

ما عاتب المرء اللبيب كنفسه

والمرء يصلحه الجليس الصالح.

وقول عبد الله بن معاوية:

وأنت أخي ما لم تكن لي حاجة

وأن عرضت أيقنت أن لا أخا ليا.

وعين الرضا من كل عيب كليلة

ألا أن عين السخط تبدي المسا ويا.

وقول إبراهيم بن هرمة:

قد يدرك الشرف الفتى رداؤه

خلق وجيب قميصه مرقوع.

وقول بشار بن برد:

إذا كنت في كل الأمور معاتبا

صديقك لم تلق الذي تعاتبه.

فعش واحدا أوصل أخاك فإنه

مقارف ذنب تارة وجانبه.

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى

ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه.

وقوله:

أبا جعفر ما طول عيش بدائم

ولا سالم عما قليل بسالم.

ومنها:

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن

برأس نصيح أو نصاحة حازم.

ولا تجعل الشورى عليك غضاضة

فإن الخوافي قوة للقوادم.

وما خير كف أمسك الغل أختها

وما خير سيف لم يؤيد بقائم.

وخل الهوينا للضعيف ولا تكن

نؤوما فإن الحزم ليس بنائم.

وحارب إذا لم تعطى إلا ظلامة

شبا الحرب خير من قبول المظالم.

وقوله:

من راقب الناس لم يظفر بحاجته

وفاز بالطيبات الفاتك اللهج.

وقول ابن العتاهية:

إن الشباب حجة التصابي

روائح الجنة في الشباب.

وقوله:

أنت ما استغنيت عن صا

حبك الدهر أخوه.

فإن احتجت إليه

ساعة مجك فوه.

إنما يعرف ذا الفضل

من الناس ذووه.

وقوله:

وما الموت إلا زحلة غير أنها

من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي.

وقوله:

لا أذود الطير عن شجر

قد بلوت المر من ثمره.

وقوله:

صار جدا ما مزحت به

رب جد جره لعب.

وقوله:

كفى حزنا إن الجود مقتر

عليه ولا معروف عند بخيل.

وقول سلم بن عمرو الخاسر:

من راقب الناس مات غما

وفاز باللذة الجسور.

لولا منى العاشقين ماتوا

غما وبعض المنى غرور.

وقوله:

لا تسأل المرء عن خلائقه

في وجهه شاهد عن الخبر.

وقول منصور النمري:

أرى شيب الرجال من الغواني

بموقع شيبهن من الرجال.

وقوله:

أقلل عتاب من استربت بوده

ليست تنال مودة بقتال.

وقوله:

إن المنية والفراق لواحد

أو توأمان ترضعا بلبان.

وقول محمد بن يسير البصري:

لا تيأسن وإن طالت مطالبه

إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا.

ص: 100

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته

ومدمن القرع للأبواب أن يلجأ.

هيئ لرجلك قبل الوطي موضعها

فمن علا عن غرة زلجا.

وقول العتابي:

قلت للفرقدين والليل ملق

سود أكنافه على الآفاق.

ابقيا ما استطعتما سوف يرمى

بين شخصيكما بسهم فراق.

وقال أشجع بن عمرو:

سبق القضاء بكل ما هو كائن

فليجهد المتقلب المحتال.

وقوله:

رأي سرى وعيون الناس هاجعة

ما أخر الحزم رأي قدم الحذرا.

وقوله:

لابد للمشتاق من ذكر الوطن

واليأس والسلوة من بعد الحزن.

وقول ابن الشيص:

كريم يغض الطرف فضل حيائه

ويدنو وأطراف الرماح دواني.

وكالسيف أن لا ينته لأن متنه

وحداه إن خاشنته خشنان.

ليس الفتى بجماله وثيابه

إن الجواد بماله يدعى الفتى.

وقوله:

فاصبر لعادتنا التي عودتنا

أولا فأرشدنا إلى من نذهب.

وقوله:

بعثت إليك نصائحي ومودتي

قبل اللقاء تشاهد الأرواح.

وعلى القلوب من القلوب دلائل

بالود قبل تباين الأشباح.

وقول أبي يعقوب الخريمي:

إذا ما مات بعضك فابك بعضا

فبعض الشيء من بعض قريب.

وقوله:

وأعددته ذخرا لكل ملمة

وسهم الرزايا بالذخائر مولع.

وقول الحكم بن قنبر:

ومن دعا الناس إلى ذمه

ذموه بالحق وبالباطل.

مقالة الذم إلى أهلها

أسرع من منحدر سائل.

وقول أخيه عبد الله بن قنبر:

كل المصائب قد تمر على الفتى

فتهون غير شماتة الأعداء.

وقول الجلاح واسمه عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي:

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه

فكل رداء يرتديه جميل.

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها

فليس إلى حسن الثناء سبيل.

ويقال أنها للسمو أل بن عاديا وهو الحق.

وقول صالح بن عبد القدوس:

لا يبلغ الأعداء من جاهل

ما يبلغ الجاهل من نفسه.

والشيخ لا يترك أخلاقه

حتى يوارى في ثرى رمسه.

إذا ارعوى عاد إلى جهله

كذي الضنا عاد إلى نكسه.

وقوله:

وأن عناء أن تفهم جاهلا

ويحسب جهلا أنه منك أفهم.

متى يبلغ البنيان يوما تمامه

إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.

وقول المؤمل بن أميل:

الناس شتى إذا ما أنت ذقتهم

لا يستوون كما لا يستوي الشجر.

هذا له ثمر حلو مذاقته

وإذا يمر فلا يحلو له ثمر.

وقوله:

وأرى الليالي ما طوت من شرتي

ردته في عظتي وفي إفهامي.

وعلمت أن المرء من سنن الردى

حيث الرمية من سهام الرامي.

وقول محمد بن أبي زرعة:

لا ملوم مستقصر أنت في البر ولكن مستعطف مزداد.

قد يهز الحسام وهو حسام

ويحث الجواد وهو جواد.

وقوله:

لا يؤنسنك أن تراني ضاحكا

كم ضحكة فيها عبوس كامن.

وقول الحمدوني:

إذا ما اتقيت على قرحة

فكل بلاء بها مولع.

وقوله:

إن ما قل منك يكثر عندي

وكثير من الحبيب القليل.

وقول دعبل بن علي:

سأقضي بيت يحمد الناس أمره

ويكثر من أهل الرواية حامله.

يموت رديء الشعر من قبل أهله

وجيده يبقى وإن مات قائله.

وقوله:

ما أعجب الدهر في تصرفه

والدهر لا تنقضي عجائبه.

فكم رأينا من الدهر من أسد

بالت على رأسه ثعالبه.

وقول أبي تمام حبيب بن أوس الطائي:

إن ابتداء العرف مجد سامق

والمجد كل المجد في استتمامه.

هذا الهلال يروق أبصار الورى

حسنا وليس كحسنة لتمامه.

وقوله:

وطول مقام المرء في الحي مخلق

لديباجتيه فاغترب تتجدد.

أم تر أن الشمس زيدت محبة

إلى الناس إذ ليست عليهم بسرمد.

وقوله:

وأن أولى البرايا أن تواسيه

وقت السرور لمن واساك في الحزن.

إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا

من كان يألفهم في المنزل الخشن.

وقوله:

وإذا امرؤ أسدى إليك صنيعة

من جاهه فكأنها من ماله.

وقوله:

ص: 101

ينال الفتى من عيشه وهو جاهل

ويكدي الفتى في دهره وهو عالم.

ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا

هلكن إذن من جهلهن البهائم.

وقول البحتري:

واعلم بأن الغيث ليس بنافع

للناس ما لم يأت في إبانه.

وقوله:

وإذا ما الشريف لم يتواضع

للأخلاء فهو عين الوضيع.

وقوله:

شرق وغرب تجد من صاحب عوضا

فالأرض من تربة والناس من رجل.

وربما حرم الغازون غنمهم

في غزوهم وأصابوا الغنم في القفل.

وقول علي بن الجهم:

هي النفس ما حملتها تتحمل

وللدهر أيام تجور وتعدل.

وعاقبة الصب الجميل جميلة

وأحسن أخلاق الرجال التفضل.

ولا عار أن زالت عن الحر نعمة

ولكن عارا أن يزول التجمل.

وقله في الحبس:

قال حبست فقلت ليس بضائري

حبسي وأي مهند لا يغمد.

أو ما رأيت الليث يألف غيله

كبرا وأوباش السباع تردد.

وقول أحمد بن قير:

سر من عاش ماله فإذا

حاسبه الله سره الإعدام.

وقوله:

أرى الدهر يخلقني كلما

لبست من الدهر ثوبا جديدا.

وقوله:

ليت شعري كيف أغفلني

ملك ما خاب آمله.

رب أمر سر أخوه

بعد ما ساءت أوائله.

وقول أحمد بن أبي طاهر:

حسب الفتى أن يكون ذا حسب

من نفسه ليس حسبه حسبه.

ليس الذي يبتدي به نسب

مثل الذي ينتهي به نسبه.

وقوله أيضاً:

ودين الفتى بين التماسك والنهى

ودنيا الفتى بين الهوى والتغزل.

وقول أبي هفان:

أرى الدهر يجفوني ونفسي عزيزة

وليس معي زهد فأسطو على دهري.

وقالوا وراء النهر للرزق مطلب

فقلت وراء السد خير من الفقر.

وقول ابن الرومي:

إن لله غير مرعاك مرعى

ترتعيه وغير مائك ماء.

إن لله بالبرية لطفا

سبق الأمهات والآباء.

وقوله:

عدوك من صديقك مستفاد

فلا تستكثرن من الصحاب.

فإن الداء أكثر ما تراه

يحول من الطعام أو الشراب.

وقول عبد الله بن المعتز:

وكم نعمة لله في طي نقمة

ترجى ومكروه حلا بعد امرار.

وكل ما تهوى النفس من بنافع

وكل ما تخشى النفوس بضرار.

وقوله:

إن مفتاح الذي تطلبه

بيد الأرزاق فاصبر واتكل.

فرغ الله من الرزق ومن

مدة العمر من وقت الآجل.

وقوله:

سواء على الأيام حفظ وإغفال

وتارك سعي واحتيال محتال.

ولاهم إلا سيف يفتح قفله

ولا حال إلا للفتى عندها حال.

وقوله:

إذا كنت في ثروة من غنى

فأنت المسود في العالم.

وحسبك من نسب صورة

تخبر أنك من آدم.

وقول منصور الفقيه التميمي:

الناس بحر عميق

والبعد منهم سفينه.

وقد نصحتك فانظر

لنفسك المستكينة.

وقول أبي فراس لحمداني:

معللتي بالوعد والموت دونه

إذا مت عطشانا فلا نزل القطر

ومنها:

ولا خير في دفع الردى بمذلة

كما ردها يوما بسوءته عمرو.

ومنها:

سيذكرني قومي إذا جد جدهم

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.

ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به

وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر.

ونحن أناس لا توسط عندنا

لنا الصدر دون العالمين أو القبر.

تهون علينا في المعالي نفوسنا

ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر.

وله من قصيدة:

ومن مذهبي حب الديار لأهلها

وللناس فيما يعشقون مذاهب.

(وله من أخرى) :

كذاك الوداد المحض لا يرتجى له

ثواب ولا يخشى عليه عقاب.

ومنها:

إذا الخل لم يهجرك إلا ملالة

فليس له إلا الفراق عتاب.

إذا لم أجد من خلة ما أريده

فعندي لأخرى عزمة وركاب.

ومنها:

وما كل فعال يجازي بمثله

ولا كل قوال لدي يجاب.

وله من أخرى:

بنوا الدنيا إذا ماتوا سواء

ولو عمر المعمر ألف عام.

وقول الشريف الرضي من قصيدة:

وما يعلو على قلل المعالي

أحق من المعرق في العلاء.

ومنها:

ص: 102