الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعوى الإخاء على الرخاء كثيرة
…
بل في الشدائد تعرف الإخوان
(وقال) آخر:
أخلاء الرخاء هم كثير
…
ولكن في البلاء هم قليل
فلا تغررك خلة من تواخي
…
فمالك عند نائبة خليل
(وقال) أبو العلاء المعري:
جربت دهري وأهليه فما تركت
…
لي التجارب في ود امرئ غرضا
(وقال) أبو فراس:
بمن يثق الإنسان فيما ينوبه
…
ومن أين للحر الكريم صحاب
وقد صار هذا الناس إلا أقلهم ذئابا على أجسادهن ثياب
وقد أنصف من قال:
خليلي جربت الزمان وأهله
…
فما نالني منهم سوى الهم والعنا
وعاشرت أبناء الزمان فلم أجد
…
خليلا يوافي بالعهود ولا أنا
ولنكتف في هذا المعنى بهذا المقدار. وقد عقدت لكل من ذم الزمان وذم أبناء فصلا في (نفثة المصدور) وذكرت فيهما من النثر والنظم ما يشفي الصدور، فمن أراد بذلك فعليه بها.
تنبيه- قد بينا لك أن تعريف صاحب التبيان للكلام الجامع أعم من تعريف سائر البديعيين له، وعلى تعريفه جرى كثير من هذه الأمثلة التي ذكرها وذكرناها، وفيها ما هو جار على طريقتهم أيضاً، وإني لأستحسن تعميمه هذا تبعا للعلامة الكرماني شارح التبيان.
وأما أصحاب البديعيات فلم يبنوا أبياتهم إلا على ذلك فبيت بديعية الشيخ صفي الدين الحلي قوله:
من كان يعلم أن الشهد مطلبه
…
فلا يخاف للدغ النحل من ألم
هذا المعنى مطروق جدا لكنه أحسن الأتباع، وجاء فيه من الكلام الجامع والرقة والانسجام ما شنف الأسماع وأبهج الطباع.
وبيت بديعية العز الموصلي قوله:
كلامه جامع وصف الكمال كما
…
يهيج الشوق أنواعا من الرتم
قال ابن حجة: قد تقرر أن الكلام الجامع، أن تأتي الناظم ببيت حلته حكمة أو موعظة أو غير ذلك من الحقائق التي تجري مجرى الأمثال، وليس بين الشطر الأول من البيت وبين الشطر الثاني مناسبة، ولم أر لجريان المثل دخولا في باب هذا البيت. انتهى، وهو انتقاد في محله.
ولم ينظم ابن جابر هذا النوع في بديعيته.
وبيت بديعية ابن حجة قوله:
جمع الكلام إذا لم تغن حكمته
…
وجوده عند أهل الذوق كالعدم
قال ناظمه: حكمة هذا البيت، ما أجريت مثلها على هذا النمط، إلا ليعلم المتيقظ أن فيه إشارة لطيفة إلى بيت عز الدين، فإني قررت أن ليس في كلامه الجمع ما يشعر بحكمة تجري مجرى الأمثال، فوجوده كالعدم. انتهى.
وبيت بديعية الشيخ عبد القادر الطبري قوله:
من حام حول الحمى يا ذاك يوشك أن
…
يرعى به أن ذا من جامع الكلم
هذا اقتباس من الحديث المشهور، وهو: من رتع حول الحمى يوشك أن يخالطه. ولا يخفى تداعي بناء هذا البيت.
وبيت بديعيتي قولي:
من رام رشد أخي غي هدى واتى
…
كلامه جامعا للصدق لا التهم
إني خاطبت العاذل ببيت التفويف وقلت له:
أحسن أسيء ظن حقق ادن أقص أطل
…
حك وش فوف أبن اخف ارتحل أقم
والمعنى: أن كل ما تفعله من هذه الأفعال غير مقبول، ولا ملتفت إليه.
حسن إيراد هذا البيت وهو بيت الكلام الجامع بعده، وقام مقام التعليل لعدم الالتفات إليه، وصح إجراؤه مجرى المثل، لأن معناه، أن من يروم إرشاد الغاوي ينبغي أن يهديه، وان يكون كلامه جامعا للصدق لا للتهم فكلام العاذل لما كان متهما فيه لم يلتفت إليه. وهذا البيت يصح أن يتمثل به لكل من أظهر النصيحة والإرشاد وهو منطو على خلاف ذلك.
وبيت بديعية شرف الدين المقري قوله:
لا يدرك الرتبة العلياء ذو دعة
…
لا بد من تعب فيها ومن سأم.
المراجعة
قالوا تراجعهم من بعد قلت نعم
…
قالوا أتصدق قلت الصدق من شيمي
المراجعة- وسماها جماعة منهم الإمام فخر الدين الرازي السؤال والجواب- عبارة عن أن تحكي المتكلم ما جرى بينه وبين غيره من سؤال وجواب، بعبارة رشيقة وسبك لطيف، يستحلي ذوقه السمع، أما في بيت واحد أو في أبيات.
قال الشيخ صفي الدين الحلي في شرح بديعته: وذكر ابن أبي الإصبع: أن هذا النوع من مخترعاته، وقد وجدناه في كتب غيره بالاسم الثاني. انتهى.
ومن لطيف شواهد هذا النوع قول عمر بن أبي ربيعة:
بينما ينعتنني أبصرنني مثل قيد الرمح يعدو بي الأغر
قالت الكبرى ترى من ذا الفتى
…
قالت الوسطى لها هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها
…
قد عرفناه وهل يخفى القمر
هكذا أنشد هذه الأبيات ابن أبي الإصبع في كتابه المسمى بتحرير التحبير، ثم قال بعد إنشادها: إن هذا الشاعر عالم بمعرفة وضع الكلام في مواضعه، وما ذاك إلا أن قوافي البيت لو أطلقت لكانت مرفوعة كما قالوا في قول رؤبة (قد جبر الدين الإله فجبر) فأنها تزيد على سبعين شطرا ولو أطلقت قوافيها لكانت كلها مفتوحة.
وأما بلاغته في الأبيات، فأنه جعل التي عرفته وعرفت به وشبهته تشبيها يدل على شغفها به، هي الصغرى، ليظهر بدليل الالتزام أنه فتى السن بما أخرجه مخرج المثل السائر موزونا ولا يقال: إنما مالت الصغرى إليه دون أختيها لضعف عقلها وقلة تجربتها، فإني أقول: أنه تخلص من هذا الدخل بكونه أخبر: إن الكبرى التي هي أعقلهن ما كانت رأته قبل ذلك، وإنما كانت تهواه على السماع، فلما رأته وعلمت أنه ذلك الموصوف، أظهرت من وجدها على مقدار عقلها ما أظهرت من سؤالها عنه ولم تتجاوز ذلك، وقنعت بالسؤال عنه، وقد علمته بلذة السؤال وبسماع اسمه، وأظهرت تجاهل العارف الذي موجبه شدة الوله، والعقل يمنعها من التصريح.
وأما الوسطى فسارعت إلى تعريفه باسمه العلم، فكانت دون الكبرى في الثبات؛ والصغرى منزلتها في الثبات دون الوسطى؛ لأنها أظهرت في معرفة وصفه ما دل على شدة شغفها به؛ وكل ذلك وان لم يكن كذلك؛ فألفاظ الشاعر تدل عليه. انتهى.
قلت: رأيت هذه الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة من جملة قصيدة لكنها على غير هذه الصورة؛ وسياق النظم يدل على أن رواية ما في الديوان هي الصحيحة؛ وأول القصيدة قوله:
هيج القلب معان وصير
…
دراسات قد كساهن الشجر
ورياح الصيف قد أزرت به
…
تنسج الريح فنونا والمطر
وظلت فيها ذات يوم واقفا
…
أسأل المنزل هل فيه خبر
للتي قالت لا تراب لها
…
قطف فيهن انس وخفر
إذ تمشين بجثل ناعم
…
ناضر النبت تغشاه الزهر
برمال سهلة زينها
…
يوم غيم لم يخالطه قتر
قد خلونا فتمنين بنا
…
في خلاء اليوم نبدي ما نسر
قلن يسترضينها منيتنا
…
لو أتانا اليوم في سر عمر
بينما يذكرنني أبصرنني
…
دون قيد الرمح يعدو بي الأغر
قلن تعرفن الفتى قلن نعم
…
قد عرفناه وهل يخفى القمر
قد أتانا ما تمنينا وقد
…
غيب الأبرام عنا والكدر
من حبيب لم يعرج دوننا
…
ساقه الشوق إلينا والقدر
وكثير ما يشتمل شعر عمر بن أبي ربيعة على نوع المراجعة، وذلك لحكايته فيه مغازلته وحديثه للنساء، فقد كان رجلا غزلا، ومن جيد شعره قصيدته اللامية التي اعترف له جميل بالقصور عنها، وقد تضمنت هذا النوع من البديع، فلا بأس بإثباتها هنا لحسنها ورقتها، وهي:
جرى ناصح بالود بيني وبينها
…
فقربني يوم الحساب إلى قتلي
فطارت بوجد من فؤادي وقربت
…
قرينتها حبل الصفاء إلى حبلي
فما أنس مل أشياء لم أنس موقفي
…
وموقفها وهنا بقارعة النخل
فلما توافقنا عرفت الذي بها
…
كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل
وقالت لا تراب لها شبه الدمى
…
أطلن مليا والوقوف على شغل
فقلن لها هذا عشاء وأهلنا
…
قريب ألما تسامي موقف البغل
فقالت بما شئتن قلن لها انزلي
…
فللأرض خير من وقوف على رحل
فأنزلن أمثال المها فاكتنفها
…
وكل يفدي بالعشيرة والأهل
فسلمت واستأنست خيفة أن يرى
…
عدو مقامي أو يرى كاشح فعلي
فقالت وأرخت جانب الستر إنما
…
معي فتحدث غير ذي رقبة أهلي
فقلت لها ما بي لهم من ترقب
…
ولكن سري ليس يحمله مثلي
فلما اقتصرنا دونهن حديثنا
…
وهن طبيبات بحاجة ذي التبل
عرفن الذي نهوى فقلن لها ائذني
…
نطف ساعة في طيب أرض وفي سهل
فقالت ولا تلبثن قلن تحدثي
…
أتيناك وانسبن انسياب مها الرمل
وقمن وقد افهمن ذا اللب إنما
…
فعلن الذي قد كان منهن من أجلي
فباتت تمج المسك في فيّ غادة
…
بعيدة مهوى القرط صامتة الحجل
تقلب عيني ظبية ترتعي الخلا
…
وتحنو على رخص الشوى رشأ طفل
وتفتر عن كالأقحوان بروضة
…
جلتها الصبا والمستهل من الوبل
أهيم بها في كل ممسى ومصبح
…
وأكثر ذكراها إذا خدرت رجلي
قال أبو الحارث مولى بني مخزوم: اجتمع جميل وعمر بن أبي ربيعة بالأبطح، فأنشده جميل قوله:
لقد فرح الواشون أن صرمت حبلي
…
بثينة أو أبدت لنا جانب البخل
يقولون مهلاً يا جميل وإنني
…
لأقسم ما لي عن بثينة من مهل
حتى أتى على آخر القصيدة، ثم قال لعمر: يا أبا الخطاب، هل قلت في هذا الروي شيئا؟ قال: نعم، وأنشده قوله (جرى ناصح بالود بيني وبينها) حتى أتى على آخرها، فقال له جميل: ما خاطب النساء مخاطبتك أحد لا والله، لا أقول أنا مثل هذا أبدا، ثم نهض.
وقال أبو الحسن المدائني: سمع الفرزدق عمرو بن ربيعة ينشد قصيدته:
جرى ناصح بالود بيني وبينها
…
فقربني يوم الحساب إلى قتلي
فلما بلغ إلى قوله:
وقالت وأرخت جانب الستر إنما
…
معي فتحدث غير ذي رقبة أهلي
حتى أنشد بعد هذا أربعة أبيات، فلما بلغ قوله (وانسبن انسياب مها الرمل) صاح الفرزدق وقال: هذا والله الذي أرادته الشعراء فأخطأته، وبكت على الديار والدمن.
ومن محاسن أمثلة نوع المراجعة قول وضاح اليمن في معشوقته روضة:
يا روض جيرانكم الباكر
…
فالقلب لا لاه ولا صابر
قالت ألا لا تلجن دارنا
…
أن أبانا رجل غائر
قلت فإني طالب غرة
…
منه وسيفي صارم باتر
قالت فإن القصر من دوننا
…
قلت فإني فوقه طافر
قالت فإن البحر من بيننا
…
قلت فإني سابح ماهر
قالت فحولي أخوة سبعة
…
قلت فإني غالب ظافر
قالت فليث رابض بيننا
…
قلت فإني أسد عاقر
قالت فإن الله من فوقنا
…
قلت فربي راحم غافر
قالت لقد أعييتنا حجة
…
فأت إذا ما هجع السامر
واسقط علينا كسقيط الندى
…
ليلة لا ناه ولا زاجر
قال هشام: كان وضاح اليمن، والمقنع الكندي، وأبو زبيد الطائي يردون مواسم العرب مقنعين، يسترون وجوههم خوفا من العين، وحذرا من النساء لجمالهم، واسم وضاح اليمن عبد الرحمن بن إسماعيل، ولقب الوضاح لحسنه وجماله.
ومن مليح هذا النوع أيضاً قول بشار بن برد:
قد لامني في خليلتي عمر
…
واللوم في غير كنهه ضجر
قال أفق قلت لا فقال بلى
…
قد شاع في الناس منكما الخبر
قلت وأن شاع ما اعتذاري
…
مما ليس لي فيه عندهم عذر
ماذا عليهم وما لهم
…
خرسوا
لو أنهم في عيوبهم نظروا
أعشق وحدي ويؤخذون به
…
كالترك تغزوا فيقتل الخزر
يا عجبا للخلاف يا عجبا
…
في فم من لام في الهوى الحجر
حسبي وحسب التي كلفت بها
…
مني ومنها الحديث والنظر
أو قبلة في خلال ذاك وما
…
بأس إذا لم تحل لي الأزر
أو عضة في ذراعها ولها
…
فوق ذراعي من عضها أثر
أو لمسة دون مرطها بيدي
…
والباب قد حال دونه الستر
والساق براقة مخلخلها
…
أو مص ريق وقد علا البهر
واسترخت الكف للعراك وقا
…
لت إيه عني والدمع منحدر
انهض فما أنت كالذي زعموا
…
أنت وربي مغازل أشر
قد غابت اليوم عنك حاضنتي
…
فالله لي منك فيك ينتصر
يا رب خذلي
…
فقد ترى ضرعي
من فاسق جاء ما به سكر
أهوى إلى معضدي فرضرضه
…
ذو قوة ما يطاق مقتدر
الصق بي لحية له خشنت
…
ذات سواد كأنها الإبر
حتى علاني وأسرتي غيب
…
ويلي عليهم لو أنهم حضروا
أقسم بالله لا نجوت بها فأذهب فأنت المغادر الظفر
كيف بأمي إذا رأت شفتي أم كيف إن شاع منك ذا الأثر
قد كنت أخشى الذي ابتليت به
…
منك فماذا أقول يا غدر
قلت لها عند ذاك يا سكني
…
لا بأس أني مجرب خبر
قولي لها بقة لها ظفر
…
إن كان في البق ما له ظفر
وقول أبي نواس يهجو سليمان:
قال لي يوما سليما
…
ن وبعض القول أشنع
قال صفني وعليا
…
أينا أبقى وأنفع
قلت إني أن أقل ما
…
فيكما بالحق تجزع
قال كلا قلت مهلاً
…
قال قل لي قلت فاسمع
قال صفه قلت يعطي
…
قال صفني قلت تمنع
وقوله في النسيب:
وفاتر بالنظر الرطب
…
يضحك عن ذي أشر عذب
خاليته في مجلس لم يكن
…
ثالثنا فيه سوى الرب
فقال لي والكف في كفه
…
بعد التجني منه والعتب
تحبني قلت مجيبا له
…
أوفر أو خير من الحب
قال فتصبو قلت يا سيدي
…
وأي شيء فيك لا يصبي
قال اتق الله ودع ذا الهوى
…
فقلت إن طاوعني قلبي
وقوله:
ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر
…
ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر
وبح باسم من تهوى ودعني من الكنى
…
فلا خير في اللذات من دونها ستر
وخمارة نبهتها بعد هجعة
…
وقد غابت الجوزاء وانحدر النسر
فقالت من الطراق قلت عصابة
…
خفاف الاداوى يبتغى لهم خمر
ولا بد أن يزنوا فقالت أو الفدا
…
بأجور كالدينار في طرفه فتر
فقلنا لها هاتيه ما إن لمثلنا
…
فدنياك بالأهلين عن مثله صبر
فجاءت به كالبدر ليلة تمه
…
تخال به سحرا وليس به سحر
فبتنا يرانا الله شر عصابة=نجرر أذيال الفسوق ولا فخر وقوله يهجو جعفر بن يحيى البرمكي:
قالوا امتدحت فما أعطيت قلت لهم
…
خرق النعال وأخلاق السراويل
قالوا فسم لنا هذا فقلت لهم
…
أو وصفه يعدل التفسير في القيل
ذاك الأمير الذي طالت علاوته
…
كأنه ناظر في السيف بالطول
قاتله الله في هذا التشبيه، فأن جعفر بن يحيى كان طويل الوجه جدا طويل العنق، طويل القامة.
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: كان الرشيد أيام حسن رأيه في جعفر بن يحيى، يحلف الله أفصح من قس بن ساعدة، وأشجع من عامر بن الطفيل، واكتب من عبد الحميد بن يحيى، وأسوس من عمر ابن الخطاب، وأنصح له من الحجاج لعبد الملك، وأسمح من عبد الله بن جعفر، وأعف من يوسف بن يعقوب، وأحسن من مصعب بن الزبير؛ وكان جعفر ليس بحسن الصورة، كان طويل الوجه جدا، فلما تغير رأيه فيه أنكر محاسنه الحقيقة التي لا يختلف اثنان أنها فيه، نحو كتابته وسماحته. انتهى.
ومن بديع هذا النوع قول أبي عبادة البحتري:
بت أسقيه صفوة الراح حتى
…
وضع الرأس مائلا يتكفا
قلت عبد العزيز تفديك نفسي
…
قال لبيك قلت لبيك ألفا
هاكها قال هاتها خذها
…
قال لا أستطيعها ثم أغفى
وظريف قول ابن حجاج هنا:
قالت لقد أشمت بي حسدي
…
إذ بحت بالسر لهم معلنا
قلت أنا؟ قالت نعم أنت هو
…
قلت أنا قالت وإلا أنا
قلت نعم أنت التي صيرت
…
أجفانك قلبي حليف الضنى
قالت فلم طرفك فهو الذي
…
جنى على قلبك ما قد جنى
قلت فقد كان الذي كان من
…
طرفي فكوني مثل من أحسنا
قالت فما الإحسان قلت اللقا
…
قالت لقانا عز ما أمكنا
قلت فمنيني بتقبيلة
…
قالت أمنيك بطول العنا
قلت فما بحت بسر الهوى
…
قالت ولو بحت فما ضرنا
قلت فإني ميت هالك
…
قالت فمت فهو لقلبي منى
قلت حرام قتل نفس بلا
…
ذنب فقالت ذاك حل لناد
من يعشق العينين مكحولة
…
بالسحر لا يأمن أن يفتنا
ومنه قول الصفي الحلي يمدح الملك الصالح
وقفت وأهل العصر تنشر فضله
…
وتسألني عن فضله فأعيد
فقالوا له حكم فقلت وحكمة
…
فقالوا له جد فقلت وجود
فقالوا له قدر فقلت وقدرة
…
فقالوا له عزم فقلت شديد
فقالوا له عفو فقلت وعفة
…
فقالوا له رأي فقلت سديد
فقالوا له أهل فقلت أهلة
…
فقالوا له بيت فقلت قصيد
وقوله من أخرى يمدحه أيضاً:
وقائلة ما لي أراه كدمعه
…
يظل ويمسي وهو من الأرض سائح
أطالب معنى قلت كلا ولا غنى
…
ولست على كسب الذوات أكافح
ولكن لي في كل يوم إلى العلى
…
حوائج لكن دونهن جوائح
فقالت ألا أن المعالي عزيزة
…
فكيف وقد قلت لديك المنائح
فهل لك وفر قلت أي وهو ناقص
…
فقالت وقدر قلت أي وهو راجح