الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكم أفاد دهره من تحف
…
مبدي تأول بلا تكلف.
لقد رقى على المقام الباهر
…
كطاهر القلب جميل الظاهر.
وفضله للطالبين وجدا
…
على الذي في رفعه قد عهدا.
وقد حصل العلم وحرر السير
…
وما بالا أو بأنما انحصر.
في كل فن باهر صفة ولا
…
يكون إلا غاية الذي تلا.
سيرته سارت على نهج الهدى
…
ولا يلي إلا اختيارا أبدا.
وعلمه وفضله لا ينكر
…
مما به عنه مبينا يخبر.
يقول دائما بصدر انشرح
…
أعرف بنا فإننا نلنا المنح.
يقول مرحبا لقاصديه من
…
يصل إلينا يستعن بنا يعن.
والزم جنابه وإياك الملل
…
إن يستطل وصل وإن لم يستطل.
واقصد جنابه ترى مآثره
…
والله يقضي بهبات وافره.
وانسب له فإنه ابن معط
…
ويقتضي رضا بغير سخط.
وأجعله نصب العين والقلب ولا
…
تعدل به فهو يضاهي المثلا.
وبيت بديعية صفي الدين الحلي قوله:
إذا رأته الأعادي قال حازمهم
…
حتام نحن نساري النجم في الظلم.
ضمن صدر المطل قصيدة للمتنبي وعجزه (وما سراه على خف ولا قدم.
وبيت ابن جابر قوله:
اسمح بنفسك وأبذل في زيارته
…
كرائم المال من خيل ومن نعم.
ضمن المصراع الثاني من بيت الشريف الرضي، وصدره (ماض من العيش لو يفدى بذلت له. وبيت بديعية العز الموصلي قوله:
إيداعه الفضل في الأصحاب شرفهم
…
بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم.
ضمنه من قول المتنبي:
ولم تزل قلة الأنصاف قاطعة
…
بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم.
وبيت بديعية ابن حجة قوله:
وأودعوا للثرى أجسامهم فشكت
…
شكوى الجريح إلى العقبان والرخم.
ضمنه من قول المتنبي أيضاً:
ولا تشك إلى خلق فتشمته
…
شكوى الجريح إلى العقبان والرخم.
وبيت بديعية المقري قوله:
بيض يقول الأعادي حين تطرفه
…
لانت أسود في عيني من الظلم.
ضمنه من قول المتنبي أيضاً:
ابعد بعدت بياضا لا بياض له
…
لانت أسود في عيني من الظلم.
وبيت بديعية العلوي قوله:
فهو الذي تم معناه وصورته
…
حتى غدا مفردا كالنار في العلم.
ضمن المصراع الأول من قول البوصيري في البردة، وتمامه فيها قوله: (ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم.
وبيت بديعيتي قولي:
إيداع قلبي هواهم شادلي بهم
…
من العناية ركنا غير منهدم.
هذا التضمين من قول البوصيري في البردة أيضاً هو:
بشرى لنا معشر الإسلام أن لنا
…
من العناية ركنا غير منهدم.
المواردة
.
الحمد لله حمدا دائما أبدا
…
على مواردتي قومي بحبهم.
هذا النوع عبارة عن أن يتفق الشاعر إن على معنى، من غير أخذ إحداهما من الآخر، كالشخصين اجتمع ورود أحدهما [على الآخر اتفاقا] ويسمى الحافر على الحافر. وسئل أبو عمرو بن العلاء: كيف يتفق الشاعران؟ فقال: عقول رجال توافت على ألسنتها. وهو نوعان [الأول] ما اتفقا فيه لفظا ومعنى من غير تغيير، أو مع تغيير لا يعتد به.
كما روي عن ابن ميادة أنه أنشد لنفسه:
مفيد ومتلاف إذا ما أتيتيه
…
تهلل واهتز اهتزاز المهند.
فقيل له: أين يذهب بك؟ هذا للحطيئة، قال: كذلك هو؟ قيل: نعم، فقال: الآن علمت أني شاعر حين وافقته على قوله، وما سمعت به إلا الساعة.
وكما اتفق لامرئ القيس وطرفة بن العبد في بيتين في معلقتهما، فقال: امرؤ القيس:
وقوفا بها صحبي علي مطيهم
…
يقولون لا تهلك أسى وتجمل.
وقال طرفة البيت في داليته بحاله، غير أنه جعل القافية (وتجلد) فلما تنافسا أحضر طرفة خطوط أهل بلده، أي يوم نظم البيت، فكان اليوم الذي نظما فيه واحدا.
وقال النابغة الذبياني:
لو أنها عرضت لأشمط راهب
…
عبد الإله صرورة المتعبد.
لرنا لبهجتها وحسن حديثها
…
ولخاله راشدا وإن لم يرشد.
وقال ربيعة بن مقرم الضبي:
لو أنها عرضت لأشمط راهب
…
عبد الإله صرورة متبتل.
لرنا لبهجتها وحسن حديثها
…
ولهم من تاموره بتنزل.
وقال الآقيشر:
جريت مع الهوى طلق العتيق
…
وهان علي مأثور الفسوق.
وجدت ألذ عارية الليالي
…
قران النغم بالوتر الخفوق.
ومسمعة إذا ما شئت غنت
…
متى نزل الأحبة بالعقيق.
تمتع من شباب ليس يبقى
…
وصل بعرى الصبوح عرى الغبوق.
وقال أبو نواس:
جريت مع الهوى طلق الجموع
…
وهان علي مأثور القبيح.
وجدت ألذ عارية الليالي
…
قران النغم بالوتر الفصيح.
ومسمعة إذا ما شئت غنت
…
متى كان الخيام بذي طلوح.
تمتع منة شباب ليس يبقى
…
وصل بعرى الغبوق عرى الصبوح.
وحكى الثعالبي في يتيمة الدهر قال: من عجيب ما يحكى عن أبي الطيب طاهر بن محمد بن طاهر الطيب بن طاهر بكرة يوم رام بهذين البيتين:
وإني والمؤذن يوم رام
…
لمختلفان في هذا الصباح.
أنادي بالصبوح له كيادا
…
إذا نادى بحي على الفلاح.
وإذا برسول أبي طاهر جاءه قبل وصوله رقعته إليه برقعة فيها:
وإني والمؤذن يوم رام
…
لمختلفان في هذه الغداة.
أنادي بالصبوح له كيادا=وإذا نادى بحي على الصلاة.
وكان التقاء رسولهما بالرقعتين على منتصف الطريق. الثاني: ما اتفقا فيه على المعنى دون اللفظ.
قال الثعالبي: اتفق لي في أيام الصبا معنى بديع لم أقدر أي سبقت إليه، ولا ظننت أني شوركت فيه، وهو قولي في آخر هذه الأبيات الأربعة:
قلبي وجدا مشتعل
…
على الهموم مشتمل.
وقد كستني في الهوى
…
ملابس الصب الغزل.
إنسانة فنانة
…
بدر الدجل منها خجل.
إذا رنت عيني بها=فبالدموع تغتسل.
فأنشدني أبو حفص عمر بن علي المطوعي لأبي الفرج علي بن الحسين بن هندو وهو:
يقولون لي ما بال عينك إذا رأت
…
محاسن هذا الظبي أدمعها هطل.
فقلت عيني بطلعة وجهه
…
فكان له من صوب أدمعها غسل.
فصح عندي توارد الخواطر وتشاركها في المعاني، إذا لم يكن مجال للظن في سرقة أحدنا من الآخر والله أعلم بحقيقة الحال.
وإذا كان احد المتواردين أقدم من الآخر وأرفع منه طبقة حكم له بالسبق، وإلا فلكل منهما ما سبقه.
ولأحمد بن أبي طاهر يعتذر لشعر ادعى البحتري أنه سرق منه:
الشعر ظهر طريق أنت راكبه
…
فمنه منشعب أو غير منشعب.
وربما ضم بين الركب منهجه
…
وألصق الطنب العالي إلى الطنب.
وبيت بديعية الشيخ صفي الدين الحلي قوله:
تهوى الرقاب مواضيهم فتحسبها
…
حديدها كان أغلالا من القدم.
حكى في شرحه: أنه كان نظم بيتا قديما من أبيات وهو:
تهوى الرقاب مواضيك كأنها
…
من قبل كان حديدها أغلالا.
ثم سمع بيتا لا يعلم قائله وهو:
تهوى الرقاب مواضيه فتحسبها
…
تود. لو أصبحت أغلال من أسرا.
فأسقط ذلك البيت خوفا من القدح بالسرقة، ثم احتاج إلى ذكره هنا شاهد لهذا النوع فذكره كيلا تخلو القصيدة منه.
وبيت بديعية الموصلي قوله:
ليت المدائح تستوفي علاه ولو
…
تواردت في مديح غير منصرم.
زعم في شرحه: أنه توارد هو وأبو الطيب المتنبي عليه.
وأبو الطيب يقول:
ليت المدائح تستوفي مناقبه
…
فمن زهير وأهل الأعصر الأول.
وبيت بديعية ابن حجة قوله:
كأنما الهام أحداق مسهدة
…
ونومها واردته في سيوفهم.
ذكر في شرحه: أنه وارد المتنبي على هذا المعنى، وقوله: ولم يكن يسمع به حتى نبه عليه وهو:
كأن الهام في الهيجا عيون
…
وقد طبعت سيوفك من رقاد.
وبيت بديعيتي قولي:
الحمد لله حمدا دائما أبدا
…
على مواردتي قومي بحبهم.
المواردة في صدر هذا البيت وقعت بيني وبين الصاحب بن عباد، فإني لما دخلت الهند واجتمعت بالوالد قدس روحه في سنة ثمان وستين وألف، ولي من العمر حينئذ خمسة عشر سنة، ولم أكن أتعلق على شيء من النظم، ولا طالعت شيئا من الكتب الأدبية ما عدا ديوان ابن الفارض، عن لي نظم شيء في الاجتماع بالوالد.
فقلت:
الحمد لله حمدا دائما أبدا
…
على اجتماع به صبح الرجاء بدا.