الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تِرْيَاقٌ
التَّعْرِيفُ:
1 -
التِّرْيَاقُ بِكَسْرٍ فَسُكُونٍ، وَجُوِّزَ ضَمُّهُ وَفَتْحُهُ، وَلَكِنَّ الْمَشْهُورَ الأَْوَّل وَهُوَ مُعَرَّبٌ، وَيُقَال بِالدَّال وَالطَّاءِ أَيْضًا: دَوَاءٌ يُسْتَعْمَل لِدَفْعِ السُّمِّ وَهُوَ أَنْوَاعٌ. (1)
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
2 -
قَال الْحَنَابِلَةُ: التِّرْيَاقُ دَوَاءٌ يُتَعَالَجُ بِهِ مِنَ السُّمِّ، وَيُجْعَل فِيهِ مِنْ لُحُومِ الْحَيَّاتِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُبِيحُوا أَكْلَهُ وَلَا شُرْبَهُ؛ لأَِنَّ لَحْمَ الْحَيَّةِ حَرَامٌ، وَلَا يَجُوزُ التَّدَاوِي بِمُحَرَّمٍ، لِقَوْل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَل شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ (2)
(1) عون المعبود شرح سنن أبي داود للعلامة أبي الطيب محمد شمس الحق 10 / 350 نشر المكتبة السلفية، ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للمحدث علي بن سلطان محمد 8 / 361 م إمدادية ملتان.
(2)
المغني لابن قدامة 8 / 605 م الرياض الحديثة. وحديث: " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما. . . " أخرجه الإمام أحمد في كتاب الأشربة (ص 63 - ط وزارة الأوقاف العراقية) . من حديث ابن مسعود وصححه ابن حجر في الفتح (10 / 79 - ط السلفية) .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَال: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: مَا أُبَالِي مَا أَتَيْتُ إِنْ أَنَا شَرِبْتُ تِرْيَاقًا، أَوْ تَعَلَّقْتُ بِتَمِيمَةٍ، أَوْ قُلْتُ الشِّعْرَ مِنْ قِبَل نَفْسِي (1) وَالْمَعْنَى: أَنِّي إِنْ فَعَلْتُ هَذِهِ الأَْشْيَاءَ كُنْتُ مِمَّنْ لَا يُبَالِي بِمَا فَعَلَهُ مِنَ الأَْفْعَال، وَلَا يَنْزَجِرُ عَمَّا لَا يَجُوزُ فِعْلُهُ شَرْعًا.
وَقَال الْخَطَّابِيُّ: لَيْسَ شُرْبُ التِّرْيَاقِ مَكْرُوهًا مِنْ أَجْل التَّدَاوِي. وَقَدْ أَبَاحَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التَّدَاوِيَ وَالْعِلَاجَ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ، وَلَكِنْ مِنْ أَجْل مَا يَقَعُ فِيهِ مِنْ لُحُومِ الأَْفَاعِي، وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ.
وَالتِّرْيَاقُ أَنْوَاعٌ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مِنْ لُحُومِ الأَْفَاعِي فَلَا بَأْسَ بِتَنَاوُلِهِ. (2)
وَمِمَّا وَرَدَ مِنْ أَحَادِيثَ فِي التَّدَاوِي وَالْعِلَاجِ مَا رُوِيَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رضي الله عنه قَال: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَجَاءَتِ الأَْعْرَابُ فَقَالُوا: يَا رَسُول اللَّهِ أَنَتَدَاوَى؟ فَقَال: نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَاّ وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ قَالُوا: مَا هُوَ؟ قَال: الْهَرَمُ وَفِي لَفْظٍ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِل دَاءً إِلَاّ أَنْزَل لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ (3)
(1) حديث: " ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقا أو تعلقت. . . " أخرجه أبو داود (10 / 349 - عون المعبود - ط السلفية) وأعله المنذري بضعف أحد رواته.
(2)
عون المعبود في شرح سنن أبي داود 10 / 349 - 351.
(3)
الطب النبوي لابن القيم الجوزية 13 مؤسسة الرسالة، وزاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية 3 / 66 ط مصطفى الحلبي. وحديث:" إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه. . . " أخرجه أحمد (1 / 377 - ط الميمنية) والحاكم (2 / 399 - ط دائرة المعارف العثمانية) وصححه ووافقه الذهبي.