الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأسارى الذين بالبلد لئلا يهربوا للسفينة المذكورة، فإن هرب أسير وبلغ المركب فلا يفتش عليه ولا يطالب به القونصو ولا غيره، لأنه دخل تحت سنجاق الفرنصيص ولاذ به، وكذلك من فعل من أسارى المسلمين أيا كانوا ذلك بمراسى الفرنصيص لا يفتش عليه، لأن السنجق حرم.
الشرط الثامن عشر:
ما نسى من الشروط يفسر ويشرح على وجه مفيد معتبر لكى يحصل منه خير كثير ونفع عام لرعيتى الدولتين، ولأن بواسطتها تشتد عقود الموالاة والمصافاة.
الشرط التاسع عشر:
إذا: احصل خلل في الشروط التي انعقد عليها الصلح فلا يفسد الصلح بسبب ذلك، وإنما يبحث في المسألة ويرجع فيها للحق من أى إيالة كانت، ولا يتعرض لرعايا الدولتين الذين لا مدخل لهم في شيء من الأشياء، ولا يباشر أحد من الرعيتين الخصومة والجدال إلا بعد مخالفة الشريعة والحق إعلانا.
الشرط العشرون:
إن قدر الله بنقض الصلح المنبرم، فجميع من بإيالة سيدنا نصره الله من جنس الفرنصيص يؤذن لهم في الذهاب لبلادهم باموالهم وأولادهم في أمان، ويمهلون في البلاد لجمع أموالهم وأمتعتهم لمضى ستة أشهر.
ذكر الباسبورط المصطلح عليها لكل مركب من المراكب الفرنصيصية البازركانية
من عند أمير البحر بكل مرسى من مراسى الفرنصيص "لويز جان مرى دبربون دك دبمنطيور" أمير البحر بإيالة الفرنصيص، السلام، على كل من ينظر هذه الأسطر نعلمه أننا دفعنا ونفذنا إجازة بالباسبرط هذه لفلان رئيس المركب المسمى
فلانا فيه من الوسق كذا، وأنه ذاهب إلى بلد كذا موسوق بكذا، مكاحله ومدافعه كذا، رجاله كذا، وهذا بعد ما صار النظر والاطلاع الشرعى بما فيه فشهادة على ذلك وضعنا إمضاءنا وطابعنا، وكتب بخط يده كاتب البحر فلان في مدينة باريز في شهر كذا في سنة كذا لويز جان مرى دبوربون وتحت ذلك:
من جانب حضرته السمية غرامبرك مختوم ذكر خط يد القونصو المصطلح عليه الذى يكون عند سفن سيدنا نصره الله
صورته: كاتبه فلان قونصو الفرنصيص بإيالة سيدنا نصره الله بثغر كذا، نعلم كل من رأى هذه الأحرف أن المركب المسمى كذا رئيسه فلان وفيه كذا وهو من ثغر كذا، فإنه هو ومن معه من إيالة السلطان المنصور بالله سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله سلطان مراكش ومن انضاف إليه رجاله، كذا مدافعه كذا، وشهادة على ذلك وضعنا اسمنا على هذه الورقة التي ختمناها بخاتمنا في بلد كذا في شهر كذا في سنة كذا".
ومن ذلك ما كتب به صاحب الترجمة جوابا لملك فرنسا لويز السادس عشر في التأسف على وفاة جده لويز الخامس عشر والفرح بولاية المكتوب له مع إبقاء الصلح والمهادنة مستمرين على ما كان عليه ونصه:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، عن أمر السلطان الأعظم سلطان مراكش وفاس ومكناسة وتافيلالت وسوس ودرعة وكافة الأقاليم الغربية سيدنا ومولانا (محمد بن عبد الله بن إسماعيل الله وليه ومولاه) خلد الله نصره، وأعز أمره، وأدام سموه وفخره، وأشرق في فلك السعادة شمسه وبدره، إلى عظيم جنس الفرنسيس المتولى أمرهم في الوقت الرى لوزير السادس عشر من اسمه، سلام على من اتبع الهدى أما بعد فقد ورد على
حضرتنا العلية بالله كتابك الذى تاريخه ثانى عشر من مائه عام أربعة وسبعين وسبعمائة وألف المتضمن الإخبار بموت جدك الرى لويز الخامس عشر على يد نائب قونصوكم (برطملى دبطنير) وبقى في خاطرنا جدك لويز كثيرا، حيث كانت له محبة في جانبنا العلى، وكان ممن يحسن السياسة في قومه، وله حنانة في رعيته وحفظ عهد مع أصحابه، وفرحنا حيث كان باقيا من ذريته من يخلفه في المملكة والجلوس على سرير الملك من بعده، وما زالت تسعد بك رعيتك أكثر مما كانت في حياة جدك، ونحن معك على المهادنة والصلح، كما كنا مع جدك انتهى.
صدر الأمر بكتبه من حاضرة مكناسة الزيتون في عاشر جمادى الثانية عام ثمانية وثمانين ومائة وألف".
ومن ذلك ما كتب به له أيضا مع سفارة القائد الطاهر فنيش ولفظه:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم، (محمد بن عبد الله بن إسماعيل الله وليه ومولاه".
من أمير المؤمنين، المجاهد في سبيل رب العالمين، عبد الله المتوكل على الله، المعتصم بالله، محمد بن عبد الله بن إسماعيل الله وليه ومولاه، إلى عظيم الفرنسيس لويز السادس عشر من اسمه السلام على من اتبع الهدى.
أما بعد: فاعلم أن سفنا من سفن الفرنسيس حرثوا بأقصى إيالتنا المباركة في الصحراء وتفرق جميع من سلم من الغرق من النصارى في أيدى العرب، وحيث بلغنا ذلك وجهنا بعض خدامنا للصحراء لجمع من في أيدى العرب من النصارى الفرنصيص لنوجههم إليكم بعد الإنعام عليهم رعيا للمهادنة والصلح الذى بيننا وبينكم، ثم إن قونصوكم الذى بإيالتنا أساء الأدب وكتب لنا أن نوجه له النصارى
ويدفع الكاشطى الذى صير عليهم خديمنا المذكور، فساءنا كلامه لأنه لو أحسن الطلب لأنعمنا بهم عليه على تقدير أن لو كنا معكم على الكره فأحرى ونحن معكم في الصلح والمهادنة، ولأجل ذلك وجهنا لكم من حضرتنا العلية بالله عددهم عشرون فهم يصلون منا لناحيتكم.
وقد وجهنا لكم خديمنا القائد الطاهر فنيش باشدورا معه أولئك النصارى وليتكلم في أمر اقتضاه نظرنا السديد معكم ومع جميع قونصوات أجناس النصارى الذين بإيالتكم من المصالحين معنا وغيرهم على يدكم، وهو أن كل أسير أسر بإيالتنا من النصارى أيا كانوا ففداؤه مسلم رأسا برأس، وإن لم يكن عندهم مسلمون فمائة ريال فداؤه لا غير، كذلك إذا كان المسلمون أسارى عند النصارى ففداء كل مسلم نصرانى من جنسه إن وجد، وإن لم يوجد فمائة ريال فداء المسلم أيضا، وسواء في ذلك الغنى والفقير والقَوى والضعيف لا فرق بينهم في الفداء، ولا يبقى الأسير في بلاد المسلمين ولا في بلاد النصارى عاما واحدا، والشيخ الهرم الذى بلغ السبعين والمرأة كيفما كانت لا أسر فيهما، فحيث وجد الشيخ الهرم أو المرأة في سفن المسلمين أو النصارى فيسرحان في الحين من غير فداء، وهذا إن شاء الله رأى سديد ظهر لنا فيه صلاح الجانبين، أردنا أن يكون عقده على يدكم، وإن تم ذلك على الوجه المذكور فوجه لنا كتابك بإبرام ذلك ويصلك كتاب مطبوع بطابعنا الشريف، ومعلم بخط يدنا الشريفة، مضمنه أننا التزمنا جميع ما ذكر في كتابنا هذا في شأن فكاك الأسارى من الجانبين على الوجه المذكور إن تم يبقى تحت يدك، ويصلك ستة من الخيل من عتاق خيلنا صلة منا إليكم، وخديمنا المذكور لا تبطئوه عندكم ووجهوه إلينا عزما بعد قضاء الغرض الذى وجهناه إليه، ونحن معكم على المهادنة والصلح وكل ما يقول لكم ثقوا به فيه، صدر الأمر به في مهل شعبان عام واحد وتسعين ومائة وألف".