الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
132 - الحارث بن المفضل الحسناوى السهلى أصلا المكناسى دارا
.
حاله: فقيه علامة من أعيان مهرة محققى عصره، وأوحد فضلاء مصره، كان معاصرًا للشيخ الرهونى محشى الزرقانى وبنانى، وربما كان في عداد شيوخه.
وهو من جملة أعيان العلماء الذين وافقوا على تأليف له نقله في حاشيته المذكورة عند قول المتن، وقدمت بينة الملك من باب الشهادات وقد صرح بأن الموافقين له عليه من محققى أعيان علماء عصره، وأثبت تقاريظهم ثمة وهم أي المقرظون الموافقون: الشيخ الطيب بن عبد المجيد بن كيران، والشيخ محمد بن أحمد بن محمد بنيس، والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحائك المصمودى التطوانى، والشيخ المترجم، والشيخ سيدى محمد بن الخضر النجار الحسنى السماتى، والشيخ سيدى محمد بن محمد الجنوبى الحسنى، والشيخ سيدى محمد بن الصادق بن أحمد بن الحسين بن ريسون الحسنى العلمي هكذا ذكر نصوص موافقاتهم له على هذا الترتيب، ولم أقف على تاريخ وفاته.
133 - الحسن بن مولاى المهدى بن مولاى أحمد بن مولاى المهدى
بن سميه أيضًا نجل تاج مفرق الدولة العلوية أبى النصر مولانا إسماعيل.
قدس الله سره الشريف الأصيل. البركة الجليل. الصالح الأنزه.
حاله: بركة صالح، ذاكر ناسك صبور مقبل على الله، دال عليه بحاله ومقاله، معرض عن سائر الخطط والمناصب العلمية، وربما تعاطى بعض أسباب المعاش من بيع وشراء إذا ضاق به الأمر في تحصيل ضروريات عياله، قنوع باليسير، مكتف بأدنى بلغة.
رحل لطلب العلم بمحروسة فاس وتلقاه من أفواه جلسة حملته وجد واجتهد حتَّى حصل ما قسم الله له، ثم قفل لمسقط رأسه زاوية زرهون، وصار حامل راية
دروسها فانتفع به كل طالب للعلم وقتئذ بها، ثم انتخبه السيد عبد الله بن أحمد لإقراء ولده السيد عبد السلام العلم بفاس مدة مديدة، وبعد موت المذكور رجع للزاوية وانكب على تدريس العلم وإفادته، ثم انتقل لمكناس وأقبل على نشر العلم وبثه في صدور الرجال راض بالقليل من الطعام والدون من الثياب، مقبل على الله في سره ونجواه، ولوع بمحبة الصالحين ومجالسة أهل الخير، والأنس بحديثهم.
ولم يزل هذا شأنه وديدنه إلى أن ألبسه المولى سبحانه حلة مرض مزمن أقعده بل أضجعه، فتلقى ذلك بكمال الرضا، بحيث صار لا يتمنى زواله، ولا يبحث عن طريق التخلص منه.
ولم تزل أسراره القلبية تنمو، ومرضه يتزايد حتَّى صار نصفه الأسفل لا يتحرك إلا بمشقة، وقلبه مع ذلك ممتلئ بالأسرار طافح بالأنوار، فكان وهو بهذه الحالة يفيض على زائريه مما هو فيه فيجدون في ذلك من الرقة والإنابة والخشية ما كانوا قبله بُعَدَاء عنه، وقد لازمه المرض الموصوف وهو معه على هذا الحال المعروف مدة سنين إلى أن لبى داعى مولاه وانتقل لما اختير له رحمه الله.
مشيخته: أخذ عن مختصر الرهونى الشيخ سيدى محمد بن المدني جنون وهو عمدته ومن في طبقته من أعلام ذلك الزمان.
الآخذون عنه: منهم إمام وخطيب مسجد الضريح الأنور الإدريسى العلامة سيدى الفاطمى بن الفضيل ومنهم سيدى محمد بن الفاطمى الإدريسى ومنهم ابن عمنا العلامة الأقعد ابن أخي المترجم سيدى محمد بن أحمد وخلق وستأتى تراجم هؤلاء فيما بعد بحول الله.